Arabpsynet

Psychologists CV / CV  Psychologues

شبكة العلوم النفسية العربية

 

أستاذ دكتــور فـرج عبـد القـادر طـه

Curriculum Vitae / ســيرة ذاتيــة

 

Personal Curriculum / Curriculum Personnel /   بيــانــات شخصيــة

تاريخ الولادة : أول مايو 1937

البلد / المدينة : فيشا الصغرى - المنوفية

 

Scientific Curriculum / Curriculum Scientifique / ســـيرة علـميـــة

 

Speciality / Spécialité الاختصــاص /  

§        علم النفس / Psychology / Psychologie

Professional activity / Activité professionnelle  الممارســة المهنيــة / 

§        مدرس لعلم النفس بالقسم من عام 1969

§        أستاذا مساعدا من عام 1975

§        أستاذا من عام 1981 حتى الإحالة إلى المعاش في مايو 1997

§        أستاذا متفرغا حتى الآن

§        رأس القسم من عام 1985 حتى عام 1989.

 

   خبيرا أو مستشارا منذ مطلع السبعينات لعدة جهات مهنية مثل المركز النموذجي لتوجيه المكفوفين، ووزارة القوى العاملة، والمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، وجامعة الملك محمد الخامس بالمغرب في إنشاء ووضع البرامج الخاصة بقسم علم النفس بها، وفي جامعتي أم القرى بمكة المكرمة والملك سعود بالرياض في وضع وتعديل برامج الدراسات العليا... وفي تحكيم بحوث وكتب للنشر أو لترقية أساتذة الجامعات في مصر والعالم العربي.. كما أنه محكم لجائزة اليابان العالمية للعلوم والتكنولوجية (وهي أكبر جائزة عالمية تمنحها اليابان بواسطة المؤسسة اليابانية للعلم والتكنولوجية سنويا لأثنين من كبار العلماء في العالم، كل عام في تخصصين علميين مختلفين).

 

 وفي مجال إلقاء بحوث في المؤتمرات العلمية:

شارك المرشح ببحوثه في مؤتمرات علمية كثيرة مصرية وعربية وعالمية؟ مثل "المؤتمر العربي الأول لتدريس العلوم الإدارية" بالقاهرة عام 1971، و "المؤتمر الأول لعلم النفس" بالقاهرة عام 1971، و "مؤتمر مدخل إلى علم نفس عربي". الذي عقده مركز الدراسات النفسية بطرابلس بلبنان (1994)، حيث كان المرشح ضيف شرف في هذا المؤتمر، و "المؤتمر الدولي العشرين لعلم النفس التطبيقي" بأدنبره باسكتلندا (1982)، و "المؤتمر الدولي الثالث و العشرين لعلم النفس" بأكابولكو بالمكسيك (1984)، و "المؤتمر الدولي الثامن لعلم النفس عبر الثقافي" باستنبول بتركيا (1986)، و "المؤتمر الدولي للصحة النفسية" بالقاهرة (1987).

وفي مجال الكتابة والتأليف والتحرير والنشر: قام الدكتور فرج عبد القادر طه بالإشراف على تأليف وإعداد ومراجعة "موسوعة علم النفس والتحليل النفسي" التي أصدرتها دار سعاد الصباح (1993) كما قام بكتابة حوالي نصف مادتها العلمية، وهي أضخم وأول موسوعة عربية ألفت في مجالها (892 صفحة من القطع الكبير) حيث استقبلتها الهيئات العلمية والصحافية العربية بالتقدير والإشادة، وهو بهذا يعتبر رائدا من رواد التأليف الموسوعي بالعربية في مجال علم النفس والتحليل النفسي. كما أنه شارك في تحرير المواد النفسية والأنثروبولوجية في "المعجم العربي للعلوم الاجتماعية "، والصادر في طبعته الأولية بالقاهرة عام 1994 بإشراف الأستاذ الدكتور أحمد محمد خليفة عن الأم المتحدة (اليونسكو) والمركز الإقليمي العربي للبحوث والتوثيق في العلوم الاجتماعية. هذا علاوة على اشتراكه أيضا في وضع المصطلحات النفسية بمجمع اللغة العربية بالقاهرة بوصفه خبيرا لعلم النفس بالمجمع. وإضافة إلى هذا، فقد ألف كتبا علمية طبعت بالقاهرة وبيروت، وهي متعددة كمراجع علمية أو كتب جامعية بالنسبة، لكثير من الباحثين والجامعات العربية، حتى أن بعضها طبع ثماني مرات مثل كتاب "علم النفس الصناعي والتنظيمي"، دار المعارف بالقاهرة، ودار النهضة العربية ببيروت، و "علم النفس وقضايا العصر" دار المعارف بالقاهرة، ودار النهضة العربية ببيروت، و "قراءات في علم النفس الصناعي والتنظيمي" (إشراف) باللغتين العربية والإنكليزية، دار المعارف بالقاهرة، و "أصول علم النفس الحديث" دار المعارف بالقاهرة... هذا بخلاف عشرات المقالات والبحوث العلمية التي نشرت في دوريات عربية أو لخصت في دوريات عالمية أو عرضت في مؤتمرات دولية... تناولت قضايا ومشكلات نفسية أو اجتماعية أو سياسية مثل: "علم النفس وقضية التنمية"، و "تأملات فيما طرأ على الشخصية المصرية من سلبيات،، و"إطار معياري للشخصية السوية". و "أضواء على سيكولوجية الشخصية العربية "، و "الأستاذ الجامعي: الإنسان والسلوك "، و "تليف الضمير"، و "المثقف وتجسيد القدوة"، و "علم النفس الصناعي والإدارة"، و"التصوير السمعي كعملية في إخراج أحلام المكفوفين"، و "بعض الجوانب النفسية لمشكلة العطالة بالسودان " و « Industrial psychology in Egypt : Past , Present and future » و فصل في كتاب أجنبي تحت النشر بعنوان  Industrial and organizational psychology in the arab “ Does mankind really search forو world” “ Mental و , Peace !! A psychological view ”. Health and efficiency of industrial workers ”.

هذا علاوة على كتابة المرشح ونشره لمقالات أو دعوته لإلقاء بحوث تتضمن تراجم عن أساتذته في مناسبات مختلفة حيث نشر مقالات بعناوين: "الأستاذ الدكتور مصطفي زيور: عقل عالم وقلب إنسان"، و "الأستاذ الدكتور لويس كامل مليكة: وجدية الالتزام"، و "أستاذنا الراحل الدكتور السيد محمد خيري: ترحم في ذكرى".

يتولى المرشح رئاسة تحرير مجلة "دراسات نفسية" ربع السنوية والتي تصدر في مصر باللغتين العربية والإنجليزية عن "رابطة الأخصائيين النفسيين المصرية". وتعتبر المجلة المتخصصة الوحيدة في علم النفس في العالم العربي التي تعترف بها "جمعية علم النفس الأمريكية" وتنشر ملخصات لبعض مقالاتها في مجلتها الشهيرة "Psychological abstacts"

رأس اللجنة التي شكلها "الجمعية المصرية للدراسات"، و"رابطة الأخصائيين النفسيين المصرية" لإعداد الميثاق الأخلاقي للمشتغلين بعلم النفس في مصر"، وقد أعدته اللجنة، وصدر الميثاق عام 1995. وهو يعتبر نقلة حضارية ذات وزن في مجال الاشتغال بعلم النفس والخدمات النفسية في مصر.

 

  Scientific titles / Titres scientifiques الشهــادات العلميــة /

§        الليسانس في قسم الدراسات النفسية والاجتماعية فرع الدراسات النفسية عام 1959.

§        الماجستير في علم النفس (عام 1965)

§        الدكتوراه في عام 1968.

