Arabpsynet

Articles Originaux  /  Original Articles

شبكة العلوم النفسية العربية

 

سيكولوجيـــة  الحــرب النفسيــة الأميركيــة

الأسس  والمبادئ والممارسة "

د. محمد حمدي الحجار

الثقافة النفسية المتخصصة - العدد 55 - المجلد الرابع عشر - يوليو 2003

 

q       مقدمـــة

 

      منذ انهيار الاتحاد السوفياتي  واندلاع حرب الخليج الثانية عام 1991 تتعرض دول منطقة الشرق الأوسط وإيران إلى حملة نفسية حرب سياسية منهجية ومنظمة ومدروسة من قبل إدارات الولايات المتحدة الأميركية. ذلك أن طبيعة ونزعات هذه الإدارات هي هجومية عسكرية لأن رجالها هم إما أصحاب شركات ضخمة أو لهم أسهم  في هذه الشركات أو كانوا مدراء بارزين في هذه الشركات توظفهم لخدمة مصالحهم وإثراء  ثرواتهم سواء في مجال تجارة النفط أو المصانع الكبيرة التي تختص بالصناعات الحربية على اختلاف أنواعها والتي تمتص ميزانية التسليح وتطوير لأعتدة  بعقود تقدر بالمليارات من الدولارات . فالشركة بين جنرالات البنتاغون وشركات الصناعات الحربية هي التي تقرر السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأميركية.وقد سبق وحذر الجنرال  والرئيس السابق دوايت إيزنهاور، الشعب الأميركي من سيطرة هؤلاء على السياسة الأميركية. ومن المعروف أن الحرب السياسية والحرب النفسية الأميركية هي أداة تنفيذ للسياسة الخارجية الأميركية وعمودها الفقري ومما يقوله في هذا الصدد جيمس بلدوين نائب أدميرال البحرية الأميركية  في كلمة تقديمه لكتاب بعنوان " الحرب السياسية ":

    " غالبا ما تعرف الحرب باستخدام الوسائط العسكرية بغرض تسريع النهايات السياسية وأن هناك وسائط تبدو أكثر مكرا هي الحرب النفسية السياسية التي تستخدم الصور والأفكار والخطابات والشعارات والدعاية والضغوط الاقتصادية  والتقنيات الإعلامية وذلك من أجل التأثير على السياسية للخصم".

   إن هذا التحليل المسهب لأهداف الحرب النفسية نعيشها اليوم بكل زخمها منذ التسعينات وبلغت ذروتها في الحملة العالمية التي تشنها الولايات المتحدة الأميركية ضد الإرهاب وإسقاطاتها المخيفة على أزمة العراق والتدخل الأميركي المستقبلي السافر في شؤون البلدان العربية وما ينتظرها من عقابيل خطرة مهددة للكيان دول هذه المنطقة تحت شعار إعادة ترتيبها سياسيا واقتصاديا وغيرها. إن الإدارة الأميركية اليوم تشن حربا نفسية ضروس على العالم العربي والإسلامي  وحتى على شعبها الأميركي ذاته، وقد استثمرت أحداث 11 أيلول  لتطلق هذه الحرب المعدة سابقا والمحددة السياسة إدارة بوش الخارجية لمنطقة الشرق الأوسط التي وقع عليها واعتمدها منذ أن صعد إلى سدة الرئاسة. وأن رفضها لتعريف الإرهاب وتحويل ذاتها مرجعية تحدد تهمة الإرهاب لتطلقها على كل سلوك أو حدث أو دولة يعارض لسياستها هو غطاء والحرب النفسية الزخم لا تقف في وجهها أي مانع أو عائق.

    إن أهداف الإدارة الأميركية الخفية والحقيقية تجاه العراق هي غير خافية عن أي عين سياسية أو فكر سياسي . إلا أنه وللأسف وبفعل قوة الحرب النفسية التي تشنها الإدارة  الأميركية  على الدول العربية، وحتى مؤخرا على بعض الدول الأوروبية  بات جوهر الحرب النفسية متركزا" على العراق. مما شكل قناعة لدى بعض الدول العربية على الأقل  بضرورة تلبية طلبات الإدارة الأميركية. والأصح الخنوع لهذه المطالب لتفادي الحرب ضد العراق . والاهم من ذلك أن أهداف أميركا من وراء  إسقاط الحكم في العراق باتت معمورة تماما بالادعاءات الكاذبة التي يصنعها خبراء الحرب النفسية في البنتاغون. فأعذارهم وادعاءاتهم التي يطلقونها اليوم في تبرير الحرب انطلت علينا وصدقنا هذه الإدعاءات. حتى كدنا نسعى إلى تفشيلها وكأن هذه الأهداف الأميركية المعلنة هي الأهداف الحقيقية للحرب. أي بتعبير أخر فهم اخترعوا  الأكاذيب ومن خلال تكرار هذه الأكاذيب بكل الوسائل أصبحنا نصدق أكاذيب الحرب النفسية أو نحاول الالتفاف عليها لتفشيلها. دون أن نكشف الأهداف الحقيقية غير المعلنة ونركز عليها إعلاميا وبكثافة لفضحها. لأنها الوسيلة الحقيقية لدحض التبريرات  الدعائية الكاذبة للإدارة الأميركية  لتشن الحرب. وهذا قصور كبير من جانب العرب وجهلهم العميق بالآثار العميقة للحرب النفسية. فهل هم يتجاهلون أو يجهلون  مبادئ وأخطار الحرب النفسية؟. إن الحرب النفسية في القاموس السياسي الأميركي هي خبز السياسة وأكسير حياتها. وكيما نكون على قناعة بذلك لا بد من الاستفاضة بأهمية الحرب النفسية في السياسة الأميركية.

 

        الحرب النفسية " الدعاية " أسسها وممارستها في المفهوم الأميركي.       

    يجدر بنا أن نذكر بعض مقتطفات من أقوال كبار السياسيين العسكريين والمدنيين في أميركا حيال تأثيرات الحرب النفسية ومكانها  في السياسة  الأميركية الخارجية. يقول بول سيمث عن الحرب السياسية وهو باحث كبير في مؤسسة الدفاع الوطني " إن العنصر الجوهري في الحرب ليس  ممارسة القتل ولكن إجبار الخصم على أن يتصرف ويفعل وفق إرادة الخصم الآخر. والحرب النفسية هنا هي قرينة الإرادة السياسية. وبوسائطها تنخرط هذه الحرب بأشكالها المختلفة لتحقيق قدر إضافي من درجات الجبر والإكراه  والممارسة  ضد الخصم. ويقول هما ميدو كان ( وهو من السينغال ):" التثقيف الاستعماري أفضل من المدفع الذي يقهر الجسد ولكن المدرسة تفتن الروح.

    ويقول رئيس وكالة المخابرات المركزية السابق دوغلاس بلوفارب في محاضرته: " دور العمليات الخاصة في استراتيجية  الولايات المتحدة الأميركية في الثمانينات" ما يلي: " على مدى سنين كانت هناك أنواع من المساعدات الأميركية قدمت بدون أن يكون لها هدف اقتصادي لإنماء الدين، فبعضها على الأقل هي برامج ترفيهية تم وضعها بغرض دعم العمليات الخاصة النوعية ".

    لقد تفوقت أميركا في الإعلام لأنه روج التسويق التجاري لمنتجاتها وسلعها في العالم، وهي رائدة هذا العلم بلا منازع لأنها أولت للبحوث النفسية السلوكية  أهمية كبرى. وهي العلوم التي تتعامل مع السلوك البشري وأفكاره. وبالتالي معرفة الطرق السيكولوجية تبدل أنماط السلوك والتفكير. وقد نجحت أجهزة الدعاية التجارية، التي يخطط لها علماء النفس، أن تجعل من السلعة الكمالية حاجة عند الفرد. وهذا ما يدخل بما يسمى علم النفس المستهلك Consumer Psychology   فقد تحولت الكوكاكولا إلى مشروب رائج والهمبرغير الى وجبة سريعة في جميع بلدان العالم  وقس عليه. كما ان المفهوم الأميركي للعولمة يقوم على ترويج نموذج حضارة الولايات المتحدة الأميركية خصوصا والبلدان الصناعية عموما. حيث تعمل العولمة/ الأمركة على ترويج دعائي منهجي موجه لإحلال نمط الحياة الأميركي مكان السلوك والمعتقد والاستهلاك والفكر السياسي.

         أما على مستوى توظيف الدعاية في المجال السياسي فإن الأفق هنا يتسع. إذ تأخذ هذه الدعاية أبعادا وأنماطا متعددة. فهناك أنماط الاتصالات التي تهدف الى تحقيق أقحام ذاتي في التركيب المعرفي للفرد،. حيث المتعرضين للدعاية لا يدركون أنها دعاية. مثال ذلك الأخبار الناقصة المشوهة  أو المزيفة كما نتعرض لها يوميا" في الأخبار وخاصة تلك المتعلقة بما يسميه الأميركيون بالإرهاب. ومنها الأخبار المتعلقة بتعقب القاعدة ( وغيرها من الأهداف الإرهابية الأميركية ) ورصد رجالها وأهدافهم التخريبية التي يتم تخويف الجمهور الأميركي بها بدون التحقق من صحة الخبر. إذ يطرح الإعلام الأميركي هذه الشائعات  كحقائق موضوعية. وأفضل مثال على ذلك ما عرضه كولن باول في الرابع  من شهر شباط  عام 2003 أمام مجلس الأمن (بعدما هيأت وسائل الإعلام الرسمية الأميركية) مجموعة صور جوية إدعى أنها تصور معسكرات الإرهاب في العراق، والأسلحة المحظورة والشاحنات المتحركة التي تحمل أجهزة تصنيع المواد التي تدخل في الحرب الكيماوية والجرثومية. والأهم من كل هذا تركيز باول على مخاطر غاز الأعصاب والجمرة الخبيثة حيث دخل في تفاصيل قدرتها القاتلة وبإسهاب. وذلك لإرهاب الشعب الأميركي خاصة وتبرير الحرب ضد صدام الذي صورته الدعاية على أنه يجهد لقتل الأميركيين بالتعاون مع تنظيم القاعدة.

