|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
أفضليـة استخـدام اليـد وعلاقتهـا
بالوظائـف المعرفيـة لدى عينـة من طلبـة الجامعـة (دراسة نيوروسيكولوجية مقارنة) د. سامي عبد القوي، أستاذ علم النفس العصبي، جامعتي
عين شمس والإمارات |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
q
النص
الكامل / Full text / Texte entier |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
ملخص
البحث:
أجريت
الدراسة بهدف التعرف على الفروق بين طلبة الجامعة في الوظائف المعرفية في ضوء كل
من الجنس، والتخصص الدراسي وأفضلية استخدام اليد. وكذلك التعرف على ما إذا كان
هناك تأثير دال للتفاعل بين هذه المتغيرات الثلاثة على الوظائف المعرفية أم لا.
وقد تكونت عينة الدراسة من 200 من طلبة الجامعة موزعة إلى مجموعتين متساويتين
حسب الجنس، ممن تراوحت أعمارهم بين 18-25 سنة بمتوسط قدره 20.43 عاماً، ومن
تخصصات دراسية مختلفة، وكان من بين أفراد العينة 144 طالباً وطالبة ممن يستخدمون
اليد اليمنى بنسبة 72%، و56 طالباً وطالبة ممن يستخدمون اليد اليسرى بنسبة 28%.
وقد استخدمت الدراسة مجموعة من الأدوات لقياس الوظائف المعرفية (اختبار بنتون
للاحتفاظ البصري، إعادة الأرقام، ترتيب الصور، اختبار التعقب أو توصيل الحلقات)،
بالإضافة إلى أداة أعدها الباحث لقياس أفضلية استخدام اليد. وأشارت نتائج
الدراسة إلى وجود فروق دالة بين الجنسين في معظم الوظائف المعرفية لصالح الطلاب،
وكذلك بين طلبة الكليات النظرية والكليات العملية لصالح الأخيرة. كما أوضحت
النتائج وجود فروق بين أنماط استخدام اليد في الوظائف المعرفية، ووجود تفاعل دال
بين كل من التخصص الدراسي وأفضلية استخدام اليد في التأثير على بعض الوظائف
المعرفية (الذاكرة الفورية والتنظيم المكاني وسرعة الاستجابة)، وتفاعل دال بين
الجنس واستخدام اليد في التأثير على القدرة على التخطيط والتنظيم البصري، كما
تبين وجود أثر دال للتفاعل بين استخدام اليد والتاريخ الأسري لاستخدام اليد
اليسرى على الذاكرة البصرية المكانية. مقدمة:
منذ أن
اكتشف بول بروكا (Broca) المنطقة المسؤولة عن الكلام عام
1861 والتي تقع في النصف الأيسر من المخ لدى معظم الأفراد،
وحتى الآن مازال اهتمام علماء النفس العصبيين يتزايد لمعرفة المزيد عن مدى
التناظر الوظيفي Functional Laterality للمخ، وخاصة في مجال الوظائف
المعرفية. ويعتبر فهم العلاقة بين وظائف المخ وتركيبه وبين سلوك الفرد ووظائفه
المعرفية واحداً من الأهداف الرئيسية في العلوم العصبية Neurosciences. ومن الطرق غير المباشرة
المستخدمة في دراسة هذا الموضوع الاعتماد على مجموعة من الأفراد الذين يفضلون
استخدام يد بعينها في معظم أنشطتهم اليومية، وذلك للاستدلال منها على سيادة أي
من نصفي المخ.
