عيون كورونا!!
"وإذا المنية أنشبت أظفارها......ألفيتَ كلَّ
تميمةٍ لا تنفعُ"
ما يحصل في دنيا الإعلام ووسائل التواصل
الإجتماعي وتصريحات السياسيين , إستحضرَ هذا البيت لأبي ذؤيب
الهذلي , وقد حفظناه في مرحلة المتوسطة وتعلمنا منه الإستعارة
المكنية.
الأمر محيّر لأن توسونامي الهلع والرعب أصاب
العالم بأسره , وأوقع قادة الدول في محنة المخاوف مما لا تحمد
عقباه , ومعظمهم تبدو عليه أمّارات الإستسلام , وكأنه يردد
البيت المذكور أعلاه.
الرجوع للفهرس
وجهة نظر في زمن الكورونا!!
الكورونا المنسوب إلى 2019 وباء فايروسي عالمي
, كالأوبئة التي عهدتها البشرية منذ الأزل , ويتميز عنها
بإكتسابه شهرة إعلامية عبر شبكات التواصل الإجتماعي , وتم
الإستثمار فيه لأغراض متنوعة من قبل القِوى المتعددة الطامعة
بالسيادة والهيمنة.
ويبدو أن الفايروس الجديد المنتسب لعائلة
كورونا كان يسعى في الأرض متبخترا حتى أدركته الصين وقبضت عليه
, وإجتهدت في خنق أنفاسه وتعويقه , وحالما أعلنت عن وجوده
تنبهت له باقي الأمم والشعوب وتبين بأنه كان يسعى فيها أيضا.
الرجوع للفهرس
الوقاية خيرٌ من العلاج يا كورونا!!
الدول الحصيفة النابهة الحريصة على مقامها
ومواطنيها تتخذ إجراءات وقائية صارمة لمواجهة التحديات ومنها
الأوبئة , وأثناء ذلك تنطلق آليات الرعب والهلع والخوف لترافق
الوقاية من أي داء.
وهذه ظاهرة سلوكية تشترك فيها البشرية جمعاء ,
وتدعو للحيرة والعجب!!
فلماذا يخشى الناس الوقاية ويذعنون للداء
والوباء؟!!
المجتمعات المتقدمة إتخذت إجراءات إحترازية شديدة , لكن الناس
خيم عليها الخوف والهلع , وإندفعت تكنز ما تستطيعه من الطعام
والشراب , وغير ذلك من المفردات التي تمليها عليها المخاوف
والتوجسات.
الرجوع للفهرس
يا كورونا ما إتعظنا!!
لو إفترضنا أن وباء الكورونا معجزة كونية أو إرادة أرضية , أو
سميها ما شئت , كما ترى وتؤمن , لكن فحواها أن هناك قِوى خفية
غير مرئية قادرة على إبادة الخلق مهما تكاثر وتكبّر وتغطرس ,
وتنال منه بسرعة خاطفة وبالجملة والمفرد.
الرجوع للفهرس
وباء النفط وكورونا!!
يمكن القول بأن الأرض تحافظ على بقائها وعدم إحتراقها بتحويل
حرارة الشمس إلى طاقة تختزنها في بطنها تسمى النفط , أي أن
الشمس تتفاعل مع مكونات التراب البيولوجية وتحيلها إلى نفط ,
كما تفعل النباتات بتفاعلها مع الضوء فتصنع الغذاء.
والظاهر
أن البشر يجهل أو يتجاهل هذه الحقيقة البقائية الكونية التي
تتفاعل معها الأرض , فاستخرج نفطها وبدأ بإستعماله لتلويث
البيئة , وإصابتها بإنشراخات خطيرة وإضطرابات وخيمة , تهدد
سلامة الحياة وتؤثر في قدرات الدوران , والتحكم بمصير الأبدية
المرتهنة بالتوافق المنضبط مع الحركة الدورانية المتوازنة
الفاعلة في الكون.
الرجوع للفهرس
هل ما كان يكون...!
