إفتتاحية
العدد
المرض النفساني ... معا لا
للوصمة -
لطفي الشربيني
الزملاء الاعزاء.. تطالعون في هذا
العدد من مجلة مستجدات علوم وطب النفس: "بصائر نفسانية" ، والذي
حظيت بشرف اعداده و الاشراف عليه- مستعينا بالله –الصادر عن " مؤسسة
العلوم النفسية
العربية "، ملفا متكاملا
حول
"الوصمة"
التي تحيط
بالأمراض النفسية و العقلية
استهل الملف المشرف على إعداده د. لطفي الشربيني،
بتعريف "الوصمة" لغة، على أنها علامة سلبية تسبب لكل من يحملها
شعوراً مريراً لا يستطيع التخلص منه ونظرة دونية من الآخرين، تصاحبها جوانب
نفسانية واجتماعية، وهي لا تلاحق فقط المرض النفساني والمريض النفساني، بل
تتجاوز ذلك الى أسرته وأقاربه والمؤسسات التي تقوم علي علاج هذه الحالات
كالمصحات والمستشفيات وبعض وسائل العلاج، وأحياناً تشمل مجتمعاً أو بلدة
بأكملها. وان "وصمة المرض النفسانى " لاتزال تمثل
عبئا على المرضى النفسانيين، مما يدفعهم أحيانا إلى إخفاء حقيقة مرضهم
والتأخر فى البحث عن العلاج لدى الأطباء النفسانيين، وان من واجب
النفسانيين لا يتخلوا عن مرضي النفس، ذلك ان قبولهم ومساعدتهم تشكل حجر
الزاوية في عملية العلاج التي يشترك فيها الطبيب مع اسرة المريض وأصدقائة
والمجتمع
الرجوع للفهرس
إستهلال ... "الوصمة "مسألة تتعلق بالمرض و المريض و العاملين بالصحة
النفسانية-
لطفي الشربيني
في هذا
الملف، تمت مناقشة مسألة الوصمة Stigma التي تحيط بالأمراض النفسية و
العقلية و تتسبب في معاناة هائلة و هموم لاتحتمل للمصابين بحالات مرضية
جسيمة أو إعاقة بصفة عامة .. و بالمرض النفسي و العقلي على وجه الخصوص في
المجتمعات العربية استناداً إلي الخلفية الثقافية والاجتماعية
Sociocultural background ، والوصمة هي لغة علامة سلبية تسبب لكل من يحملها
شعوراً مريراً لا يستطيع التخلص منه ونظرة دونية من الآخرين ، ولها جوانب
نفسية واجتماعية اهتمت بها الدراسات النفسية التي قمنا بمراجعتها خلال
إعداد هذا الموضوع .
وتمتد الوصمة لتشمل المريض وأسرته وأقاربه والمؤسسات التي
تقوم علي علاج هذه الحالات كالمصحات والمستشفيات وبعض وسائل العلاج،
وأحياناً تشمل مجتمعاً أو بلدة بأكملها .. ويحتوي هذا الملف باللغة العربية
في هذا الموضوع علي عرض للمعتقدات والمفاهيم السائدة في المجتمعات العربية
حول طبيعة وأسباب الأمراض النفسية وارتباطها في الأذهان بالقوي الخفية
كالجن والسحر والحسد ، والأفكار الخاطئة حول المرضي النفسيين التي تزيد من
عزلتهم وعبء المرض عليهم مثل الخوف منهم وتجنبهم والابتعاد عنهم خوفاً من
خطورتهم أو انتقال المرض منهم إلي غيرهم بما يسهم في تدهور أحوالهم
وعلاقاتهم علي مستوي الأسرة والأقارب في العمل .
