افتتاحية الملف:
بيروتشيما... ضحايا الصدمة نحو
رعاية نفسانية
-
وليد خالد عبد الحميد
لقد قام البروفسور الدكتور جمال التركي رئيس"مؤسسة
العلوم النفسية العربية" مشكورا وكعادته وعادة الشبكة بالوقوف
للتصدي لكل المحن التي تمر بها أمتنا العربية ولقد شرفني لما اقترح
علي الإشراف على هذا ملف من مجلة "بصائر نفسانية"، حول صدمة انفجار
مرفأ بيروت والكارثة التي تسبب بها. لذلكدعوت زملائي الأطباء
وأساتذة علم النفس العرب للمساهمة في هذا العدد الهام جدا في هذا
التوقيت بالذات، الذي يهدف الى شرح البعد الثقافي والحضاري النفسي
لمدينة بيروت في تشكيل ملامح علم صدمة عربي من خلال عمل الأستاذين
المرحومين الدكتور محمد أحمد النابلسي والدكتور عدنان حب الله
وأعمالهما السريرية وأبحاثهما خلال الحرب الاهلية اللبنانية.
واليوم تحل ببيروت كارثة صدمية جديدة من خلال انفجار مرفأ بيروت
الشبه نووي، والذي وقع في زمن تشهد بيروت فيه حراكا اجتماعيا وثورة
ضد الفساد والطائفية التي سببتها
أوضاع اقتصادية غاية في الصعوبة، أضيفت اليها آثار جائحة الكورونا
الكارثية.من
الصور الصادمة
التي نشرت بعد الانفجار، صورة يحمل فيها أبٌ ابنته الجريحة باحثا
عمن يوفر لها الإسعاف والتضميد. لقد ذكرتني هذه الصورة بتمثال فنان
النهضة الأوربية مايكل انجلو "بيتا" (Pietà)
أو الشفقة
الذي يصور السيدة العذراء وهي تحتضن جسد السيد
المسيح.
الرجوع للفهرس
بيروتشيما... نحو رعاية نفسانية لضحايا صدمة
انفجار بيروت شبره
النووي
-
وليد خالد عبد الحميد
إنَّها بيروت عروس الشرق وسويسرا
الوطن العربي (كما كانت تعرف) تصاعدت
في سماءها أعمدة الدخان. دخان وردي تصاعد في سماء بيروت ليس لأنها
تحتفل بالورد كما عادتها دائما ولكنه لون الدم اختلط بدخان قاتل
لمواد كيمياوية سامة في سماء أجمل المدن. هذا هو انفجار مرفأ بيروت
الذي أدى الى شهداء في كل مكان و جرحى في من ظنوا أنهم آمنينن في
بيوتهم في المناطق السكنية المختلفة التي طالها الانفجار. لقد
أصبحت بيروت تفوح برائحة الموت بدل من رائحة الورد الذي كانت تتجمل
به صبايا هذه المدينة الفاتنة. لم تغمض عين بيروت ليلة الرابع من
آب/ أغسطس 2020 ليس لأن بيروت تتابع ريادتها الفنية والجمالية
للشرق ولكنها لأنها كانت تأن تحت وطأة الألم والصدمة البدنية
والنفسية للانفجار والحزن على من اختفوا، فقدوا، و جرحوا وماتوا
جراء هذا الانفجار. ومما زاد في الطين بلة انقطاع الاتصالات مما
زاد من قلق الآباء والامهات والاخوات على من لم يرجعوا ذلك اليوم
من أعمالهم و مدارسهم. لقد أدى ذلك الى طوابير من الأهالي تقف أمام
مستشفيات بيروت تحاول أن تسمع خبر عن من لم يعودوا للمنزل في هذا
اليوم المشؤوم.
الرجوع للفهرس
انفجار مرفأ
بيروت، صدمة نفسية حديثة تكدّست فوق صدمات سابقة -
يوسف العاقور
لبنان،
بلد صغير، عانى من انفجارفي مرفأ بيروت عام 2020 ، الذي دمّر اجزاء
من المدينة ، مما أسفر عن مقتل المئات وإصابة الآلاف وتشريد مئات
الآلاف. كثرت التحليلات للأسباب التي أدت الى التفجير، بما في ذلك
أكثر من 2700 طن من نترات الأمونيوم ، مخزنة بشكل غير صحيح لسنوات
على الرغم من التحذيرات من قدرتها الفتاكة.بالاضافة الى ذلك تواجه
البلاد كارثة اقتصادية على نطاق لم تشهده حتى في الحرب الأهلية
فأثارت هذه الأزمة الاقتصادية ، بالإضافة الى الانفجار وتوابعه،
تبعات نفسية لم تنته.