ربما العقل العربي الجمعي محكوم بأواصر كان , وآليات التفكير
تقضي بأن ما كان عليه أن يكون, مما أدى إلى تداعيات متواصلة في
مسيرة حياتنا , لأن الزمان لا يُدرك على أنه حالة متحركة
والمكان على أنه حالة متغيرة.
وفي ذلك تأكيد على نمطية الثبات والرسوخ والجمود وإنكار دوران
الأرض وإختلاف الليل والنهار. فعندما نقرأ خارطة السلوك العربي
, يتضح حجم الأسر وثقل القيد المرهون بكان.
الرجوع للفهرس
يَنسى الإنسانُ فيُنسى!!
عندما أقرأ بمنظار سلوكي ما يدور في الأرض وما
يحيطها من الأكوان , أحسبها كائن حي له قوانينه ومعادلاته
السلوكية , التي لا يمكن الخروج عنها أو الإستهانة بها , وأي
إضطراب في التفاعل سيؤدي إلى إجراءات لإعادة الأمور إلى نصابها
, لكي تبقى محافظة على دورانها وديمومتها الأبدية.
وقد كتبت العديد من المقالات التي تتناول الأرض
وسلوكها ونفسها وروحها وما فيها وما عليها , وكيف أنها لا تسمح
بتجاوز ثوابتها وخطوطها الحمراء , وعلينا أن نستوعبها كوعاء
حاضن للموجودات التي فيه.
الرجوع للفهرس
كورونا بين الحَرْب والكَرْب!!
هل أن وباء الكورونا حرب بايولوجية شنها أهل
الأرض على أهلها , أم أنها كَرْبٌ ألقته الأرض على أهلها؟!!
سؤال له ما يبرره ويثير أكثر من علامة إستفهام
تتصل به , فقد كان لما حصل مقدمات وتفاعلات خفية وعلنية ,
ومناوشات أباحت بسقطة لسان وأخفت ما أوصى به الكتمان.
وعند الدوائر البحثية والإستخبارية الخبر
اليقبن.
لكن العديد من التفاعلات كانت تنذر بحدوث ما هو
فتاك وجسيم , ومعظم المحللين ذهبوا إلى الحرب النووية وغيرها
من الحروب الفتاكة , وبعضهم أضاف إليها الحرب البايولوجية ,
ومما يجعلنا نفكر بهذا الإتجاه , أن الفايروس المنطلق في أروقة
أقوى الدول سريع الإنتشار ولايوجد له علاج أو لقاح , وكأنه كان
يستهدف قوة معينة.
الرجوع للفهرس
كورونا وأسباب المنايا!!
"ومَن هابَ أسبابَ المنايا ينلنهُ
وإنْ يرقَ أسبابَ السماءِ بسلّم"
البشر ينزوي في البيوت , أو داخل مغارات الحياة
ظنا منه أن الموت لن يأتيه , ولكن إذا حانت منيته مَن سيقيه؟
كورونا يتجول في أروقة الدنيا ومَن له موعد معه
لا بد له من الوفاء بوعده وقطف روحه , فهو عزرائيل الذي يطوف
وقد حلّ موسم الحصاد , وأينعت الرؤوس وحان قطافها.
الرجوع للفهرس
كورونا ورأيتُ المنايا!!
"رأيتُ المنايا خبطَ عشواءٍ , مَن تُصِبْ
تمتهُ , ومَنْ تُخطِيءْ يُعمّر فيهرمِ"
في زمن الكورونا يحضرني هذا البيت الشعري من
معلقة زهير بن أبي سلمى , وفيه وصف دقيق لديناميكية السلوك
البشري , وتفاعل الموت معنا.
الموت الذي يصيبنا بخبطة عشوائية , ويهرسنا
هرسَ أعمى يسعى بيننا , ومَن يمسكه يعيده إلى أصله الترابي
ميتا.
فالبشر يبدو كجسيمات متحركة بعشوائية , وكلٌّ
ينال مصيره دون معارضة أو مقاومة , وكما تمليه عليه إرادة
العشوائية الفاعلة في أمره.