الرجوع للفهرس
تعريف الوصمة-
لطفي الشربيني
لعل أحد الموضوعات الهامة المتعلقة بممارسة
مهنة الطب النفسي , بل والصحة
النفسية في سياق أكثر شمولا هو موضوع "الوصمة" المرتبطة بالأمراض
النفسية في كثير من مجتمعات الشرق و الغرب بدرجات متفاوتة, و نظرا
لأهمية و حساسية هذا الموضوع في المجتمعات العربية نرى أن نوضح في
البداية مفهوم الوصمة من منظور الطب النفسي و علم النفس , و تعريف
الوصمة المرتبطة بالإصابة بالمرض النفسي لدى المرضى العقليين و ذويهم و
أقاربهم و الاتجاه السلبي لدى العامة نحو المرض النفسي في الثقافة
العربية, وذلك حتى يمكن اتخاذ خطوات لمواجهة الآثار المترتبة على تضخم
فكرة الوصمة و استقرارها في الأذهان و ما يترتب على ذلك من سلبيات
يعاني منها المرضى النفسيون و المحيطون بهم و من يقومون بتقديم الرعاية
لهم من العاملين في مجال الطب و العلاج النفسي.
الرجوع للفهرس
وصمة المصابيين بالأمراض العقلية ....خصوصية مرض الفصام ( نص فرنسي)-
خديجة زيدي
Résumé :
La stigmatisation de la maladie mentale existe depuis des décennies
voire des siècles, l’histoire de l’humanité est émaillée d’attitudes
discriminatoires envers les malades mentaux et leurs proches. Les
mesures d’exclusion et d’enfermement proviennent de l’idée qu’ils
incarnent un danger pour la société, d’où le désir d’établir avec
eux une distance sociale.Étant donné que l’expression clinique de la
symptomatologie des troubles mentaux est caractérisée par
l’étrangeté et la bizarrerie, elle induit, chez certaines personnes,
des sentiments de peur, de méfiance, de crainte…qui engendrent par
conséquent, des comportements de rejet, d’évitement, de ségrégation…
Quant à
la particularité de la stigmatisation des patients schizophrènes ;
ils sont victime d’une double stigmatisation. La première provienne
de la population qui les perçoit comme étant des malades dangereux
et imprévisibles, défiants plus au moins volontairement l’ordre
social et moral, ce qui expose ses patients et parfois leurs
familles, à l’exclusion et la marginalisation. Quant à la seconde
stigmatisation elle est clinique. Le fait d’attribuer un diagnostic
de schizophrénie à un malade mental, véhicule un ensemble de
stéréotypes nosographiques, étiquetant ce dernier comme étant
incurable, dissocié, délirant, détaché de la réalité, chronique et
au pronostic défavorable…Ce qu’impacterait insidieusement la qualité
de l’alliance thérapeutique entre le clinicien et le patient
schizophrène, retentirait par la suite, sur la compliance et
l’amélioration de l’état clinique du patient. Cette double
stigmatisation envers les patients schizophrènes les conduirait à un
devenir social moins bon. Elle constitue, par conséquent, un facteur
de risque induisant l’incapacité et le handicap. C’est pourquoi agir
contre la stigmatisation est un réel enjeu de santé publique.
ملخص: لا يكاد يخلو مجتمع ما من الإضطرابات العقلية والنفسية بمختلف
أشكالها وأعراضها المرضية. فعلى مدى قرون وعقود طويلة، زخر تاريخ
البشرية غير المشرف في هذا المضمار، بشتى انواع الإهانات ومختلف أنماط
العنف التي كان المرضى النفسيون عرضة لها. فداخل أبنية الرعب المشيدة
بعيدا عن المدينة كان يتم عزل هؤلاء المرضى النفسيين وتعريضهم لمعاملة
خالية من الإنسانية والرحمة؛ حيث كان يتم تقييدهم وتجويعهم بل وحرقهم
احياء ايمانا بأن ارواحا شريرة قد تملكتهم وبالتالي وجب التخلص منهم.
فهذا التاريخ غيرالمنصف الذي رافق طرق مقاربة المرض النفسي عبر تعاقب
الحقب واختلاف الحضارات، يعتبر مسؤولا بشكل أو بآخر، عن ترسيخ تلك
النظرة الدونية للمرض النفسي والتي لازالت ترافقه لحد الساعة.
