السيكولوجيا الحديثة... في عهد البراديغم المعرفي-
المجلة العربية نفسانيات العدد 67خريف2020
ملخص:ذا كان التناول المطاتحليلي لظروف وشروط تغيير البراديغم
في الحقل السيكولوجي يمثل الهدف الرئيسي لهذا المقال، فالأكيد أن ظهور
البراديغم المعرفي قد جاء نتيجة ثلاثة أصناف من العوامل: أولها عبارة
عن تحولات داخلية تمثلت في حلول الاتجاه المعرفي محل الاتجاه السلوكي.
وثانيها عبارة عن محددات خارجية تمثلت في النظريات المعلوماتية
والتواصلية كرافد أساسي لهذا البراديغم. وثالثها عيارة عن أهداف
تطبيقية للسيكولوجيا وخاصة على صعيد الإدراك والفهم والتعلم وحل
المشكلات في ميادين التعليم والعمل والصحة. فمستقبل السيكولوجيا في ظل
البراديغم المعرفي سيتوقف من جهة على علاقاتها العلمية مع تخصصات
العلوم المعرفية، وفي مقدمتها علوم الأعصاب، ومن جهة أخرى على الكيفية
التي ستطرح وتحل بها عددا من المسائل المطانظرية ذات الطابع
الإبستمولوجي، وعلى رأسها ثلاثة إشكالات أساسية: أولها يرتبط بفرضية
فودور Fodor عن قالبية الذهن La modularité de l’ésprit وخاصياته
الحاسوبية. وثانيها يتعلق بمعرفة ما إذا كانت التفسيرات السيكولوجية
للمعرفية قابلة لأن تختزل بالتدريج في تفسيرات بيوعصبية، وبالتالي إلى
أي حد يمكن "تطبيع Naturaliser" الذهن؟. أما الإشكال الثالث والأخير
فيتمثل في عودة المواجهة بين علم النفس والفلسفة داخل ما يسمى بالعلوم
المعرفية، حيث أصبحت الفلسفة، ومن خلال فلسفة الذهن La philosophie de
l’ésprit تحاول تصفية حساباتها القديمة وأخذ ثأرها من علم النفس.
كلمات مفتاحية: المعرفية - براديغم معرفي – مطاتحليل – علوم
معرفية – قالبية الذهن – تطبيع الذهن – المعرفانية الحاسوبية
الرجوع للفهرس
العلوم
والعلماء... في عهد جائحة كوفيد-19-Covid-
مجلة بصائر نفسانية العدد 29 ربيع 2020
نبتغي من خلال هذه المساهمة مساءلة مكانة العلوم
ودور العلماء في التعامل مع ما يعيشه العالم من تداعيات صحية ونفسية
مؤثرة ومن انعكاسات اجتماعية واقتصادية رهيبة نتيجة جائحة كوفيد-19.
فغايتنا الكشف عن معالم تلك المكانة وعن مقومات ذلك الدور بخصوص أساليب
التعامل مع تلك الجائحة، استطلاعا وفهما وتفسيرا وتدبيرا، من خلال
استحضار جملة من الحقائق والوقائع التي تقعِّد منظومة العلوم والعلماء،
واستنطاق عينة من القضايا المرتبطة بالموضوع المطروح عالميا ووطنيا.
لكن قبل ذلك، يستحسن بنا الاستهلال بمقدمتين إثنتين:
-
حيث إن العلم والبحث العلمي ليس حكرا على دول بعينها، فالأكيد أن دورنا
في المغرب لا يجب أن يقتصر في مواجهة هذا الوباء على الانتظارية
والاتكالية، بل صار من الواجب الانخراط في مشوار البحث بهدف الخلق
والإبداع والابتكار. وهذا أمر بدأنا نلمس بعض بشائره ونجني بعض ثماره
من خلال ما أصبحت بعض الكفاءات المغربية المتمكنة من ناصية العلم
والبحث العلمي تساهم به من اختراعات وابتكارات قابلة للتوظيف في مواجهة
التداعيات الصحية الجسمية والنفسية لذلك الوباء.
- الراجح
أنه
لم يعد من المقبول المفاضلة في البحث العلمي بين ما هو خاص بعلوم
الطبيعة وما هو خاص بعلوم الإنسان، لأن غايتهما معا تصب في تحقيق رفاه
الإنسان ورقيه من خلال خدمة التنمية الشاملة. فأمر التمييز بينهما لا
يعدو أن يكون إلا في الشكل والدرجة. وخير دليل آني على أن العلاقة بين
هذين البعدين هي علاقة تفاعل وتكامل وليست علاقة تفاضل وتباين، هي أن
مخرجات وتطبيقات كليهما صارت مطلوبة وضرورية في التعامل مع الجائحة
الحالية، إن على مستوى التجهيزات والطواقم والتدخلات الطبية، أو على
مستوى مساهمات وتدخلات الأخصائيين في علوم النفس والطب النفسي. وهذه
مسألة سنعود إليها في أحد محاور هذا المقال.