الرجوع للفهرس
الكورونا ويقظة الأنا!!
هل أيقظتنا الكورونا؟
وهل زعزعت أركان أنانا؟
ربما نقول بأن الجواب سيكون بنعم , غير أن
طبيعة السلوك البشري تؤكد أنه لا يتعظ ولا يتعلم , ويسعى
لمكابدة ذات التجربة والخروج منها بدرس يأخذه معه إلى حيث
ينتهي.
فالأجيال لا تتعلم من بعضها , بل أن لكل جيل
تجربته وما يتعلمه من مسيرته في مداره الزماني والمكاني الذي
يعيش فيه.
وهذه معضلة الحياة ومن أهم المصدات التي تؤهل
الأجيال للتفاعلات السلبية ونشوب الحروب والصراعات القاسية ,
لأن الأجيال تتعلم من تجاربها فقط ولا تستعين بتجارب أجيالٍ
سبقتها.
والذين يدّعون أن التأريخ يعلمنا يكذبون ولا
يمكنهم تأكيد ذلك , بل العكس أن التأريخ يدمرنا , والدليل أن
المجتمعات المندحرة في تأريخها تعاني وتتقهقر والتي تجاوزته
تتقدم وتتطور.
الرجوع للفهرس
فضيحة كورونا!!
القول بأن العالم متقدم ومتطور يدحضه وباء
كورونا , الذي ما عهدت البشرية كمثله عبر أجيال وأجيال , ففي
الوقت الذي تتقارب فيه الأجناس , وتتحول الأرض إلى مدينة صغيرة
, يعرف سكانها وعلى الفور ما يحصل في أرجائها , تباغتت البشرية
وبقوة أن عليها أن تنعزل , ويبتعد الأشخاض عن بعضهم لكي يحموا
أنفسهم من صولة الفايروس الشديدة القاتلة.
ويمكن القول أنها فضيحة البشرية قاطبة , لأنها
أمعنت المسير بإتحاهات مادية متفاقمة , توهمت بأنها هي القوة
والقدرة والحياة , وتغافلت عن العدو اللامرئي المتعارف عليه
والذي داهمها على مدى القرون الخاليات.
الرجوع للفهرس
قيمة الحيوان والإنسان!!
العلاقة ما بين قيمة الحيوان والإنسان علاقة
طردية , فكلما زادت قيمة الحيوان زادت قيمة الإنسان ,
والمجتمعات التي تعز إنسانها تحترم قيمة حياة حيوانها.
شرطة الأمن في إنذار لتلقيها خبر أن أحدهم قد
قتل ستة نوارس وذلك بإستدراجها بالطعام ومن ثم قتلها بلا مسوغ
, ونشرت صورته ومعالم جريمته والبحث جارٍ لتقديمه للعدالة لأنه
إنتهك حياة الطيور وقتلها.
وكم من البشر يُقتل في العديد من المجتمعات ولا
تستنفر حالات القتل الشرطة وأجهزة الأمن , وإنما هي سلوكيات
متكررة وتكاد تكون عادية.
وفي هذه المجتمعات تجد الحيوانات في أرزأ
الأحوال , وتعاني من أقسى العدوان عليها من قبل البشر , الذي
لا يأبه لوجودها ومعانيها ودورها في الحياة.
فقتل الحيوان في المجتمعات المتأخرة مشاع وشرس
, وتماشيا معه يكون قتل البشر ومصادرة قيمته ودوره.
الرجوع للفهرس
" كفاكم إيلاما للأرض!!
الأرض كائن كوني حي يتألم ويحزن ويقلق ويغضب ,
ولديها من قدرات الدفاع عن نفسها ما نعجز عن تصوره وإدراكه ,
وعندما ندفعها إلى ما لا تريد فأنها ستأتي بما لا نريد.