    فإذا ما راجعنا عرض باول لوجدنا ان عرضه كان نفسيا. أي أنه حلقة من حلقات حرب نفسية تخويفيه للأميركيين عمادها التشويه حتى الكذب. في المقابل نلاحظ أن المفتشين لم يخلقوا رعبا" من التساؤلات  حول مصير كميات غاز الأعصاب والجمرة الخبيثة. وهم تجنبوا أي تهويش عن إمكانية استخدامها من قبل العراقيين ( وهذا ما بينته الحرب لاحقا" بغض النظر عن اكتشاف هذه الاسلحة أو عدمه). هنا تبرز عملية " " إقحام الخطر الوهمي في الواقع " من قبل كولن باول. وجعله واقعا في أذهان الرأي العام العالمي لتسويغ ضرب العراق باتهامه بالتضليل واختراقه للقرار رقم 1441 . وبذلك يصنع من شكوك امتلاك جرثومة الجمرة واقعا يهدد حياة الشعب الأميركي. وذلك بهدف توليد ردود أفعال جماهيرية تؤيد  الحرب حتى خارج الشرعية الدولية. ومن تأثيرات الحرب النفسية الدعائية أنها تخترق الرجل الهامشي والحيادي ( ليس مع السياسة ولا ضدها) وذلك من خلال تكرار إخضاعه للرسالة الدعائية عبر وسائل الإتصال المتعددة. ففي نهاية الحرب العالمية الثانية مثلا كان الشعب الأميركي لا يشعر بالقلق حيال الاتحاد السوفياتي الصديق ضد النازية. ولم يكن الأميركي يفكر بأن السوفيتين قد يهاجمون أميركا. ولكن ومع تعاظم تسلح الاتحاد السوفياتي كان لا بد للآلة الدعائية الأميركية من أن تبدل مواقف الشعب الأميركي تجاه الاتحاد السوفياتي ( في حينه كان رجالات الحكومة وجنرالااتها قد تحولوا بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية إلى شغل وظائف مدنية خاصة، وعملوا كمعلقين سياسيين  في وسائل الإعلام) حيث تكاتف هؤلاء لشن حملة إنذارات للشعب الأميركي  كيما يثبتوا في أذهان هذا الشعب أن التهديد الروسي هو حقيقة  واقعة. ولترسيخ هذا الإيحاء رفعوا شعارات الستار الحديدي في وصف الاتحاد السوفياتي ( إعطاء عنصر الغموض ) كيما يرسخوا إيحاء الخطر لدى الأميركي عن طريق تبديل التركيب المعرفي وجهاز المعتقد على المستوى السيكولوجي.

    وفي الخمسينات أوجد هؤلاء ملاجئ ضد الغارات الجوية لتضاف هذه الأعمال إلى ترسانة الحرب النفسية وبذلك تمكنت الحكومات من رفع درجة هستيريا الخوف من الاتحاد السوفياتي ( بما يوافق الهيستيريا الأميركية الراهنة من خطر الإرهاب ). من خلال هذا الترهيب اشتغلت المصانع لإنتاج كميات إضافية من الأسلحة بعد إقناع دافع الضرائب بضرورة صرف الأموال الكثيرة على بحوث تطوير الأسلحة. وهكذا وتكدست الأسلحة بكميات كبيرة حيث لا بد من مصرف لها. فنشبت الحرب الكورية تحت شعار مكافحة الانتشار الشيوعي الشمالي. وبعدها كانت الحرب الفيتنامية حيث أخذ الفرد الأميركي يشاهد فظائع ووحشية هذه الحرب على شاشة التلفزيون. بحيث أصبح مفهوم الحرب الوقائية الشعار الذي شنته الولايات المتحدة الأميركية  ضد الشيوعية وأخطارها بدأ يتساءل الفرد الأميركي  عن صحتها ومصداقيتها  والأعمق من ذلك أن تأثير  الدعاية ضد العصر الشيوعي بعد انهيار الاتحاد السوفياتي استمر لفترة طويلة ذلك أن شريحة كبيرة من الأميركيين ما زالت ترغب في أن تعتقد  أن أميركا  تعيش أزمة كبيرة. وأن رجالات الحكومات المتعاقبة من صالحهم والأهداف ترويج صناعات الحرب وتشغيل المصانع المصنعة للآلة الحربية أو الربح الهائل التي تجنيه هذه الشركات ومن ورائها المسوقة للخوف بالآلة الدعائية.

    بالإضافة إلى الأهداف الاستراتيجية الرامية إلى السيطرة على منابع النفط والثروات وإنشاء الإمبراطورية  الرأسمالية الأميركية، كلها تكاتفت  لخلق عدو دوما موجود ضد أميركا.
    وواقع الأمر، وكما يمكن استشفافه من الحرب الباردة ومن الأزمات الخطرة التي هددت بنشوب حرب نووية  كالأزمة  الكوبية فإن الدعاية السياسية ظلت الركن الجوهري في أداء مهمتها في دعم السياسة الخارجية الأميركية . ومن خلال سباق التسلح فإن الهوس المضاد للسوفيتين  ساعد عمليا على جعل العدوات تزدهر وتتضاعف حدتها.
    وفي الوقت الذي كانت الدعاية ضد الشيوعية  قد صممت لتسهيل نشوء الوجود العسكري في كل أصقاع العالم فإن الأنماط الأخرى من الدعاية توجهت أكثر فأكثر نحو السلوك الاجتماعي أو ولاءات الفئة، وكان ذلك حال السنوات الأخيرة من الحرب الباردة عندما تحولت المعركة الأرضية الإيديولوجية من أوروبا إلى العالم أو الدول المحايدة في العالم الثالث .

 

        العمليات الخفية

    وصف هاري روستيزل  رئيس وكالة المخابرات الأميركية السابق في كتابه الذي نشره عام 1977 العمليات السرية لوكالة المخابرات الأميركية التجسس ومكافحة والعمل السري الخفي، وصف ذلك بالتالي:
" خلال الخمسينات أن هذه العمليات الخفية تبنت نشاطات تناولت كثيرا من المواضع اخترقت الدعاية الأميركية  الرسمية وغير الرسمية فالسياسات تضاءلت بصيغ بسيطة سوداء  وبيضاء أزاء الشرق أو الغرب، العبودية أو الحرية.
    وفي أواخر هذه الخمسينات وخلال الستينات عندما تحول الجهد الدعائي الأميركي  نحو العالم الثالث فإن هذا الخط العالم البسيط لا بد من تلطيفه  من اجل مجتمع جديد غير رأسمالي.

    كانت العمليات الدعائية الخفية في العالم الثالث  في واقع الأمر نضالا من أجل السيطرة على وسائط الإعلام . فالمحررون الأجانب وكتاب العواميد في الصحف قد تم تجنيدهم كما وأن الصحف والمجلات قد تم شراءها، ودعم خدمات الأنباء والصحافة وكان العاملون  في الدعاية يعتمدون من عملاء بأجور إلى مساعدين أصدقاء ومن أحرار واشتراكيين  ضد الشيوعيين  إلى ضجة يمنية  بسيطة، فالحقائق المواضيع وعناوين المحررين والمقالات كانت ترسل إلي محطات العالم الثالث لإعادة صياغتها وعملها للاستهلاك المحلي، فالقصص المثيرة تنشر في وسائط  صديقة ويعاد نشرها حول العالم.
وأن التكلفة الباهظة لدعاية خارجية هجومية على نطاق واسع وإجراء اتصالات وتجنيد العملاء والقيام بعمليات جديدة وإيجاد فئات أمامية وغسيل الأموال وإيجاد رسائل ومواضيع وإخفاء حقيقة الانخراط الخارجي وفي الوقت نفسه لتأكد من أن الأفكار المناسبة قد ثبت عبر الأثير بصورة واضحة وبأسلوب مناسب  للأناس المحليين وهذا يمكن  تبريريه فقط  على قواعد أ، بعض المواقف يمكن أن تزرع وتجذر، وإلا فلا يمكن أن تقابل بالاستحباب  من قبل الأهداف وبكلمات أخرى  فإن المستمع يمكن أن يهدأ من خلال الاعتقاد بشيء ما وإلا فسيكون بدون ذلك رفضها بكونها ضد المصلحة الذاتية للجمهور أو الجماعة.

    وحقيقة الأمر أن المستمع  يمكن قيادته بدقة وبصورة منهجية نحو مجموعة خاصة من المعتقدات تكون خطرة، لأن  مصدر الإيديولوجيا  ودوافع راعي البرنامج هي مجهولة، بالنسبة للذين يتلقون الرسائل وواقع الأمر أن استخدام المعاونين  المحليين وبسرية تمويل العمليات الجديدة الداخلية وما شابه ذلك تؤكد فقط بأن الدعاية لا بد وأن يتم غزوها زيفا وتضليلا كيما تكون مقبولة. فالرسالة message وبتعبير  آخر، صنعت لتكون قابلة للتصديق  بحقيقة تبدو وأنها  تأتي من داخل الجماعة لهدف ذاته. لذلك عرفت بالدعاية الخفية المخربة أو الدعاية السوداء. وهي عموما مقبولة على أساس أن ما هو مرسل من خلال مثل هذه الحملات يحوي على معلومات مزيفة كاذبة. وكما ذكر   Rostke في مذكراته أن العمليات السوداء كيما تعرف إلى جانب الآخر ويجب أن تنفذ بوكالة أو مصدر سري  مجهول كيما يتم إخفاء المصدر الحقيقي للدعاية المبثوثة.