الرجوع للفهرس
جائحة
كوفيد - 19 Covid -
وسيكولوجية التدخل والمواجهة-
مجلة بصائر نفسانية العدد 28 ربيع 2020
الأكيد أن فيروس كورونا المستجد (كوفيد
-
19-
Covid)
الذي أصبح يشكل جائحة كونية، لا يمثل أول وباء يعرفه العالم. فأغلبنا
قرأ أو سمع
عن
أوبئة ضربت العالم خلال عصور خلت، أوعايش بعضها أثناء سنوات ليست بالبعيدة.
لهذا فالجديد هذه المرة هو أن هذه الجائحة اكتست عبر أقطار العالم
انتشارا سريعا وصيتا واسعا وذلك لاعتبارات عديدة أهمها:
- إقرار الجميع بتفاقم هذا الفيروس واتساع رقعة انتشاره
في مختلف قارات العالم وجل بلدانها ومدنها، وبالتالي ترجيح كفة التهويل
الإعلامي على منطق التبصر العقلاني بخصوص مقومات هذا الوباء وتداعياته.
- زعزعة كبرياء العالم وقوته، بحيث اتضح بالملموس أن
هذا الفيروس الصغير الذي لا يرى بالعين المجردة رَكَّع
العالم ورهن مصير الإنسان بالسجن والشلل. فقد حوّل حضارة بشرية عمرها
سبعة آلاف سنة إلى مجرد حكايات تروى للترفيه والتسلية أحيانا وللتشكي
والتباكي أحيانا أخرى. بصدق لقد كشف عن مدى ضحالة الإنسان وهوانه
وتواضع قوته.
- تعرية مدى ضعف الإنسان وهشاشته، محدودية ذكائه وعلمه،
نسبية اكتشافاته واختراعاته، خرافة عظمته وتقدمه، سخافة تفاخره وغروره،
وبالتالي إماطة اللثام عن أكذوبة قوة وريادة ما ينعت بالدول المتقدمة
بجامعاتها ومراكز بحوثها العاجزة، بعلمائها ومتوَّجيها المختفين،
بأنديتها وبطولاتها المتوقفة، بقاعات مسارحها وملاهيها المقفلة،
بمعارضها ومهرجاناتها الملغية، بمحطاتها ومطاراتها المشلولة، بمعابدها
ومساجدها المغلقة (anb
TV،
https//m.facebook.com/story.php ?).
الرجوع للفهرس
صراع القيم
ومشكل التوافق الدراسي لدى الطفل-
على شكل فصل قائم الذات، في المؤلف الجماعي " القيم والتعليم"، الصادر
سنة (2001) بيروت ضمن منشورات الهيئة اللبنانية لعلوم التربية.
ملخص: إذا كان موضوع "صراع القيم ومشكل
التوافق الدراسي لدى الطفل" يمثل الإشكالية المركزية لهذا البحث، فإن
التفكير في مظاهر العلاقة الثقافية القائمة بين الأسرة والمدرسة قد
شكّل المسعى التفسيري الذي وظفناه في مقاربة مضامين هذه الإشكالية.
فهذا المسعى الذي يركز على عامل القيّم، بالإضافة طبعا إلى عوامل
الأسرة والمدرسة والطفل، كمحدد أساسي لسيرورة التوافق الدراسي، هو الذي
اعتمدناه في دراسة مظاهر تمثلات الطفل وأحكامه حول دور ثقافة المدرسة
ونسقها القيمي في نجاحه الدراسي أو فشله.
وهكذا فمن خلال التسليم بأن الصراع بين أنماط القيّم
الأسروية والمدرسية هو الذي يشكل مصدر الفشل الدراسي، ذهبنا إلى أجرأة
هذه الفكرة انطلاقا من نموذجنا النظري المتمثل في صراع القيم. وهو
النموذج الذي عملنا على التحقق من مصداقيته التفسيرية بناء على إنجاز
دراسة ميدانية موسعة تحكمها مجموعة من الإجراءات والأدوات المنهجية
الدقيقة. وهي الدراسة التي أفضت بنا بعد تحليل بياناتها وتفسيرها إلى
اختبار الفرضيتين المعتمدتين في هذا البحث وإلى مجموعة من النتائج التي
نجملها في الخلاصات التالية:
- يظهر بصورة عامة أن الأطفال المنحدرين من أوساط
سوسيوثقافية مرتفعة (مهن حرة، أطر عليا) هم أكثر توافقا دراسيا من
أقرانهم المنحدرين من أوساط سوسيوثقافية منخفضة (عمال، مستخدمون).