 

الانتمــاء إلى الجمعيــات النفسيــة /Membership of societies / Membre des Associations

§    اختيار المؤسسة اليابانية للعلم والتكنولوجيا The science and technology foundation of Japan (JSTF) باعتبارها تمنح أكبر جائزة علمية عالمية في اليابان سنويا لاثنين من العلماء المتميزين في العالم في تخصصين علميين مختلفين يحددان سنويا للدكتور فرج طه كأحد المحكمين العالميين لهذه الجائزة منذ عام 1992.

§    يعتبر الدكتور فرج طه أحد الأعضاء المؤسسين (مع 24 من علماء النفس يمثل كل منهم دولة من دول العالم ومنها روسيا وأمريكا..) للجنة علم النفس والسلام ومقاومة الحرب النووية « Psychologists for peace and against nuclear war » بالاتحاد الدولي لعلم النفس « U.I.Psy.S » (1986).

§        عضو المجمع العلمي المصري.

§        خبير علم النفس لمجمع اللغة العربية.

§        نائب رئيس الجمعية المصرية للدراسات النفسية.

§        عضو المجالس القومية المتخصصة- شعبة الرعاية  الاجتماعية (1978-1990 حين إعارته للسعودية).

§        عضو لجان ترقية أساتذة الجامعات.

§        عضو مجلس إدارة رابطة الأخصائيين النفسيين المصرية.

§        عضو مجلس إدارة الجمعية الدولية لعلم النفس التطبيقي (IAAP) (1984- 1994).

§        عضو منتسب أجنبي بجمعية علم النفس الأمريكية (APA).

   وتقديرا لهذا العطاء العلمي المتميز للدكتور فرج عبد القادر طه، ولمكانته العلمية المحلية والدولية فقد كرمه المجمع العلمي المصري في عام 1996 باختياره عضوا به (مدى الحياة)، كما سبق لمجمع اللغة العربية بالقاهرة أن كرمه باختياره خبيرا به من عام 1986 (مدى الحياة). ولكل هذا كان ترشيح سيادته من جانب كلية الآداب بجامعة عين شمس لنيل جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية لعام 1998. كما تم ترشيحه لجائزة مصطفى زيور لعام 1998 مع أطيب تمنياتنا لسيادته.

 

الأبحاث النفسية / Psy Researches (Keywords and summary) / Recherches Psy

§    شارك المرشح ببحوثه في مؤتمرات علمية كثيرة مصرية وعربية وعالمية؟ مثل "المؤتمر العربي الأول لتدريس العلوم الإدارية" بالقاهرة عام 1971، و "المؤتمر الأول لعلم النفس" بالقاهرة عام 1971، و "مؤتمر مدخل إلى علم نفس عربي". الذي عقده مركز الدراسات النفسية بطرابلس بلبنان (1994)، حيث كان المرشح ضيف شرف في هذا المؤتمر، و "المؤتمر الدولي العشرين لعلم النفس التطبيقي" بأدنبره باسكتلندا (1982)، و "المؤتمر الدولي الثالث و العشرين لعلم النفس" بأكابولكو بالمكسيك (1984)، و "المؤتمر الدولي الثامن لعلم النفس عبر الثقافي" باستنبول بتركيا (1986)، و "المؤتمر الدولي للصحة النفسية" بالقاهرة (1987).

 

§    الإشراف المنفرد أو المشترك على عدد من البحوث العلمية المحلية والعالمية المنشورة مثل إعداد "بطارية اختبارات التوجيه المهني للصبية" (لحساب وزارة القوى العاملة)، و"بطارية الاستعدادات الحسية والحركية للمكفوفين" (كاحتياج للمركز النموذجي للمكفوفين)، و"سيكولوجية السائق"  (للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية)، و "التورط في المخدرات: دراسة نفسية اجتماعية في مصر" (أحد بحوث ومنشورات الأمم المتحدة- حيث كان المرشح هو المشرف الثاني ضمن فريق إشراف (6 علماء) من العالم العربي وأمريكا، وكانت نية الأمم المتحدة مد سلسلة هذه الدراسات بنفس فريق الإشراف إلى دول مختلفة شرقية وغربية إلا أن التمويل توقف وحالت الظروف دون الاستمرار بعد نشر هذه الدراسة عن مصر عام 1990.. (في 365 صفحة)

 

§    اختيار الأمم المتحدة للدكتور فرج طه كمشرف ثان مع فريق من خمسة زملاء عرب وأمريكيين للإشراف على سلسلة من البحوث الميدانية عن سيكولوجية التورط في جرائم المخدرات في مجموعة من بلدان العالم الشرقي والغربي بدأت بمصر، حيث تم البحث ونشر عام 1990 في 365 صفحة، ثم تعثر استمرار سلسلة البحوث كما كان مخططا لها أن تتم تحت إشراف هذا الفريق نفسه.

 

§        ملخصين لبحثين بالمجلة الأمريكية الشهيرة « Psychological abstracts » في عددين من أعداد عام 1978:

  Psychology of the problem worder”  and “A comparative study on how sighted and blind perceive the manifest content of dreams

 

المؤلفــات النفسيــة / Psy Books (Keywords and summary) / Livres Psy

  قام الدكتور فرج عبد القادر طه بالإشراف على تأليف وإعداد ومراجعة "موسوعة علم النفس والتحليل النفسي" التي أصدرتها دار سعاد الصباح (1993) كما قام بكتابة حوالي نصف مادتها العلمية، وهي أضخم وأول موسوعة عربية ألفت في مجالها (892 صفحة من القطع الكبير) حيث استقبلتها الهيئات العلمية والصحافية العربية بالتقدير والإشادة، وهو بهذا يعتبر رائدا من رواد التأليف الموسوعي بالعربية في مجال علم النفس والتحليل النفسي. كما أنه شارك في تحرير المواد النفسية والأنثروبولوجية في "المعجم العربي للعلوم الاجتماعية "، والصادر في طبعته الأولية بالقاهرة عام 1994 بإشراف الأستاذ الدكتور أحمد محمد خليفة عن الأم المتحدة (اليونسكو) والمركز الإقليمي العربي للبحوث والتوثيق في العلوم الاجتماعية. هذا علاوة على اشتراكه أيضا في وضع المصطلحات النفسية بمجمع اللغة العربية بالقاهرة بوصفه خبيرا لعلم النفس بالمجمع. وإضافة إلى هذا، فقد ألف كتبا علمية طبعت بالقاهرة وبيروت، وهي متعددة كمراجع علمية أو كتب جامعية بالنسبة، لكثير من الباحثين والجامعات العربية، حتى أن بعضها طبع ثماني مرات مثل كتاب "علم النفس الصناعي والتنظيمي"، دار المعارف بالقاهرة، ودار النهضة العربية ببيروت، و "علم النفس وقضايا العصر" دار المعارف بالقاهرة، ودار النهضة العربية ببيروت، و "قراءات في علم النفس الصناعي والتنظيمي" (إشراف) باللغتين العربية والإنكليزية، دار المعارف بالقاهرة، و "أصول علم النفس الحديث" دار المعارف بالقاهرة... هذا بخلاف عشرات المقالات والبحوث العلمية التي نشرت في دوريات عربية أو لخصت في دوريات عالمية أو عرضت في مؤتمرات دولية... تناولت قضايا ومشكلات نفسية أو اجتماعية أو سياسية مثل: "علم النفس وقضية التنمية"، و "تأملات فيما طرأ على الشخصية المصرية من سلبيات،، و"إطار معياري للشخصية السوية". و "أضواء على سيكولوجية الشخصية العربية "، و "الأستاذ الجامعي: الإنسان والسلوك "، و "تليف الضمير"، و "المثقف وتجسيد القدوة"، و "علم النفس الصناعي والإدارة"، و"التصوير السمعي كعملية في إخراج أحلام المكفوفين"، و "بعض الجوانب النفسية لمشكلة العطالة بالسودان " و « Industrial psychology in Egypt : Past , Present and future » و فصل في كتاب أجنبي تحت النشر بعنوان  Industrial and organizational psychology in the arab “ Does mankind really search forو world” “ Mental و , Peace !! A psychological view ”. Health and efficiency of industrial workers ”.