وعلى الرغم من كل الأسئلة التي طرحها الباحثون حول وظائف المخ البشري
وعملياته، فإن السؤال الأكثر أهمية والذي مازال غامضاً ومحيراً ومطروحاً حتى
الآن هو السؤال المتعلق بمدى موضعية هذه الوظائف، وبمدى علاقة هذا التموضع
بأفضلية استخدام اليد. وعلى الرغم من أن العديد من الدراسات أشار إلى أن النصف
الأيسر للمخ هو النصف المسؤول عن وظيفة اللغة (Kolb & whishaw, 1990; (Bishop,1990;Hylton & Hartman,
1997; Alworth,2000) إلا أن الدراسة التي قدمها بادوفاني وزملاؤه (Padovani et al.,1992) كما يقول أرون (Aaron,1996) على مريض ممن يستخدمون اليد
اليسرى وكانت لديه إصابة في النصف الأيسر من المخ، أوضحت انعكاساً أو انقلاباً
للتناظر المخي Reversed laterality إذ لم تظهر لديه أي إصابة لغوية
أو حبسة كلامية، مما يشير إلى أن هذا النصف لم يكن النصف المسؤول عن الوظائف
اللغوية. وفي ضوء هذه النتيجة أوضح بادوفاني أن هذا الانعكاس في التناظر قد يرجع
إلى أفضلية استخدام اليد. وتعني هذه الملاحظة أن استخدام اليد اليسرى ارتبط
بسيطرة النصف الأيمن – وليس الأيسر- على الوظائف اللغوية، وهو الأمر الذي أدى
إلى إعادة النظر في سيطرة أي من نصفي المخ على وظائف اللغة. ويأتي ذلك في سياق ما أشارت إليه بعض
الدراسات من وجود متصل من تفضيل اليد، وأن هذا المتصل يتنوع ويختلف كوظيفة
تعددية Function of diversity لبناء وتركيب المخ بدلاً من ثنائية أيمن
وأيسر (Haeley et
al., 1986; Witelson & Goldsmith, 1991; Holder, 1992; Annett, 2001).
كما تبين أن الذين يستخدمون اليد اليسرى Sinisterals يوجد لديهم تمثيل ثنائي للوظائف
المعرفية في نصفي المخ Bihemispheric بصورة أكبر من الذين يستخدمون
اليد اليمنى Dextrals، وهذا التنوع في اللاتناظر
الوظيفي يرجع إلى حجم الجسم الجاسيء *Corpus
Callosum
مما يتسبب في تواصل النصفين، والذي قد يكون له دور في انعكاس التناظر، وهو ما
يسمى بالسيادة الشاذة Anomalous Dominance وهو مصطلح يشير إلى زيادة
السيادة الثنائية أو المشاركة والتعاون القائم بين النصفين (Witelson & Goldsmith,1991;
Cornish, (1996; Kathleen & Eliassen,1998).
ويعد بروكا أول من ربط بين اللاتناظر الوظيفي للمخ
وبين أفضلية استخدام اليد، وخاصة في مجال اللغة، وإن كانت معظم استخلاصاته توصل
إليها في هذا الصدد من خلال دراسة حالات لأفراد يستخدمون اليد اليمنى وتوجد
لديهم إصابات في النصف الأيسر من المخ، إلا أن ملاحظتين إكلينيكيتين هامتين تم
رصدهما لدى من يستخدمون اليد اليسرى: الملاحظة الأولى أن بعض هؤلاء الأفراد توجد
مراكز اللغة لديهم في النصف المعاكس من المخ (النصف الأيمن كما يقول بروكا)، أما
الملاحظة الثانية فهي وجود مراكز اللغة لدى البعض الآخر في النصف الأيسر، إذ
تبين ظهور اضطرابات في اللغة بعد إصابة النصف الأيسر لدى هؤلاء الأفراد وليس
النصف الأيمن الذي يفترض أن يكون مسؤولاً عن اللغة، وهي الحالة المعروفة باسم
الحبسة المعكوسة Crossed aphasia. وتشير هاتان الملاحظتان إلى أن
مفهوم استخدام اليد اليسرى Left handedness لا يعني بالضرورة مضاد استخدام
اليد اليمنى Right handedness (Springer
& Deutsch, 1999,p. 18) ومن ثم فإن مفهوم أفضلية استخدام اليد قد لا يكون
بالضرورة مؤشراً لسيادة أي من نصفي المخ، ولا يعد ارتباطاً ضرورياً لذلك (Aaron, 1996). الإطار النظري:
يعد
مفهوم النصف الكروي القائد Leading Hemisphere (النصف الذي يوجه السلوك) الذي
طرحه جاكسون Jackson لأول مرة عام 1886 النواة الأساسية التي بُني عليها مفهوم السيطرة
المخية Cerebral Dominance الذي يعني أن المعلومات الحسية
تدخل –إلى حد كبير- إلى أحد نصفي المخ،
وهذا النصف هو الذي يتعامل معها ويقوم بتشغيلها، ويوجه السلوك في ضوئها بشكل أساسي.