فالبشرية قد قست على الأرض , وتسابقت لتصنيع
الأسلحة القادرة على تدميرها , والقيام بتجارب مسعورة في بطنها
تزعزع أركان بدنها , وهي تدري تماما بأن البشرية صارت تقبض على
أسلحة يمكنها أن تبيدها , وتضعف قدراتها على البقاء والدوران
وصناعة الحياة.
والأرض قلقة ومرتعبة من خلقها , وفي مقدمتهم
البشر الذي أسهم بإضعاف ترسها وتمزيق أغلفتها , وتجريدها من
دريئتها ضد صولات الأجرام الكونية الأخرى التي تستهدفها , وهي
في دورانها المتنوع تتفاداها ولا تكون هدفا ثابتا لها.
الرجوع للفهرس
كلما زاد البشر تنامى الخطر!!
يبدو أن المعادلة الفاعلة في الواقع البشري ,
أن المخاطر تتعاظم مع تكاثر أعداد البشر , وفي وقتنا المتأزم ,
صار الخوف سيدا والقلق أميرا والرعب سلطانا , مما حدا
بالحكومات إلى تخصيص النسبة الكبيرة من ميزانيتها للحفاظ على
الأمن وتوفير الأمان للناس.
ومهما تحقق من جهد وإجتهاد للوصول إلى درجة
مقبولة من الأمن الإجتماعي , فأن المخاطر تتكون وتنطلق بين
فينة وأخرى , وهذا يحصل في جميع المجتمعات الأرضية وبلا
إستثناء.
وبعض المجتمعات القوية تتوهم بأنها يمكنها أن تحمي نفسها
بتحقيق الخراب والدمار في المجتمعات الضعيفة , وهذا إقتراب
أخطر من الخطير لأن العالم تحول إلى وجود مصغر على شاشة صغيرة
, وما يتحقق في أية بقعة أرضية يصيب بقاعها الأخرى بشيئ مما
أصابه.
الرجوع للفهرس
شكرا لكورونا!!
"سقط القناع عن الوجوه الغادرة.....وحقيقة
الشيطان بانت سافرة"
"سقط القناع. عن القناع...عن القناع. سقط
القناع"
العلم
العلم , والمعرفة المعرفة , والإيمان بقدرات العقل الإنساني ,
والإبتعاد عن التخريف والدجل والتضليل الذي تتمشدق به العمائم
المتاجرة بدين , والتي لا يعنيها من أمر الناس شيئا , فدينها
جيوبها وتجارتها رابحة عندما تجد مَن يستمع إليها ويصدقها ,
فيما تهذي به من الهرطقات المؤدينة والموشحة بقدسيات زائفة.
فالوباء العاصف في الأرض سببه واضح ومواجهته
جلية , وعلينا أن نصغي لذوي العلم والإختصاص ونلتزم بتعليماتهم
بصرامة تامة , ونبتعد عن هؤلاء المشوشين الجهلة من المعممين
بالدجل والضلال والكفر بالدين.
الرجوع للفهرس
عندما تقتلني يداي!!
كتبت نصوصا ومقالات عن اليدين , تناولت موضوعات
رمزية وفكرية وفلسفية , وما تصورت سأكتب عن تحولهما إلى قوتين
معاديتين لحياة البدن الذي تتصلان به.
" إرفع يدك لا تفرك عينك" تعلمناها في
الإبتدائية عندما كان مرض التراخوما شائعا وباقي الأمراض
السارية والمعدية , من النكاف إلى شلل الأطفال وغيرها , وما
علمونا أساليب الوقاية وأهميتها , فكنا نشرب الماء من ذات
الحنفية , ولا نفهم أبسط شروط النظافة والوقاية من الأمراض ,
بل أن الأمراض كانت معشعشة في صفوفنا خصوصا في فصل الشتاء ,
الذي يأتينا بأنواعها لكنها ما تمكنت من قتلنا أو بموت بعضنا ,
ويبدو أننا قد إجتزنا المراحل العمرية الحرجة التي توافدت فيها
الأمراض المستوطنة في البلاد خصوصا السنتين الأوليتين من
العمر.
الرجوع للفهرس
عيد كورونا!!