هذا علاوة على كتابة المرشح ونشره لمقالات أو دعوته لإلقاء بحوث تتضمن تراجم عن أساتذته في مناسبات مختلفة حيث نشر مقالات بعناوين: "الأستاذ الدكتور مصطفي زيور: عقل عالم وقلب إنسان"، و "الأستاذ الدكتور لويس كامل مليكة: وجدية الالتزام"، و "أستاذنا الراحل الدكتور السيد محمد خيري: ترحم في ذكرى".

 

السيــرة و المسيــرة /   Auto Biographie

أبدأ بشكر خاص أوجهه إلى القائمين على تنظم المؤتمر السادس عشر لعلم النفس من مصر والمؤتمر العربي الثامن لعلم النفس، لتوجيههم الدعوة لإلقاء نبذة عن سيرتي الذاتية والعلمية. وأذكر أني طلبت من أستاذي المر حرم الدكتور لويمى كامل مليكة قبل وفاته ببضع سنين أن يكتب لنا مقالا بعنوان " لويس مليكة كما أعرفه" لكي أنثره تكريما له من أحد أعداد "مجلة دراسات نفسية، التي كنت أشرف برئاسة تحريرها آنذاك. ورغم إلحاحي عليه، إلا أنه استمر في الرفض، وتجاهل رغبتي تلك. فرأيت أن أستفيد من اقتراحي هذا العنوان وأنحو على منواله عنوانا لموضوع حديثي هذا. ولدت في الأول من شهر مايو عام 1937، والأول من مايو- كما هو معروف- عيد العمال، لأم أمية لا تعرف القراءة ولا الكتابة، وأب فلاح حفظ القرآن الكريم من كتاب القرية، ويجيد القراءة والكتابة ومبادئ الحساب. يزرع أرضه بنفسه، ويساعده فيها أجير، وأحيانا اثنان بشكل دائم، وقت أن كان ذلك ميسورا حتى بدايات الخمسينات. ومع تزايد عدد الأبناء، وضيق ذات اليد، وتغير الظروف الاجتماعية في القرية أصبح أبناؤه هم مساعديه في الفلاحة مع الاستعانة أحيانا بأجير ليوم أو اكثر. وكان الأب فقيرا لا يملك أكثر من ثلاثة أفدنة من إحدى قرى المنوفية (فيثا الصغرى- مركز الباجولا، وهي على كل حال كانت تعتبر ثروة؟ نظرا لضيق الرقعة الزراعية في المنوفية مقارنة بكثافتها السكانية.

ولما كنت أكبر أبنائه الذين تعدوا الحشرة، فقد كنت مساعده الرئيسي في أعمال الفلاحة والزراعة. وهكذا ظللت أمارس كافة الأعمال المتنوعة التي يمارسها المزارع العادي سواء في الحقل أو البيت، في الإجازات الصيفية وغيرها، حتى تخرجت من الجامعة. وأذكر أن والدي- رحمه الله- كان يشير على في كل الأمور الهامة. ويناقشني فيها؟ فاقتنع برأيه أو أقنعه برأي، وذلك منذ بلوغي سن الثالثة عشرة تقريبا. بل كان شديد الحرص على إقناعي بما رويد عمله أو ينوي الإقدام عليه. وكأنه كان يحاول جاهدا أن يغرس فيه الثقة بالنفس وتنمية الذات وتقدير الرأي واستقلالية الرؤية واحترامها. وظللت مع أبي صديقين نتبادل المشورة إلى أن توفاه الله في يونيو من عام 1989، بعد أن استكمل الثالثة والثمانين بيومين اثنين، وبعد أن استكملت الواحدة والخمسين بأكثر من شهر.

ومع كثرة أبناء الوالد الذكور وزيادتهم عن العشرة، وفي ظروف الفقر النسبي الذي كان يعيش فيه، آلا أنه ط ن من الوعي والرغبة لوصول أبنائه جميعا إلى اعلي مراحل التعليم، حتى أن من لم يحصل تعليما رسميا منهم لعدم توفيقه في التعليم كان يحاول معه نقله إلى مدارس أخرى، ولم يتعلم منهم تعليما متوسطا إلا من فشل في التعليم الثانوي العام، أما من نجح منهم في التعليم العام فقد تابعه حتى تخرج من الجامعة. فكان يستدين، ولا يبالي ببيع قيراط من أرضه القليلة للإنفاق على تعليم أبنائه، حتى انك تجد الآن من بينهم الطيب البشري، والطيب البيطري، والمهندس، والمدرس... والفلاح الذي ورث مهنة والدنا ولا نزال يسكن داره، ويفلح أرضه. ولعل هذه ظاهرة تمتاز بها محافظة المنوفية مقارنة بنيرها من المحافظات، نظرا لضيق رقعتها الزراعية على أهلها، حتى ليصبح التعليم فيها هو المتنفس الأمن لمواصلة العيش الكريم، والمستقبل المأمون.

وهكذا، أدخلني والدي مدرسة القرية الأولية والوحيدة حينذاك عام 1944 بسنتها الأولى (أي في سن السابعة). وكان سن الإلزام في ذاك الوقت. فكان ذلك بداية تعليم، حيث إني لم ادخل كتاب القرية قبل ذلك اعتمادا وانتظارا للتعليم المدرسي الإلزامي. وبعد ثلاثة أعوام دراسية بمدرسة فيشا الصغرى الأولية كان والدي قد اقتنع خلالها بضرورة تعليمي بالمدارس الابتدائية حيث فرصة التعليم المفتوح حتى التخرج من الجامعة، مقارنة بالتعليم الأولي الذي كان يتوقف عن السنة السادسة منه. ولم يكن التعليم الابتدائي يتوافر في القرى بل المدن والمراكز الحضارية. ولهذا تقدمت في صيف عام 1947 إلى السنة الثانية بمدرسة وادي النقل الابتدائية بشبرا بالقاهرة، وكان علي أن اجتاز امتحان قبول، أخذت دروسا بسيطة له، ووفقت فيه. وهكذا انتقلت دراستي من القرية ذات التعليم المنغلق إلى القاهرة ذات التعليم المفتوح، وهي نقلة نوعية في التعليم، حيث تدرس اللغة الإنجليزية، بشكل رسمي اعتبارا من السنة الثالثة الابتدائي. ولقد كنت متفوقا إلى حد كبير في التعليم الابتدائي، حتى أني كثيرا ما كنت أحصل على ترتيب "الأول " بين زملائي في امتحانات الفترات وامتحانات نهاية العام.

وفي عام 1950 حصلت على الشهادة الابتدائية، وهي على المستوى الرسمي لسنوات التعليم الحالي تعادل الانتقال من السنة الإعدادية إلى السنة الثانية. ثم انتقلت إلى مدرسة الأمير فاروق الثانوية بروض الفرج بالقاهرة، والتي سميت بمدرسة روض الفرج الثانوية بعد قيام ثورة يوليو 1952 ا؟ وتصادف أن تقع هذه المدرسة أمام شارع يسمى باسم " شارع عبد القادر طه ". وكان التعليم الثانوي آنذاك خمس سنوات ينتهي بالشهادة التوجيهية العامة في نهاية السنة الخامسة الثانوية، والتي كانت تسبقها شهادة الثقافة العامة وكانت شهادة عامة على المستوى الرسمي أيضا، تمنح لمن يجتازون الامتحان العام في نهاية السنة الرابعة الثانوية، ولم يكن نظام التعليم الإعدادي قد عرف بعد. وهكذا،حصلت على شهادة " الثقافة العامة " في عام 1954، وفي العام التالي 1955 على شهادة التوجيهية العامة،- القسم الأدبي، وهو الذي يؤهل للالتحاق بكلية الآداب.