    فالإذاعة السوداء التي تبث من آسيا الوسطى تقدم وثيقة مزيفة تفهم أنها صادرة عن مصنفات سرية  من السفارة السوفياتية  تحتاج إلى خبير وتمويل سري إلى مساهمين متعاضدين فالدعاية  من هذا القبيل وبخاصة إذا ما نفذت خلال مدة طويلة بتصميم  من أجل تحقيق تبدلات سياسية أو اجتماعية هي جزء عادي من انتصار أكبر يسمى الحرب السياسية (2)، وتكون مصحوبة بالتأكيد الضغوط الديبلوماسية كما تمارس حاليا الولايات المتحدة هذا النوع من الدعاية على بعض الدول العربية، ضد القادة  الوطنيين  وأيضا بالأعمال الاقتصادية المساعدات الاقتصادية  الخارجية والعسكرية والترغيب والترهيب وهو أسلوب استخدمته أمريكا  مع الباكستان خلال  حملتها على افغانستان والتدخل الثقافي ما تفعله اليوم بالدول الإسلامية لتبديل البرامج الدينية والمراقبة  وأن مثل هذه الأمور يمكن أن يخلق تأثيرا عميقا على الشعوب الهدف.

    إن الدعاية الماهرة قادرة أيضا على التحايل على المستمع على المستوى العاطفي فالدراسات  النفسية التي أجريت في الولايات المتحدة  الأميركية  منذ العقدين  السابقين برهنت التأثير الكارثي للعرقية  والمنتشرة على الأولاد من أصل أفريقي.

    في عملية اختبارية للأولاد السود اتضح أن جميعهم يعتقدون أن لعبة يجلد لونه كاشف هو أكثر رغبة من قبلهم من الجلد اللعبة الأسود، وهذا مقايس يعبر عنه الكراهية للذات، وأن خلق كراهية للون الأسود تصبح ظاهرة ومواقف اجتماعية شائعة  وتكون من المعتقدات المسلمة بها (3).

    وبنفس الطريقة فإن البعثات التبشيرية البروتستانية  المنطلقة من الولايات المتحدة الأميركية  تروج منذ زمن  طويل  الأشكال المختلفة للرأسمالية التوراتية  biblical capitalisme   والتي تقحم في نفوس الأتباع  الاعتقاد  أن الخير أو الشي الجيد المليح يكافئان من قبل الآله بعطاءات مادية وأن الفقر يؤكد وجود قصور أخلاقي عند الفرد ملاحظ هذا التأويل والتحريف المفهوم الفقر في الدين حجار) والجماعات أ, الطبقة الفقيرة من الناس.

   وواقع الأمر، منذ سنين حلت فإن ممارسة تصدير الدين للكنائس ولإتجار به في ليبيريا أضحت مواضيع الأعلام  والتغطية  المستمرة الإعلامية . وفي الوقت  نفسه هناك العديد من الفئات والجماعات الأقلية البروتستانتية والمؤسسات التوراتية كانت نشيطة في محاولتها جذب  الأعضاء  في ليبريا لأنها تعلم أن البعثة الدينية فيما وراء البحار يجب أن تزيد من الإسهامات المالية  في الوطن،  وبذلك فإن الحشود الليبيرية قدمت  مثل هذه الحوافز كجدار جديد لبناء الكنيسة كمثال أو أوتبوس كحافز  لتبني اسم ونظام  للمنظمات لاتينية  الأميركية  المنافسة للبيض دوما) وعندما لا يتم إنجاز الوعود  وهي الحالة الغالبة فإن الجماعات الليبيرية تقهر كيما تلقف إلى ضمناء آخرين الذين كانوا يرسخون العلاقة  بإرسال معلمين يسعون إلى توجيه عقولهم نحو لاهوت جديد .

    إن هذا لا يخلق فقط تشوشا وكيانا دينيا  معتما غامضا نحو الأشخاص  هدف هذه التوجيه الدينين الجديد، ولكن الأهم من ذلك يودي بالليبيريين  إلى قبول، بدون تحفظ، الارتباط المطلق بالكنائس الراعية والتأكيد على نقضهم ودونيتهم. وإنه كما يدهش حقا أن نعتقد هذه القصة الممكن تسميتها الإساءة في استخدام الجانب الروحي، وهو أمر تمارسه دوما وكالة المخابرات الأميركية لدعم الهداية العربية الجريدة بين الكاثوليكيين و المسلمين  والمحجبات المتخلفة التقليدية.

    وكما هو الحالي في البعثات التبشيرية  الدينية الأميركية في ليبريا التي توضح أن المال هو العامل المهم جدا، في الدعاية الفعالة فإن الفارق الكبير في الثراء بين نصفي الكرة الشمالي والجنوبي يعني مثلا، أن القوى الغربية لا تستطيع  أن تربح المنفذ نحو العملاء والمتعاونين  في مجهود الدعاية بل تستطيع أيضا أن تخترق المؤسسات الداخلية الوطنية بل حتى بناء  مؤسسات جديدة بمخاطر قليلة من جراء التحري من قبل الجماهير. إذ أن هذه المؤسسات في مقدورها نشر الدراسات والكتب الكراسات والرسائل الثقافية وغيرها من المواد العقائدية بكميات تتجاوز وتتخطى ما تطرحه الأسواق  المحلية.

    فالمال يصب في الأقنية حيث بواسطة يمكن شراء المترمجين في الإذاعة والتلفاز،  ويمول برامج الدعاية أو المستشارين  النوعي، ويقدم حلقات البحث التثقيفية والمؤثرات كما ويقدم المال التسيهلات للوصول إلى الأصدقاء  الموثقين. إن هذا الحجم البهيج  م العمليات يقدم ضمانا بأن الرأي الوطني الداخلي لا يمكن  مجاراته وهزمه.
إن البلدان الغنية في مقدورها أيضا الضغط على الحكومات الواقعة تحت تأثير التهديد بحجب المساعدة أو التمويل لدفعهم  إلى المساهمة في عملية تشكيل المعلومات الجماهيرية أو نفي  الحملات التثقيفية . وفضلا عن ذلك عندما تكون الشراء ملائمة فإن يحين الأغنياء  للمساعدة الفنية الخاصة بالمشاريع يمكن أن تدير نشاطات أبحاث على درجة كبيرة من التعقيد التي تمكنها تقييم شاملا المناخ للبلدان المسيتهدفة ، وتوجيه الرسالة  الدعائية إلى فئات صغيرة وأيضا قياس التغييرات في المواقف على مدى الزمن، ومراقبة انتشار الأفكار المناهضة. 

 

        الخداع والتضليل كعلم قائم بذاته

    تطرح كتب علم النفسي الاجتماعي العديد من الطرق  تستطيع من خلالها خداع وتضليل المستمعين بفعل الدعاية، وأولى الأمور  إن الذين  يتلقون الدعاية هم أكثر احتمالا  القبول الفكرة إلى دعائية  إذا كانوا يعتقدون ممكن  سماعها بصورة مغفلة، وبكلمات أخرى هناك ميل طبيعي عند الكائن البشري لمقاومة الرسالة  الدعائية التي تقدم بطريقة تأكيدية ، بينما سيكون هناك رد فعل  أقل سلبية إذا كان المستمع الموضوع نفسه وذلك في سياق بكونه حقيقة نسبية .

    فالمستمعون للدعاية هم أكثر احتمالا  لتبديل  أفكارهم وآرائهم إذا ما تلقوا الرسالة الدعاية  من مصادر مختلفة التي تعزز هذه المصادر الواحدة الأخرى. وبصورة مماثلة ، يميل  النسا الموافقة على ما تقوله أو بيان صدر عن بعض الأفراد أو عن فرد ما المماثل لهم ،وعن خبير في الموضوع المطروح، أو عن فرد يبدأ بطرح الفكرة التي يوافق عليه المستمع القارئ أو المشاهدة. ووفق تحت بعض شروط وظروف فإن الرسائل الدعائية يمكن أن تصبح أكثر قوة وفعالية من خلال دمج المناهضة المتعارضة بطريقة تجنح نحو عدم الثقة بها (4).

    وفي الوقت نفسه تقدم للمستمع الانطباع أن يستمع إلى حوار الطرفين المتحاورين نحن نطرح لك الحوار وأنت تحكم عليه، هذا هو شعار محطة الجزيرة الفضائية.

    ففي العمليات السيكولوجية الدعائية الواسعة، غالبا  ما يلجأ اختصاصيوا الدعاية إلى إثارة التبديلات في المواقف من خلال  توليد وتضيع ما يسمى تأثير السكة الحديدية المربوطة  مع بعضها البعض، يخلق الانطباع الزائف المضلل الذي يصنع المعتقدات فيكون هذا الانطباع تسمح القبول من قبل الجماهير وكأ،ه حقيقة واقعة، وأينما يكون تبديل  السلوك النوعي هو الهدف المقصود من حملة الاتصالات فإنه من المفيد جدا جعل أعضاء جماعة  هدف الدعاية إما أن يعبروا ويطرحوا الفكرة الدعائية على الجماهير وبذلك يخرطوا أنفسهم في ترويجها أو الانخراط في السلوك المرغوب بطريقة ما بذلك  يصبحون ممتلكين للفكرة.

    في أي حال من هاتين الحالتين فإن الميل هو في الاستمرار الدفاع  عن الفكرة الدعائية أو عن السلوك والفعل ومثل هذا السلوك يجعل الدعاية متجسدة متجذرة في نفسية من وقع في ضلالها ولا جدال أبدا أن الدعاية التي تطبق هذه المبادئ تطبيقا ملائما في مقدورها أن تحدث تبدلات عميقة وبعيدة المدى في المجتمعات هدف الدعاية.