فالحديث عن المرض النفسي تشوبه الكثير من أعراض الحرج
والتردد والخوف...فمن يعاني من اضطرابات ضاغطة كالقلق او الاكتئاب او
الهلع ...قد يفضل الاحتفاظ بمعاناته الشديدة لذاته ولا يكاد يخبرها حتى
أفراد أسرته خوفا من النعت القدحي الذي سيلازمه بعدئذ:المجنون، الأحمق
الخ، من شتى أنواع الأوصاف البذيئة التي يتفنن كل مجتمع في صياغتها
والصاقها به. فوصمة عار المرض النفسي لا تلتصق بجبين المريض النفسي
فقط، بل تمتد لعائلته ومحيطه ايضا بل وحتى لطبيبه المعالج. ولعل لوسائل
الإعلام يد خفية في تعزيز وصمة العار المرتبطة بالمرض النفسي؛ فقد صورت
المريض النفسي بأنه إنسان خطير،عنيف، شاذ،ضعيف،مهزوز،ليس اهلا
الثقة...مما شكل أرضية خصبة لولادة وتناسل مجموعة من الأفكار الجاهزة
والاحكام المسبقة غذت سلوكات تمييزية أدت الى نبذ المرضى النفسيين
واقصائهم وتهميشهم. ولعل فئة المرضى الفصاميين هي من استأثرت بنصيب
الأسد من وصمة العار التي تلاحق المرضى النفسيين. فالشكل الاكلينيكي
الصاخب الذي تتمظهر عبره الأعراض المرضية الخاصة بهذا الاضطراب الذهاني
من غرابة في القول والفعل، وهذيانات متعددة المواضيع مختلفة
المكانيزمات، وهلاوس سمعية وبصرية... يفاقم من شدة هذه الوصمة، ويتسبب
في نفس الوقت في استفحال الأعراض، نظرا للتردد الطويل قبل طلب العلاج
والإلتزام بمختلف محطاته.
الرجوع للفهرس
المريض النفسي في السودان..الصحةالنفسية..المعاناة الاسرية والوصم
الاجتماعي-
آمنة يس موسى أحمد- عمر محمد علي يوسف
مستخلص: يهدف البحث الى دراسة المرض النفسي وأهمية الصحة
النفسية للفرد والمجتمع والوصم الاجتماعي، أتبع الباحثان المنهج الوصفي
التحليلي، بدأ البحث بمقدمة عامة عن المرض النفسي والمريض النفسي،
ومفهوم الوصمة وأنماطها والعوامل التي تحد من فاعلية العلاج، وحقوق
المرضى النفسيين، كما تطرق البحث الى مآل المرضى النفسيين، وخلص الى
طرق مقاومة الوصمة.
الكلمات المفتاحية: المريض النفسي، الصحة النفسية،
الوصم الاجتماعي.
Abstract: This study investigates psychological the
disorder and the importance of psychological health for the
individual, community, and social stigma. The researcher adopted the
analytic-descriptive approach. The study begins with a general
introduction on the psychological disorderpsychopatic patient, the
stigma and its types, the factors that determine that reduce the
effectiveness of treatment, and the patient' rights. The study also
investigates the consequences that the patient undergo and concludes
with the ways and methods for resisting stigma.
KEY WORDS: PSYCHOPATHIC, PATIENT, SOCIAL STIGMA.
الرجوع للفهرس
وصمة المرض النفسي -
مأمون مبيّض
ارتبطت العلوم عبر التاريخ ببعضها، وكلها ارتبطت في نشأتها
بالفلسفة، ومنها الطب الذي ارتبط ولزمن طويل بالفلسلفة وعلم النجوم
والرياضيات، ثم بدأت العلوم تستقل بنفسها تدريجيا، ومنها فروع الطب
المختلفة، وربما كانت العلوم النفسية والطبنفسية آخرها انفكاكا عن الفلسفة
وغيرها، وكانت بعض البلاد ولزمن قريب تدرّس في المرحلة الثانوية "علم النفس
والفلسفة" كمادة واحدة!
