التربية الوالدية في
العالم الإسلامي -
المجلة العربية للعلوم النفسية - المجلد 8 العدد 34-35
- ربيع & صيف 2012
تمهيـــــــــــــــــــد
تعد إشكالية التربية ووظيفتها التنموية واحدة من
التحديات الكبرى التي أصبحت تواجه مختلف المجتمعات الإنسانية وخاصة
المجتمعات الإسلامية. فهذه حقيقة لا جدال فيها؛ إذ أن الإجماع الحاصل
منذ قرون عديدة حول ضرورة التربية كسبيل لكل نهضة مرتقبة، قد تعزز منذ
أوائل الثمانينات من هذا القرن بإجماع آخر مفاده أن مصير المجتمعات في
القرن الحادي والعشرين، قرن العولمة والتكنولوجيا، سيتوقف بمعنى من
المعاني على الكيفية التي وفقها ستربي هذه المجتمعات أبناءها. فالتربية
التي تشكل في مدلولها الحضاري المرآة الصادقة لحالات الناس وأحوال
المجتمع وفي مدلولها العميق الأداة الأساسية للنمو والتطور، قد أضحت في
السنوات الأخيرة تمثل إحدى الأزمات المجتمعية العميقة. وإذا كانت أغلب
المجتمعات المتقدمة قد أولت هذه المشكلة كل ما تستحقه من عناية واهتمام
فإن أغلب المجتمعات الإسلامية ماتزال على العكس من ذلك غير مبالية بها
وبانعكاساتها السلبية المتنوعة (أحرشاو، 1998). لكن عن أية تربية نتحدث
في هذا النطاق؟
الرجوع للفهرس
مظاهر الثقافة العربية
وشروط تحديثها-
المجلة العربية للعلوم النفسية - المجلد 8 ملحق العدد
34-35 - ربيع & صيف 2012
فضلا عن الحقيقة التي ترسخت منذ قرون حول أهمية الثقافة
وفاعليتها في تحقيق النهضة المنشودة، فإن الجديد الذي بدأ يفرض نفسه في
السنوات الأخيرة، هو تزايد الاقتناع بأن الثقافة المطلوبة، هي تلك التي
يجب أن تهيء الفرد والمجتمع لمواجهة تحديات العصر الجديد، عصر الثورة
التكنولوجية والانفتاح الإعلامي، عصر التحاور الثقافي والاتجاه نحو
وحدة الثقافة الإنسانية.
إذا كانت هذه هي الصورة المصغرة للتحديات الكبرى التي
بدأت كل الثقافات تواجهها وتعمل على تجاوزها بتعديل طرق تفكيرها
وأساليب إبداعاتها وأدوات اشتغالها، فإن الأسئلة التي ستستأثر
باهتمامنا في هذه الم
قالة هي التالية:
ما هي مكانة الثقافة العربية من هذه
التحديات؟ ما هي مظاهرها وخصائصها البارزة؟ وما هي شروط تحديثها
وإجراءات تطويرها؟، وهي الأسئلة التي سنحاول الإجابة عنها من خلال
التركيز على مجموعة من الوقائع والأفكار التي رأينا ضرورة توزيعها تبعا
للمحورين التاليين:
...
الرجوع للفهرس
السيكولوجيا
بالمغرب: مشاكل، رهانات وتحديات-
المجلة العربية للعلوم النفسية - المجلد 9 العدد 45
ربيع (2015)
ملخص: ما هي مقومات السيكولوجيا المتداولة في المغرب؟ ما هي إكراهاتها
الذاتية والموضوعية؟ وإلى أي حد يسمح النمط السوسيوثقافي السائد بقيام
المعرفة السيكولوجية المطابقة والأدوات المعرفية القادرة على إنتاجها
والمؤسسات الداعمة لاستثمارها. سنحاول الإجابة على هذه الأسئلة
المحورية من خلال التطرق إلى ثلاثة مشاكل أساسية: مشكل التأريخ
والهوية، مشكل الإبداع والإنتاج، مشكل الاستثمار والتوظيف.
Psychologie au Maroc : Problèmes, Défis et Enjeux
Résumé : Quelles sont
les caractéristiques de la psychologie pratiquée au Maroc? Quelles
sont ses contraintes subjectives et objectives? Et dans quelle
mesure le modèle socioculturel dominant permet d’investir les
résultats de cette psychologie dans les différents secteurs? Nous
allons essayer de répondre à ces questions en abordant les trois
problèmes fondamentaux suivants: D’abord, le problème de l'histoire
et de l'identité, d'autre part le problème de la créativité et de la
production, et enfin le problème de l'investissement et de
l’utilisation.