    وتفسير ذلك هو أمر بسيط فالأفراد هم جزء من الجماعات، وهم يتشاركون فيما بينهم بالعادات والقيم الشائعة المشتركة مع أعضاء الجماعات الأخرى الذين ينتمون إليها. فإن الفرد الذي يحمل إيمانا إسلاميا ملتزما مثلا فإن هذا الشخص الذي يرد على بعض الأمور مثل شرب الكحول أو أكل لحم الخنزير بالمناهضة والكراهية لهذه الأشياء الأمور التي قد تم صياغتها بالعقائد الدينية في رفض الخمرة والكراهية اللحم غير النظيف  وأن الحملة المادية الرامية إلى تغيير أو تقويض التأثيرات الإسلامية التي جذرتها العقيدة الإسلامية  يمكن مع الزمن أن تبدأ هذه التأُثيرات بحركة ذات إجراء بطئ بإزالة  هذه الاستجابة  الانفعالية (5).

    وببساطة فإن النقاش الذي يتناول أن المشروب الخمرة ) يبج  أن يتحمله المسلمون  هو نقاش عقيم لا يفعل شيئا سوى خلق المقاومة عند المستمعين  المسلمين وإثارة الحوارات المناهضة والمعارضة من قبل الذين على دراية وفهم أفضل.ولكن مثل هذا النقاش من جانب آخر هو طريق لفتح نقاش حول هذا الموضوع  لمزيد من النقاش والحوار. أي إثارة حوار حول فوائد شرب الخمر حتى لو أن مثل هذا الحوار لاقى قبول بعض العقول القليلة على مدى سنوات قليلة، من شأنه أي هذا الحوار) أن يخلق أجواء التناقض الوجداني قبول الخمر ورفضه بآن واحد ) anbivalence  اليقين الذي كان سابقا يدين شرب الخمرة ورفضها زعزعة التركيب المعرفي في حيال شرب الخمر _ الحجار ) فأصبح مهتزا اليوم أمورا  ومعرضا لهدمه وتبديله  بحيث أن الكثير من الاستجابات السلبية قد تم استلهامها بفعل الحوار عندما بدأ ثم أخذ طريقه إلى خلق التبديل المطلوب.

    وأما الخطوة التالية في هذا التبديل للفكرة والمعتقد  والسلوك إزاء  شرب الخمر هي أن على اختصاصي الدعاية إن يغري بعض أفراد المجتمع الإسلامي أو عميل محرض يتم تقديمه كمستمع مسلم، إن يشرب الخمر علنا أمام الجمهور كتأكيد على الأفكار الجديدة التي يتم تبينها مع شرب الخمر، أي أن يكون مسلما متحدثا عصريا أكثر واقعية  نلاحظ خطورة هذا الأسلوب السيكولوجي الخبيث الذي تبينه المخططات  الأميركية اليوم في تبديل العقيدة الإسلامية (6). خاصة مع زيادة إعداد المساهمين المتعاونين لهذا الدور لقاء أجور  مغرية سيكون مفيدا نلاحظ كيف أن الفكر الأميركي  يرى أن كل شيء يمكن شراءه بالمال حتى العقائد الدينية محمد الحجار) إن كل هذه الأمور لا بد من أن تكون مطروحة على الجمهور المسلم  بوسائط إخبارية مكثفة قوية وبالفيديو كليب، ويتم تصميمه إلى الأصدقاء ويتم تسريبه على نطاق واسع  في الأخبار المحلية. إن هذا الأسلوب الدعائي يطور دور العملية النفسية و يعطي أخصائي الدعاية الإيحاءات بما يسمونه الأخصائيون  النفسيون ( السلطة المزيفة ) وبكلمات أخرى الانطباع  الذي يجعل الأفراد  ذوي الكفاءات العالية  وعلى درجة كبيرة من المؤهلات قادرين على تجبير مثل هذه الأفكار وفهم مصدر ومرجعة معلوماتية. وإن مثل هذه النشاطات تقدم المزيد للاختصاصين الدعاية الفرصة لإزالة بعض  الأفكار الوالية السلبية stereotypes   وتخفيض التثبيط ضد السلوك المرغوب  وبعد أن يتم تعزيز المسلمين وبوتيرة منتظمة ( العملية غسل الدماغ ).

   وفق هذه الأمثلة الحقيقية ووفق هذا السلوك الجديد إزاء الخمرة فإن أفراد هدف هذه الدعاية يصبحون مؤهلين لإصدار  إدانات قوية ضد من يحرم الخمرة حيث  يتم إدراك التصرف كهجوم شخصي على من يعارض شربها، وأخيرا فإن المحرض لهذا السلوك الجديد قد يحاول تخريب  المقاومة العنيدة  التي تواجهه من قبل المعارضين لأفكاره الجديدة وذلك من خلال اللجوء لدعاية الهجومية في التلفاز والمقالات الصحفية والرسوم الكاريكاتورية واللقاءات  والمحاضرات وإشاعة لباس القميص الأبيض بين الشباب عليه الشعارات المناهضة لهؤلاء  المعارضين  وما إلى ذلك من وسائل الإعلام بحيث يخطر من أفكار هؤلاء الرجعيين  الخصوم وبربطهم بالأسباب المرفوضة من قبل الناس أو جعلهم موضوع سخرية واستهزاء حتى لو كان معظم الشباب والكهول مرتبطين بمعتقداتهم الأصلية فإن الفتوة  الناشئة سيكون عندها فوائد الثقافة  غير الفاسدة الجديدة والتي يحملها الكبار كشرب الخمرة وغيرها)  وبذلك تكون هناك سلسلة من السلطة الريادية  التي بدأت تفقد تأثيرها ويتلاشى  التقليد الذي يحملونه أي منع شرب الخمر وعدم تناول لحم الخنزير.

    وبينما يبدو أن من غير المحتمل أن الغربيين قد لا يستفيدون من خلال ترويج  استهلاك الكحول وأكل لحم الخنزير بين الأوساط الإسلامية ولكن ما يستفيد منه هو الأسلوب الفعال في نسف وتخريب العادات الإسلامية عموما، وهذا يؤدي إلى أن يصبح الاتباع الجديد بعيدين عن الأصوليين الإسلاميين  أي السلف وبذلك يسهل إذا بتهم في الثقافة الغربية المتكاملة وتجريدهم من مفاهيمهم الإسلامية التقليدية و من العناصرالمكونة للوعي الجماعي. بصرف النظر عما إذا كانت دعاية الحرب النفسية تستخدم لتبديل المواقف الإنسانية أو السلوك الإنساني أو ببساطة جعل الناس يتصرفون استنادا إلى معلومات مزيفة  مضللة (7). فإن الهوية الجماعية group identity   هو المفتاح الذي تنشده الدعاية وتسعى لاستغلاله للوصول إلى أهدافها. إن العضوية في الجماعة  تفرض على العضو جملة معايير وسلوكيات وبتعبير آخر إن الفرد لا يستطيع المساعدة ولكن يتصرف بسلوك يأخذ بعين الاعتبار توقعات الجماعة لموجودة هو فيها كل إنها القيم المشتركة  بين أعضاء الجماعة  التي ترسم هوية هذه الجماعة وتصيغ سلوك الأفراد وفقا لهذه القيم السائدة وفي الوقت نفسه فإن هذه العادات تتعزز وتتجذر من قبل أفراد المجتمع الذين يستمرون بالإلتزام  والإلتحام بين بعضهم البعض.

    هذا السبب فإن الدعاية النفسية يتعين عليها أن تستثمر وتستغل كيان الجماعة وهويتها إذ يتوجب أن تحاول تحدي الطموحات والممنوعات التي تحددها الجماعة وعلى الدعاية أن توجه سلوك الأفراد أو أن تخلق عندهم الخداع illusion  بوجود تبدل مهم أوجددت هذا التبدل حتى لو لم يكن موجودا في الواقع (8) وأي هذان  الطريقان فإن الأفراد الذين يعدون جزاء من الجماعة والمعاندون  فإنهم في نهاية المطاف تأخذ بهم الدعاية إلى ما يبدل سلوكهم  و ذلك بتفسيرها أن يستجيبوا  لمشاهدتهم سلوكا اجتماعيا متطورا.

    ولكن المبادرة الثقافية  هي أكثر من كونها مجرد تأييد أو دفاع عن فكرة ما فالدعاية الحديثة يتعين عليها  أن تفهم وتتعلم كيف أن الحوادث المختلفة والمواقف الصور تؤثر  على التصرفات و تعدلها يوما بعد يوم عند أفراد الجماعة الهدف.

    فإذا كان تبديل السلوك هو المتوخى فإن اختصاصيي الدعاية  يتعين عليه اكتشاف  ما هي العوائق العملية التي قد تحول دون تبني الأنماط الجديدة  للسلوك حيث المحرمات القديمة أصابها التمزق والتفتيت بفعل الدعاية. استخدام هؤلاء الجماعات  التي تقود المداخلة يجب أن تحاول التقليل من أي النتائج السلبية التي يمكن أن تمارس من قبل أعضاء الجماعة الذين يتبعون ويطبقون الطروحات القديمة المدعومة والإيحاءات  من قبل الدعاية النفسية وإن المقاييس الملائمة يمكن إيجادها من أجل  تعزيز السلوك الجديد.

    وأن النظام القائم على الإثابات النفسية يجب الأخذ به وتطبيقه على الأفراد الذين  يأخذون بالسلوك  الجديد إثابة السلوك الجديد هو أحد قوانين التعلم في تبديل السلوك حجار).

