جائحة "الكورونا فايروس
"... الصحة النفسانية وتداعيات الكرب التالية للصدمة - الغالي
أحرشاو
مثلما تم التنصيص عليه في مساهمات سابقة، فالأكيد أن فيروس كورونا
المستجد الذي أصبح يشكل جائحة كونية، لا يمثل أول ولا آخر وباء حل
وسيحل بالعالم. فالحفر في تاريخ ذاكرة الأوبئة كفيل بأن يخبرنا
بظهور مثل هذه الجائحة وحضورها عبر الحقب والأزمنة. لكن الجديد هذه
المرة يكمن في كونها اكتسحت معظم قارات وبلدان المعمور بسرعة مذهلة
إلى حد تزعزع معه كبرياء العالم وقوته، وتزلزلت معه أسواق الاقتصاد
وأسعار المحروقات وبورصات المال والأعمال، فضلا عن تعريتة لضحالة
الإنسان ومحدودية علمه. وهكذا أضحت مشاعر الخوف والقلق هي الملامح
المهيمنة على جل مناحي الحياة، حيث صار الإنسان يشك في كل شيء، بما
في ذلك ذاته ودويه وأقرب المقربين إلى نفسه. فبصريح العبارة إن هذا
الفيروس الصغير الذي لا يرى بالعين المجردة، نجح في عَوْلَمَةِ
العالم من جديد ليحوله من قرية صغيرة إلى سجن كوني بفعل إجراءات
إغلاق الحدود والحجر الصحي التي قيّدت حرية الإنسان في التحرك
والتنقل والسفر داخل الوطن وخارجه.
الرجوع للفهرس
العلوم
والعلماء
في عهد جائحة
كوفيد 19..-
الغالي أحرشاو
نبتغي من خلال هذه المساهمة مساءلة مكانة
العلوم ودور العلماء في التعامل مع ما يعيشه العالم من تداعيات
صحية ونفسية مؤثرة ومن انعكاسات اجتماعية واقتصادية رهيبة
نتيجة جائحة كوفيد-19. فغايتنا الكشف عن معالم تلك المكانة وعن
مقومات ذلك الدور بخصوص أساليب التعامل مع تلك الجائحة،
استطلاعا وفهما وتفسيرا وتدبيرا، من خلال استحضار جملة من
الحقائق والوقائع التي تقعِّد منظومة العلوم والعلماء،
واستنطاق عينة من القضايا المرتبطة بالموضوع المطروح عالميا
ووطنيا. لكن قبل ذلك، يستحسن بنا الاستهلال بمقدمتين إثنتين:
- حيث إن العلم والبحث العلمي ليس حكرا على دول
بعينها، فالأكيد أن دورنا في المغرب لا يجب أن يقتصر في مواجهة هذا
الوباء على الانتظارية والاتكالية، بل صار من الواجب الانخراط في
مشوار البحث بهدف الخلق والإبداع والابتكار. وهذا أمر بدأنا نلمس
بعض بشائره ونجني بعض ثماره من خلال ما أصبحت بعض الكفاءات
المغربية المتمكنة من ناصية العلم والبحث العلمي تساهم به من
اختراعات وابتكارات قابلة للتوظيف في مواجهة التداعيات الصحية
الجسمية والنفسية لذلك الوباء.
- الراجح أنه لم يعد من المقبول المفاضلة في البحث
العلمي بين ما هو خاص بعلوم الطبيعة وما هو خاص بعلوم الإنسان،
لأن غايتهما معا تصب في تحقيق رفاه الإنسان ورقيه من خلال خدمة
التنمية الشاملة. فأمر التمييز بينهما لا يعدو أن يكون إلا في
الشكل والدرجة. وخير دليل آني على أن العلاقة بين هذين البعدين هي
علاقة تفاعل وتكامل وليست علاقة تفاضل وتباين، هي أن مخرجات
وتطبيقات كليهما صارت مطلوبة وضرورية في التعامل مع الجائحة
الحالية، إن على مستوى التجهيزات والطواقم والتدخلات الطبية، أو
على مستوى مساهمات وتدخلات الأخصائيين في علوم النفس والطب النفسي.
