التحليـل النفسـي …
مقاربة من منظــور إسلامي-
تهاني هاشم خليل عابدين
تمثل نظرية التحليل النفسي لمؤسسها سيجموند
فرويد أبرز منتوجات الفكر
الغربي النفسي
إثارة
للجدل؛
تبعاً لآرائها
التي يصفها بعض العلماء بأنها غير قابلة للاحتواء،
ولكن رغم ذلك نجد أن علماء وأطباء النفس المسلمين يختلفون في موقفهم
تجاه مسلمات تلك النظرية وتطبيقاتها ما بين الرفض القاطع والقبول
المشروط والتبنِّي الكامل، وانطلاقاً
من
ذلك
يأتي
ملف "التحليل النفسي
... مقاربة من منظور إسلامي"؛ بهدف طرح الرأي والرأي الآخر مُحتكمين
للمنطق
الذي
يؤيده
العقل والدليل العلمي
الرصين؛ لوضع أرضية مشتركة تتيح التعامل مع هذه النظرية
كما يجب.
الرجوع للفهرس
تقييم نظرية التحليل النفسي في
ضوء الفكر المعاصر لأسلمة المعرفة-
تهاني هاشم خليل عابدين
المستخلص:
هدف هذا البحث إلى تقييم نظرية التحليل النفسي بالاعتماد على المعايير
العلمية، استخدم المنهج "التفسيري النقدي" الذي يختص بتقييم الأفكار
والآراء لا الحقائق والظواهر، وتمثلت أهم نتائج البحث المتعلقة بتقييم
نظرية التحليل النفسي علمياً في أنها لم تلتزم بالمعايير العلمية
للمنهج البحثي والعينة وأدوات القياس، واتصفت النظرية بالغموض وأخطاء
التعميم وعدم الاستناد إلى الأدلة العلمية والبعد عن المنطق
والموضوعية، وعموماً لم تنطبق عليها معايير التقييم العلمي للنظريات
النفسية عدا معيار واحد يتمثل في قدرة نظرية التحليل النفسي على
"الإيحاء بالأفكار" للعلماء لبحث موضوعات بحثية جديدة عجزت هي عن إيجاد
إجابات علمية عن أسئلتها، وقد أكدت النتائج أنه ليس لنظرية التحليل
النفسي قيمة علمية وأن قيمتها قيمة تاريخية فقط، أختتم البحث بعدد من
التوصيات يتمثل أهمها في اقتراح تزامن تقييم نظريات علم النفس ثقافياً
مع تقييمها علمياً حتى تتسع دائرة الفائدة؛ فالعلم عام وعالمي بطبيعته
ولكن الثقافة خاصة يختلف فيها الأفراد باختلاف انتماءاتهم الثقافية.
الكلمات المفتاحية:
التقييم، النقد،
التحليل النفسي، سيجموند فرويد، الأسلمة.
الرجوع للفهرس
علم نفس الطفل ما بين الفكر
الإسلامي والفكر الفرويدي-
تهاني هاشم خليل عابدين
المستخلص:
هدف هذا
البحث إلى استخلاص النموذج الإسلامي والنموذج الفرويدي في مجال علم نفس
الطفل والمقارنة بين النموذجين فيما يتعلق بالكفاءة في تحقيق الأهداف
النظرية والتطبيقية المعاصرة لهذا العلم. استخدم المنهج المختلط لإجراء
البحث. تتمثل أهم نتائج البحث في أن نموذج
علم نفس
الطفل في الفكر الإسلامي يصف التكوين النفسي للطفل كنظام معقد، ويفسر
سيكولوجية الطفل بشكل إيجابي، ويتناول موضوعات علم نفس الطفل بطريقة
شاملة، وينطلق من أهداف مرنة عابرة للثقافات، كما تميز بالقابلية
للتطبيق والممارسة على مستوى الماضي والحاضر والمستقبل، أما نموذج
فرويد في مجال علم نفس الطفل يحصر التكوين النفسي للطفل في الغريزة
الجنسية، ويفسر سيكولوجية الطفل بشكل سلبي، ولم يقدم إجابات عن أهم
الأسئلة التي يطرحها علم نفس الطفل، وأهدافه في تنشئة الطفل سلبية تعزز
الحرية الجنسية الشاذة وتدعو للإلحاد، وبشكل عام فإن نموذج فرويد فلسفي
ولا يقبل التطبيق؛
وبناءً
على هذه النتائج يقترح البحث
النموذج الإسلامي كنموذج مثالي يحقق الأهداف المعاصرة لعلم نفس الطفل
في إطار عبر ثقافي.
