السيكولوجيا
ورهانات التعريب في التعليم العالي-
المجلة الإلكترونية لشبكة العلوم النفسية - العدد 14–
ربيع 2007
قد لا نجانب الصواب عندما نصادر على أن قضية التعريب في المغرب هي أكثر من
قضية لغوية فقط لأنها أصبحت ظاهرة اجتماعية تعبر في عمقها عن واقع اللغة في
المجتمع المغربي بشتى مكوناته وعناصره وبمختلف قطاعاته ومجالاته. فهي قضية
اجتماعية
لسانية عميقة لا يمكن فك لغزها باتخاذ بعض التدابير أو القرارات الجزئية في
مجال التكوين والتربية والإعلام، بل إن بداية حلها يكمن أساسا في مستوى
الوعي بمدلولها وعواقبها وفي مقدار الإرادة والجدية في التعامل معها قصد
معالجتها.
الرجوع للفهرس
الثورة
المعرفية وإشكالية السيكولوجيا في العالم العربي
- المجلة الإلكترونية لشبكة العلوم النفسية - العدد 13 – شتاء 2007
تتلخص الفكرة التي ندافع عنها في هذا البحث في أن السيكولوجيا التي
نتداولها ونتعامل بها في الوطن العربي قد تقادمت وشاخت وربما أفلست من حيث
مصادرها ومرجعياتها وتصوراتها إلى الحد الذي أصبح معه الأمر يتطلب تغيير
المسعى لصياغتها على أسس جديدة تتماشى ومستجدات السيكولوجيا المعاصرة وخاصة
في أبعادها المعرفية.
فالأكيد أن انطلاق هذه السيكولوجيا ذات الطابع المعرفي كاتجاه جديد في علم
النفس في أوائل الستينات من القرن العشرين قد غيّر بصورة جذرية طريقة تصور
النفس الإنسانية وأسلوب دراستها. فبراديغمها
paradigme المعرفي الذي يعتبر الذهن كنوع من البرمجة المعلومياتية
المستعملة للرموز المجردة يشير بالوضوح إلى أن ثورة معرفية حدثت فعلا في
مجال علم النفس. وهي الثورة التي رافقتها تحولات عميقة وخاصة على مستوى
اتخاذ الذهن في معناه الواسع موضوعا أساسيا ومعالجة المعلومات مسعاً
منهجياً وبالتالي الإقرار بتجاوز عدد من السيكولوجيات. فالواقع أن هذه
السيكولوجيا التي لم تكن تحظى بأي حضور قبل أربعة عقود من الآن، أصبحت هي
المهيمنة حاليا على خريطة علم النفس. فقد أضحت تشكل الثورة المعرفية
القائمة الذات التي لا يتردد أغلب علماء النفس في اتخاذها إطارا أساسيا
للتعبير عن علم النفس بأكمله.
وقصد إضفاء صفة المصداقية على هذا الطرح القائل بتقادم السيكولوجيا
المتداولة عندنا وبمعرفية السيكولوجيا المعاصرة، نرى ضرورة مقاربة ثلاث
قضايا جوهرية نفترض فيها أكثر من غيرها قدرتها ونجاعتها على التعريف المقنع
بالفكرة التي ندافع عنها بهذا الخصوص وهي على التوالي:
الرجوع للفهرس
نحو
مقاربة معرفية لسيكولوجية الطفل وسيرورة الاكتساب في العالم العربي
- المجلة
الإلكترونية لشبكة العلوم النفسية - العدد 20 – خريف 2008
مقدمــــة:
الأكيد أن الاهتمام في هذه المقالة بسيكولوجية الطفولة في علاقتها بتربية
الطفل ورعايتة وحمايتة وتأهيله وتحقيق اندماجه، جاء نتيجة الاقتناع بأن
السيكولوجيا في العالم العربي إن أرادت فعلا أن تقوم بدورها المطلوب، فلا
مناص لها من الانفتاح على قطاعات المجتمع الحيوية، وفي مقدمتها قطاعات
التربية والتكوين، التثقيف والتنشيط ثم الصحة والعلاج، كفضاءات تطبيقية تعج
بالظواهر والمشاكل والصعوبات التي من المفروض أن تساهم هذه السيكولوجيا في
دراستها وتقويمها وإيجاد حلول لها.