وهذه مسألة سنعود إليها في أحد محاور هذا المقال.
الرجوع للفهرس
الانحياز السلبي للذاكرة وخطر الاضطرابات الانفعالية في ظل
جائجة كوفيد 19-
محمد المير
يهدف هذا المقال إلى توضيح الارتباطات بين الانحياز
السلبي للذاكرة وخطر الإصابة بالاضطرابات الانفعالية. فقد ثبت من
دراسات سابقة أن بعض الاضطرابات الانفعالية كالاكتئاب والقلق تنتج
عن الانحياز المعرفي وبخاصة عن الانحياز السلبي الذاكرة، حيث يميل
الفرد إلى ترميز وتخزين واسترجاع المعلومات والذكريات الحياتية ذات
الشحنة الانفعالية السلبية. ويرتبط تنشيط انحياز الذاكرة بالضغط
النفسي الناتج عن بعض الأزمات التي يمكن أن يمر منها الإنسان كتلك
التي نعيشها اليوم. فالتغيرات التي حصلت في حياتنا اليومية بفعل
جائحة فيروس كورونا يرجح أن تولد ضغطا نفسيا ينشط، لدى بعض
الأفراد، انحيازا سلبيا للذاكرة، وهو ما يمكن أن يشكل عامل خطر على
صحتهم النفسية. فقد تبين، من معطيات متواترة، أن انحياز الذاكرة
يضعف القدرة على التضبيط الانفعالي، وهذا قد يتسبب في معاناة نفسية
يمكن أن تمهد لظهور الأعراض الأولى للاضطرابات الانفعالية أو
معاودة بروزها. وقد انكشف أن الانحياز السلبي للذاكرة يشكل أحد
الأسباب الرئيسية للاضطرابات الانفعالية، بالنظر إلى أن التفاعل
بين الخطاطات المعرفية والوضعية الضاغطة يؤدي إلى انحياز انتقائي
إلى ترميز وبلورة واسترجاع المعلومات السلبية أو المهددة، مما يولد
حلقة مفرغة تتدهور فيها قدرة الفرد على التضبيط الانفعالي.
الكلمات المفتاحية:
انحياز الذاكرة، الاضطرابات الانفعالية؛ كوفيد 19.
الرجوع للفهرس
في سيكولوجية الجائحة -هشام ابوحجازي
طالما كانت الأحداث والمواقف التي يمر بها المرء
مؤثره في سلوكه ورد فعله، يصدق هذا علي البشر كما يصدق علي بقيه
الكائنات، ومنذ فجر التاريخ - وحتي ما قبل التاريخ- دون الإنسان
حسبا لطرائق التدوين المتاحه في كل مرحله ما يدل علي تفاعله مع
الأحداث والتغيرات في البيئة المحيطة به ، وبالطبع فإن هذه الحوادث
الضاغطة يمكن ان تكون محدوده الأثر أو المده، كما يمكن أن تكون
واسعه المدي زمانًا ومكانا، ويختلف رد فعل الأفراد باختلاف حده،
وسرعه تطور الحادثة، وباختلاف خطورتها، وكذلك مداها المكاني
والزماني
ولا
شك أن جائحة كورونا تعد من أشد المواقف الضاغطة التي يتعرض لها بني
البشر حيث تتسم بالخطورة والسرعة والانتشار والعموم.
وهذه
محاوله لقراءة ما يدلنا عليه العلم الحديث عن التغيرات النفسيه
والفسيولوجيه التي قد تنتج عن التعرض لمواقف حاده او ضاغطة، وما
توصي به الدراسات والأبحاث العلميه من طرق ووسائل لتفادي الآثار
السلبية لتلك الحوادث وتحسين قدره الفرد علي التكيف معها ومواجهتها
بشكل إيجابي.