والوصمة، وأحيانا تسمى "وصمة العار" عبارة عن موقف سلبي من
أمر معيّن، حيث تكمن جذورها في كثير من الأحيان في عدم فهم الآخر إما لقلّة
المعلومات أو الخوف أو كليهما معا، وكما يقال "الإنسان عدو ما يجهل". وقد
تؤدي وصمة المرض النفسي للتمييز ضد المرض والمريض النفسي.
وقد تكون الوصمة والتمييز لصفة معيّنة يتحلى بها الإنسان،
أو لمرض معين كالمرض النفسي أو لإعاقة ما. وأحيانا قد تكون الوصمة اجتماعية
لصفة ما كالعِرقِ أو الجنس أو الدين أو اللغة أو الثقافة.
ومن المؤسف، أنه وبالرغم من تقدم العلوم الطبيّة عموما،
والعلوم النفسية والطب النفسي خصوصا، وبالرغم من انتشار المعلومات النفسية،
إلا أن وصمة المرض النفسي والمريض النفسي وحتى الطبّ النفسي مازالت منتشرة
في كثير من المجتمعات، وخاصة مجتمعاتنا العربيّة، وبصورة نمطيّة متكررة،
بخلاف الموقف من الأمراض البدنية، وفروع الطب الأخرى.
ومن تأثيرات وصمة المرض النفسي أنها تقف وراء النتائج
الضعيفة للتدخلات العلاجية للمرض، لأنها تُؤخر عند المريض طلبه أو طلب
أسرته للتدخل والعلاج، وبالتالي تأخر وصول المريض للعيادة النفسية، وفي
كثير من الأحيان يُنقص هذا أيضا من احتمال تلقي المريض النفسي للعلاج
المناسب. (1) (2)
الرجوع للفهرس
الوصمة..و الأوهام
و الخرافات عن المرض النفسي-
لطفي الشربيني
هناك الكثير من المعتقدات الخاطئة تحيط بالطب النفسي،
والمرضي العقليين، والأمراض النفسية بصفة عامة، وهذه المعتقدات قد تصل
أحياناً إلى مستوى الخرافة لكنها تجد من يصدقها، فهل تصدق أن هناك من
يعتقد بأن الأمراض العقلية تنتقل من شخص إلى آخر عن طريق العدوى مثل
الأنفلونزا ! بل إنهم يبالغون في ذلك فيؤكدون أن الابتعاد عن المجانين
احتياط ضروري لمنع انتقال المرض، لقد أثار ذلك اهتمامي بصفة خاصة لأن
بعض الناس وجه إلى في بعض المناسبات سؤالا طريفاً لا اعلم إن كان علي
سبيل المزاح أم أنها فكرة جادة، لقد سئلت ما إذا كان الطبيب النفسي
يتأثر بعد حين فتنتقل إليه بعض الصفات من مرضاه بحكم طول المخالطة ؟
لقد أضحكني هذا التساؤل لكنني لاحظت أن محدثي ينظر إلى بتركيز شديد ،
لقد كانت نظراته ذات مغزى فقد كان يبحث عن إجابة لسؤاله !!
الرجوع للفهرس
لسنا مجانين* ولكننا مصدومين: علم الصدمة النفسية طريق لتقليل وصمة الأمراض
النفسية.-
وليد خالد عبد الحميد
الجنون
هو أسم مشتق من معتقد عرب ما قبل الإسلام بأن من يصاب باضطراب نفسي فأن
ذلك سببه تلبس هذا الشخص بالجن.