الرجوع للفهرس
واقع وآفاق
علم النفس في ظل البراديغم المعرفي-
المجلة العربية للعلوم النفسية - المجلد 9 العدد 46
صيف (2015)
تمهيد: قبل التطرق إلى مجمل الوقائع الأساسية المتعلقة بتغيير
البراديغم العلمي في المجال السيكولوجي وبظروف وشروط ظهور البراديغم
المعرفي وبمقوماته ومواصفاته، يجدر بنا أن نؤكد على الفكرتين
التاليتين:
* الواقع أن انطلاق السيكولوجيا المعرفية في أواخر الخمسينيات من القرن
العشرين قد واكبته تحولات جذرية وعميقة في مجال علم النفس. فالظواهر
التي كانت تندرج ضمن المباحث المحضورة أضحت هي الأساسية، وتلك التي
كانت تشكل القلب النابض للسيكولوجيا الحديثة أصبحت مهمشة ومتجاوزة.
فكثيرة هي الاتجاهات والنظريات المرموقة التي تراجعت وانحدرت لتترك
المكان لاتجاهات ونظريات جديدة. وكثيرة هي المنشورات والمجلات التي
أهملت أو توقفت لتحل محلها مؤلفات ومنابر علمية جديدة تعج بألفاظ
ومفاهيم حديثة الاستعمال والتداول. باختصار لقد كان الثمن باهضا لكون
أن السيكولوجيا الحديثة عرفت ثورة علمية حقيقية تمثلت أساسا في تحول
فعلي في براديغمها العلمي الذي انتقل من البراديغم السلوكي إلى
البراديغم المعرفي (Le grand، 1990).
* حينما نتحدث عن المعرفانية Le cognitivisme فنحن نقصد بالدرجة الأولى
نوعا من البراديغم العلمي الذي يتخذ من الذهن في معناه الواسع، بما في
ذلك الأفكار والتمثلات والمقاصد والذكريات والصور، الموضوع الجوهري
للسيكولوجيا. بمعنى البراديغم الذي يشير إلى السيكولوجيا القائمة على
نموذج خاص بالحياة الذهنية، ويدعو إلى استخدام نظرية معالجة المعلومات
كدعامة أساسية في مجال دراسة الاشتغال المعرفي لدى الإنسان (Barrs،
1986؛ Pellissier، 1995).
بعد هذا التوضيح، ننتقل إلى الحديث عن ظروف وشروط
تغييرالبراديغم في الحقل السيكولوجي وعن عوامل ظهور البراديغم المعرفي
ومقوماته ومواصفاته.
الرجوع للفهرس
خصوصيات اللغة
العربية وإكراهات تدريسيتها-
المجلة العربية للعلوم النفسية - المجلد 9 العدد 47
خريف (2015)
نادرا ما يتم التنصيص عندنا على أهمية المنهجية
التدريسية كمفتاح لتحقيق جانب مهم من النجاح الدراسي. فالممارسون للفعل
التربوي عادة ما يتناسون المفعول الإيجابي لهذه المنهجية في
المسار
الدراسي للمتعلم. لقد ثبت أن الفشل في اعتماد المنهجية التدريسية
الناجعة
يُعَدُّ أحد مصادر الصعوبات التي يواجهها بعض
المتعلمين. وكما ثبت أن مجرد تفاني المدرّسين وإخلاصهم المهني وحدسهم
السيكوتَرْبَوِي، لا تكفي كعوامل لتفادي مثل تلك الصعوبات. لذلك نعتقد
أن اعتماد المنهجية التدريسية المناسبة التي تتماشى إجراءاتها مع
مقومات المادة المعرفية الملقنة يشكل الخطوة المطلوبة في هذا المضمار .
في هذا المنظور إذن يندرج موضوع هذه الورقة عن "
خصوصيات اللغة العربية وإكراهات تدريسيتها". وهو الموضوع الذي نبتغي من
مقاربته الدفاع عن فكرة قوامها أن فعالية منهجية تدريس االعربية
ونجاعتها في تحقيق التعلم اللساني المأمول تتوقف إلى حد
بعيد على مدى نجاحها أو فشلها في الارتكاز على خصوصيات هذه اللغة. وقبل
الانخراط في مشوار استحضار أهم القرائن التي توضح معالم هذه الفكرة نرى
ضرورة الإشارة إلى أنه إذا كانت المقاربة السيكومعرفية تشكل بفعل
تخصصنا المرجعية المغذية لمضامين هذه الورقة، وبالتالي الإطار الذي
نحتكم إليه في القول بنموذج معرفي لتدريسية العربية، فلا مناص من
التسليم بأن نجاح أية منهجية تدريسية يبقى مشروطا بمدى انبنائها على
مقومات سيكولوجيا الاكتساب ذات التوجه المعرفي وذلك لاعتبارات ثلاثة:
الرجوع للفهرس