ولبسط
الامر وتوضيحه يمكننا تقسيم هذه التغيرات إلي تغيرات حاده أو آنيه
تحدث وقت التعرض الموقف أو بعده بوقت قصير وتستمر لفتره محدوده ،
وأخري لاحقه أو مؤجله تحدث بعد التعرض للموقف بفتره وتستمر لمدد
أطول، وسوف نبسط التفاعلات هذه علي مستوي الأفراد كما علي مستوي
الجماعات كذلك.
الرجوع للفهرس
الآثار النفسية للحجر الصحي في ظل جائحة كوفيد 19... قراءة
نفسمرضية في قلق اللحظة -
خديجة زيدي
ملخص:
شكل الحجر الصحي إجراء إلزاميا لمواجهة الأوبئة، ويتم استخدامه حاليا
في المغرب كاستراتيجية فعالة للصحة العامة للحد من خطر تفشي جائحة
كوفيد-19-
COVID.
فعلى الرغم من فوائده الكبيرة المؤكدة على نطاق واسع، إلا أن تداعياته
على الفرد والمجتمع، نفسيا واجتماعيا واقتصاديا، تبدو جد مؤثرة وجد
مكلفة أيضا. وتفاعلا مع هذه الجائحة التي فاجأت العالم بقاراته ودوله
المختلفة، سنعمل في هذه المقالة على استقصاء وتشخيص الآثار العميقة
للحجر الصحي المعمول به ليشمل مختلف جهات المملكة، مع بيان أهم
مخلفاته وانعكاساته على الصحة النفسية للمغاربة بالخصوص.
الكلمات المفتاحية:
كوفيد-19 – حجر صحي – الأثر النفسي
الرجوع للفهرس
المراهق المغربي وأزمة
كورونا-
سميرة شمعاوي
منذ انتشار وباء كورونا الذي ظهر لأول مرة في مدينة
ووهان الصينية، والعالم يعرف حالة من الخوف والهلع الناتجين عن
الانتشار السريع له في جميع القارات ثم حصده المستمر للأرواح بسبب
سرعة العدوى بين البشر، وما يزيد من تعميق القلق هو غياب اللقاح
الفعال لمكافحة الوباء، وعجز الدول - بما فيها الدول المتقدمة
والتي تتوفر على إمكانيات استشفائية مهمة- على محاصرته. إن
الاجتياح السريع والكثيف يخلقان حالات نفسية صعبة ومتباينة لدى
جميع الفئات بمن فيهم الأطفال والمراهقين والراشدين. وتتفاقم
الحالات من جراء الحجر الصحي الذي فرض على ملايير الناس في العالم
وأرغمهم على التزام بيوتهم كوسيلة يراهن عليها للتخفيف من حدة
انتشاره. وهذه التجربة ستؤثر بأشكال مختلفة على كافة الناس وستغير
أمور كثيرة في حياتهم وفي وجودهم، ويهمنا أن نعرف كيف تفاعل
المراهقون مع هذه الظروف الاستثنائية، وماهي حالاتهم النفسية في ظل
هذه الظروف؟ وكيف يمكن مواكبتهم للتخفيف من تأثير الأزمة؟ وسوف
نركز على فرضية أساسية مفادها أن التأثير النفسي لأزمة كورونا
سيكون جد عميق، خاصة أن شبابنا يعيش انتكاسات سابقة مرتبطة بالوضع
الاجتماعي الصعب وبمشاكل التعليم وعمق الهوة بينه وبين الراشدين ثم
الضغط الممارس من طرف وسائل التواصل.
الرجوع للفهرس
تفسير السلوك الصحي لدي مدخني الشيشة بمحلية الخرطوم في ظل جائحة
كورونا-
عمر محمد علي يوسف & ايمان الصادق عثمان
الرجوع للفهرس
سيكولوجية الخوف من الفيروس التاجي وكيفية إدارته-
سامر جميل رضوان
لنبدأ بالواضح: كورونا المرض الناجم عن سلالة
جديدة من الفيروسات التاجية، مخيف. إنه ينتشر بسرعة، ولا يوجد
حاليًا لقاح أو علاج وقائي له، ولا نعرف مدى خطورة هذا المرض. في
ظل هذه الظروف، من المفهوم أن يشعر الناس بالخوف.