وكان
العرب في ما قبل الاسلام يعتقدون بان الجن يملأ الصحراء بقبائله وعادة
ما يكون غير مهتم بالبشر ولكن في حالات معينة يمكنه ان يتحول الى قوة
معاديه للناس وخصوصا قبائل الجن التي تسكن في الينابيع والمنازل
القديمة فأن قبائل الجن هذه قد تهاجم البشر أحيانا برماحها، مسببه
الأوبئة مثل الطاعون (الذي يسببه -حسب اعتقادهم- "طعن" رماح الجن
الغزاة لقبيلة او قرية او مدينة). ولذلك، كان المصطلح مجنون يشمل في
الاصل امراضا عديدة منها الامراض النفسية ولكنه بالتدريج اصبح يعني وفي
فترات متأخرة ما قبل الاسلام اي حالة متغيرة للوعي بما اصبح يشير إلى
اشكال مختلفة من الامراض التي تؤدي الى تغيير في
سلوك
المريض وأفعاله و اقواله (Dols, 1992, p215).
لقد أثار الدكتور جمال أبو حسان (الأستاذ في جامعة
الزرقاء في علوم القرآن) في العام 2002 زوبعة في العالم العربي عندما
صرح من على شاشة احدى القنوات الإخبارية بأنه ليس هناك أي سورة في
القران تؤكد المعتقد الخاطئ في المجتمعات الاسلامية عن التلبس بالجن.
لقد أكد ان القران ذكر فقط بأن بإمكان الجن بصورة عامة والشيطان بصورة
خاصة الوسوسة للبشر لإقناعهم بالابتعاد عن الدين. وفي بحث متوفر على
الانترنيت عرض كل الآيات القرآنية و أحاديث النبوية للرسول (ص) التي
تناولت الجن لأثبات عدم وجود أي دليل ديني على معتقد التلبس بالجن الذي
يدعي الكثيرون (حتى من الأطباء النفسيون) بانها تسبب المرض النفسي (Abu-Hassan,
2009, P23).
وفي مقال حديث كتب الدكتور د. محمد كمال الشريف في مقالة " حقيقة المس
الشيطاني" التالي: " دخول الجن في الإنسان وكلامه على لسانه لم يرد في
آية ولا في حديث صحيح" (د. محمد كمال الشريف، 2019).
الرجوع للفهرس
كرامة المريض النفسي-
محمد كمال الشريف
حتى إذا مرض الإنسان في عقله، واضطربت الوظائف التي
تميزه عن الحيوان، فإنه يبقى إنساناً له كرامته ويتوجب على الجميع
احترامه، لأن الله كرم بني آدم جميعهم، ذكورهم وإناثهم، صغارهم
وكبارهم، مؤمنوهم وكفارهم، أغنياءهم وفقراءهم، وأصحاءهم ومرضاهم، سواء
كان مرضهم بدنياً أو عقلياً نفسياً.
لقد أعطى الله بني آدم ما لم يعط أحداً من مخلوقاته
غيرهم. أعطاهم أدمغة متطورة إلى أبعد حد، فخلقهم في أحسن تقويم، وجعل
حياتهم كلها بحثاً عن المعنى وسعياً لتحقيق المعاني في أنفسهم وفي
واقعهم... بنوا آدم يدركون المعاني ويسعون إلى ما عظمت قيمته منها في
اعتبارهم، ويتجنبون ما حقرت قيمته منها في نظرهم..
الرجوع للفهرس
أنواع وصمة "الجنون"..والمرض
العقلي -
لطفي الشربيني
كثيراً ما يعبر المرضي النفسيون عن عدم ارتياحهم لمجرد
زيارة الطبيب النفسي ، وينسحب ذلك علي المرضي الذين تضطرهم حالتهم
المرضية لزيارة العيادات الخاصة او مستشفيات الطب النفسي ، إننا نلمس
قلق المريض حين نجده يخشي ان يراه احد معارفه اواقاربه او جيرانه وهو
في هذا المكان ، ان معني ذلك ان وصمة المرض العقلي او " الجنون " سوف
تلحق به ويصعب عليه فيما بعد مهما فعل ان يصحح المفهوم الذى تكون لدى
الناس عنه ، ويزيد الأمر تعقيدا اذا كانت المريضة فتاة فمعني ذلك ان
هذه الوصمة سوف تهدد مستقبلها ، فمن من الشباب سيقدم علي الزواج منها
حين يعلم انها ترددت او قامت بزيارة الطبيب النفس ولو لمرة واحدة !