وإذا كان التعليم الابتدائي بمثابة نقلة كيفية بالنسبة- لي- كما سبق أن أشرت- ونقلة اجتماعية في الوقت نفسه، حيث انتقلت من القرية التي شهدت طفولتي حتى سن العاشرة إلى مدينة القاهرة باتساعها وصخبها وتعقد مظاهر الحياة فيها فإن النقلة الكيفية الكبرى الثانية في حياتي قد تمت في بدايات مرحلة تعليمي الثانوي. فمنذ أوائل الخمسينيات توثقت علاقتي بزميل وصديق لي مند مرحلة التعليم الأولي هو عبد الرزاق علام، والذي يسبقني في الدراسة الأولية، كما كان يكبرني في السن بحوالي ثلاث سنوات، إلا أنه كان أنضج زملائه وأصدقائه جميعا. كانت هوايته الأولى القراءات الأدبية المتنوعة ما بين شعر وقصة، ورواية ومقالة، وإسلاميات... مع اقتناء كل ما يستطيعه لكبار المؤلفين أمثال شوقي. وحافظ، وطه حسين، والعقاد، والزيات، والرافعي، والمنفلوطي، وا لمازني، وهيكل... ولقد نجح في نقل هذه العدوى إلي سواء قراءة أو اقتناء. فكنا نتبادل (عبد الرازق علام- هذا الزميل العزيز وأنا) قراءة ومناقشة ما نملكه من تلك المؤلفات، كما كان يكلفني بشراء بعضها من "سور الأزبكية " حيث كانت هوايتي المفضلة تلك الأيام هي قضاء الساعات الطويلة- كل أسبوع أحيانا- استعرض فيها واشتري أساوم باعة الكتب القديمة على هذا السور بقروش زهيدة، وكنت تجد أمهات الكتب وأقيمها معروضة لدى تجار هذا السور ذي السمعة الشهيرة في مصر كلها. وكان من نتيجة هوايتي القراءة والاطلاع والاقتناء هذه أن توجهت إلى الدراسات الإنسانية بكل طاقتي وميولي، مما ساعدني علي أن أحقق فيها شيئا أحمد الله عليه، وساعدني أيضا على تنمية الاستعداد للكتابة والتأليف، اللذين كانا يمثلان لي أملا براقا تبدو أمامه الآمال الأخرى شاحبة باهتة، ضعيفة القيمة والأهمية.

وفي مرحلة الدراسة الثانوية وسابقتها الابتدائية، ولاحقتها الجامعية، كنت أقضي الإجازة الصيفية كاملة بقريتي التي كنت شديد الحنين إليها وأنا أتلقى تعليمي في القاهرة، بل كنت انتهز فرص الإجازات أثناء العام الدراسي لقضائها بالقرية، مما كان يضاعف متعتي بالإجازة، ولا زالت هذه العادة تلازمني حتى الآن، فلا يكاد يمضي أسبوعان أو ثلاثة إلا وأذهب إلى القرية لقضاء يومين أو اكثر، فإن غبت عن القرية مدة أطول، أحسست وكأن السنين مضت دون أن أراها فيشتد حنيني إليها والى أهلها أهلي. بل إني لأجد متعة خاصة في رؤية مزروعاتها المختلفة في كل مرحلة من مراحل نموها. ولقد تصادف أن عينت بالخرطوم (فرع جامعة القاهرة بالسودان) في النصف الثاني من الستينيات قبل انتقالي إلى جامعة عين شمس في نهاية الستينيات، فحرمت بذلك من رؤية قريتي وقت حصاد محصول الذرة، حيث كانت الإجازة الصيفية لفرع جامعة القاهرة بالخرطوم تنتهي قبل هذا الوقت. ولا زلت حتى الآن أتذكر مقدار لهفتي وحنيني إلى رؤية قريتي في هذا الوقت بالذات.

ولما كانت أسرتي فقيرة كثيرة الأبناء، وكنت أكبرهم، فقد تطلعت إلى التوظف بشهادة الثقافة العامة أو التوجيهية العامة، فأخفف عن أبي عبء مصاريفي، أساعده في تربية اخوتي إن استطعت. وتصادف أن أعلن "ديوان الموظفين عن حاجة وزارات الدولة ومصالحها إلى تعيين كتبة وسكرتاريين بعد نجاحهم في امتحان يجريه ديوان الموظفين، حدد له مدنا كثيرة يتم فيها في نفس الوقت ممن يتقدم من حملة الثقافة العامة، أو التوجيهية العامة، وكان ذلك في أوائل عام 1955، حيث لم أحصل على شهادة التوجيهية بعد، وان كنت حاصلا على شهادة الثقافة العامة. فتقدمت للامتحان ضمن آلاف كثيرة، ووفقت فيه، وجاء تعييني بالصحة القروية بمدينة سوهاج. وبدأت استعد للكشف الطبي واستلام الوظيفة؟ آملا في استكمال تعليمي الجامعية عن طريق الانتساب للجامعة من الخارج، إلا أن والدي- رحمه الله- اعترض بشدة على ذلك مبينا لي أن الوظيفة ستشغلني عن استكمال دراستي وتعطلني، وقد تغريني بالانصراف كلية عنها. وأبدى استعداده لبيع أجزاء من أرضه للصرف على تعليمي وتعليم اخوتي، حتى لو ضحى بها كلها. وبالفعل باع وقتها قرابة فدان مما يملك على أجزاء، حيث كان القيراط وقتها حوالي عشرين جنيها، وهو بسعر اليوم حوالي أربعة آلاف جنيه. ويتعجب الفرد من وعي وإصرار فلاح تتمثل كينونته أساسا في كل ما يملك من ارض زراعية أن يكونا بهذا القدر.

وتظهر نتيجة امتحان شهادة التوجيهية العامة عام 1955 أتقدم إلى مكتب تنسيق الجامعات برغبتي الأولى في الالتحاق بكلية الآداب- جامعة عين شمس الكائنة بحي شبرا، والذي أسكن فيه أثناء تعليمي الابتدائي والثانوي فأقبل بها. وأتقدم إلى الكلية باختياري لقسم الدراسات النفسية والاجتماعية للدراسة به تمهيدا للتخصص في علم النفس، حيث كانت الدراسة به في السنتين الأولى والثانية مشتركة بين تخصص علم الاجتماع وعلم النفس، وعلى الطالب أن يختار دراسة السنتين الثالثة والرابعة إما متخصصا في شعبة علم النفس أو شعبة علم الاجتماع. وكانت الدراسة في شعبة علم النفس هذه بجامعة عين شمس هي الدراسة المتخصصة الوحيدة بالجامعات المصرية في علم النفس، وقد ظلت كذلك قرابة عقدين من الزمان. ولقد تصورت الأمر منتهيا بالورقة التي تقدمت بها بالدخول قسم الدارسات النفسية والاجتماعية، وقضيت بعدها بضعة أيام في القاهرة، ثم رأيت- طالما بقيت عدة أيام على بدء الدراسة- أن أقضيها في القرية. وكان الموقف الذي أركب منه مواصلتي إلى القرية مجاورا للكلية التي قبلت فيها فحررت على الكلية قبل أن أركب المواصلة، وإذا بي أجد إعلانا كبيرا بجوار مدخلها يحدد يوما معينا (وكان قريبا) لعقد اختبار قدرات واستعدادات لقبول من يرغبون دخول قسم الدراسات النفسية والاجتماعية. وهكذا تنقذني الصدفة وحدها من ضياع فرصة تخصصي في علم النفس.