لكن بعض القلق العام الذي ظهر في الأسابيع الماضية
كان غير متناسب مع المخاطر التي يشكلها كورونا كما نفهمها اليوم.
فعلى الصعيد العالمي ، توفي حوالي 3500 شخص بسبب المرض منذ بدء
تفشي المرض في خريف عام 2019. في الولايات المتحدة وحدها ، تقدر
مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن 20000 إلى 52000 شخص
ماتوا بسبب الأنفلونزا الشائعة منذ أكتوبر. وعلى الرغم من أن كبار
السن وأولئك الذين يعانون من أمراض تنفسية موجودة لديهم سبب للقلق
، فإن الغالبية العظمى من الأشخاص الذين يصابون بفيروسات التاجية
تظهر عليهم أعراض خفيفة يمكن علاجها في المنزل. لن يعاني البعض من
أي أعراض على الإطلاق.
ومع ذلك فإن الاقتصاد العالمي ينهار. الحي الصيني
فارغ؛ التمييز ضد الشعوب الآسيوية منتشر. والناس يخزنون الكمامات.
لذا ، لماذا نحن خائفون جدًا من الفيروس التاجي؟
الرجوع للفهرس
فوبيا كورونا (1-2)
-
قاسم حسين صالح
تنويــــه(1)
اشاع فيروس كورونا المستجد (Covid
19
) فوبيا اصابت آلاف الناس عبر العالم، وازدادت بتزايد سرعة انتشاره
بعد ان تقدمت ايطاليا على الصين في عدد الأصابات ووفاة 800 شخص في
يوم واحد!، واحتلال فرنسا المركز الرابع في عدد الأصابات واعلانها
أن الوضع (مقلق جدا)، واجتياحه لخمسين ولاية في اميركا، وتحذير
العلماء للحكومة البريطانية بأن كورونا سيفتك بحياة ربع مليون
بريطاني ان لم تغيير اجراءاتها الصحية، واعلان دول اوروبا قرب نفاد
المستلزمات الطبية، ووصول عدد الأصابات الى (300) ألفا، والوفيات
(13) الفا لغاية (21/3/2020)،مصحوبة بهوس وسائل تواصل اجتماعي
وفضائيات على صناعة رعب احترافية غير مسبوقة عالميا.
وانطلاقا من مسؤوليتنا أمام شعبنا ودورنا في اشاعة
الثقافة السيكولوجية والاجتماعية ضد وباء كورونا، نواصل في هاتين
الحلقتين سلسلة مقالاتنا لتوعية الناس باهمية الحالة السيكولوجية
للفرد في أزمات الأوبئة.
وانطلاقا من مسؤوليتنا أمام شعبنا ودورنا في اشاعة
الثقافة السيكولوجية والاجتماعية ضد وباء كورونا، نواصل في هاتين
الحلقتين سلسلة مقالاتنا لتوعية الناس باهمية الحالة السيكولوجية
للفرد في ازمات الأوبئة.
تتضمن الحلقة الأولى تنظيرا صرفا موجزا للرهاب (الفوبيا)
يزود بمعرفة ثقافية عنه،فيما تتضمن الحلقة الثانية تطبيقا محددا
لأساليب التعامل في مواجهة فيروس ماكر وخبيث.
الرجوع للفهرس
كورونا وحديث المسافات-
رمضان زعطوط
تدور
أغلب
التدخلات في الأوبئة على العدوى. وتركز السلطات الصحية والإعلام في
البلد،
خلال الأوبئة والجائحات، على المسافات التي تفصل
بين الأفراد لقطع سلسلة انتقال المرض فيما يعرف "بالتباعد
الاجتماعي". وقد دأب الخبراء والأطباء على تحذير الناس من خطورة
التقارب في الأمراض المعدية .
