الافتتاحية...
- « العلاجات النفسية من منظور نظرية الأستاذ الرخاوي في الطب النفسي
التطوري الإيقاعحيوي »
رحم الله استاذنا الدكتور
يحيى الرخاوي قد أثبت قبل فقدنا له العام الماضي أن مصر تستمر في كونها
مركزا للأبداع العلمي العربي من خلال اكتشافه لنظرية مبدعة وفريدة قبل
خمسة عشر سنة وعلى صفحات نشرة الإنسان والتطور الدورية التي كنا
نتابعها بكل شوق على صفحات الشبكة. فلقد شهد فاتح شهر سبتمبر ولادة
نظرية الأستاذ الرخاوي في الطب النفسي التطوري الإيقاعحيوي وبهذه
المناسبة أقترحت على الأساتذة الأخصائيين والمعالجين المساهمة في الملف
الخاص لمجلة بصائر نفسانية تحت عنوان " العلاجات النفسية من منظور
نظرية الطب النفسي التطوري الإيقاعحيوي" ولقد أشتركت مع الدكتور
محمد الرخاوي أبن فقيدنا في هذا تحرير هذا الملف المهم من مجلة بصائر
نفسية. ولقد دعونا زملائنا في هذا الملف الى أن
نبدأ بدراسة
مناهج العلاجات النفسية المختلفة في الوطن العربي على أساس نظرية
الاستاذ الرخاوي في الطب النفسي التطوري الإيقاعحيوي وذلك لأن ذلك
سيجعل هذه العلاجات أكثر ملائمة واقعنا و تراثنا الثقافي لان نظرية
استاذنا الرخاوي تتميز بالجوانب التالية....
وليد خالد عبد الحميد
لطالما
احتفى يحيى الرخاوى بشبكة العلوم النفسية العربية منذ نشأتها، ولطالما
أمل فيها وفيما يمكن أن تقدمه دعماً لأصالة عربية مستحقة وواعدة في
مجال العلوم النفسية؛ فهذه الأصالة العربية، والحق المستحق في الإسهام
في التعرف على الإنسان من أي باب ومن كل باب، ومنها العلوم النفسية، كل
هذا كان من همومه ومن اجتهاداته الرئيسة عبر كل سنوات إنتاجه واجتهاده
وعمله....
محمد يحيى الرخاوي
الرجوع للفهرس
مقالات الملف
- نحو طب وعلم نفس صدمة عربي
(وفق نظرية الاستاذ يحيى الرخاوي في الطب النفسي التطوري الإيقاعحيوي)-
وليد خالد عبد الحميد
أن أجزاء عديدة من العالم العربي
بدأت تستمر في الانحدار
إلى حروب أهلية بشكل أو آخر في أعقاب فضائع حرب العراق والتي نتج عنها
ما
دعي بالربيع
العربي بنفس الطريقة التي أدت بها فضائع حرب فيتنام الى ثورة الشباب
الاوربي في ستينيات القرن الماضي. ولإن لهذه الصراعات عواقب هائلة على
الصحة العقلية بالنسبة للسكان في هذه الأجزاء، فأنه من المهم بمكان
استنباط دروس الصحة النفسية من واحدة من أطول الحروب الأهلية المبكرة
في الشرق الأوسط والتي هي الحرب الأهلية في لبنان. ومن المعروف عالميا
وعربيا بأن السينما اللبنانية عرفت بسينما الصدمة لأنها أصبحت أداة
هامة جداً في تسجيل الأحداث الصادمة ليس فقط للحرب نفسها، بل أيضاً
لنتائج تلك الحرب على الصحة العقلية. ولقد تناولت الكاتبة لينا خطاب
هذا التسجيل في كتابها (السينما اللبنانية: تصوير الحرب الأهلية وما
بعدها) والتي حاولت خلال هذا الكتاب تحليل الطريقة التي أعادت بها
السينما اللبنانية (والتي وصفتها بسينما الصدمة) ترميز الذاكرة النفسية
للحرب وكيف يمكن أن تكون أداة هامة في توضيح العواقب الحالية للصراعات
الأهلية الأخيرة الجارية ومنع الصراعات المستقبلية (Khatib,
2008).