كنت- ولا زلت- اذكر أساتذتي بالمدرسة الأولية وبالمدرسة الابتدائية وبالمدرسة الثانوية. واتخذ قدوة مثلى من شخصياتهم، وأخلاقهم وضمائرهم المهنية، وتفانيهم في عملهم، وإنكارهم لذويهم، وتشجيعهم لتلاميذهم، ومساندتهم لهم، والجري على مصلحتهم ومستقبلهم، ودعمهم بكل ما يستطيعون، دون أدنى مصلحة أنانية ضيقة يبتغونها وراء ذلك. فلا زلت أذكر - والدروس الخصوصية غير معروفة آنذاك- كيف كان أساتذتنا من قرية "سروهيت"، المجاورة لنا- الذين لا نكف عن طلب الرحمة لهم- الأساتذة : عبد العزيز سراج وصلاح عمار ومحمد شرشر يحضرون إلى مدرستنا الأولية بالقرية قبل بدء الدراسة الصباحية بحوالي الساعة يتولون فيها إعادة شرح دروس الحساب واللغة العربية والقرآن والدين لمن رغب الاستزادة أو التقوية. حتى أن بعضهم بحد إحالته إلى المعاش افتتح فصلا في بيته للتدريس المجاني لمن يرغب في تحسين مستواه للحصول على الابتدائية، ليسهل عليه دخول المدرسة الإعدادية بعد أن تغير نظام التعليم. وكنت تجد السبورة والطباشير في صدر إحدى غرف بيته الخاص. كما أننا لا يمكن أن ننسى الجدية التي كان يدرس بها مدرسنا المرحوم الأستاذ سيد صقر، وكان ناظرنا في المدرسة الأولية التي تحولت إلى مدرسة ابتدائية مع تغير نظم التعليم، وحرصه الشديد على مصلحة تلاميذه والارتقاء بالأداء التربوي في مدرسته. ومع أنه كان من قرية "سرس اللبان" المجاورة لقريتنا والبعيدة عنها بما يقترب من سبعة كيلومترات، إلا انه كان من أوائل من يحضرون إلى المدرسة صباحا حتى في الأيام الممطرة، أو شديدة البرد. ورغم السنوات القليلة والسن الصغيرة التي كنت تلميذا فيها لهؤلاء الأساتذة العظماء في مكانتهم عندنا وفى خلقهم وشخصياتهم، فقد ظللت على علاقة شخصية بكل منهم أزوره في بيته أو مكان عمله، ويزورني في بيتي بالقرية حتى أصبحت أستاذا بالجامعة، وحتى توفاهم الله واحد بعد الآخر. وطالما ذكر اسم واحد منهم أمام أحد زملائي الذين تتلمذوا على يديهم لمدة أطول أفاض بالحديث عن فضائله عليه وعلى زملائه، وعن تشجيعه له، وعن نوادره الطيبة معه أو مع أهله.

   أما أساتذتي في المدرسة الابتدائية، فلا زلت أذكر أستاذي المرحوم محمد عبد الرحمن، وقد توفاه الله قبل وصوله سن الخمسين، وذلك بعد تخرجي من الجامعة ببضع سنين، وكان أستاذي في اللغة العربية، نقل من مدرستي الابتدائية بعد انتقالي منها إلى- المدرسة الثانوية ففقدت الاتصال به، وكان قاصرا على وقت التواجد في المدرسة. وفي المدرسة الثانوية كان اكثر تأثري بالأستاذ فايز حليم، أستاذ اللغة الإنجليزية، والأستاذ عبد الحميد طعيمة أستاذ اللغة العربية، وكقروي غير لم تكن تأتيني الشجاعة لعقد علاقات شخصية خارج المدرسة مع هؤلاء الأساتذة الكبار جدا في نظرنا، والعظماء فعلا ما يجسدونه من قيم وخلق، وبما يغرسونه فينا من مثاليات، وبما يقومون به من تنمية لشخصياتنا، وتشجيع لنا، ورفع لمستويات طموحنا. وكنت- بين زملائي- أنال نصيبا كبيرا من كل ذلك.

لكن- وبكل المقاييس- فإني لا أشك في أن حظي وحظ زملائي الذين درسوا معي بقسم الدراسات النفسية- بكلية الآداب- جامعة عين شمس، في الخمسينات من القرن الماضي، كان عظيما. فقد أنشئ القسم في أوائل الخمسينيات مع بداية إنشاء الجامعة والكلية معا، تحت إشراف ورئاسة رائد عظيم، وأستاذ كبير علما وخلقا، له من السمعة المحلية والعالمية في الطب والتحليل النفسي ما لم يؤت لأحد من المصريين حتى الآن، ذلك هو مصطفى زيور (رحمه الله). وكان تكوينه العلمي فريدا بين أساتذتنا، حيث بدأ بالتخرج من قسم الفلسفة بالجامعة المصرية (جامعة القاهرة الآن)، ثم سافر إلى السربون في باريس حصل منها على درجة الليسانس في الفلسفة مرة أخرى، تحول بعدها إلى دراسة الطب فظل بها حتى حصل على درجة الدكتوراه فيها. ومع دراسته للطب وبعدها درس التحليل النفسي في باريس، فكان أول عربي يحصل على دبلوم التحليل النفسي، وعضوية الجمعية - الدولية للتحليل النفسي. وتنشر له المجلات

العالمية بحوثه في الطب السيكوسوماتي، حيث كان زيور يعد من بين كبار رواد هذا الفرع العلمي الحديث على المستوى العالمي، وذلك مع بداية الأربعينيات. كما أنه اشترك منذ عام 1945 مع زميله وأستاذنا المرحوم يوسف مراد (أستاذ علم النفس آنذاك جامعة فؤاد الأول- جامعة القاهرة الآن) في إنشاء ورئاسة تحرير أول مجلة عربية لعلم النفس تحت اسم مجلة علم النفس، ظلت تصدر ثلاث مرات في العام- عن دار المعارف حتى عام 1953. وكان ينشر في هذه المجلة مقالات وبحوث باللغة العربية والإنجليزية والفرنسية كبار علماء النفس من عرب وأوروبيين وأمريكيين. كما كانت تنشر ترجمة عربية أو ملخصا

لما ينشر بالإنجليزية أو الفرنسية. وكانت لها سمعة عالمية كبيرة، مما جعل مجلة "الملخصات السيكولوجية "Psychological Abstracts" التي تصدرها جمعية علم النفس الأمريكية تهتم بنشر ملخصات لما ينشر  بها من بحوث.

   كان زيور جادا ومخلصا في إنشاء القسم على أسس سليمة ومتكاملة، بعيدة عن أي نوع من التعصب لاتجاه علمي معين، يضيق الأفق، أو يهدر الموضوعية. وهكذا اختار معاونيه للعمل كأعضاء هيئة تدريس بالقسم اختيارا دقيقا القسم أساتذتنا: السيد محمد خيري، ولويس كامل مليكة، ومصطفى صفوان، وعبد المنعم المليجى، وأحمد فائق. كما انتدب للتدريس بالقسم أساتذتنا: يوسف مراد، وسامي محمود علي، وسيد عد الحميد مرسي وأحمد ، وجدي وعماد الدين فضلى. وبنفس الجدية وسعة الأفق اهتم بوضع المواد العلمية التي تدرس بالقسم بحيث تتكامل لإعداد خريج منفتح على التيارات العلمية الأساسية والمعاونة في مزج فريد عرف به خريج علم النفس من كلية آداب جامعة عين شمس حتى الآن. فكان الطالب يدرس- على سبيل المثال- مواد: أصول علم النفس، والقياس النفسي، والتحليل النفسي، وسيكولوجية الفروق الفردية والجماعية، وعلم نفس الطفل، وعلم النفس الاجتماعي، وعلم النفس المرضي، وعلم النفس الإكلينيكي، وعلم النفس الصناعي، وعلم النفس التجريبي وعلم النفس الفسيولوجي، والإحصاء، والأنثروبولوجيا، وأسس الفلسفة.