تم تحديد المسافة الوقائية في وباء كورونا الحالي
بمتر أو يزيد، مع الحرص على نظافة الأيدي ولبس الواقيات. شارك
الإعلام في هذا الجهد الانساني من خلال التلفزيون والإذاعة ووسائل
التواصل الاجتماعي. كما تم توظيف الأطباء والعلماء ورجال الدين
وكذا الرياضيين والفنانين في حملة عالمية لتثقيف الجماهير.
لكن أغلب أفراد المجتمعات لم يلتزموا بتلك النصائح
والمعلومات الوقائية، ورأينا سلوك التقارب والاحتكاك بدل احترام
المسافات الإحترازية، الى حين تحولها إلى قوانين وإجراءات أمنية
مشددة، وصلت حد إعلان الطوارئ، ونزول الجيوش الى الشوارع لفرض
احترام الاجراءات الوقائية، مثل الحجر المنزلي.
وقد يتساءل المرء عن سبب عدم الالتزام بنصائح
الأطباء، والخبراء، التي تهدف أساسا الى حماية المجتمع من خطر
العدوى في مثل هذه الجائحات الخطيرة .
يساهم علماء النفس الاجتماعي في محاولة الاجابة عن هذا التساؤل
باستكشاف سلوك عدم التعاون، وعدم الالتزام بالتدابير الوقائية في
الأوبئة، ويرجعونه إلى عوامل ومتغيرات متعددة، من أهمها مفهوم
المسافة النفسية . لكونه يؤثر مباشرة في مستوى الخطر المدرك الذي
يعتبر الدافع الرئيس للسلوك الصحي وتجنب سلوك المخاطرة.
يعتبر
Taylor(2019)
أن مفهوم المسافة النفسية يشير الى المسافة المدركة بين الذات وبين
الشيء أو الحدث أو الخبرة. فإذا اخذنا وباء كوفيد 19 كمثال، فإن
المسافة المدركة بين الإصابة بالمرض وبين سببه المباشر،وهو
الفايروس، هي التي تحدد مستوى ادراك خطورة الإصابة بالعدوى. وكلما
شعر الفرد بالخطر كلما زاد احتمال تحفيز جهازه المناعي السلوكي
وتبنيه لسلوكات صحية وقائية.
الرجوع للفهرس
زمن
"الكورونا"... رؤية نفسية ودروس مستفادة-
لطفي الشربيني
محنة
هائلة..و أجواء من المخاوف و الهلع غير مسبوقة يعيشها العالم في
زمن "الكورونا"..
و في مواجهة الشدائد, و زمن الوباء و انتشار "الكورونا" على هذا
النحو , وما نجم عن ذلك من خوف و رعب ربما أكثر وطأة من المرض يقول
لك طبيبك النفسي: لا بديل عن التمسك بالامل و التفاؤل و قبول الامر
برباطة جأش حتى تنجلي الازمة و تضع أوزارها , وهذا سيحدث حتما كما
مرت أزمات مشابهة بقدر من الخسائر لكن الحياة تستمر.
و من رؤية الطبيب النفساني حاولت هنا رصد بعض الملاحظات النفسية و
الدروس المستفادة من زمن "الكورونا", مع التأكيد على أن الأمر لا
يخلو من ايجابيات وسط أجواء الخوف و القلق و الاعباء النفسية
الهائلة المصاحبة لانتشار الوباء, فهناك الكثير من الدروس
المستفادة من هذه الخبرة الصعبة يمكن ان يستخلصها من خلال التأمل
في ما يحدث من حولنا.. وهنا نذكر بعض النقاط:
الرجوع للفهرس
كورونا كوفيد19...من
صدمة المرض الى الوصم الاجتماعي
-
شهرزاد نوار
خلق انتشار فيروس كورونا خوفا وهلعا كبيرين على
المستوى العالمي
بسبب
الانتشار الشديد والسريع للعدوى، بالإضافة إلى عدم وجود علاج له
وارتفاع نسبة الوفايات حول العالم،
مما خلق صدمة وأضرارا نفسية للإفراد.