    وفضلا عن ذلك إن المهنيين في ميدان الدعاية النفسية يدركون حق الإدراك  أن التبديل يحتاج إلى وقت لظهوره تراكم التأثير الدعائي واستمراره يؤدي إلى حدوث التبديل حجار ) في كل محاولة ترمي إلى قلب الاتجاهات الاجتماعية أو خلق  اتجاهات  ويفسر لنا الكولونيل مخائيل ديوار وهو ضابط مخابرات بريطاني اختصاصي  فلسفة التبديل بهذه الطريقة فيقول :

" إن الميل بالنسبة للذهن هو تكرار المقولة المراد إيداعها  في الذهني وذلك بشكل تنظيم وروتيني وهو يميل أي الذهن  إلى أن يبدي انتباها أقل للحوادث  التي تحدث وتكرار مرات ومرات حيث تنسل إلى أعماقه لا شعوره لتحدث التبديل المطلوب من كتابه "فن التضليل في الحرب النفسية عام 1989.

    من ناحية فإن الدعاية النفسية يمكن استخدامها لتدمير المعتقدات أو الوفاء عند فئة معينة (9). وفي معظم الأحوال إن هذا النوع من الهجوم المنفذ في وسائل الإعلام هو سلبي أي أنه لم يصمم كثيرا  لترويج إيديولوجية نوعية ولكن لتكذيب حركة موجودة سابقا، وهذا يمكن  تنفيذه بطرق متعددة وذلك بتثبيت الملتزمين بحيث يتركز انتباههم ويتوجه نحو مواضيع أخرى  وأيضا باستخدام الشعار فرق تسد" أي اللجوء  إلى تكتيكات لخلق الفرقة في الصفوف بدلا من اجتماعهم حول هدف مشترك أو من خلال التشهير بالقادة بحيث أن قوة الحركة تتبدد أو يتم تقييم عليهم .

    إن العرقية في الولايات المتحدة الأميركية تقدم لنا الإيضاح لما شرحناه، ففي أوساط  الستينات  من العقد المنصرم ظهرت حركة قوية تناولت وعي المواطنين السود رفعت الشعارات مثل الأسود هو جميل ) بحيث أصبح مثل هذا الشعار وسيلة لرأب التخريب النفسي الذي صنعته  أجيال التمييز العنصري المنظم إن شعبية وشيوع مثل هذه المواضيع والحماس الذي تم تبنيه من قبل الجماهير أعطى هذه المواضيع والشعارات  الزخم الذي انتقل إلى كل جانب من الجوانب الاجتماعية في الاتصالات  فمصممون الدعاية والإعلانات التي تعكس يستعملون الأقلية فخر العرف من خلال تضمينها  في السينما والدعاية التجارية التي تعكس  الإدراك  أن الناس الملونين يستحقون الاحترام والتساوي وجري ذلك في نشرات الأخبار وفي النقاشات السياسية على الأقل ضمن الأوساط الليبرالية .  وعلى الرغم من أن هذا التغيير في صورة  الأقليات السود قد أحاط بمجتمع واسع لأسباب تخدم الذات، ومع ذلك فقد عززت هذه الصورة الجديدة  للسود في أعين الناس النزوع بجعل الصورة الذاتية للأقليات إيجابية عكس ما تفعله الدعاية الأميركية  ضد العرب الأميركيين  ولكن في الجزء الأول من الثمانينات  كل هذه الإيجابيات إزاء السود زالت وذهبت أدراج  الرياح حيث تنكست المعتقدات فلم يعد الأسود جميلا بل صار مهددا.(10) ما الذي حدث حتى صار هذا التحول إن معظم الأميركيين يوافقون على أن هذا الانقلاب  في الموقف  تجاه اللون الأسود كان نتيجة الإثابات والعقوبات والذي يسمى بعلم النفس الأشرط الإجرائي القائم على تبديل السلوك والمعتقد من خلال الإثابة والعقوبة وهذا ما تفعله الدعاية الأميركية  ليوم بإثابة  الضابط العراقي الذي ينشق عن صدام ومحاكمه الضابط الذي يستمر في موالاته  له بعد صدام (حجار) . والتي كانت نموذجية وقاسية من خلال أواخر الستينات من العقد المنصرم مثلا كان طلاب جامعة كاليفورنيا قادرين بتوثيق نموذج متميز للمعاملة التمييزية العنصرية نحو ركاب السيارات إذ تم وضع على مصادم السيارات لاصقات تشير إلى أن أصحابها  سود حيث كانت هذه السيارات يتم توقيفها من قبل الشرطة لأي مخالفة بسيطة تافهة و يغرموها بمخالفة السير أكثر من أي سيارة  لا تحمل هذه الإشارة  المميزة وبصرف النظر عن عرق السائق.

    ونتيجة لذلك وبذلك فإن الفخر باللون الأسود تلاشى بسرعة. وواقع الأمر فإن صورة الأسود من جنس الذكور كمجرم أضحت بمثابة وسواس وطني مثلما هو حال العربي الأميركي  اليوم في عهد بوش (حجار). بحيث أن جورج بوش الأب من خلال حملة الانتخابية الناجحة عام 1988 في تولي الرئاسة استخدام مسألة الاعتقاد أن الزنجي الأميركي ويلن هورتون أدين بجرمية الاغتصاب كدلالة على أن خصمه حاكم ولاية السان لماساشوستيش بأنه لم يتعامل مع الجريمة وبذلك أصبح الزنجي المذكور رمز الذكور الزنوج  السود الصورة التي أوجدت المناخ الخوف الأبيض المتنامي والكراهية للسود.

    إن الذي حدث يمكن تفسيره كنتيجة للتميز العرقي المتجذر والتصوري في المجتمع الأميركي وهذا ما نجده في أنظمة الحكم الأوتوقراطية لقائمة على التمييز الطائفي أوالقبلي العالم الثالث حيث تكون الامتيازات محصورة في الفئة الحاكمة وملتها وبالطبع فإن مثل هذه العلل الاجتماعية لا يمكن إزالتها وتبديل مواقف ومعتقدات الجماهير إزاء التمييز بدون جهود منظمة وصبورة ومن المعلوم أن السود يشغلون الوظائف الحكومية العادية جدا بينما الوظائف العليا في السلم الهرمي السلطوي هي حكرا على الأفراد من الأصل الأنكوساسكوني، عدا بعض الاستثناءات التي نجدها اليوم كتولي كونداليزا منصب مستشارة الأمن القومي وكولن باول منصب وزير الخارجية (حجار).

 

        الدعاية الداعرة  كيف تدمر صورة قائد في أعين شعبه.

     إن أفضل مثال لهذا النوع الاتهام بالدعارة عمليات المخابرات الأميركية  السيكولوجية  في كتاب صدر عام 1988 بعنوان المخابرات الأميركية  القصة المنسية  للكاتب ويليام بلوم، إذ أحد الأحداث الواضحة للحرب النفسية للولايات المتحدة الأميركية خلال منتصف الخمسينات من العقد الماضي هو القائد الأندنوسي أحمد سوكارنوا، الوجه  الساحر للجماهير حيث مجرد  وجوده يوحي بالقومية للعالم الثالث، فبعد محاولات متكررة للإطاحة به ومحاولة اغتياله  كقائد مضاد للاستعمار باءت بالفشل والتي عزتها الدعاية الأميركية إلى الشيوعيين . فقد تقرر أن أحسن طريقة في التعامل مع سوكارنوا بجعله يظهر أمام أعين الناس وضيع ومزريا ومنحطا، (11). وحسب ما ذكره المؤلف بلوم في كتابه إن المخابرات الأميركية بدأت بتصنيع  فبركة  تقارير سربتها تدور حول علاقة سوكارنوا بعملية روسية شقراء هددته أنها تفشي  سره حيث أصبح مرتهنا سوفياتيا، بعد أن أصابت هذه الدعاية بعض النجاح في إشاعة هذه الإشاعة قررت المخابرات الأميركية أن تطرح البرهان وذلك من خلال  فبركة فيلما داعرا يصور سوكارنوا أو بعض الصور تبرز سوكارانو وعشيقته الروسية ينخرطان في نشاطات جنسية خاصة ومرغوبة عنده زودت شرطة لوسان أنجلوس المخابرات الأميركية بهذا الفيلم الاصطناعي المزيف بشخصية تشبه كثيرا سوكارانو  وأدخلت عليها الروتشات من قبل المخابرات الأميركية لتكوين الصورة مطابقة لصوره سوكارنو حيث صور هذا الشخص يقوم بالفعل الجنسي مع الشقراء. وللمخابرات الأميركية كما يقول الكاتب مغامرات  تجسيسية  حقيقية يصورونها  الرؤساء وهم في نشاطات داعرة.

 

        البترول  في القمر

    إن من قواعد لعبة الدعاية القذرة النفسية هي تشويه المعلومات وهذا جزء مهم في الحرب النفسية قد يكون من الصعب تصديق حتى أكثر المفاهيم مدعاة للسخرية بحيث تصبح قابلة للإيمان بها بفعل الدعاية النفسية وذلك  إذا بذلت جهود وأعطيت حقها من الوقت. ففي حالات صعبة قد يكون من الضروري أن تتخذ المزيد من الخطوات لإغراء عدد كبير من الأهداف المهمة المتاحة  للإسهام في طريقة تجبرهم بواسطتها قبول مفهوما حركته الدعاية. تخيل أن العالم الصناعي لسبب ما، قرر نشر نظرية مفرطة في الخيال  عند بعض المستحقين في العالم  الثالث إن هناك احتياطات  هائلة الحجم من البترول يمكن الحصول عليه من التمر . ومن المعلوم أن البترول أساس عضوي وإن التعمر لا يحوي إلا على الصخور والجبال خالية تماما من البنايات ( لا حياة عضوية فيه ) وبذلك لا يوجد عالم ذو سمة وشهرة كبيرة يمكن قبول هذه النظرية لأنها سخيفة ولا عقلانية. ولكن الخدعات الدعائية لها مكانتها في تصديق  هذه النظرية . حيث تبدأ الدعاية بتسويق بيانات وتصريحات صادرة عن خبراء يطرحون تساؤلات فقط تدور حول التعمر وتشدد هذه التساؤولات على أهمية القيام بمزيد من الأبحاث في هذا الصدد. أما الخطوة التالية فهي نشر مقالات أخبارية و إذاعة تؤكد على الأهمية  كبيرة لتلك النظرية بحيث تجعل في نهاية المطاف  جعل بترول العرب مهمل وتافه obsolete . ومن ثم برق الحوارات بحيث تصبح أولئك الذين  يعارضون هذه الفكرة ينظر إليهم على أنهم سيئيين بالنسبة لغيرهم متعاونة. وبذلك يتمخض عن ذلك اكتشافات جديدة لمواد شبيهة بالنفط موجودة عل السطح القمر يمكن تطوير النظرية بهذه  الصورة لتصبح أكثر قبولا حيث يتم بث هذه الفكرة على الجمهور في العالم  الثالث. الذي استخفت  بعقوله الدعاية الأميركية ( حجار ) بفواصل زمنية لترسيخها وجعلها معتقدا (12) إن مثل هذه الضرائب في التضليل والإيهام جميعها توظف في الدعاية النفسية لقوله الرأي العام في العالم الثالث. 