ولم يكن هؤلاء الأساتذة العظماء يدرسوننا الحلم فقط، بل كانوا يعطوننا إلى جانبه القدوة المثلى من السلوك والقيم، ومن الحدب على طلابهم وتشجيعهم ورعاية مصالحهم. ولا زلنا حتى الآن نذكر بعضهم وقد حمل الكثير من المراجع من مكتبته الخاصة ليعيروننا إياها، مما كنا نحتاجه للقراءة أو البحث. كما لا زلنا نذكرهم وهم يستقبلوننا في مكاتبهم أو في بيوتهم فيهشون لذلك، يفتحون لنا صدورهم في أبوة حانية، وأستاذية رفيعة، نناقشهم ما استغلق علينا من علم، أو استشكلت علينا من أمور. ولا شك في أن ما لاقيناه من مساندتهم تشجيعهم وأبوتهم وأستاذيتهم كان خير عون لنا في إعدادنا العلمي، وفي تكويننا الشخصي، رحم الله من رحل عنا منهم، ومتع الباقين بالصحة وطول العصر.

وبعد تخرجي عام 1959، سجلت لدرجة الماجستير التي حصلت عليها عام 1965 تحت إشراف أستاذي مصطفى زيور والسيد محمد خيري، وقد ساعدني فيها- معهما- أستاذاي لويس كامل مليكة وسيد عبد الحميد مرسي. ثم تابعت دراستي للدكتوراه أيضا تحت إشرافهم ومساعدتهم، فحصلت عليها عام 1968. وبعد حصولي على الماجستير عينت بجامعة القاهرة فرع الخرطوم (كلية الآداب). ولما كنت أتطلع إلى التعيين بجامعة عين شمس، إني لم أتقدم للتعيين مدرسا بفرع الخرطوم، وبقيت عاما به اعمل معيدا رغم حصولي على درجة الدكتوراه، حتى تم تعييني قبل بداية العام الدراسي 1970/1969 لجامعة عين شمس حتى الآن.

وفي أكتوبر من عام 1973 سافرت إلى جامعة لمحمد الخامس بالرباط معارا إلى كلية الآداب والعلوم الإنسانية. وكان بها قسم للفلسفة والاجتماع بكلية الآداب حيث كان التدريس مشتركا بين الفلسفة -الاجتماع في السنتين الأولى والثانية، أما الثالثة والرابعة فينفصل التخصصان عن بعضهما إلى تخصص الفلسفة أو تخصص الاجتماع، أيهما يختار الطالب. فوجدناها فرصة لاقتراح افتتاح تخصص ثالث لعلم النفس في السنتين الثالثة والرابعة، وقد وافق على الاقتراح وطلب منا وضع المواد التي تدرس بالسنتين الثالثة والرابعة تخصص علم النفس. وبالفعل أنشئ هذا التخصص، وظهر قانونه في الجريدة الرسمية الصادرة في 17 إبريل من عام 1974، وبدأت الدراسة الرسمية بالسنة الثالثة علم النفس مع بداية العام الدراسي التالي مباشرة (عام 1974 / 1975). ومع انتهاء إعارتي للمغرب في عام 1977، كانت هناك دفعتان قد تخرجتا من قسم علم النفس، تحملان الشهادة الجامعية فيه.

وفي عدد مايو من عام 1978 تنشر المجلة الأميركية المشهورة " Psychological Abstracts " ملخصا لبحثي عن كيفية إدراك المكفوفين للآلام. وفي عدد يونيو من نفس العام تنشر ملخصا لبحث آخر لي عن سيكولوجية العامل التسهيل في الصناعة.

ويعقد المؤتمر الدولي الثاني والعشرون لعلم النفس في يوليو من عام 1980 بمدينة ليبزج بألمانيا (الشرقية وقتذاك). ولعل اختيار مدينة ليبزج لعقد المؤتمر بها كان إحياء لذكرى مرور مائة عام على إنشاء فونت "Wundt" لمعمل علم النفس بجامعة ليبزج، حيث كان أول معمل لعلم النفس في العالم سنة 1879، إذ نقل علم النفس نقلة كيفية كبرى جعلت كثيرا من علماء النفس يؤرخون لولادة علم النفس الحديث بهذه السنة. ثم بعدها بدأ ينتشر إلى دول العالم وجامعاته أسوة بجامعة ليبزج. وكان مؤتمر ليبزج هذا أول مؤتمر عالمي أحضره. وهناك قابلت العالم الأمريكي "إدوين فليشمان Edwin Fleishmann " وكان وقتها رئيس مجلس إدارة الجمعية الدولية لعلم النفس التطبيقي ، وهي أكبر جمعية دولية لعلم النفس التطبيقي International Association of Applied Psychology. وكان أول ما نشرت من كتب هو كتاب  "قراءات في علم النفس الصناعي والتنظيمي" وكان كتابا أشرفت على تأليفه وشاركت فيه، وقد نشرته عام 1973. وكان في آخر كل بحث نشر فيه ملخص باللغة الإنجليزية من صفحتين إلى أربع صفحات تقريبا، بهدف تعريف القارئ الأجنبي ببعض البحوث الميدانية الهامة التي تجري في البلاد العربية في ميدان علم النفس الصناعي. وعندما التقيت بفليشمان في هذا المؤتمر أهديته نسخة من الكتاب. وتد استهوتني المؤتمرات العلمية العالمية بعد ذاك، خاصة أني قد أعرت من عام 1981 حتى عام 1985 إلى جامعة أم القرى بمكة المكرمة، مما وفر لي فائضا من المال يسمح بالإنفاق على حضور مثل هذه المؤتمرات. وفي عام 1982، اشتركت في المؤتمر الدولي العشرين لعلم النفس التطبيقي الذي عقدته "الجمعية الدولية لعلم النفس التطبيقي" وهي تعقد مؤتمرها الدولي كل أربع سنوات. وقد عرضت في هذا المؤتمر بحثا عن "علم النفس الصناعي في مصر: الماضي، والحاضر، والمستقبل". والتقيت هناك بفليشمان الذي سألني لماذا لم أرد على الخطاب الذي أرسله إلي من حوالي عام، ولم يكن الخطاب وصلني، فاعتذرت بذلك وعلمت من أنه أراد ترشيحي لعضوية مجلس إدارة الجمعية الدولية لعلم النفس التطبيقي، وأن الأمر لا زال قائما إذا وافقت على ذلك، وأن الانتخابات القادمة ستكون في أكابولكو بالمكسيك في صيف عام 1984 أثناء انعقاد المؤتمر الدولي الثالث والعشرين لعلم النفس ولقد حضرت هذا المؤتمر بالفعل مشاركا ببحث ألقيته عن التصوف السمعي كعملية في إخراج أحلام المكفوفين. ونزت في انتخابات الجمعية الدولية لعلم النفس التطبيقي بعضوية مجلس إدارتها مع زميل صيني وآخر أسباني. ولقد ظللت منذ ذلك الحين عضوا بمجلس الإدارة حتى عام 1994.