عيد سنة ألفين وعشرين يختلف تماما عن أي عيدٍ ,
فهو عيد كورونا المطلق الذي ألزم الناس بيوتهم , وفرض عليهم
دخول مساكنهم , وإلا سيجتاحهم الوباء العارم ويأكل منهم ما
يشتهيه.
عيد
كورونا وضع البشرية أمام ذاتها , وأخرجها من دائرة النزق التي
كانت تسكر فيها , وفرض عليها أن تجالس نفسها وتبصر حقيقة
الحياة ومعانيها وما يدور في أعماقها وماهية جوهرها.
عيد
كورونا جعل الناس تبتعد عن بعضها , وتخشى الزيارة والإحتفاء
بالعيد في البيوت والجوامع والفنادق , وغيرها من أماكن
الإحتفال والإجتماع , لأن الكورونا سيندس بين الحاضرين ويصيبهم
بدائه الوخيم.
الرجوع للفهرس
عيون كورونا!!
"وإذا المنية أنشبت أظفارها......ألفيتَ كلَّ
تميمةٍ لا تنفعُ"
ما يحصل في دنيا الإعلام ووسائل التواصل
الإجتماعي وتصريحات السياسيين , إستحضرَ هذا البيت لأبي ذؤيب
الهذلي , وقد حفظناه في مرحلة المتوسطة وتعلمنا منه الإستعارة
المكنية.
الأمر
محيّر لأن توسونامي الهلع والرعب أصاب العالم بأسره , وأوقع
قادة الدول في محنة المخاوف مما لا تحمد عقباه , ومعظمهم تبدو
عليه أمّارات الإستسلام , وكأنه يردد البيت المذكور أعلاه.
الرجوع للفهرس
خذوا بالأسباب فأغلقوا الأبواب!!
"ولا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة"
"..ولا تقتلوا أنفسكم"
".....لعلكم تعقلون"
"قِوام المرء بعقله"
الأسباب
تتفاعل وتؤدي إلى نتائج , ولكل موجود سبب , والأخذ بالأسباب
ووعيها وتدارسها من أهم منطلقات الحيطة والحذر من الشرور
والسيئات والملمات القاهرات , ولا يجوز إهمال الأسباب
والمولِدات والإعتماد على الغيبيات , ونفي العقل والتعقل.
ولكي
نتوكل علينا أن نعقل , والحديث المشهور بقصته: " أعقلها
وتوكل"!!
الرجوع للفهرس
زعزعة كورونا!!
الزعزعة: التحريك بعنف.
ونقول: زعزعت الريح الشجر أي حركته بعنف.
فلماذا زعزعت كورنا الدنيا وحركتها بقوة غير
مسبوقة حتى تعالت أصوات بشرها في كافة أركانها؟
الفقر والمرض والجوع والقتل والملاريا والتدرن
الرئوي والإيدز والإنفلونزا , جميعها تقضي على أضعاف ما قضت
عليه كورونا من البشر كل يوم , لكن الدنيا ما تزعزعت ومضت توهم
نفسها بأنها بخير وتقدم ورقاء!!
الرجوع للفهرس
زمن الرعب الفتاك!!
الواقع البشري مرعب حقا , فهذا الفايروس زعزع
أركان الدنيا وجعل أقوى الدول خاوية على عروشها , فقدراتها غير
كافية لمواجهة صولات كورونا المروعة القاطفة للأرواح والداعية
إلى الموت بالجملة.
مستشفيات الدول المتقدمة تقف عاجزة عن تلبية
حاجات المرضى الوافدين إليها بالعشرات والمئات في وقت قصير لم
يكن مسبوقا في تأريخها.
ردهات
الطوارئ تزدحم , والعناية المركزة تغص بالمرضى , والنقص
بالمستلزمات الطبية في ذروته , فالكوادر الطبية في خطر ,
والمرضى في خطر , والعالم في وجوم , والموت يحوم.
الرجوع للفهرس
" شدّة كورونا ستزول!!