وتجدر الإشارة بهذا الخصوص إلى أن أهم خلاصة انتهينا إليها من خلال
الاهتمام بهذا الموضوع على امتداد العشر سنوات الأخيرة هي أنه وبالنظر إلى
واقع السيكولوجيا المعاصرة ومقوماتها الحالية، يمكن الإقرار بحاجتنا الماسة
إلى سيكولوجيا جديدة للطفولة وسيرورات الاكتساب (أعني النمو والتعلم)
مغايرة لتلك التي كانت وما تزال تهيمن عندنا حتى الآن وذلك لاعتبارات عديدة
أهمها (أحرشاو، تحت الطبع):
*
بالتأكيد أن التحولات التي شهدتها المجتمعات العربية مؤخرا في مجالات
الاقتصاد والتربية والثقافة والتكنولوجيا والإعلام، قد ساهمت إلى حد كبير
في مضاعفة الاهتمام بالطفولة وبأساليب تربيتها وإعدادها وتأهيلها وتحقيق
توازنها النفسي واندماجها الاجتماعي. فعلى مدى الخمسين سنة الأخيرة، عرفت
هذه المجتمعات تغيرات وتحولات عميقة شملت بعض جوانب بنياتها
السوسيواقتصادية والديمغرافية والثقافية والتربوية. وهي التحولات والتغيرات
التي واكبتها مكتسبات بنيوية تمثلت أساسا في بعض مظاهر التطور التي طالت
قطاعات ومجالات حيوية كالإصلاح التربوي والإداريوالصحي والاندماج في
الاقتصاد العالمي. إلا أنه وعلى الرغم من هذه المكتسبات فهي ما تزال تعاني
من كثير من بؤر العجز والخصاص التي تعطل طموحها
المشروع
في التنمية وتُقَوِّضُ كل آمالها في تحقيق هذا الطموح، بما في ذلك بؤر
العجز والتأخر في مجال البحث العلمي في بعده السيكولوجي. ومن هنا نرى ضرورة
التأكيد على أن نجاح أية استراتيجية لخدمة الطفولة العربية يبقى مشروطا في
كثير من جوانبه بمستوى ارتباطه ودرجة ارتكازه على أسس ومقومات سيكولوجيا
الاكتساب ذات التوجه المعرفي. فكما سيأتي تفصيل ذلك في الفقرات اللاحقة من
هذا المقالة، هناك حاجة ملحة إلى مثل هذا الارتكاز الذي يمثل السبيل الأنجع
لدراسة هذه الطفولة وفهمها وتأهيلها وتحقيق مطامحها.
الرجوع للفهرس
السكولوجيا من منظور
عربي( افتتاحية الملف)-
المجلة الإلكترونية لشبكة العلوم النفسية -العدد 17 - 2008
هل صحيح أن السيكولوجيا التي نتداولها ونتعامل بها في الوطن العربي قد
تقادمت وشاخت وربما أفلست من حيث مصادرها ومرجعياتها وتصوراتها إلى الحد
الذي أصبح معه الأمر يتطلب تغيير المسعى لصياغتها على أسس جديدة تتماشى
ومستجدات السيكولوجيا المعاصرة وخاصة في أبعادها المعرفية. ما هي مقومات
هذه السيكولوجيا وخصائصها العلمية والتطبيقية؟ ما هي مشاكلها ومعوقاتها
وآفاقها المستقبلية في ظل المرتكزات النظرية والمستجدات المثودولوجية
للسيكولوجيا المعرفية الراهنة؟
الأكيد أن انطلاق ما ينعت بالسيكولوجيا الحديثة ذات الطابع المعرفي كاتجاه
جديد في علم النفس في أوائل الستينات من القرن العشرين قد غيّر بصورة جذرية
طريقة تصورنا للنفس الإنسانية وأسلوب دراستها. فبراديغمها
paradigme المعرفي الذي يعتبر الذهن كنوع من البرمجة المعلومياتية
المستعملة للرموز المجردة، يشير بوضوح إلى أن ثورة معرفية حدثت فعلا في
مجال علم النفس. وهي الثورة التي رافقتها تحولات عميقة وخاصة على مستوى
اتخاذ الذهن في معناه الواسع موضوعا ومعالجة المعلومات مسعاً منهجياً
وبالتالي الإقرار بتجاوز عدد من السيكولوجيات السابقة بما فيها السلوكية.