ولا شك ان مفهوم الوصمة ليس حكرا علي مجتمع بعينه او انها مشكلة محلية
بل إن الارتباط بين الطب النفسي وهذا المفهوم السلبي موجود حتي في
المجتمعات الغربية المتقدمة ولو بدرجة أقل ، إنني اتفهم تماما ما
يطلبه بعض المرضي حين يطلبون الاستشارة في موضوع نفسي لكنهم يصرون علي
عدم وضع اسمائهم في اى سجل رسمي او فتح ملف لهم ويعتبرون ذلك مشكلة
هائلة قد تهدد حياتهم فيما بعد
الرجوع للفهرس
وصمة المرض النفسي : ليست من
عندنا!-
وائل أبو هندي
كنتُ أظنُّ كما يظنُّ كثيرون في مجتمعاتنا العربية أن
الناس في المجتمع الغربي مقتنعون مقبلون على الطبيب النفساني كما تظهرُ
لنا الأفلام الأجنبية والمسلسلات التليفزيونية!.
وكنتُ أعتقدُ أن النظرة السلبية للطب النفسي هيَ سمةٌ
من سمات مجتمعاتنا العربية لأن كل شيء من حولي يشيرُ إلى ذلك، إلا أنني
عندما قرأت معطيات التراث الغربي في الطب النفسي وجدتُ أن وصمة المرض
النفسي ووصمة الطب النفسي والطبيب النفساني بالتالي، إنما هيَ مكونٌ
أساسيٌّ في الفكر الغربي على مر العصور، بينما هي في تراثنا العربي غير
موجودةٍ إلا لماما، وإذا حقيقة الأمر هيَ أن الأفلام والمسلسلات
التليفزيونية الأجنبية تلك إنما هيَ موجهةٌ أصلاً للمجتمع الغربي
لمحاربة التوجه السلبي نحو الطب النفسي والمرض النفسي والمتأصلةُ أصلاً
في ذلك المجتمع!
وبينما يحاولُ المفكرون في الغرب إيهامنا بأن التوجه
السلبيَّ تجاه المرض النفسي والطب النفسي بالتالي إنما هو توجهٌ
عالميٌّ نبعَ في كل مجتمعٍ على حدة، تبينَ لي أن الحقيقة هيَ أنهُ نبعَ
من عندهم وانتقل إلينا، ولو أننا بحثنا في تراثنا العربي لوجدنا ما
يشير إلى توجه آخر وتصورٍ آخر مختلف بالفعل عما أخذناه غافلين عن
الغرب!!.
الرجوع للفهرس
حتي تكتمل
الرعاية النفسانية... معا نتصدى للوصمة-
جمال التركي
" وَلَنَبْلُونَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ
مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ
الصَّابِرِينَ " ( البقرة155 )
" لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ " ( التين 4
)
" لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ " ( البلد 4 )
الابتلاء قدر الانسان في هذه الحياة الدنيا...
شاءت حكمة العليم الحكيم أن يبتليه وقد خلقه في أحسن تقويم...
وفي الابتلاء اختبار لقدرة الانسان على الصبر، على الرضا بقدر الله،
على تحمّل المعاناة، على السعي والكدح للشفاء...