الأرض تتوطنها الأوبئة منذ الأزل , وفيها
الكثير من المخاطر ومضادات الحياة , وهي تدور وتأتينا
بالمستجدات والمتغيرات التي لا قِبَل للعديد من المخلوقات على
مواجهتها والتكيف معها , لكن الأقوى يبقى وقدرات الأحياء
الدفاعية تتأهب وتتسلح بالأجسام المضادة للمايكروبات بأنواعها.
وتوافدت على البشرية موجات من الأوبئة الفتاكة
التي حصدت الملايين تلو الملايين , لكنها صمدت وتعافت منها
وتواصلت بسعيها التناسلي والإبداعي المتدفق , وما فتت من عضدها
أو أقعدتها , بل أنها في كل مرة تنتصر عليها وتتحرر من قبضتها
وتنطلق أقوى وأقدر.
ولا يمكن لهذا الوباء أن يكون أعتى من السابقات
وأمَر , وإنما هو الأول في زمن العولمة ذات التواصل الإجتماعي
الخلاق , وفي الوقت الذي تحوّلت فيه الأرض إلى قرية , أو وعاء
يمكن مراقبته على شاشة صغيرة , تنقل لنا أحداثه في لحظتها
أينما وقعت.
الرجوع للفهرس
الوقاية خيرٌ من العلاج يا كورونا!!
الدول الحصيفة النابهة الحريصة على مقامها
ومواطنيها تتخذ إجراءات وقائية صارمة لمواجهة التحديات ومنها
الأوبئة , وأثناء ذلك تنطلق آليات الرعب والهلع والخوف لترافق
الوقاية من أي داء.
وهذه
ظاهرة سلوكية تشترك فيها البشرية جمعاء , وتدعو للحيرة
والعجب!!
فلماذا يخشى الناس الوقاية ويذعنون للداء
والوباء؟!!
لمجتمعات المتقدمة إتخذت إجراءات إحترازية
شديدة , لكن الناس خيم عليها الخوف والهلع , وإندفعت تكنز ما
تستطيعه من الطعام والشراب , وغير ذلك من المفردات التي تمليها
عليها المخاوف والتوجسات.
فهل أن التوقي من طبع البشر؟
الرجوع للفهرس
الوقاية والخوف!!
التوقي يعني الإبتعاد عما هو مؤذي أو خطير أو
شرير , ولكي تتوقى لا بد لك أن تخاف , فالوقاية فيها نسبة
معينة من الخوف تدفعنا للحذر والإحتياط والإحتراز للفوز
بالأمان والتواصل والبقاء.
والذين يريدون إقناع الناس بقتل الخوف فيهم
فأنهم على وهم أو يريدون الإضرار بهم.
وعندما يبلغ الخوف درجات عالية من القوة والفعل
فأنه يصيب البشر بإضطرابات سلوكية مروعة , ويأتي في مقدمتها
الإنجماد والتيبس والإستسلام , أو يدفعهم إلى الهرب السريع
المدوي إلى حالات وتزيح الخوف عنهم.
الرجوع للفهرس
حرب الحروب!!
كتبنا كثيرا عن الحروب وتوهمنا بأن المروع فيها
الحروب التي ستستخدم فيها الأسلحة المتطورة , وخصوصا ما تم
إختراعه وإبتداعه في القرن الحادي والعشرين الذي يتميز بقدرات
إليكترونية عالية , وإمكانيات التحكم عن بعد في العديد من
المخترعات الفاعلة في الأرض , ويأتي في مقدمتها المحلقات
الذاتية التي يتم التحكم بها عن بعد بعيد , يفوق تصورات البشر
, فيمكن التحكم بمقذوف طائر على سطح المريخ وأنت جالس في غرفة
في الآرض.
وقبل
أن تهب عاصفة الكورونا كنت أتحدث مع زميل عن بلاء الطائرات
بدون طيار , وما يتصل بها من مخترعات متناهية في الصغر , والتي
تصطاد البشر وتتسلل إلى بيوتهم وتخطفهم خطفا , وإذا بزوبعة
كورونا تهب , وتزعزع تفكيرنا وتضعنا أمام مصير مجهول يتساوى
فيه البشر , وتتأكد نهايته التي أغفلها طيلة حياته.