بعد سنة من الانفجار في مرفأ بيروت، لا يزال مدى
التأثيرات غير المرئية للانفجار على الصحة العقلية والنفسية محط
دراسات وعلاجات فردية وجماعية . سلطت عدة تقارير الضوء على الصدمة
الجماعية التي عانى منها الناجون من الانفجار ، بما في ذلك
الكوابيس ،، ذكريات الماضي والتعب ، وكذلك الحاجة المتزايدة
للاستشارات النفسية. نشير في هذا الصدد انه في الأشهر التي سبقت
الانفجار ، ظهرت تقارير عن زيادة انتشار الاكتئاب والقلق بالإضافة
إلى ارتفاع معدلات الانتحار في لبنان.
تشير
الأبحاث حول الإستجابات للضغوطات إلى أن تقييم التهديد هو عملية
نفسية ، وتؤثر المعرفة حول الضغوطات إلى تحسين استجابات المواجهة
في أي موقف تكون فيه الاستجابات من التكيف ممكنة.من
هنا نرى ان تعدد النظريات حول اسباب الانفجار وطبيعة الانفجار
لمواد خطرة مخزّنة وعدد القتلى والجرحى وحجم الدمار ....جعلت من
ردات الفعل النفسية اكثر تاثيرا وتستدعى التدخل.
فإن اخذنا بالاعتبار ردود الفعل على حدث صادم من
الجمود الى التجنب، التأقلم ربما او الى اليقظة المفرطة وجب التدخل
النفسي للعمل مع المنتفع للعودة الى نافذة الاحتمال ولكن هل يمكن
ان يكون المصاب قد اعتقد انه في نافذة الاحتمال ولكنه بقي اسير
سلوكيات ،افكار،مشاعر واحاسيس لا تنتهي ؟
في علاج "EMDR"
يتم التركيز على الاحداث السلبية في تاريخ المنتفع وربطها بالعوارض
موضوع العلاج فيعود المعالج الى ماضي المنتفع لرصد الاحداث السلبية
ودرجة تاثيرها على السلوك الحاضر، الادراكات الحاضرة، المشاعر
الحاضرة وموقعها في الجسد . ولكن في حالة الصدمة من حدث انفجار
مرفأ بيروت هل يتم التدخل لمعالجة حدث المرفأ ام للاحداث السلبية
في تاريخ المنتفع؟
الرجوع للفهرس
الحزن المعقد و الحداد عند أسر كوفيد-19 ومآلاته على صحتهم النفسية
مستقبلا؟ -
مرسلينا شعبان حسن
مقدمة
عندما أعلنت
منظمة الصحة العالمية ان كوفيد -19 هو جائحة عالمية ، حينها لم
تعلق ان المرض متصل بأي عرق او جنسية أكثر من سواها ، لأجل ذلك هذا
المصاب انساني بامتياز .
ووضح الى
اليوم ان جميع الناس مرجحين للإصابة والتأثر بهذا المرض، وبالتالي
المصابين وأسرهم لم يرتكبوا أي جنحة او هم في وصمة لكونهم تعرضوا
لهذا المصاب ، فهم بذلك يستحقون الدعم والتعاطف ، لأنهم ضحايا هذا
الفايروس في هذه المرحلة من تفشي المرض .
ان أكثر
التجارب المشتركة التي يواجهها الناس على سطح الأرض مؤخرا ، هي
التجارب المتصلة بالقلق والحزن على صحتهم والحزن على فقد الأعزاء
على قلوبهم، هذا الامر محزنًا لجميع البشر، والحيرة والقلق الأكبر
على مستقبلهم المهني أيضا ومستقبل أبنائهم التعليمي .
من الثابت
في انفعالات البشر ان هناك استجابةً انفعالية سلبية طبيعية تعاش
عند وفاة أحد الأحباء، و غالبية الناس يشعرون تدريجيًا أن مشاعر
الحزن تتبدد مع مرور الوقت، ليتمكنوا بعد فترة قصيرة باستئناف
روتينهم الطبيعي، والعودة لأنشطتهم مما يعني أن تقبلهم للفقد
حاصل، ويمكن لهم المضي قدما في حياتهم. ولكن في مقام آخر ، قد نجد
من أن بعض الأشخاص ممن يعانون حزن معقد لا تتلاشى في هذا الحزن
الاستجابات المعتادة لموت أحد الأحبة بمرور الوقت، ويحصل ان
استمرار هذه المشاعر يعيقهم أو يمنعهم من عيش حياتهم الطبيعية.