الكلمات
المفتاحية: علم نفس
الطفل، النمو النفسي، أسلمة علم النفس، سيغموند فرويد.
الرجوع للفهرس
العلم والدين يتكاملان من المنظور الإسلامي-
محمد المهدي
ثمة صورة
سلبية للتحليل النفسي في المجتمعات الإسلامية لا تتوقف عند حدود عوام
الناس , ولكن تمتد إلى المثقفين منهم وربما قطاع لا يستهان به من
المتخصصين في العلوم النفسية , وتزداد هذه الصورة قتامة ونفورا لدى
علماء الدين المسلمين , والصورة الذهنية للتحليل النفسي تنحصر في مساحة
كبيرة منها في الذهنية الإسلامية : أن مؤسس هذه النظرية سيجموند فرويد
وهو شخص يهودي , وثمة حساسية لدى قطاع عريض من المسلمين تجاه اليهود
بسبب الصراع العربي الإسرائيلي ولأسباب تاريخية ودينية أخرى , وأن هذا
العالم اليهودي أنشأ هذه النظرية وجعلها قائمة على عنصر أساس , وهو أن
الجنس وتفريعاته هو الموجه الرئيس أو الوحيد لسلوكيات الإنسان , والأهم
من ذلك كله أن فرويد كان ملحدا , ولم يتوقف الأمر عند إلحاده الشخصي
الذي كان يعلنه كثيرا ولكن امتد إلى نظرته للدين على أنه وهم طفولي نشأ
في عقل الإنسان حين تصور وجود إله أبوي يستمد منه العون والمساعدة
ويتوجه إليه بالطاعة والإنصياع , ويشعر بالذنب تجاهه إذا عصاه , وربما
يمارس أعمالا وطقوسا تطهيرية لتخفيف إحساسه بالذنب .
الرجوع للفهرس
التأمل في العلاج النفسي
والتفكر في الإسلام: هل من علاقة؟!-
سماح جبر
إن المفهوم الشمولي للصحة يضم الأجزاء الجسدية
والعاطفية والاجتماعية بالإضافة إلى البعد الروحاني الذي نادرا ما
يأخده نظام الخدمات الصحية في عين الاعتبار.
في منظور علم النفس الإدراكي، إن ما يعرف بال
mindfulness
والذي تتم ترجمته في العربية إلى التأمل، هو
عنصر مهم في التقاليد البوذية، وممارسته هو أسلوب جيد لتعديل الإنسان
لاسـتجاباته العاطفيـة للتوتـر والقلـق. إذ أن التركيز على إدراك أفكار
المرء وعواطفه وأحاسيسه تساعد بشكل ملحوظ في تهدئة العقل. يعرّف التأمل
على أنه القـدرة علـى أن يكـون ذهنـك حاضرا بشـكل كامـل، وأن تكـون
مدركا لمـكان وجـودك ومـا تقـوم بـه وتشعر به، وألّا تتفاعـل بشـكل
مفـرط مـع مـا يحـدث مـن حولك أو تسـمح لـه أن يطغـى عليـك.
أخذت دراســات علــم الأعصــاب الحديثــة التــي فحصــت
مســوحات الدمــاغ لممارســي التأمــل فــي إنشـاء نمـوذج حـول مـدى
قـدرة التأمـل الواعـي علـى توسـيع الآثـار المعرفيـة والجسـدية. تـم
وضـع المفحوصيـن فـي ماسـح التصويـر بالرنيـن المغناطيسـي أثنـاء
مطالبتهـم بتدريـب انتباههـم علـى الإحسـاس الناتـج عـن التنفـس. طلـب
مـن الأشـخاص الضغـط علـى زر عندمـا وجـدوا أن عقولهـم تشـرد، ثـم
أعـادوا الانتبـاه إلـى الإيقـاع التدريجـي للشـهيق والزفيـر. خلال
هـذا التمريـن، تمكـن العلمـاء مـن تحديـد أربـع مراحـل مـن الـدورة
المعرفيـة: شـرود الذهـن، وإدراك الشرود، وإعــادة توجيــه الانتبــاه،
واســتئناف الانتبــاه المركــز، وكلهــا تنشــط شــبكات الدمـاغ
المختلفـة. ووجـدوا أنـه مقارنـة بالمبتدئيـن، أظهـر المتأملـون
المخضرمـون نشـاطا متزايــدا فــي شــبكات الدمــاغ ممــا ســمح
بزيــادة الانتبــاه والتركيــز والمرونة النفسية، وأن ممارسة التأمــل
ســمحت للأشـخاص بالحفـاظ علـى حالـة ذهنيـة مركـزة بجهـد أقـل، والذي
يسـميه البعـض "الحضور".