    اقنعت المخابرات الأميركية الملك فهد ورجالات الحكم وبالصور الجوية المزيفة التي ابتدعتها  وجود دبابات عراقية اخترقت الحدود السعودية عام 1991 لجرها  إلى الحرب (حجار) في التسويق أضاليل دعائية تمتد من التجارة الحرة والسوق الحرة وفوائدها الأسس الممكن للمبادئ  الرأسمالية الاقتصادية  إلى برامج ضبط الفصل والتغطية الأسرى في العالم الثالث. وواقع  الأمر أن الضغوط  الدعائية  السيكولوجية تعد جوهريا في بناء القوات المسلحة الأميركية والقيام  بعمليات عسكرية مقنعة بالإجماع القومي، وأن حملات الاتصال أضحت طريقة روتينية في تكذيب  المشاعر المضادة الأمبريالية وإجهاض وتخريب الادعاءات القائلة  بالعدالة والاقتصادية والعالمية ومعاكسة التهديدات  للمصالح الغربية التي تطرح الفئات  المختلفة كحركات دينية والمسماة بقوميين العالم الثالث.

    وبمعنى أكثر عمومية لتكون قادرا على اكتساب  التأثير المهمين والإبقاء وعليه إزاء  نشر أفكر ومعلومات ضمن مجتمع ما، عليك أن تمارس السيطرة على أفراده. وبكوني مستشارا عسكريا أميركيا  القول لصاحب ومؤلف الكتاب رئيس المخابرات الأميركية Rositske  كنت أقول دوما في نهاية الحرب العالمية الثانية كل من يسيطر  على الإذاعة يسيطر عل برلين "أي إشارة إلى أهمية الدعاية المسيطرة.

 

        الجواسيس والمخربون
    إن تقنيات الحرب النفسية والدعاية هي جانب مهم جدا للوجود العربي في العالم الثالث فإذا كانت القوة الأجنبية أوجدت شبكة من الأصدقاء  كوسائط التسريب أفكارها للناس في الدولة المضيفة بأن الموقف ملائما للتدخل بطرق أخرى إذا اتضحت الحاجة، فالتأثير السياسي الأساسي وحملات الاتصالات تستطيع أن تكون طريقة لبناء ونظام يرمي إلى تجنيد  المتعاونين وفئات وفئات  الواجهة الضرورية لشن أو خوض حروبا بالتفويض praxywars  وتقويض الحركات السياسية وزرع حكومات دميات متحركة كما هو الحال في حكومة قرضاوي في أفغانستان أو ما يمكن أن تفعله أميركا بعد اختلال  العراق. إن شاءت التعامل مع  المعارضة العراقية حجار).وبدون حدوث هذا الاختراق فإن هذه العمال والنشاطات تصبح مستحيلة.

    في تشرين الأول عام 1991  تم تنظيم مؤتمرا حول التهديدات  العالم نظمه مكتب المحاسبة العامة في الولايات المتحدة الأميركية حيث طرحت العديد من الأوراق  ترتبط بالعلاقات الخارجية لعصر ما بعد الحرب  الباردة. إحداها تتعلق بموضوع المخابرات ودروها في المنخفض الوتيرة قدمها روبرت كنغستون وهي تتضمن العمليات السيكولوجية  والنشاطات الخفية وعنوانها العمليات السيكولوجية التي تستخدم نفوذ الكلمات كسلاح لأعنف فيه وهذه العمليات تضع الهداف وتشتغل لحاجات وتقلل الفشل عندما تستخدم استخداما  صحيحا،  وتؤكد الورقة على أن الاختصاصية يجب جمع المعلومات الاستخباراية. كيما يحددوا فيها الاستعدادات المسبق ونقاط الضعف وقابلية لتأثير بالنسبة للمستحقين هدف الدعاية. وأشار كنيغستون إلى أن المعرفة الشخصية حيال قادة البلد و أنواعهم الأساس  العمليات الناجحة كخلع وتهميش  الأفراد البارزين الذين يخططون لتنفيذ الانقلابات والإرهاب عبر الأوطان والأعمال الأخرى التي تؤثر  سيئا على مصالح الولايات المتحدة الأميركية. وفضلا عن ذلك كما يرى كينغستون فإن القادة الأميركيين لا يستطيعون دعم أو معارضة الانقلاب الخارجي الذي يؤثر على المصالح الأميركية ما لم يكونوا على علم جيد عن الناس الذين يرثون الحكم وبخاصة مواقفهم إزاء الولايات المتحدة الأميركية والبرامج المتوقعة بالمقارنة مع أصحاب المناصب وإلا فإن الفوائد الحاصلة  على المدى القصير قد تصبح مسؤوليات قانونية على المدى البعيد بتطبيقات محلية أو إقليمية وحتى عالمية. انطلاقا من هذه التعابير أن لمن الواضح أن القادة الغربيين سيصعدون حملات الدعاية السيكولوجية والحرب النفسية ضد العدو المتبقي ما بعد الحرب الباردة ولعل في ذلك إشارة إلى الحرب ضد العرب والإسلام حجار) والأهداف ستكون كثيرة تخفيض النمو السكاني  والإبقاء على موارد  معدنية ونفطية رخيصة وتحييد الحركات الأيديولوجية المضادة للمصالح الأميركية وهذه حين جزء من الأهداف وليس كلها. ويكرر هنا كتب في هذا الصدد الأدميراك جيمس بالدوين، ورئيس جامعة الدفاع القومي في واشنطن عام 1988 ما معناه بقرب الحرب وانتشار للوسائط  العسكرية لتسريع النهايات السياسية وهناك وسائط أكثر مكرا هي الحرب النفسية السياسية التي تستخدم الصور والأفكار والخطابات والشعارات والضغوط الاقتصادية .

    حتى التقنيات الإعلامية للتأثير على الإدارة السياسية للخصم. والآن بعد انحسار  الاتحاد السوفياتي وغياب من الساحة المتصارعة  ضمن العالم بشكل متزايد  بحالة صراع منخفض الوتيرة ويصارع للهيمنة الاقتصادية والحرب السياسية ستكون الواجهة في حبذة أمننا القومية. انتهى كلام رئيس المخابرات الأميركي السابق.

 