الرجوع للفهرس
حرب على حرب!!
حرب عجيبة رهيبة , العدو فيها لا يُرى ,
والعتاد لا ينفع , وأضراره لا تُعد ولا تُحصى , وما يفعله
بالبشر لم يفعله فايروس قبله , وهو عنيد وبعيد عن الإصابة بما
عندنا من الأدوية والوسائل العلاجية الأخرى.
فكيف للبشر القبض على هذا الفايروس وتحديد
نشاطاته الإنتشارية الفتاكة؟
عدو يجتاح الأرض ويصيب أقوى دولها بمقتل!!
أوربا بعض دولها تستغيث!!
أمريكا تصارع العدوان الفايروسي الذي يستنزف طاقاتها ويشل
قدراتها , ويرهنها بموقف الدفاع العنيف!!
الرجوع للفهرس
اللقاح والمناعة الجمعية وكورونا!!
عند زيارة الجزر الكاريبية ينهض سؤال عن أصل
ساكنيها وكيف جاؤوا إليها , وبعد البحث تبين أن الدول
الإستعمارية في القرون الماضية كانت تستحوذ على الموز والقهوة
, وكانت تستحضر معها بشر من أجناس أخرى للقيام بالعمل , وبعد
فترة وجدت نفسها في محنة المواجهة مع الحمى الصفراء , التي
أخذت تأكل جنودها بالعشرات والمئات , وعندما فقدت قدرات
المقاومة والسيطرة , غادرت الجزر وتركت الأجناس الأخرى فيها ,
فمات منهم مَن مات وبقي مَن بقى بعد أن ساعده جهاز المناعة ,
أي أن الذين عاشوا إكتسبوا المناعة ضد الحمى الصقراء , فتوطنوا
الأرض التي تُركوا فيها للموت.
الرجوع للفهرس
الوباء بين الفحيح والتصحيح!!
الأنا معضلة السلوك البشري , وهناك شك كبير في
أنها تستطيع أن تصحح مساراتها , وتراجع آلياتها الدفاعية
الخدّاعة المهيمنة عليها , والتي تستعبدها إستعبادا سافرا
وقاهرا.
ووباء كورونا من المفروض , كما يُعلِمُنا
المنطق وبديهيات الأمور , أن يهذبنا ويصحح مسارات سلوكنا ,
ويعيد ترتيب تصوراتنا ومنطلقات حياتنا , ويقرّبنا أكثر من
المعاني الإنسانية.
لكن الكوارث التي حصلت على مرّ العصور تخبرنا
بأن البشر لا يتعلم منها , وأن أنانيته وأناه الغابية تمنعه
من أن يكون إنسانا , وتدفعه إلى أن يتوحش ويجسد غابية
التفاعلات.
الرجوع للفهرس
الوباء والبلاء!!
الأرض تدور وما تأتي به يختلف عمّا كان ,
والدوران تعبير عن التجدد والتغيير , والأوبئة من الظواهر
المرافقة للحياة منذ الأزل , وهي تصيب جميع المخلوقات وفي
بيئاتها المتنوعة , المائية والهوائية والترابية وغيرها.
والأوبئة
تدور مع دوران الأرض , أي أنها لا تقيم , ولكل وباء فترة زمنية
ما يستنفذ فيها قدراته العدوانية ويؤدي رسالته الدورانية ويخمد
أو يغيب , ليأتي بعد عدد من الدورات وباء غيره لتأدية رسالته
المطلوبة وهكذا دواليك.
الرجوع للفهرس
الوبائية الأرضية!!*
التوازن قانون أزلي أبدي يتحكم بالموجودات
الكونية والأرضية , فهو الذي يحقق التواصل ويحافظ على الطاقة
اللازمة للحياة بأنواعها.