والواقع أن تحقيق أطفال الفئات الأولى لتوافق دراسي أكبر يعود إلى
تجانس أنساق قيمهم الأسروية والمدرسية في حين أن صعوبة توافق أطفال
الفئات الثانية ترجع إلى تباين أنساق القيم التي يخضعون لها داخل كل من
الأسرة والمدرسة، وهو التباين الذي عادة ما يتخذ شكل صراع قيمي ينتهي
بالطفل إلى فشل دراسي حاد.
- يفضل أطفال الفئات المحظوظة النموذج الثقافي الحديث
في حين أن أطفال الفئات غير المحظوظة يثمنون أكثر النموذج الثقافي
الأصيل. وإذا كان تفضيل أطفال الفئات الأولى للثقافة الحديثة يعني
ضمنيا تثمينهم الإيجابي لقيم المدرسة وبالتالي تحقيق توافق دراسي أكبر
فإن الأمر يبدو عكس ذلك بالنسبة لأطفال الفئات الثانية الذين يفضلون
الثقافة الأصيلة ونموذجها التقليدي الذي يتعارض مع قيم المدرسة، الأمر
الذي يتولد عنه صراع مع ثقافة هذه الأخيرة وقيمها الحديثة والوقوع
بالتالي في الفشل الدراسي.
- هناك انجذاب واضح للأطفال نحو قيم المدرسة تبعا
لانتماءاتهم السوسيوثقافية. فروح هذا الانجذاب تبدو واضحة بالنسبة لقيم
كل نموذج، بحيث أنه إذا كان الأطفال المحظوظين يختارون بشكل دال قيم
الحداثة والتنافسية والاستقلالية التي تراهن المدرسة الحديثة على نقلها
وتلقينها فإن الأطفال غير المحظوظين يفضلون في المقابل قيم الأصالة
والتضامن والتبعية التي نادرا ما تركز عليها المدرسة الحديثة.
- إن الأطفال الذين يتشبعون بقيم الحداثة والتنافسية
والاستقلالية في كل من الأسرة والمدرسة، وهم في الغالب من الفئات
السوسيوثقافية المحظوظة، عادة ما يحققون التوافق الدراسي المطلوب. إنهم
يندمجون بسهولة مع أجواء المدرسة ويربطون علاقات كلها مودة واحترام مع
زملائهم وأساتذتهم ويتميزون بالمواظبة المستمرة على الحصص وبالانضباط
والانتباه داخل الفصول فضلا عن تحصيلهم الدراسي الذي يكون في الغالب
مرتفعا وممتازا. في حين أن الأطفال الذين يتشبعون بقيم الأصالة
والتضامن والتبعية داخل الأسرة ويواجهون قيم الحداثة والتنافسية
والاستقلالية داخل المدرسة، وهم في الغالب من الفئات السوسيوثقافية
المحرومة، عادة ما يفشلون في تحقيق التوافق الدراسي المرغوب. إنهم لا
يندمجون مع أجواء المدرسة إلا في حالات نادرة. فغالبا ما تغلب على
سلوكاتهم مظاهر التغيب عن الدروس والشغب داخل الفصل واللامبالاة أثناء
الحصص فضلا عن كراهية التعامل مع الزملاء وتحاشي التواصل مع المعلمين
ثم تحصيلهم الدراسي الذي يتميز في العادة بالتواضع والتدني.
الكلمات المفتاحية: القيم – التوافق الدراسي – الطفل –
الأسرة – المدرسة
الرجوع للفهرس
مقومات سيكولوجية اكتساب اللغة في ظل علاقة الأم بالطفل-
مجلة العلوم التربوية
والنفسية، البحرين: العدد 2، 12-36، صيف (2003)
ملخص: نسعى في هذا البحث إلى الدفاع عن فكرة استحالة القول
بنظرية في اكتساب اللغة باعتماد نموذج الطفل المعزول عن المحيط وعن
الآخر، وذلك من خلال إبراز أهمية السياقات التفاعلية والأنشطة المعرفية
ودورها في سيرورة اكتساب اللغة عند الطفل. وهي الفكرة التي تؤطرها جملة
من النظريات السيكولوجية واللسانية الدقيقة، وتوجهها مجموعة من الأفكار
والحقائق المرتبطة على التوالي بمكانة العلاقة "الأم - الطفل"، وبدور
استراتيجيات الطفل المعرفية في هذه السيرورة.
الكلمات المفتاحية: الاكتساب – السيرورة - اللغة – الأم -
الطفل
Psychological foundations of language
acquisition In light of the mother's
relationship with her child
Abstract
This research
aims at discrediting any theory of language acquisition which
isolates the child from his/her human and natural environments. This
work highlights the importance of interactional contexts and
cognitive activities in child language acquititions. This view is
supported by psycholinguistic theories and facts relating to the
mother-child relationship, as well as by the child’s own strategies
of acquisition.
Key words:
acquisition - process - language -
mother – child
الرجوع للفهرس