        مناقشة وتعقيب  
    إن هذا الموضوع الذي طرحه الرئيس السابق   لوكالة المخابرات الأميركية فيما يخص بمبادئ  الحرب النفسية أو الدعاية وآلية تأثيرها على الفكر السلوك  والمعتقد  وتصنيف الحرب النفسية بأنها تستند إلى توجيهات ومعلومات مضللة لا تعرف الأخلاق  وذات أهداف نفعية برغماتية، وانتقاء بعض  الأمثلة بكيفية تبديل سلوك السلم وبمعتقده إزاء وشرب الخمرة وتحريم أكل لحم الخنزير وكيف يتم هذا التبديل بأسلوب منهجي علمي يقوم على بسمة السيكولوجيين  بأنموذج  والاقتداء يكون من خلال خلق تفكير مسلم تقدمي وتسويق هذا الفكر في جيل الشباب والفتوة حث ينهي الأمر إلى تخريب التفكير المتزمت أي جعله غريبا واندماجه بالحضارة الغربية وهذا هو هدف العولمة  الثقافية والفكرية. أنا لن أدخل في نقد هذا التفكير وتطبيقاته سياسيا واجتماعيا كما ذكر من هذه التطبيقات ولكن  أقول أن موقف الفكر الغربي من المحرمات الإسلامية في الشرب و الطعام لا يستند على أصول دينية لأن المسيحية الأصولية الصحيحة تحرم شرب الخمرة وكافة الأنبياء أيضا لأن مصدر تشريع هؤلاء الأنبياء هو واجه. وهي تعاليم  الآلة الذي تؤمن به كافة الأديان التوحيدية حزب المسلمين والمسيحيين  واليهود هو واحد وليس اثنين. إلا أن هذا الموقف الغربي المدور الحاضرة المادية القائمة اليوم على الغرب وهي في جوهرها بقية قائمة على إشباع الرغبات الإنسانية بلا ضوابط. بدليل أن سكان الأرياف في الغرب نجدهم أكثر تمسكا بتعليماتهم الدينية وطقوسياتهم  التعبدية من أهل المدن. والبكارة في الغرب محترمة ومصونة في الأرياف الغربية أكثر من المجتمعات في العواصم. والحريات الجنسية واحد من هذه السلوكيات المتبقية التي يقطف الغرب السلبية في النسبة العالية من الولايات غير الشرعية، وفي جرائم الجنس وكافة أنواع الجرائم التي تحركها النزعات   الكسبية لاحتلال الثروة وبطرق الأخلاقية ولا مشروعية وانعدام الكف السلوكي عن تعاطي ما يؤدي الصحة كالمخدرات  والمسكرات. ثم إن ما ضربه من مثل هذا المسؤول السابق اللامع عن عادات شرب الخمر التي اعتبرها رجعية فكرية وم العقائد غير العصرية لا يوافق أي مثقف وعالم  في مكافحة الخمرة في الخمر  واظهر تخريبها ومضارها للجسم لا يختلف فيه اثنان وهناك حملات  كبيرة في الأوساط العالمية في محاربة المسكرات, إذن إن الديانات التي تحرم الخمرة جاءت لصالح الصحة العامة للفرد والمجتمع وقدي كون هذا المدير السابق للمخابرات  تبركيية كحولي متعلما كان بوش قبل أن يصبح رئيسا للجمهورية. وتناول لحم الخنزير أثبتت الطب إنه في طفيلية مؤذية للجسم, ليس الخلاف  اليوم ما بين الضرب والإسلام على العادات  الخمر وأكل لحم الخنزير فذلك يصيب في صحة الفرد أساسا والدين يحرم مايضر بالإنسان واعتقد أن هذه مبادئ  خيرة. دينية وليست شريرة  ومع ذلك تظل ضمن نطاق الحريات الإنسانية فلا إكراه في الدين وهذا  أساس في جميع الديانات الربانية الخالصة الأساسية. من ناحة ثانية وهذا ما يهمنا في الموضوع أنه سرد تأثيرات الدعاية في تبديل السلوك  والمعتقد  الديني وغيره كشيء حتمي وهذا غير صحيح .فالحرب  النفسية قد تفشل في كل أهدافها ومساعيها لأن هناك متغيرات  variables  تقرر نجاح أو فشل الدعاية  تماما كالوصفة الطبية التي تشفي فردا وتشفي فردا آخر بالمرض نفسه لأن هناك فروقات فردية في استجابة البدن للدواء كما أن الدواء البدني يوصف للفرد وبمرض معين لا يوصف لشخص يعاني من نفس المرض لا بد هناك تأثيرات جانبية ومضادات استطباب تكون عند الشخص الآخر. وأيضا لا يوجد وصفة سياسية ناجحة لأي مجتمع. هناك وصفات سياسية لمجتمعات معينة مثالنا أن النظام الإسلامي السعودي لا يمكن أن ينساب بل يرفض النظام العلماني ومهما سعت الدعاية لترويج  العلمانية في السعودية فإنها ستفشل لأنها مخالفة للقوانين الاجتماعية والسيكولوجية فالسعودية مجتمع مسلم ليس فيه اتيان وعروق لتصارع فيما بنيها  ولبنان لا يمكن أني كون حكما مسيحيا لوحده يوما ما ولا إسلاميا  بل حكم قد تفيده العلمانية لأنها تحسم  الخلافات الدينية وأيضا العراق إن نظام صدام لم يستمر بفعل الاستبداد فقط ولكن تنوع القوانين والأتينات التي لا يجمعها جامع مشترك كان لا بد من نظام علماني يلغي الصراعات الدينية  يتمحور حول مفاهيم قومية واجتماعية  وسياسية تجمع جميع الطوائف والاتنيات. وحال أميركا  اليوم فإنه تنحو نحو معاكسة العلوم الاجتماعية التاريخية  إن إراءت واقتلاع  الأديان ونشر المادية الحضارية الأميركية فهذا مشوار طويل ومحاولات قد تستمر لقرون وقد لا تصيب أي نجاح لأن اعتمادها على علوم النفس والاجتماع في صياغة مبادئ  دعائية لتبديل المعتقد والسلوك هي نحاحات   نسبية ولهذه  شروط يجب تواترها بل وكما ذكر هو نفسه هذا الكاتب أن هناك ردود أفعال عكسية تأتي من دعاية مباشرة أو بفرض مضايق حضارية على شعب معين أو دين معين وهذا معروف عندنا. فاختصاصيون علام أو حرب نفسية ما نسيمه بعلم النفس Reaction formation  أي تشكل الانعكاس المضاد ونلاحظ هذه الظواهر  في مجتمعنا السوري كيف أن تطرف في السلوك والحريات يقابله  ردة معكسة حيث هناك تزياد في المحجبات وتصلب في سلوك الدين والعقيدة يقابله العكس تماما  ما رأته الولايات المتحدة الأميركية على المستوى السيكولوجي والسياسي  هي المسؤولة  الأول عن حوادث 11 أيلول لأنها خلقت ردود فعل عدوانية  في ضمير المجتمع العربي والإسلامي إزاء تحريرها لإسرائيل والسياسية  البرغماتية وتقابلها  مع هذه الشعوب المتحمورة حول فقط ذاتها النرجسية الأنانية ذات المصالح الخاصة فقط،التي لا تعرف معنى للأخلاق بحدها الأدنى على الأقل،  وهذا لا يتمكن أن تهضمه الشعوب الشرقية لأن أساس حياتها العاطفية والفكرية  فيها عنصر الأخلاق والمتعارضة مع المادية النفعية النرجسية، وأن ما طرحته أميركا بالمشاركة الأميركية لتنمية شعوب منطقة الشرق الأوسط أو إن كان هذا الطرح تعميق تضرب فيها على وتر الغيرية الأخلاقية لتطوير هذه الشعوب الهدف المعلن لهذا الطرح ولكن هذه المبادرة تهدف إلى أمركة هذا العالم والاستيلاء  على خيراته النفسية الإمبراطورية  بكل عنفها وجشعها وامتصاصها لخيرات الشعوب المتأخرة كما وصفنا كولن باول، والأمركة التي تعتمد فيها على الأسس السيكولوجية لتبديل مفاهيم هذه الشعوب بالصورة التي طرحها هذا الكاتب هذا المقال رئيس المخابرات الأميركية السابق) في كيفية تبديل المفهوم الإسلامي عند الشباب نحو المسكرات وأكل لحم الخنزير هذه الأسس ليست حتمية لنتائج ولا أحد يتجرأ من علماء النفس والاجتماع أنه قادر على صياغة  السلوكيات  الاجتماعية  ضمن قوانين تماثل قوانين الكيمياء  والفيزياء والتي تعطي النتائج نفسها كل زمان ومكان.

    وإن كانت العلوم الاجتماعية  والنفسية مصنفة اليوم في آخر جدول العلوم، لأنها هي أعقدها ولا تخضع إلى قوانين كقوانين العلوم الوضعية  الفيزيائية والكيماوية وغيرهما. فالمتغيرات variables في العلوم الاجتماعية والسيكولوجية كثيرة جدا بحيث تستعصي وضع قوانين  اجتماعية  تسري على كل المجتمعات  . ومن هنا نجد مدارس علم النفس المختلفة  لأنه لا توجد مدرسة واحدة من هذه المدارس تفسر السلوك الإنساني ودينا مكين حسب تطورها بل كلها مجتمعة تفسر هذا السلوك لأن كل واحدة تأخذ جانبا من السلوك  البشري وتدرسه. كما أن في الكلام النفسي يوجد ما يسمى بالعلاج النفسي  المتعدد المذاهب المتعامل الذي يعكس أسس ومبادئ المدارس النفسية المختلفة. في العلوم النفسية والاجتماعية والأخلاقية ولا يوجد شيء سمة  المطلق absolute في السلوك البشري والأخلاق الإنسانية  بل النسبية هي السائدة  لا يوجد اسم  العدل المطلق ولكن العدل النسبي عند الكائنات البشرية  ولا الفضلية المطلق ولا الأخلاق المعلقة ولا الظلم المطلق وإلى ذلك.

    بل ولا توجد الحقيقة المطلقة بل النسبية في كل شيء فما إزاء كما يراه الآخر الذي يمارس  بظلم عدلا وهذا هو جوهر الصراع الأيديولوجي الصهيوني العربي فالصهيونية ترى اقتلاع الفلسطينيين من إسرائيل التاريخية ليس فيه ظلما  بل عدلا لأن هو وعد الرب يهوه في كتاب التوارة. وإن العرب يرون هذا السلوك ظلما وعدوانيا عل حقوقهم لأن إسرائيل  تشوه التاريخه وتستقي عقيدتها الدينية  من دين محرف وليس سماويا، وهم أصحاب الحق في الأرض الفلسطينية  هذا مثال فقط عل مفهوم  العدل  والظلم للذين يخضعان إلى المعايير النسبية في الحكم والعقيدة. والنفس أمورا أخرى على هذا المقاييس  وفي برنامج الاتجاه المعاكس الذي تبثه محطة الجزيرة  يعطي مثالا واضحا كيف أن التطرف الآخر معاكس الطرف الأول  المفهوم لن الحقيقة هي نسبية وليست مطلقة. وعندما نفهم هذه الأمور العكسية حق الفهم نستطيع أن نحكم على الأمور حكما منطقيا على الأقل وعلى جميع المستويات ومنها  السياسة فالعلوم كلها تفتش عن الحقيقة وهي هدفها ولكن الحقيقة نسبية وليست  المطلقة، وعندما أطلق بوش على الحرب ضد الإرهاب شعار العادالة المطلقة ثم عدل ضد الشعار بعد أن تنبه لخطأ هذا الشعار فإنه يمثل بذلك ذروة العظمة الجوفاء المغلوطة علماي وفلسفيا ودينياً.