الرجوع للفهرس
الصدمة النفسية
أثرها و مقاومتها
-
ندى الجندي
استوقفتني جملة قالها الشاعر نزار قباني بعد عامٍ
على وفاة ابنه: «هل لاحظتم أن الجراح وحدها هي التي تمتلكُ ذاكرةً
قويةً».
لماذا اللحظات المؤلمة والجراح تبقى ماثلة في
ذاكرتنا؟
لماذا عندما نتذكر النهاية الحزينة لقصة حب عشناها
تدمعُ أعيننا حتى ولو بعد سنوات؟
لماذا يعاني الناجين من الحرب (بعد عودة السلام) من
صور رعب وكأن لهيب الحرب ما زال يشتعل في رؤوسهم؟
لماذا يعاني الإنسان من آثار خبرة مؤلمة حتى بعد
انتهائها؟
حزن.. ألم.. ومضات رعب.. صور مخيفة تتراءى له، يبقى
الماضي حاضراً دائماً بكل مآسيه، مشاعره، رائحته وكأنه يعيش هذه
الصدمة من جديد فيغدو الإنسان سجين ذاكرة الألم!
الرجوع للفهرس
لقاء مع رئيسة أول جمعية عربية للأمدر
-
لينا إبراهيم -
أجراه: وليد خالد عبد الحميد
لقد أجرينا هذه المقابلة من
خلال عدة جلسات عبر الزوم مع الصديقة العزيزة الأستاذة لينا
أبراهيم رئيسة جمعية
EMDRلبنان والتي التقيتها منذ
العام 2014 في مؤتمر الرابطة الاوربية للامدر الذي عقد في أدنبرة
في المملكة المتحدة والتقينا بعدها في كثير من المؤتمرات ونلتقي
منذ أزمة الكورونا دوريا على الزوم ولقد اغتنمت فرصة آخر لقاءين
معها وسألتها الأسئلة التالية:
س-ماهو
الامدر وماهي جمعية EMDR لبنان؟
ج-الامدر هو اختصار لـEye Movement
Desensitization and Reprocessing، أي إبطال الحساسية وإعادة المعالجة
عبر حركة العينين، وهو عبارة عن منهجية للعلاج النفسي طوّرتها سنة
1987 الاختصاصية الأميركية في علم النفس العيادي د. فرانسين شابيرو.
الرجوع للفهرس
رؤية مقارنة للاّثار والانعكاسات النفسية جراء انفجار ميناء بيروت
والحرب على غزة -
غسان عبد الله
تمهيد
يطول الحديث والبحث في هذا المضمار، وتتعدد الرؤى ووجهات النظر
،وذلك لفداحة الخسائر السيكولوجية والمادية، ولأننا نعنى هنا
بالمخلوق البشري والذي لا يعلم سرائره الا الخالق العلي القدير .
تجيء هذه الدراسة المقارنة بين ويلات الدمار التي حصلت اثر تفجير
ميناء بيروت في 4/8/2020 وذاك الدمار الذي أحدثته الحرب الاسرائيلة
على غزة في أيار 2021، وما ألّم بالمكانين من تدمير كبير : بيوت
ومنشاّت وأبراج سكنية .
كنا نود ادراج تدمير المركز التجاري العالمي في نيويورك وذلك
محاولة للتأكيد على أن الارهاب لا حدودا جغرافية له ، ولكن بسبب
الفارق الزمني الكبير بين هذا الحدث وبين تدمير ميناء بيروت وما
تعرضت له غزة من حرب شرسة شملت الابراج السكنية والمنشاّت والمساجد
والكنائس ....الخ ، دفع بالدارس الى قصر الدراسة فقط على ميناء
بيروت وغزة هاشم .
الرجوع للفهرس
معركة سيف القدس
-
غزة الصمود
-
سائدة الغصين
انطلقت معركة سيف القدس بتاريخ 06/05/2021م ردا على الاستهداف
الصهيوني للمسجد الاقصى المبارك والعائلات المقدسية في حي الشيخ
جراح, وقد كان لقطاع غزة – كما هو معتاد – نصيب الاسد في الدفاع عن
المقدسات والانتصار للأقصى والقدس الشريف بالرغم من فاتورة الدم
الغالية التي تكبدها الناس في غزة .
وحسب الخبرات النفسية الصادمة والازمات المتكررة على مدار عشرات
السنين تشكل لدى مقدمي خدمات الصحة النفسية في قطاع غزة خبرة جيدة
في التعامل مع احداث الطوارئ والازمات للحد من الاضرار النفسية
السلبية للحرب .