الرجوع للفهرس
السيكولوجية الفطرية للانحراف
وعلاجه ووهم التحليل النفسي-
موسى الزعبي
يعتبر البعض التأثير الوجداني أو الضمير
والذي يطلق اصطلاحا على الغرائز الفطرية نقص بالعقل والنفس البشرية
مقارنة بقوة العقل بالمعرفة والعلم بل يعتبر تأنيب الضمير نقطة ضعف
بالإنسان وكيف لا... !؟ والتصور عن ماهية وحقيقة النفس البشرية لا
يزال غامض لدى الكثير وبالتالي ألية عمل غرائز النفس المتنوعة وآلية
تأثيرها على السلوك والفكر البشري وحتى تكون لغة المقال واضحة ومفيدة
فسننتقل من الفضاء النظري إلى المجال العملي و نضرب مثلا عمليا لأحد
الاضطراب النفسية المرضية وعليه يقاس غيره ..
فلو كان شخص يعاني من انحراف جنسي معين مثلا
فكيف يتم التعامل مع ذلك كعلاج نفسي فطري !؟
في البداية لا بد من معرفة ألية عمل الغرائز ومعرفة
تصور للنفس ثم العمل على تعديل السلوك وفق ذلك التصور
فالغريزة الجنسية هي جزء من
الغرائز الترابية الحيوانية بالنفس البشرية وهي أحد مكونات النفس
الثلاثة الغرائز المعرفية العقلية والغرائز الفطرية كما فصلنا بمقال
آخر
...
يولد الإنسان مبرمج بألية كاملة لعمل هذه الغريزة ولكن
لا تعمل بشكل فعلي إلا عند البلوغ وذلك في الحالة السليمة لدى البشر
وتكون الغريزة مبرمجة على الاشتهاء والميول للطرف الثاني فالغريزة لدى
الذكر تكون مبرمجة على الانجذاب والتحرض والإثارة بالأنثى وما يتعلق
فيها والغريزة لدى الأنثى تكون بالعكس وهذا ما يسمى كتداول ديني وثقافي
الفطرة السوية للإنسان
.
الرجوع للفهرس
الدين والنفس!!-
صادق السامرائي
الأديان في جوهر رسالاتها تتوجه نحو النفس الأمّارة بالسوء
, وتجاهد لتهذيبها والإرتقاء بها إلى آفاق النفس الإنسانية المعطرة بأريج
النفحات السماوية السامية العبقة الضَوْع , الفوّاحة بالطهر والصفاء
والنقاء.
وهذه المنطلقات تشترك بها الأديان , ويميزها عن بعضها
أساليب المواجهة والكدح وكيفيات القبض على نوازعها ورغباتها التي تسمى
شيطانية , أي ذات درجة عالية من الشر وأدواته للإنقضاض على الخير.
وعندما نأتي للإسلام نجد القرآن أورد العديد من الآيات
الموضِّحة لمعنى النفس وماهيتها , والإقترابات الفاعلة لتهذيبها والأخذ بها
إلى مستويات إدراكية علوية , ذات إشعاعات نورانية وتأثيرات سلوكية راضية
مرضية.
الرجوع للفهرس
العلاقة بين النفس/العقل الواعي وبين القلب/اللاشعور-
محمد كمال الشريف
عندما نتكلم على التحليل النفسي لا يمكننا أن نقول شيئاً
هاماً ما لم نتعرف على اللاشعور، لأن فكرة التحليل النفسي وهدفه هو نقل
الحرائك النفسية اللاشعورية التي لجأ إليها الشخص ليتقي قلقاً لا قبل له
بتحمله، نقلها من اللاشعور إلى الشعور حيث يمكن أن يتحدث عنها بالكلمات
ويستبصر بها فيتحرر منها ليتخلص من أعراضه النفسية.