الرجوع للفهرس
- مدخل تمهيدي لمشروع شرح
يحيى الرخاوي-
محمد يحيى الرخاوي
تمهيد:
هذا المقال ليس
إلا مقدمة متعجلة لاتجاه أو منظور آمل أن أجتهد فيه، وأتمنى لو يتبناه
معي ولو بعض محبيه وتلامذته في جهود لاحقة ومشروع طموح لشرح فكر يحيى
الرخاوي . هو مقدمة متعجلة، والمرء لا يملك إلا أن يكتب مقدمات متعجلة
في مواجهة مثل ما نواجه مع إنجاز يحيى الرخاوي من ضخامة في الحجم،
وتعددية في مناهج التناول، ومغايرة للسائد المنتشر. فليس الرخاوي ممن
يمكن شرحهم بمجرد إعادة صياغة مقولاته العلمية بلغة مختلفةـ أو معتادة؛
بل ينطوي الأمر-في ظني الذي يؤسس للمنظور الشارح المأمول- على اختلافات
معرفية (بمعنى epistemological لا بمعنى cognitive) عميقة هي ما يحتاج
للبلورة أولاً، خاصة في مواجهة ما يسمى "التيار السائد في الطب
النفسي Mainstream Psychiatry".
فبينما
ينبهر محبون وتلاميذ ومريدون كثيرون بيحيى الرخاوي وإنجازه، يراه
آخرون ذا لغة خاصة غريبة وصعبة. وظني أننا في حاجة شديدة للبحث في
دلالة هذا التراوح، المتطرف أحياناً؛ هذا إذا أردنا إنصاف أحد مفكرينا
وترجمة إنجازه إلى لغة نتحاور حولها ونستفيد من الحوار دون التوقف عند
الاستقطاب والتحيزات التي لا نتفحص مصادرها.
تتضح الأهمية التي أوليها لهذه الاختلافات الإبيستمولوجية في هذا
المنظور المأمول في أنها تنفي عن الرخاوي تهماً كـ "الصعوبة
والإغراب"، بل تعيد توجيهها لموجهي الاتهام أنفسهم، ولو ضمناً. بعبارة
أخرى وباختصار شديد، يفترض المنظور الشارح المأمول أن فكر يحيى الرخاوي
أقرب للبساطة والمباشرة، فقط بطريقة لم نعتدها، أو اعتدنا نسيانها
والاغتراب عنها.
الرجوع للفهرس
- في سبيل نظرية
عربية لطب و علم النفس العربيين -
وليد خالد عبد الحميد
مراجعة كتاب الطبنفسي الايقاعحيوي التطوري الكتاب الأول (2020): الافتراضات
الأساسية (النظرية) للأستاذ الدكتور يحيى الرخاوي
لقد وضع استاذنا يحيى الرخاوي هذا الكتاب كما قال في
الاستهلال " لأجمع الفروض الأساسية لاجتهاداتي في الطب النفسي المبني
على النظرية المسماة ’نظرية الطب النفسي الايقاعحيوي التطوري’ وهى
التي أزعم أنها نضجت وحان قطافها". وقد كتب خطوط هذه النظرية بعد ’ربع
قرن من الممارسة’ الطبية والعلاجية النفسية حيث ترأس و قاد المسيرة
العلمية لكل من قسم الطب النفسي بكلية الطب قصر العيني في جامعة
القاهرة ثم حديثا في مستشفى دار المقطم للصحة النفسية. والكتاب يلخص
كتاباته وممارساته العلاجية النفسية في كل من العلاج النفسي الجمعي
والفردي
اللتان كان رائدا لهما
على الصعيد المصر والعربي والدولي والتي كان قد لخصل هذه التجربة في
خمس كتب متخصصة سابقة.
لقد بدأ الأستاذ الرخاوي الفصل الأول كما كان يبدأ
الأطباء العرب الاقدمون، ضمن منهج تأكيد الأمانة العلمية، بإدراج
مصادره الغربية ولكن بمنحى نقدي يبرز اختلاف منحاه عن المنحى الغربي
وخصوصا عندما ذكر كتاب غربي هو "الطب النفسي التطوري، بداية جديدة"
لمؤلفيه أنتوني ستيفن وجون برايس (Stevens,
and Price, 2000).
فبنفس الطريقة ذكر الطبيب العربي اسحق ابن عمران في كتاب مقالة في
الميخوليا "لم اقرأ لاحد من الاوايل في الميخوليا كتابا مرضيا ولا
كلاماً شافياً في هذا المرض الا لرجل من المتقدمين يقال له روفس
الافسيسي" ذكر كتابا الفه هذا طبيب روماني ولكنه شرح اختلاف كتابه عن
كتاب الطبيب الروماني وما أضاف أسحق في كتابه من معلومات علمية وتجارب
عملية الى العلم الروماني السابق له حين كتب "
انما خص بصناعته صنفا واحدا من هذا المرض وهي العلة الشراسيفية والغى
ذكر صنوفه الباقية" (إسحاق أبن عمران ص1). ففي كتاب استاذنا الرخاوي
كانت أحدى أهم انتقاداته للمنحى الغربي التطوري هو ما شرحه بالقول أن
هذه المنحى الغربي ينحى الى "التركيز على الغوص في واقعية سطحية تقوم
بتقزيم الوجود البشرى عندما حصــَل عليه من معارف ومعلومات وقيم مشكوك
في عمق موضوعيتها ومدى إرجاع جذورها لأصل الحياة، وامتداد فروعها إلى
خالق الحياة" (يحيى
الرخاوي، 2020،
صفحة 2). وذلك لأن أستاذنا الرخاوي يؤسس لعلم وطب نفسي تطوري إيماني
مبني على الاطار والموروث الثقافي العربي الإسلامي وليس الغربي الملحد
"الناقص" (يحيى
الرخاوي، 2020،
ص2).