وبالرغم من ارتفاع أعداد المصابين بالفيروس
والوفايات،هناك الكثير من المرضى يتعافون من المرض، إلا أنهم مع
العودة للحياة الطبيعية قد يواجهون مشكلة عدم تقبل بعض المحيطين
بهم لهم خوفًا من انتقال العدوى والإصابة،معتبرين المرض وصمًا
يلاحق صاحبه آو ما يعرف بالوصم
الاجتماعي.
ظهرت الوصمة نتيجة الظروف الحالية والتهويل في الأخبار
وتناقل المعلومات لتطال في بداية ظهور الوباء الأفراد المنحدرين
من أصل آسيوي، ثم اتسعت لتشمل العاملون في مجال الرعاية الصحية
والعمال الموجودين في الخطوط الأمامية
،وطواقم
الطوارئ، ثم الأشخاص المصابون بالفيروس وعائلاتهم وأصدقاؤهم،
والأشخاص الذين تم تسريحهم من الحجر الصحي، ليكونوا محل جدل ويشار
اليهم على أنهم حاملون للمرض وناقلون للعدوى.
ورغم
ارتباط الوصم بالإجرام الا انه ظهر جليا في الأوبئة كذلك.
يعود مصطلح الوصم الاجتماعي إلى أزمان قديمة قدم
تاريخ المجتمعات البشرية، فقد كان اليونانيون القدامى يحرقون أو
يقطعون بعض أعضاء الجسم ومن تم يلعنون على الملا أن حامل هذه
العلامة آو تلك هو خائن أو مملوك.
الرجوع للفهرس
قراءات في الملف
كورونا والإنتحار!! -
صادق السامرائي
بدأت الأخبار تتداول بعض المصابين أو المشكوك
بإصابتهم بوباء كورونا الذين أقدموا على الإنتحار بعد أن أصيبوا
بالفايروس , ولا يُعرف السبب الحقيقي للإنتحار.
هل هو الفايروس القشة التي قسمت ظهر البعير؟
هل هي الكآبة الناجمة عن الإصابة ؟
هل أن العزلة المفروضة؟
وهل وهل؟!!
تساؤلات
متنوعة , لكن حالات الإنتحار بدأت مع إشتداد هجمة الوباء على
البشرية في أصقاع الدنيا , فهذا شاب يلقي بنفسه من الطابق السابع
في مستشفى في نيودلهي حينما وضعوه في ردهة العزل , بعد أن ذكرلهم
في المطار بأنه يعاني من وجع الرأس , وبعض الأعراض التي جعلتهم
يشكون بإصابته بكورونا.
الرجوع للفهرس
التقوية الروحية وكورونا!!-
صادق السامرائي
التقوية الروحية من ضرورات المواجهة الشرسة مع هذا
الفايروس الفتاك الواسع الإنتشار , الذي شل حركة الدنيا وأجبر
الناس على الدخول في مساكنهم إلى أجل غير مسمى.
فما
دام العلاح غير متوفر واللقاح يتطلب وقتا , والعدو لا يُرى , فمن
الواجب أن نتصدى له بقدراتنا اللامرئية وطاقاتنا الروحية , التي
تعزز المناعة وتبني مقاومة ذات قيمة بقائية وإرادة إنتصارية على
عدو ينتشر بسرعة الضوء ويسعى لحصد الملايين من البشر.
فكيف
تكون التقوية الروحية؟
إنها ليست أضاليل وخرافات ودجل وتغرير وإعماء وأفك
مبين , مثلما تقوم به العمائم المتاجرة بالدين.
التقوية الروحية تعني الإيمان والتقوى , والقدرة
على تنمية الطاقة الكامنة فينا , وربطها بالإرادة الكونية
وإستحضارها لمواجهة وصيانة الذات والحياة.