تتعدد الابتلاءات بتعدد أسرار الخلق والحياة وبتعدد ما يتعرض له
الانسان في هذه الحياة المُعقدة و المُتشعّبة من معوّقات، فمن مبتلي
بالفقد، الى مبتلي بالفقر، الى آخر بالمرض... ولكل بلاء
الرجوع للفهرس
وصمة المرض النفسي في
البيئة العربية -
لطفي الشربيني
تنتشر الأمراض النفسية في جميع بلدان العالم بحيث لا
يخلو مجتمع من المرضي النفسيين
(WHO)
، كما تؤكد الأرقام زيادة انتشار أنواع الأمراض النفسية بمعدلات أكبر
من المعدلات السابقة من خلال احصائيات جهات الصحة العالمية .
ولعل أحد الموضوعات الهامة المتعلقة بالصحة النفسية هي
مسألة علاقة الثقافة بالتباين في الحالات النفسية
(Leff,1973)
ونظراً لأهمية وحساسية هذا الموضوع في ثقافتنا العربية
، فقد رأينا أن نحاول في هذه الورقة طرح جوانب هذا الموضوع للمناقشة
أملا في أن يسهم ذلك في توضيح أبعاده وإلقاء الضوء علي هذه المسألة
الهامة التي تتعلق مباشرة بمهنة الطب النفس والصحة النفسية والاجتماعية
للإنسان في العالم العربي .
ورغم وجود بعض الأدبيات في الطب النفسي وعلم النفس فيما
يختص بالوصمة المرتبطة بالإصابة بالمرض النفسي لدي المرضي العقليين
وذويهم وأقاربهم ، والاتجاه السلبي لدي العامة نحو المرض النفسي، فأن
هذا الموضوع لم يحظ حتى الآن بالقدر المناسب من الاهتمام في الثقافة
العربية أو الطرح الملائم للمشكلة من جانب المتخصصين في المهن النفسية
والأوساط العامة لاتخاذ خطوات لمواجهة الآثار المترتبة علي تضخم فكرة
الوصمة واستقرارها في الأذهان وما يترتب علي ذلك من سلبيات يعاني منها
المرضي النفسيون والمحيطون بهم ومن يقومون بتقديم الرعاية لهم ،وسوف
نوضح فيما بعد، عند مناقشتنا للوصمة المرتبطة بالأمراض النفسية ، بعضاً
من هذه الجوانب.
الرجوع للفهرس
قراءات
سيكولوجية في وصمة المعالج والمريض و المرض النفسي-
عبد الحافظ الخامري
من يمارس مهن المساعدة النفسية (لا سيما العلاج واﻹرشاد والاستشارات)
يجد نفسه في صراع بين نار ونور
نور بما يدخله
إلى قلوب من يساعدهم حين يلجأون له فيريحهم ويدخل النور والبهجة إلی
نفوسهم وينعكس ذلك علی شكل راحة نفسية لنا، وهي بنفس الوقت نار ايضأ
كون معظم أفراد المجتمع المتدني الوعي يجهلون نبل المهن النفسية والسعي
لمساعدتهم والتضحية من أجلهم فيقذفونا بنار جهلهم ناهيك عن الوصمة التي
يحملها البعض ضد المهن النفسية.
ولذلك نحن نحب مهنتنا لجانبها الأول (كونها خبرة سارة) ونعاني منها
لجانبها الثاني (كونها خبرة غير سارة، مؤلمة
الرجوع للفهرس
الصحة النفسية في سوريا بين الأزمرة و الوصمة ( نص أنكليزي)-
حسنين الطائر
Syria is a
country in Western
Asia,
bordering Lebanon and
the Mediterranean
Sea to the west, Turkey to
the north, Iraq to
the east, Jordan to
the south, and Palestine to
the southwest. Syria's capital and largest city is Damascus.
A country of fertile plains, high mountains, and deserts, Syria is
home to diverse
ethnic and religious groups,
including Syrian
Arabs, Greeks,
Armenians,
Assyrians,
Kurds,
Circassians,
Mandeansand
Turks.
The Syrian war is an ongoing
multi-sided armed
conflict in Syria fought between the Ba'athist Syrian
Arab Republic led by President Bashar
al-Assad, along with its allies, and various forces opposing
both the government and each other in varying combinations.
الرجوع للفهرس