فالواقع أن هذه السيكولوجيا التي لم تكن تحظى بأي حضور قبل أربعة عقود من
الآن، أصبحت هي المهيمنة حاليا على خارطة علم النفس. فقد أضحت تشكل الثورة
المعرفية القائمة الذات التي لا يتردد أغلب علماء النفس في اتخاذها إطارا
أساسيا للتعبير عن علم النفس بأكمله. وتتحدد أبرز مقومات وخصائص هذه
السيكولوجيا التي أضحت تميز مكونات وتوجهات المنظومة السيكولوجية الحديثة
في العناصر الثلاثة التالية:
الرجوع للفهرس
البحث العلمي ومجتمع
المعرفة في المغرب-
المجلة
الإلكترونية لشبكة العلوم النفسية -العدد 17 - 2008
مقدمــــة:
إذا كانت غايتنا في هذه الورقة تتلخص في التنصيص على أهمية البحث العلمي
كدعامة مركزية لولوج مجتمع المعرفة والانخراط بالتالي في سيرورة التنمية
المستدامة بالمغرب، فمرد ذلك اقتناعنا الراسخ بأن المعرفة، وفضلا عن كونها
تشكل الرافد الأساسي لكل تنمية مرغوبة، فإن اكتسابها أضحى يمثل الشرط
الضروري لبناء الكفاءات وإنتاج الثروات وتطوير الخدمات. فبامتلاكها أصبح
المجتمع المعاصر يوصف بمجتمع المعرفة والإعلام، الذي ينبني أكثر فأكثر على
التكنولوجية الرقمية العالية واقتصاد المعرفة المتطور والبحث العلمي
المتجدد. بمعنى المجتمع الذي تؤطره وتوجهه شروط إنتاج المعرفة وتسخيرها لما
يحقق التنمية في عالم تسوده مظاهر الانفتاح الاقتصادي والمنافسة الدولية
وعولمة المبادلات.
لتحقيق هذه الغاية سنعمل على مقاربة إشكالية البحث العلمي ومجتمع المعرفة
في المغرب من خلال التناول بالتحليل والتقييم لمجموعة من الأفكار والوقائع
والمعطيات التي ارتأينا توزيعها على المحطات الأربع التالية: (1) مقومات
مجتمع المعرفة (2) مكانة المغرب في اقتصاد المعرفة (3) البحث العلمي ومجتمع
المعرفة في المغرب (4) خلاصات ومقترحات
الرجوع للفهرس
واقع
البحث السيكولوجي في المغرب-
المجلة
الإلكترونية لشبكة العلوم النفسية -العدد 17 - 2008
لاجدال في أن المكانة العلمية الرفيعة التي يحتلها البحث السيكولوجي
بمفهومه الغربي, ليست وليدة الصدفة بل هي نتيجة طبيعية لازدهار ظروف وشروط
إنتاج هذا النوع من المعرفة العلمية, وفي مقدمتها الاختيارات الاقتصادية
الملائمة والتوجهات الثقافية المناسبة ثم الأنظمة التربوية والتكوينية
الواعدة بالخلق والعطاء. فمنذ أن ظهر هذا البحث بمظهر الفرع العلمي المستقل
في أواخر القرن الماضي وهو يسعى إلى تحقيق أهداف علمية وعملية, قوامها خدمة
الإنسان وتنمية المجتمع, رغم بعض المضايقات التي واكبتها استفسارات
إبستمولوجية حول المصداقية العلمية لهذا المولود الجديد. وتفاديا لاجترار
مختلف الأطروحات التي يعرفها جل المهتمين بهذا الميدان, نرى ضرورة الإشارة
في مستهل هذه المقاربة إلى أن الهدف الرئيسي لهذه الأخيرة يتحدد في محاولة
موضعة البحث السيكولوجي "الممارس" عندنا في المغرب في إطاره الصحيح وذلك من
خلال الاستحضار التفصيلي لمضامينه الأساسية والاستنطاق الموضوعي لإشكالياته
الرئيسية, وبالتالي المساهمة في بلورة جانب من التصور المستقبلي لتوجهاته
المرتقبة وأهدافه المأمولة. وهي مساهمة من الداخل نسعى من ورائها إلى
مقاربة جملة من القضايا الجوهرية الهادفة إلى تبيان طريقة التعامل مع هذا
الفرع العلمي على المستوى المحلي, والتي يمكن إجمالها في الأسئلة المحورية
التالية:
ما هي وضعية البحث السيكولوجي في المغرب? ما هي خصائصه المعرفية وأبعاده
التطبيقية? إلى أي حد يمكن تجاوز معوقاته الذاتية والموضوعية قصد الارتقاء
به إلى مستوى المشاركة الفعلية في خدمة مطامح الإنسان وتطلعات المجتمع?
وأكثر من هذا فإلى أي حد يسمح النمط الثقافي السائد عندنا بقيام المعرفة
السيكولوجية المطابقة والأدوات القادرة على إنتاجها?
رغم ما قد تستدعيه الإجابة عن هذه الأسئلة من كثافة في المعلومات والوقائع,
فإن الأمر لن يتجاوز في هذه المقاربة حدود المراهنة على بعض الأطروحات
والتقدم ببعض الأفكار الأساسية التي نفترض فيها إمكانية الإحاطة بالإشكالية
المطروحة والتعبير عن مختلف مكوناتها وتجلياتها.