الرجوع للفهرس
القوة الروحية والمناعة الذاتية!!-
صادق السامرائي
القوة الروحية لها دورها الكبير في تعزيز المناعة
الذاتية , وتقوية قدرات البشر على مواجهة الأخطار والأوبئة التي
تقودها مايكروبات غير مرئية , مما يستوجب التصدي بطاقات وقدرات غير
مرئية.
والمقصود
بالقوة الروحية ليس الضلال والدجل والأوهام , وإنما المعرفة
الإيمانية المقرونة بالعمل , والسلوك المترجم لقدرات السيطرة
والتحكم بالمصير , بالإقدام على عمل الخيرات والتواصل مع طاقات
الكون المطلقة بالعطاء المستديم.
هذه القوة تتواشج مع الإرادة الكونية وتدور في
مداراتها العلوية , وتنستمد منها المناعة المقوّية للمجابهة
والتحدي والإنتصار على أعداء الحياة بأصنافهم المتوافدة.
الرجوع للفهرس
الرحمة والقوة الروحية!!-
صادق السامرائي
الرحمة: الخير والنعمة , الشفة والرأفة.
تتكرر كلمة رحمة في القرآن كثيرا وفي مواضع متنوعة
, ومنها مقتطفات آيات :
"ما
يفتح الله للناس من رحمة فلا مًمسكَ لها...." 35:2
"...ربكم ذو رحمةٍ واسعة ...." 6:147
"رحمة من ربكَ إنه هو السميع العليم" 44:6
"وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" 21:107
"قل مَن الذي يعصمكم من الله إذا اراد بكم سوءً أو
أراد بكم رحمة ولا يجدون من دون الله وليا ولا نصيرا" 33:17
"...لاتقنطوا من رحمة الله...." 17:100
"...ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا
رشدا" 18:10
"قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون" 15:56
"وقل ربي اغفر وارحم وأنت خير الراحمين" 23:118
"هدى ورحمة للمحسنين" 31:3
الرجوع للفهرس
الطب مهنة
خطيرة!!
-
صادق السامرائي
لم أشعر بخطورة مهنة الطب بهذه الدرجة بعد أن أمضيت
فيها عقودا , ومارستها على خطوط النار وفوق الجبال وبينها , وفي
القرى والمدن , وتحت وابل القصف الشديد , وبأوقات الحصار
والمكابدات القاسية للناس.
كنت
مؤمنا بالمهنة ورسالتها ومجاهدتي العلمية لحمل رايتها والتفاعل مع
مقتضياتها بمهنية وإنضباط سلوكي يترجم معانيهاالإنسانية.
الرجوع للفهرس
الفن كشكل من أشكال العلاج النفسي لصدمة الكرونا -
خالد الفخراني
ما نمر به هذه الأيام يعد صدمة أكبر وأشد من صدمات
الحروب، وقد تؤدي ألي اضطرابات ما بعد الصدمة على كثير من الأفراد
وفي مختلف المجتمعات، ولا بد من قيام الاختصاصيين في علم النفس وفي
الإرشاد والعلاج النفسي بالقيام بدورهم بحكم تخصصهم في الوقاية
والعلاج من هذه الصدمة. ونظرا لقلة المعلومات عن فيروس كرونا وما
يفعله في جسم الأنسان من الناحية الفسيولوجية، وعن مدى انتشاره بين
افراد المجتمعات ككل على الكرة الأرضية، وما قامت به الدول من فرض
حصار على أفرادها وعزلهم داخل منازلهم كطريقة للوقاية من الإصابة
به جسدياً
إلا أن ذلك سوف يترك أثراً سلبيا على صحة وسلامة الأفراد نفسياً
وعقلياً، وسوف يظهر أثر ذلك على المنظور البعيد، وسوف يتم توثيق
ذلك من خلال ما قبل، وأثناء وبعد كرونا، تماماً كما تم توثيق ما
قبل الحرب العالمية وأثنائها وما بعدها، وغيرها من الحروب التي
فتكت بملايين البشر، وللوقاية من هذه الاضطرابات يوجد في جعبة
الارشاد والعلاج النفسي الكثير من الأساليب والطرق التي قد تكون
مفيدة في التغلب على الصدمة الناتجة عن هذا الفيروس، وفيما يلي
طريقة من هذه الطرق يمكن القيام بها داخل منازلنا خلال فترة العزل،
وهذه الطريقة تسمى الإرشاد والعلاج النفسي باستخدام وسائل التعبير،
فصنع الأشياء والقيام بالعروض الفنية لها أهمية "خاصة" وجانب جوهري
لما تعنيه البشرية ((Dissanayake
1988,
1992,
2000،
فالفن يعد وسيلة للتعبير والتواصل في كل المجتمعات، ويتم استخدامه
في كل المجتمعات ليرمز إلى القيم الأساسية لكل مجتمع، وإحساسه بما
تعنيه كينونة الإنسان. هناك تقليد طويل وممتد لاستخدام الفن كوسيلة
للتعامل مع مشاكل الحياة اليومية.