الرجوع للفهرس
- العلاج
المعرفى والطب النفسى التطورى الإيقاع حيوى-
طلعت مطر
حينما صدرت الطبعة الأولى من ترجمتى لكتاب " العلاج
المعرفى الأسس والأبعاد " لجوديث بيك إصدار المجلس الأعلى للترجمة. قام
المرحوم الدكتور جابر عصفور رئيس المجلس آنذاك بتوجيه الدعوة لأستاذنا
الجليل الدكنور يحى الرخاوى لحضور ندوة قد عقدت فى دار الأوبرا لمناقشة
الكناب. وكان رد أستاذنا الراحل هو رسالة مطولة للدكتور جابر عصفور وقد
أرسل لى نسخة منها عبر البريد الالكترونى. وكان فحوى الرسالة بعد الإشارة
إلى اعتزازه وحبه لشخصى الضعيف كابن وتلميذ من تلامذته المقربين. ولكنه
أنكر على كل الانكار ان أبذل كل هذا الجهد لترجمة مثل هذا العمل والذى لا
يتناسب مع ثقافتنا العربية وكان الأولى بالمترجم أن يبذل هذا الجهد فى
الكتابة عن مايجرى فى مصر وبالأخص ما يجرى فى قسم الطب النفسى بالقصر
العينى ودار المقطم للصحة النفسية, وكان الى هذا الوقت يسمى ما يقوم به
بالعلاج المعرفى. وقمت بالرد على رسالته مبرراً ماقمت به بأن هذا النوع من
العلاج - أ قصد العلاج المعرقى السلوكى- هو من أكثر,بل هو أكثر العلاجات
المستخدمة فى العالم بما فى ذلك مصر وقد قامت فيها جمعية باسم العلاج
المعرفى السلوكى وتقوم هذه الجمعية بتدريب المعالجين من الأطباء
والاخصائيين النفسيين ومنحهم شهادات تخول لهم ممارسة هذا النوع من العلاج.
والسبب الثانى الذى أقعدنى واقعد الكثيرين عن الكتابه عن مدرسته العلاجية
ونظريته فى الطب النفسى وهى نظرية" الإيقاع الحيوى التطورى", هو أن النظرية
لم تكن قد تبلورت بعد فى ,ذهنى على الأقل و اعنقد فى أذهان الكثيرين من
تلامذته. فاستاذنا لم يكن مفكرا عادياَ بل كان بركانا فكرياً دائم الفوران.
ولم يكن بمقدور أحد من تلامذته أن يلاحقه أو يمسك بأى من أفكاره الدائمة
التطور والتحديث, ليس فقط فى مجال الطب النفسي والعلاج النفسى ولكن فى
مجالات الأدب والشعر والنقد والفلسفة حتى أن المرء ليعجب كيف يتأتى لإنسان
مثلنا, له مثل ما لنا من أنهر وليالِ. وله مثل ما لنا من حاجة الى النوم
والراحة الترفية. كيف يتسنى له ان ينتج هذا النتاج الهائل فى كل هذه
المجالات مجتمعة. ولم يكن يتسنى لنا أن نلاحقة أو نتأمل فيما يكتبه
ونتناوله بالنقد والتحليل, بل كنا ننصرف الى التفكر فيه هو لا فى فيما
يقوله ونعجب بقدرته على الولوج فى كل مسارات الفكر وملاحقة كل ما يظهر فى
الأفق من فكر.
الرجوع للفهرس
-
قراءة في فكر الراحل الكبير البروفيسور يحيى الرخاوي حول كتابه: "بعض معالم
العلاج النفسي من خلال الاشراف عليه"-
مرسلينا شعبان حسن
عندما عقدت العزم على كتابة شهادتي العلمية والعملية حول
فكر استاذنا الجليل المغفور له "يحيى الرخاوي" كنت محتارة حقا حول أي موضوع
أكتب حوله مما تركه لنا راحلنا الكبير من ارث نفسي وأدبي وثقافي واسع ..