   وكان يحضر مؤتمر المكسيك زميل وصديق فاضل هو فؤاد أبو حطب، حيث التقيت به، وقضينا وقتا نتحدث فيه عن هموم علم النفس ومتخصصيه وجمعيته في مصر. وكنا مأخوذين بالتنظيم الرائع لهذا المؤتمر الذي عقدته المكسيك، وهي إحدى دول العالم الثالث. وأخذنا نحلم بنهضة لهذا التخصص وجمعيته ونشاطه في مصر التي لا ينقصها المتخصصون، وبها جمعية الدراسات النفسية التي عرفت بتاريخها المشرف منذ نشأتها في عام 1948، حيث كانت إحدى الجمعيات العشرين التي قامت وشاركت في تأسيس الاتحاد الدولي لعلم النفس عام 1951 جنبا إلى جنب مع أمريكا وإنجلترا وفرنسا وإيطاليا واليابان وغيرها؟ والذي كان مؤتمر المكسيك هذا هو مؤتمره العالمي الثالث والعشرين. وكان يشاركنا حديثنا وأحلامنا زميل وصديق ثالث حضر هذا المؤتمر هو سمير عبد العزيز فرج. وتد تحققت بداية حلمنا بعقد المؤتمر السنوي لعلم النفس في مصر بعد أن رأس فؤاد أبو حطب الجمعية المصرية للدراسات النفسية. وبالفعل عقدت الجمعية مؤتمرها الأول بالإشراك مع كلية التربية جامعة حلوان في أبريل عام 1985، ولم يكن قد مضى عام على مؤتمر المكسيك. وكان هذا المؤتمر عيدا لعلم النفس في مصر، وحشدا كبيرا لعلمائه ومتخصصيه من كافة الاتجاهات والتخصصات، ألقى فيه مؤسس الجمعية وأول رئيس لها، أستاذنا المغفور له عبد العزيز القوصي بحثا قيما طريفا، وكان افتتاحية كتاب بحوث المؤتمر المجمعة بعنوان: "خمسون عاما مع علم النفس في مصر ولم يسعدني الحظ بحضور هذا المؤتمر حيث كنت معارا لجامعة أم القرى بمكة المكرمة. ولقد تتابعت المؤتمرات السنوية للجمعية المصرية للدراسات النفسية ، حتى الآن، مع إضافة مؤتمر آخر يعقد منذ ثماني سنوات تحت اسم "المؤتمر العربي لعلم النفس" بمبادرة من الجمعية المصرية وبعض زملاء التخصص من البلاد العربية الشقيقة. ونتطلع لعقد مؤتمر دولي في مصر قريبا إن شاء الله، مثل مؤتمر أكابولكو بالمكسيك.

وفي عام ،1986 اشترك مع 24 زميلا من علماء النفس في العالم، يمثل كل منا واحدة من دوله، ومنها الولايات المتحدة الأميركية وإنجلترا وروسيا وكندا واستراليا وإيطاليا واليابان والسويد والنرويج في تأسيس لجنة (علم النفس والسلام ومقاومة الحرب النووية بالاتحاد الدولي لعلم النفس Commitee psychologists For peace and againts Nuclear War of the International Union of Psychological (I.U.Psy.S) Science. والتي أصدرت أول منشوراتها في أكتوبر عام 1986.  ويختارني مجمع اللغة العربية بالقاهرة خبيرا لعلم النفس فيه، وذلك منذ عام 1986 حيث أشترك في وضع مصطلحات علم النفس به. وفي عام 1987 يشكل " مكتب الأمم المتحدة في فيينا لشؤون التنمية الاجتماعية والشؤون الإنسانية" بالاشتراك مع (مركز أبحاث مكافحة الجريمة) بوزارة الداخلية السعودية هيئة علمية للقيام ببحوث نفسية اجتماعية مقارنة عن المخدرات في دول إفريقية وآسيوية وأوروبية، فكنت الثاني في هذا التشكيل لهذه الهيئة التي ضمت خمسة آخرين من الزملاء من أمريكا والسعودية والسودان ومصر، هم: حمد عبد الكريم المرزوقي، وعبد الله عبد الغني صيرفي، وعبد العاطي أحمد الصياد، وشرف الدين الملك، وتونى فيشيكا. وقد أتممنا بحث "التورط في المخدرات: دراسة نفسية اجتماعية في مصر ونشر تقريره عام 1990 في 365 صفحة.

ومثل كثير من زملائنا متخصصي العلوم الإنسانية نلحظ انهيارا في كثير من القيم الإيجابية المثلى، التي على أكتافها تنهض الأمم وتقوى، وانشغل كثيرا بهذا الهم العام فانتهز الفرص لكتابة مقالات أو إلقاء بحوث ومحاضرات انبه فيها إلى هذا الانهيار الخطير. وأطرح لتوصيف بعضه مصطلحا جديرا هو" تليف" الضمير، قياسا على تليف الكبد كمرض أكثر انتشارا بين المصريين واكثر خطورة على حياة الفرد، قاصدا بهذا المصطلح أن هناك بعض الأفراد الذين أصيب ضميرهم بالتليف والعطب، ولم يعد يؤدي وظيفته كما ينبغي، حتى أصبح ضميرهم كالليفة المملوءة بالثقوب والفجوات بحيث يمر منها الشيء أو الأمر دون أن تصفيه من شوائبه وتقوم بتنقيته ليصبح صالحا ومفيدا. وبالمثل فإن الضمير عندما يتليف ويفسد يمرر ويمسح بأي سلوك مهما كان فاسدا أو مدانا، فيظهر خبث النفوس دون وازع من ضمير يوجهها نحو الخير، ويحول بينها وبين الشر. وأطرح هذا المصطلح لأول مرة عام 1994 في عدد أبريل من مجلة دراسات نفسية في مقال بعنوان: " تأملات فيما طرأ على الشخصية المصرية من سلبيات ". وفي عام 1988 اكتب عن "المثقف وتجسيد القدوة " في كتابي المجمع " علم النفس وقضايا العصر". وفي عام 1989 أنشر مقالا عن "الأستاذ الجامعي" الإنسان والسلوك، في عدد يوليو- سبتمبر من "مجلة علم النفس". وفي مارس من عام 1999 أعود إلى الأخلاقيات والقيم التي ينبغي أن يتحلى بها أستاذ الجامعة فاقدم بحثا عن "الأستاذ الجامعي والميثاق الأخلاقي" في ندوة "معايير الأعراف والقيم الجامعية، التي عقدتها جامعة القاهرة. وفي عدد يناير عام 1997 من مجلة دارسات نفسية، انبه إلى خطورة السلبيات المدمرة لتفشي البيروقراطية في مصر في مقال بعنوان "في قبضة البيروقراطية" وفي يناير من عام 1998 اكتب في "مجلة دارسات نفسية" مقالا بعنوان: الامتحان الموضوعي الهام من مادة: (سيكولوجيا الإرهاب والسلام)، أحلل فيه عوامل الإرهاب وأنبه إلى خطورته على المجتمع وعلى تشويه المسلمين في الخارج، وأدلل على أن الإسلام الحق يقاوم الإرهاب ويدينه. وفي يناير (أيضا) من عام 1999 اكتب في "مجلة دراسات نفسية" مقالا بعنوان "عن قوة المستغني وتهافت المفتقر: رؤية نفسية "أبين فيه أن إحساس الفرد بالحاجة يجعله من موقف الضعف، وقد يؤدي به إلى التذلل والمهانة وبيع كرامته الإنسانية اللتين لا يعادلهما ما يسعى إليه من مكاسب، هي في نهاية الأمر شكلية وليست جوهرية. وان القوة الحقيقية للإنسان بما هو إنسان تكمن في فلسفة تقوم على الاستغناء. ولعلي كنت ألوح إلى هؤلاء الذين يمرغون كرامتهم تحت أقدام المسؤولين بحثا عن ترقية أو جائزة، أو منصب أو منفعة، وهي ظاهرة سلبية منتشرة في أجهزتنا الإدارية والوظيفية إلى حد كبير، وللأسف، كثيرا ما ينجح من يلجأ ون إليها في الوصول إلى مبتغاهم.