الرجوع للفهرس
العودة إلى التقاليد والقيم خلال زمن كونا
-
خالد الفخراني
أن ما نحن فيه الآن من خوف وذعر، وعدم الأمان ليس
جديداً على الجنس البشري ولكننا مررنا به على مر العصور والأزمان،
منذ خلق الله آدم وحواء إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فكم عاشت
البشرية من أهوال ومصاعب أكثر بكثير مما نمر به هذه الأيام، ولكن
الجنس البشري كان يقوم بإرساء قواعد وأسس للتغلب على هذه المصاعب،
ولكن على الرغم من النجاحات التي حققتها هذه الأسس والتقاليد
الاجتماعية إلا أننا في بعض الأحيان نتجاهلها ولا نأخذ بها، وقد
نمضي قدماً نحو المجهول، بدون تفكير في العواقب، وفي ما قد يحدث
لنا.
الرجوع للفهرس
إدراك أخبار كورونا بين التمييز والتسليم "-
عبد الحافظ الخامري
تحدثنا في المقال السابق (62) عن بعض الجوانب المهمة التي ينبغي أن
يُـلمّ بها الشخص عن انتشار فيروس كورونا
Covid-19
واليوم نُكـمل الحديث عن الجوانب النفسية التي ينبغي أن يدركها
الفرد لأجل الاستجابة السليمة لما يقف عليه من أخباره.
فمن المعروف أن الإعلام يلجأ إلى التشويق لشد انتباه المتلقي
..
الرجوع للفهرس
خوفك وهلعك يزيد من خطورة إصابتك بالكورونا
- محمد
المهدي
الخوف في وقت الخطر شعور تكيفي طبيعي يؤدي وظيفة الإستعداد لمواجهة
الخطر إما بتفادي مصدر الخطر أو مواجهته , وهو يحافظ على سلامة
الإنسان وبقائه إذا كان في الحدود المعقولة لذا يجب أن نحترم خوفنا
الطبيعي ونقدره , أما إذا زادت حدته وتحول إلى رعب أو هلع فإنه
يصبح هو نفسه خطر , وإذا أخذنا جائحة الكورونا كمثال , فإن الجسم
حين يستشعر دخول الفيروس فإنه يطلق ملايين الخلايا المناعية
لمهاجمة الفيروس ومحاصرته والقضاء عليه , فإذا كان الإنسان في حالة
رعب وهلع فإن الجسم يطلق شلالات من الكورتيزول (هورمون الضغوط)
تخنق خلايا المناعة وتضعفها , وبالتالي يصبح الشخص أكثر قابلية
لتوحش الفيروس حيث يتوغل في خلايا الرئتين على وجه الخصوص ويوجه
النواة لإنتاج بروتين مماثل لشفرته الجينية وهنا تتحول الخلية
لمصنع هائل لإنتاج الفيروس تنتشر بسرعة هائلة في أجزاء الجسم
الرجوع للفهرس