وفي حديقة الدار الخلفية ما أن تتكاثر الأرانب
حتى تتسلط عليها الثعالب , وما أن تبدأ فراخ السنجاب بالنزول
إلى الأرض حتى تتناهبها الثعالب لبطئ حركتها , وما أن تتكاثر
الطيور حتى تتزاحم الطيور الجارحة وتتأهب للإنقضاض عليها ,
وكذلك الفئران ما أن تزداد عددا حتى تأتيها الثعابين والطيور
الجارحة لأكلها , وهكذا دواليك.
الرجوع للفهرس
الكورونا وفايروساتهم!!
نشرت قبل أشهر مقالا بعنوان "شكرا للكورونا" ,
لأنه أسقط الأقنعة وعرّى المُسميات , ووضعنا أمام حقيقتنا
ومصيرنا بوضوح مباشر.
واليوم أعود لسيّد الدنيا وحاكمها المطلق ,
الذي لا تدانيه بسطوته وقدرته قوة أرضية , مهما توهمت وتكبّرتْ
واستبدّت وجارت وقهرت ودمرت.
السيد كورونا فايروس لا يُرى بالعين المجردة ,
ويحتاج إلى مجهر ضوئي لنتمكن من الإطلاع على شكله , لكنه زعزع
وجود البشرية , وأرغم أعتى رموزها للإنزواء في مخابئها ,
والحذر من تسلله إليها والفتك بها.
الرجوع للفهرس
الكورونا يكشف عوراتنا !!
كشف وباء الكورونا غفلة البشرية التي أمضت
العقود تلو العقود منشغلة ببعضها وكلها مستهدف من قبل كائنات
لا مرئية.
ومن العار على البشرية أن يتمكن منها هذا
الوباء , وهي في ذروة تقدمها التكنولوجي والإليكتروني , وما
وصلت إليه من علوم ومعارف وتطورات غير مسبوقة في التأريخ ,
ووفقا لما هي عليه داهمها وباء غير مسبوق , ليقبض على 211
دولة حتى الآن , ويجعلها تستغيث , لأن العلاج مفقود واللقاح
بعيد المنال ويحتاج إلى شهور وشهور.
الرجوع للفهرس
الكورونة والوسوسة المأمونة!!
للكورونا وما رافقها من تعليمات وتحذيرات وضوابط تداعيات
سلوكية متنوعة , ويأتي في مقدمتها غسل اليدين الذي هو أحد
أعراض الوسواس القهري المعروفة والتي يصعب معالجتها , وقد لوحظ
الإمعان في غسل اليدين , ويقظة النوازع الوسواسية الكامنة في
البشر , وربما إنطلاقها بكثافة غير مسبوقة.
فغسل اليدين من أهم شروط الوقاية من الوباء , وأخذنا نغسل
أيدينا عدة مرات ومرات في اليوم , والبعض منا أصابه وسواس غسل
اليدين , وقد عزز هذا السلوك الإستعدادات الوسواسية الكامنة في
الكثير منا , وربما طورها وحولها إلى إضطراب سلوكي خصوصا أثناء
هجمة الوباء , ولا يُعرف إن سوف تتناقص بعد ذلك.
الرجوع للفهرس
الكورونة وعيون المدينة!!
أغمضت مدن الدنيا عيونها وتوشحت بالصمت وغادرها
الضجيج , وهجر الناس شوارعها ومحلاتها وفنادقها ومتنزهاتها ,
فبدت خاوية على عروشها.
بنايات نائمة , وعمارات خالية , وفنادق بلا زبائن , ومطاعم
هامدة , فالحياة المعاصرة تتصل بالبشر , وعندما يغيب عنها
تنتفي وتغيب.
ولهذا تجد العديد من المدن الأوربية كانت تبحث
عن المهاجرين , لكي تستعيد حياتها ويجري الدم في عروقها , لأن
معظمها قد هجرها أهلها لأسباب إقتصادية خصوصا بعد إنتهاء الحرب
الباردة.
الرجوع للفهرس