    إن صراعا اليوم مع الاستعمار الأميركي الجديد هو صراع بين المصالح المادية التي هي رب الرأسمالية وبين الأخلاق والإنسانية التي تمشي في عروق الشعوب العربية والإسلامية لأنها نتاج حضاري وروحاني  معا. فالأخلاق الإنسانية فيها مثل والأخلاق المادية متناقضة تماما للأخلاق الإنسانية وإذن نحن وجها لوجهه  أمام صراع حضاري واقع لا مجال أبدا فالأخلاق المادية مدعوة بقوة لسلاح والأخلاق الإنسانية مدعومة بديناميكية  دينية وروحانية ويستحيل التوفيق ما بين النقيضين إطلاقا  لذا فإن صموئيل همانتغتون صاحب نظرية صراع الحضارات ليس مخطئا عندما تنبأ مجتمعه صراع الحضارات إن أميركا مستعدة اليوم أن تزهق أرواح المدنيين العراقيين الأبرياء وقتلت مليون عراقي نتيجة الحصار اقتصادي من أجل الوصول إلى مصالحها لذلك هناك من أطلق على الحضارة الأميركية اسم وثنية المصالح، وأن الأسلوب  الذي طرحه رئيس المخابرات السابق  في كلامه الذي ذكرته هو النموذج أميركا في التعامل مع العرب المسلمين  على السواء المستقبلي فإن العالم العربي اليوم على درجة كبيرة من السرعة باتجاه هاوية لقد فقد هويته وكيانه  عندما تخلى عن أكسير وجود وترابط هوالأحساس بالمصير المشترك  أي القومية العربية التي تعمد الغرب وساهم العرب أنفسهم في تحطيم هذه اللحمة التي هي قوتهم الحقيقة . وإنهم اليوم باجتماعاتهم على مستوى القمم إنما يجبرون أخطاءهم ويكررون ذواتهم المريضة  لأن أكسير حياتهم فقدوه فباتات القمة العربية بنظر الشارع العربي لا تفرز  أفكارهم  المريضة وإرادتهم المتخاذلة عند البعض طبعا. وبعدما أصبحنا بارعين في وصف الأمراض السياسية التي تنتقل بنا بقي علينا بعد تشخيص العلل والأمراض أن مضف الدواء  فما هو الدواء إذن؟. الدواء أولا أن نفكر مليا بما وصفنا  بوش به بأنه دول نالت استقلالها ولكن طوال  فترات الاستقلال لم تعط هذه الدول لشعوبها  شيئا  وباتت تكرر ذاتها صحيح أنه لا يصعنا بكلمات لمصالح يشفق علينا ولكن لاستخدام هذا الوصف ذريعة لاستعمارنا تعليمنا كيف نتطور وهذا هو جوهر طرحه البرنامج المشاركة الأميركية في تنمية دول الشرق الأوسط. أي أن نراجع نفسنا ونستبصر بالإيجابيات والسلبيات في جميع أنماط سلوكياتنا أي النقد الذاتي والتعلم من الدروس، وهنا تبدأ الخطوة الأولى لأطلاق ديناميكية  الإصلاح والتطوير. السلبيات والإيجابيات في ميزان النقد الذاتي،ومثل هذه العاصفة الدفاعية النقدية هي التي تقودنا إلى خيارات وحلول نحو الإصلاح والتطوير لمواجهة تحديات الاستعمار الأميركي  الذي أطل علينا  وقد نتج هذا العاصفة الدفاعية النقدية  أن تم إطلاقها بصدق وموضوعية الحلو التالية التي تنهض بنا نحو إصلاحات حقيقية وتلك هي ما عليه أميركا اليوم حيث أوعية الفكر trink tank هي التي تبني سياسيات أميركا الاقتصادية والسياسية والعالمية وهنا بعض الأفكار والمتطورات .

 

1-   أن تولي أهمية كبيرة لإنتاج العلماء وفي كل جوانب ومناحي  نشاطاتنا  في تطوير مؤسسات الدولة وهنا لا من وضع أسس للبحث العلمي المبني على قواعد ينتج العلماء وهذا يستلزم خطة عريضة واسعة لقد أثار القائد المرحوم حافظ الأسد هذه الأهمية  ولكن لم نأخذ منهاجا  الذي قصده  .

2-   إن نستوضح برنامجا على مراحل للانتقال نحو الديمقراطية الحقة والحريات المدينة بما يناسب  معاييرنا  الحضارية وليست الديموقراطية المستوردة ولنقل أن مشروع العشر سنوات المقبلة وفيه يتم تعليم الشعب وتدريبه على ممارسة حرياته وحدودها في الانتخاب والتعبير والصحافة وغيرها وتعددية الأحزاب وحملات تثقيفية كما يتم تأهيل الشباب اليوم في المؤسسات الحزبية التدريبية والندوات على اكتساب العقيدة الحزبية ومسؤولياتها أي إطلاق ديناميكية  الأفكار والحريات المشاركة  والمساهمة  في الإصلاح وتطوير المجتمع.

3-   مقنعة بضوابط  كيما لا تتحول هذه الحريات إلى تعديات وتجاوزات والأضرار بالأمن القومي وسلامة الأفراد والمجتمع ومؤسسات الدولة .

4-   الإصلاحات في البرامج التربوية والتنمية التي تكفل بتخريج  الأجيال القادة بالدرجة الأولى على احترام تركيب الاجتماعي والطوائف والعروق والعقائد  الدينية  التي تشكل المجتمع السوري  فالولد في المدرسة يتعلم أن دينه ليس هو دينه الأوحد المفضل, وطائفته ليس هي طائفته المفضلة وطبقة ليس هي الطبقة المفضلة وبذلك يمكن مع هذا التوجيه التربوي اشتراكي خلق أجيال  تحترم  وتذوب  في نطاق الكل الجمعي، وبذلك نستأصل هذه الأمراض الاجتماعية السائدة في تركيبه مجتمعنا الموجودة والصارخة التي تنكر وجود ظاهريا إن مثل هذه الأجيال الجديدة هي التي تمهد السبيل لظهور قيادات سياسية وأنظمة حكم لا تمزقها الصراعات الطائفية كما هو واقع  في لبنان والعراق ولا يوجد في المجتمع ثغرات ينفذ منها الأجنبي لخلق الفرق والصراعات الطائفية.

5-   إن تكون هناك حكومة مؤسسات قانونية لا تعلو على قوانينها أي يد وهذا ما يضفي على الدولة الاحترام من قبل الدول الأخرى كما هو الحال  في بريطانيا مثلا والهند. وهنا نستطيع أن نكافح الفساد وبكل أشكاله بعد أن تحقق العدالة الاجتماعية  والاقتصادية  في جعل تكافؤ الفرص هو شعارنا وللجميع صحيح أن القوانين بهذا المعنى موجودة ولكن  وللأسف مكتوبة أكثر من أن تكون نافذة ومصانة وغالبا ما تطبق على المساكين  الذين لاقوه عندهم.

6-   إصلاح  القضاء وهو دعامة أساسية في العدالة الاجتماعي.

 

    إن هذه البنود الستة لو نظرنا ما هو حالنا اليوم وما يجب أن نكون عليه وفقا لهذه البنود أو القطاعات الستة وبأحكام  موضوعية  وضمائر مخلصة هدفها الإصلاح حقا فسنكون قد تحركنا أو استطعنا الإسقاط نحو الهاوية كما تسقط بعض الأنظمة العربية اليوم وهذا هو الرد الفعلي  على المشروع الأميركي  المطروح  الرامي إلى تعليمنا كيف نتحضر ونتقدم كما هو واضح ما بين سطور الشراكة الأميركية  لتطوير دول الشرق الأوسط.

 

(1) عضو سابق في المعهد العالمي للدراسات الاستراتيجية في لندن، أستاذ سابق في جامعة دمشق عضو مشارك في قسم علم النفس السياسي للجمعية  العالمية للعلوم النفسية والتطبيقية، مجاز من البورد الأميركي في العلوم النفسية والباثولوجية درس في فرع الحرب النفسية في القوات المسلحة  السورية سابقا.
(2) هذه الفروق في تسميات  الدعاية الحرب السياسية الحرب النفسية وقد تم تفعيلها وتفريقها في دراسة سابقة قدمت لرئيس الوحدة وللدكتور نايف محمد النجار.
(3) أهمية التأثير الدعائي على المعتقد  والعاطفة ( محمد الحجار )
(4)  تماما هذه هي سيكولوجية الرأي الآخر، و الاتجاه المعاكس  البرنامجان  اللذان يثبان أسبوعيا محطة الجزيرة محمد حجار.
(5) هذا المثال الذي يضربه مؤلف وصاحب هذا البحث الرئيس السابق  لوكالته المخابرات الأميركية فيه تعميم مغلوط، فالعقيدة الإسلامية هي كيان معرفي متجذر ومتكامل تتآزر في أسس العقيدة الإسلامية بحيث غير قابلة  للتجزؤ بفعل الترابط والتماسك، وقد يصح ذلك عند أصحاب العقائد الهشة الدينية التي لم تترسخ وعادة يكونون من الجماعات الحديثين في الديانة أو أن المفاهيم الدينية يشوبها عنصر التشكيك في نفوسهم.
(6) محمد الحجار.
(7) لنعلم هذا جوهر الحرب النفسية أي نشر الأكاذيب التضليلات لتبديل  السلوك والأفكار والمعتقدات محمد الحجار.
(8) استغلال تأثيرات الإيحاءات حجار وهذا نراه في الممارسات العلاجية النفسية .
(9) النداءات والتي توجهها الإذاعات السرية الأميركية  إلى الضباط العراقيين لتفكيك ولائهم ودفاعهم لنظام الحكم في العراق حجار.  
(10) نلاحظ كيف تبدل الدعاية المفهوم والمعتقد وتتلاعب بهما وتوجهها وفق الوجهة التي تريدها حجار.
(11) نرى إلى أي حد تبدو البرغاماتية المخابراتية تذهب لتدمير وجوه قومية تقف في وجه مصالحها حجار.
(12) على العرب أن يمحصوا ويجدوا النظر بجميع أنماط الحرب النفسية المتنوعة  الأساليب التي يتعرضوا لها اليوم لدرء هذه الضلالات عنهم التي تبدل مؤثقهم ومعتقدهم ( حجار).
 

Document Code OP.0037

HajjarWarPsy. 

ترميز المستند OP.0037

 

Copyright ©2003  WebPsySoft ArabCompany, www.arabpsynet.com  (All Rights Reserved)