وأرى في الوفاء قيمة إنسانية نبيلة، خاصة من جانب التلميذ لأستاذه، ولذا، فإني كنت أبادر أحيانا، وأرحب أحيانا أخرى في المناسبات التي تتاح لي للكتابة أو للحديث عن أساتذتي الأجلاء فكنت أكتب المقالات في المجلات العلمية والثقافية والقي الكلمات في الندوات، وهم أحياء لتكريمهم، أو بعد رحيلهم في ذكراهم، اعترافا بفضلهم، وتقديسا وبيانا لإسهاماتهم وعطائهم لعلمهم ومجتمعهم. وكنت أهتم كثيرا بوضع عنوان المقال أو الحديث ليدل عليه. وهكذا، فقد هنأت أستاذي مصطفى زيور في حياته بمناسبة حصوله على جائزة الدولة التقديرية بمقال نشرته بالعدد الثامن من "مجلة علم النفس" (أكتوبر- ديسمبر 1988) تحت عنوان: "الأستاذ الدكتور مصطفى زيور، عقل عالم وقلب إنسان، وتصدر مجلة "أدب ونقد" ملفا عن زيور على عددين متتاليين، فأنشر في الأول منهما (سبتمبر 1994) مقالا آخر تحت العنوان نفسه مع إضافة (عود على بدء). وتدعوني الهيئة المصرية العامة للكتاب في معرض القاهرة الدولي للكتاب لألقي عن زيور محاضرة يوم 22 يناير 1995. ويطلب مني "المؤتمر الثاني لعلم النفس في مصر" أن ألقي بحثا عن أستاذنا المرحوم الدكتور السيد محمد خيري إحياء لذكراه، فاختار له عنوانا: "الأستاذ الدكتور السيد محمد خيري وثلث قرن من خدمة علم النفس: ترحم في ذكرى "، وكان ذلك في إبريل من عام 1986. ويطلب مني المجلس الأعلى للثقافة كتابة وإلقاء كلمة عن أستاذنا الدكتور لويس كامل مليكة في "ندوة تكريم رواد علم النفس والتربية" في الخامس من مايو عام 1996، فأضع لها عنوانا: الأستاذ الدكتور لويس كامل مليكة وجدية الالتزام لم. ويحصل أستاذنا مليكة على جائزة الدولة  التقديرية عام 1997، فأعيد نشر البحث السابق في "مجلة دراسات نفسية" في نفس العام بمناسبة فوزه بالجائزة، وذلك في صدر المجلة، كتكريم وتحية له بهذه المناسبة، وكنت آنذاك رئيسا لتحريرها.

ومنذ عام 1992 تختارني المؤسسة اليابانية للعلم والتكنولوجيا باعتبارها مانحة لأكبر جائزة علمية عالمية تمنحها اليابان سنويا لاثنين من العلماء المتميزين من العالم في تخصصين علميين مختلفين يحددان سنويا، كأحد المحكمين العالميين لهذه الجائزة.

وتصدر "دار سعاد الصباح: القاهرة- الكويت " عام 1993 موسوعة علم النفس والتحليل النفسي " التي قمت بالإشراف عليها ومراجعتها كما شاركت في تأليفها. وكانت هذه الموسوعة في حاجة إلى دار نشر ضخمة تهتم بنشر الثقافة العلمية قبل الاهتمام بالربح حتى تقوى على تكلفتها وإخراجها بالشكل اللازم، وبالعدد الكبير. ولقد رأيت أن أضمن الموسوعة- مع ما تحويه من تعريفات للمصطلحات العلمية- سير الحياة وإسهامات كثير من العلماء العرب والأجانب، القدامى، والمحدثين الذين أسهموا في تطوير علم النفس على، المستوى العالمي أو العربي إسهاما يعتد فعلا به، بعيدا عما تخدعنا به الصحافة، ووسائل الإعلام، والمجاملات الشخصية من دعايات وأقاويل. ولا شك في أن روح الأخوة والإخلاص المتبادل من زملائي: شاكر قنديل وحسين عبد القادر، ومصطفى كامل كان لها الفضل الكبير في هذا الإنجاز.

   وفى عام 1994 يتم اختياري رئيسا للجنة وضع الميثاق الأخلاقي للمشتغلين بعلم النفس في مصر من قبل " الجمعية المصرية للدراسات النفسية " و"رابطة الأخصائيين النفسيين المصرية" بصفتهما الممثلين للمتخصصين والمشتغلين بعلم النفس في مصر أو للتاريخ، فقد كانت هناك محاولة سابقة لم ت لسبب أو لآخر طرحت في عام 1988، وشكلت لها لجنة في المؤتمر الرابع لعلم النفس في مصر، الذي عقدته الجمعية المصرية للدراسات النفسية بالاشتراك مع كلية الآداب بجامعة عين شمس، وقد طلب مني تكثيف الجهد والعمل لإعداد هذا الميثاق والانتهاء من وضعه لشدة الحاجة إليه. ولعل أكثر من تحمسوا وعانوا من وضع هذا الميثاق من أعضاء اللجنة هم أصدقائي وزملائي: فؤاد أبو حطب، وصفوت فرج، وعبد الحميد إبراهيم. وقد وفقنا الله في الانتهاء من وضع الميثاق في عام 1995، بعد أن نوقش وعدلت ثم أقرت بنوده من جانب أعضاء الجمعية والرابطة ثم مجلس إدارتهما على مدار عام كامل. ثم تم نشره في إ المجلة المصرية للدراسات النفسية " التي تصدرها الجمعية المصرية للدراسات النفسية ، وفي "مجلة دراسات نفسية" التي تصدرها " رابطة الأخصائيين النفسيين المصرية " وذلك في نفس العام. وكان هذا النشر شرطا لاعتماد الميثاق. وطوال عضويتي بمجلس إدارة "رابطة الأخصائيين النفسيين المصرية (1996- 1999)، اختارني زملائي رئيسا لتحرير مجلتهم "دراسات نفسية"، وهي المجلة ذات السمعة العربية والعالمية المعروفة.

   ومع عام 1996، يختارني "المجمع العلمي المصري "InstitutEgypte d" عضوا به (مدى الحياة). وهو المجمع الذي أتاه نابليون في عام 1798 بعد المجمع العلمي الفرنسي المعروف بالأكاديمية الفرنسية بسنوات قليلة. ويضم المجمع حاليا حوالي " 150 "عضوا يمثلون العلماء المصريين والمتميزين في مختلف التخصصات العلمية (من مجالات العلوم والطب والكيمياء والهندسة والزراعة والإدارة والعلوم الإنسانية...)، ومنهم بعض العلماء العرب غير المصريين وبعض الأجانب، وإن كانوا قلة.

وتنشئ لبنان جائزة عربية باسم "مصطفى زيور" تشترك فيها "الجمعية اللبنانية للدراسات النفسية "، و مركز الدراسات النفسية دا، و"مجلة الثقافة النفسية المتخصصة" وتمنح سنويا منذ تأسست عام 1995 لأحد العلماء العرب المتخصصين في علم النفس أو الطب النفسي من ذوي الإسهامات العلمية المتميزة ومن طوعوا العلم لخدمة مجتمعهم العربي، فأفوز بها عن عام 1998. وتنشئ "مجلة الثقافة النفسية المتخصصة اللبنانية، بابا جديدا من أبوابها بعنوان: "شخصية العدد" تفتتحه بكلمة عني في عدد أبريل عام 1998. وفي عام 1998 أيضا ترشحني كلية الآداب بجامعة عين شمس لجائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية، والله الموفق.

  

سعيا وراء ترجمة جميع صفحات الشبكة إلى الإنجليزية و الفرنسية نأمل من أساتذة الطب النفسي و علم النفس ترجمة سيرتهم العلمية إلى الإنكليزية  والفرنسية و إرسالهم إلى أحد إصدارات الموقــع : الإصــدار الإنجليــزيالإصــدار الفرنســي

 

Document Code PGists.0024

Pr. TAHA Faraj Abdelkader CV

ترميز المستند  PGists.0024

 

Copyright ©2003  WebPsySoft ArabCompany, www.arabpsynet.com  (All Rights Reserved)