يعود لفرويد الفضل في إبراز دور اللاشعور في الحياة النفسية
وإن كان قد سبقه غيره زمنياً في الحديث عن اللاشعور، أي لم يكن هو من اكتشف
اللاشعور، لكن كان من أوائل من حاول وعلى نطاق واسع تطبيق مفهوم اللاشعور
في تفسير السلوك الإنساني. كان فرويد داروينياً يرى الإنسان حيواناً تطور
وصار يدرك نفسه، أي صار له شعور، لكنه ما يزال تتحكم به الغرائز الكامنة في
لا شعوره تحكماً حاسماً عن طريق خلق دوافع نفسية معينة تجعله يتصرف على نحو
ما، أما شعوره فيعيش وهم الحرية والتحكم ويبرر أفعاله التي هي ناتجة عن
دوافع لاشعورية ويعزوها لأسباب شعورية منطقية ذات طابع أخلاقي أو نفعي أو
وقائي، أي إنساني لا حيواني غرائزي.
الرجوع للفهرس
مصطلحات التحليل النفسي في نسق
مختلف-
عبد الله الطارقي
الرجوع للفهرس
كثير من المشتغلين بالتحليل النفسي مضطرون للتعامل مع قائمة من مصطلحات
التحليل النفسي المكونة للبنية العلمية والفلسفة المنهجية لنظرية سيجموند
فرويد، وهو أمر طبيعي لأن المصطلحات في كل العلوم هي مفاتيحها، ولعل هذا هو
السبب الذي جعل الخوارزمي يسمي كتابه مفتاح العلوم.
ولأننا
نتصل بنظرية فرويد وغيرها من النظريات النفسية قبل أن نحضر فلسفتنا الكاملة
في العلوم النفسية؛ نقع في شرك الخلط بين مفاهيم التحليل النفسي والمصطلحات
المكونة للبنية العلمية والفلسفة المنهجية عن النفس في وحينا وتراثنا
الإسلامي!
ولن
يكون
لنا مأمن من
الوقوع في ذلك الخلط إلا أن
نتواصل
مع كل النظريات بعد أن نعرف ذاتنا العلمية وفلسفتنا المرجعية في
العلوم النفسية أولاً؛ وهو الأمر الذي أثر غيابه على موقفنا مع التحليل
النفسي ومصطلحاته، إذ غدونا فريقين فريق يلقي بنفسه في أحضان التحليل
النفسي ويحاول أن
يوائم بينه وبين رؤيتنا
الإسلامية
النفسية
وفريق آخر وقف منه موقف الرافض كليا وخسر الاستفادة من أي مجهود علمي في
التحليل النفسي وأظن أن كلا طرفي قصد الأمور ذميم.
ميكانيزمات الدين في مقاومة
الكبت
- سلامات سارة
اعمال العقل و التدبر مطلب شرعي بل وعبادة لما في ذلك من
راحة للعقل البشري و اجابة لتساؤلاته التي يفرضها ذكائه و تطوره الروحي و
تدرجه الايماني الذي لا ينفك في التصاعد لا شك ,ان توافقت الاجابات بين
المنطق و العلم و المعتقد
ان هذه الاسئلة الطارئة التي تربكنا و تنزع الراحة المؤقتة
لعقولنا هي كنوز معرفية و امهات للتطور الفكري
وكل دعوة لنسيانها انما هي لخوف مبطن من دحض مسلمة عقائدية
,او ليس هذا الخوف شائبة في ايمان الفرد الخائف ؟
انه في اعلى درجات الايمان تزول المخاوف ,فسنعلم ان
الاجابة الاخيرة لكل سؤال لن تتعارض ابدا مع معرفة الله و الايمان به فالشك
يؤدي الى اليقين ,
او كما يقول ابي حامد الغزالي (...اذ الشكوك هي الموصلة الى
الحق ,فمن لم يشك لم ينظر ,ومن لم ينظر لم يبصر,و من لم يبصر بقى في العمى
و الضلال )
من وجهة نظر نفسية ,اليس منع العقل من التفكر وجه من اوجه
الكبت ؟