فقد كنت محتارة في ثلاث كتب أثرتني جدا عندما قرأتهم لأول مرة ومازال شعوري
تجاههم إيجابي جدا:
-
بعض معالم العلاج النفسي من خلال الاشراف عليه
-
العلاج الجمعي
-
وكتاب : الطب النفسي"الآخر" من الناس الى الناس
عندما يتعرى الإنسان .
هذه الكتب الثلاثة اثرت في فكري ووجداني جدا
ولكن بالنهاية في هذا المقام لا يسعني الكتابة الا حول موضوع واحد وجدته هو
الإضافة الحقيقية في ميدانه للمعالجين النفسانيين العرب .
من كونه له الأهمية والسبق في تكريس مهارة عظيمة لجميع ممارسي العلاج
النفسي من أطباء ومعالجين نفسانيين ، من خلال كتابه : بعض معالم العلاج
النفسي من خلال الاشراف عليه."مهارة التفكير النقدي حول الحالات المرضية
والمشاركة مع المشرف والزملاء" .
الرجوع للفهرس
- نقاط
التقاطع بين مدرسة الرخاوى ومدرسة علاج المخططت-
ماجده عماره
على الرغم من صعوبة تصنيف مدرسة الرخاوى لدى البعض ،لكننا
نجد أن أ د. يحيى الرخاوى قد حدد بنفسه المدارس والاتجاهات التى تنتمى
إليها مدرسته ،
والتى آثرنا أن نسميها باسمه،فى
حين أطلق هو بنفسه على الطب الذى يمارسه اسم : "الطبنفسى الإيقعحيوى
التطورى " ،
لكننا ، ومن حيث وجدنا أن مدرسته تتجاوز الطب إلى الحياة وفلسفتها ،
فهى إذن مدرسة الرخاوى
ومن حيث عدد أ. د. يحيى الرخاوى مصادر واتجاهات مدرسته ،فقد
وجدنا أن هناك مدرسة أخرى تصف نفسها بالإبداعية التكاملية ،وتعلن عن نفسها
من خلال انضواء العديد من المدارس العلاجية فيها ،
ومن خلال ما أبدعته إضافة إلى ما سبقها فى بنيتها الخاصة ،
وهى مدرسة علاج المخططات التى
يقول عنها مؤسسها عالم النفس الأميركى جيفرى يونج بأنها استطاعت أن تحتوى
العديد من المدارس العلاجية فى داخلها ،
فى حين لم تستطع أى مدرسة أخرى أن تحتويها،
مما دفعنا إلى أن نوجه أنظارنا
إلى مدرستنا المصرية " مدرسة الرخاوى
".
الرجوع للفهرس
- نظرية الطب
النفسي الإيقاعحيوي التطوري... مقتطفات-
اعداد : جمال التركي
إسهـــــــــــــــــــــــــــــــــلال
- لا
يوجد تقديس لعلم مستورد ما دمنا نقرأ باسم الأكرم الذى علّم الإنسان ما
لم يعلم
- ولا يوجد إلزام مطلق باتباع أعمى لمعطيات جزئية قد تتفق مع ثقافتنا
وقد لا تتفق
- ولا يوجد خلاف بين التطور بفضل رب العالمين ومسيرة التطور إلى الغيب
إليه
- ولا يوجد ما يمنع من التعديل والتطوير باستمرار
- وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض
الرجوع للفهرس
قــــــــــــــــراءات... الرخــــــــــــاوي: النفسانـــــي،
المفكّـــــر، العالـــــم، المنظّـــــر
- مدارج الوعي والإدراك!! -
صادق السامرائي
عندما أستحضر حواراتنا مع الأستاذ المرحوم الرخاوي على صفحات شبكة
العلوم النفسية العربية , تجدني أماك مولانا النفري , الشاعر محمد
إقبال , وجلال الدين الرومي , ورموز إدراكية صوفية متنوعة .
الأستاذ الرخاوي كان يلهمني ويجدد طاقات إدراكي , ومسارات تفكيري
وونوعية أفكاري , إلتقيت معه روحيا وفكريا ونفسيا وأدبيا , ولا تزال
حواراتنا على صفحات نشراته المتنوعة.
كان وكما ذكرت في مقالات عديدة عنه , موسوعة عربية نفسية ومدرسة معرفية
إدراكية متميزة.
فتحية له في الذكرى الأولى لرحيله , ودام حيا في ربوع وعينا النفسي
الجمعي. وهذه بعض المقالات المنشورة عنه في حينها , وقد تفاعل معها
أيما تفاعل!!
رحم الله علاّمتنا المفكر الجليل , وباعث الرؤية العربية النفسية
الأصيلة من مكامن كينونتها الإدراكية المنسجمة مع جوهر أمةٍ أبية شماء.
وقل إعملوا...
الرجوع للفهرس