والحقيقة أن الدراسات التشريحية والوظيفية التي أجريت على الحالات المرضية
المختلفة أوضحت مدى صدق هذا المفهوم، الأمر الذي أدى إلى كشف المزيد من تناظر
وظائف اللغة، ومعرفة النصف المخي الأكثر سيطرة على هذه الوظيفة. كما أدت
الاكتشافات العلمية في هذا المجال إلى ظهور العديد من الاختبارات التي تقيس
السيطرة المخية (سامي عبد القوي، 2001: 137 ، Beaumont
et al., 1984; McCallum, 1981; Spinelli & Mecacci, 1990; Springer &
Deutsch, 1999)).
ويعتبر النصف المخي الأيسر هو النصف السائد Dominant لدى غالبية الناس (85-90%) وهم الأفراد الذين يستخدمون اليد اليمنى في الكتابة،
بينما تكون السيادة للنصف الكروي الأيمن في 10-15% من الأفراد، وهم الذين يستخدمون اليد اليسرى في
الكتابة. ومع ذلك فلا توجد سيادة مطلقة، بل إنها مسألة نسبية لأن كل نصف يلعب
دوراً في كل سلوك تقريباً. كما أن هناك تكاملاً بين نصفي المخ في كل الوظائف،
وإذا كانت الوظيفة تتركز في نصف ما، فإنها توجد أيضاً في النصف الآخر، ولكن ليست
بنفس الدرجة والكفاءة (سامي عبد القوي 1994Holder,
1992, Schold, 1998, Springer
& Deutsch, 1999). إن نصفي المخ متشابهان إلى حد كبير من الناحية
الشكلية، ولكنهما يختلفان بشكل جوهري في تركيبهما ومن ثم في وظائفهما. فعلى سبيل
المثال فإن حجم النصف الأيمن أكبر قليلاً من حجم النصف الأيسر، كما أن المنطقة
السمعية في الفص الصدغي الأيمن أكبر من نظيرتها في الفص الأيسر، الأمر الذي يفسر
الفروق بين الفصين فيما يتعلق بوظائف اللغة والوظائف الموسيقية. ويرتبط نصفا
المخ من الناحية التشريحية بالعديد من الألياف الترابطية، أكبرها مجموعة الألياف
المعروفة بالجسم الجاسيء، بالإضافة إلى مجموعة الألياف التي تربط بين كل فصين
متناظرين، وبين الفصوص المختلفة في كل نصف، مما يشكل دائرة منتظمة من الاتصالات
تعمل على التكامل الوظيفي للمخ بشكل عام،
فالأفراد يستخدمون النصفين
في العديد من المواقف، وإن كان يغلب عليهم استخدام نصف دون آخر في بعض المواقف (Witelson, 1985; Witelson &
Goldsmith, (1991; Kolbe & Whishaw, 1990; Holder, 1992; Kathleen &
Eliassen, 1998). أما من الناحية الوظيفية فمن الفروق المعروفة والواضحة
بين النصفين ما يتعلق بالوظائف الخاصة بالسيطرة الحركية Motor
control،
فالنصف الأيمن من المخ يسيطر على حركة النصف الأيسر من الجسم، والنصف الأيسر من
المخ يسيطر على حركة النصف الأيمن من الجسم (سامي عبد القوي، 2001:
141Jonathan,1998,). وترى بعض الدراسات ارتباط النصف
الأيمن بالمهارات الحركية، بينما يرى البعض الآخر ارتباط النصف الأيسر، ويرى
البعض الثالث ارتباط كل من النصفين بهذه المهارات. ويرى (Tan & Kutlu, 1992) أن النصف الأيمن يمثل عاملاً
مهماً في تحديد مهارة اليد اليمنى لدى من يستخدمون هذه اليد. وربما يكون ذلك
فيما يتعلق بالمهارات الحركية الكبرى، بينما المهارات المتعلقة بالفراغ واللمس
والتآزر الحركي البصري ترتبط بشكل أفضل بأعضاء الجانب الأيسر(في محمد الشيخ، 1999). وترى آنيت (Annett, 1985) أن بعض المهارات الحركية كارتداء
الملابس أو القبض على الأشياء والمشي لا تعتمد على نصف واحد وإنما ترجع هذه
المهارات إلى مجموعة من الخطط التي تعود إلى كلا النصفين.
وبالإضافة إلى هذه السيطرة الحركية توجد العديد من الاختلافات الوظيفية
الجوهرية بين نصفي المخ. فقد أوضحت الدراسات التشريحية والخبرات الإكلينيكية أن
كل نصف من نصفي المخ يتخصص في بعض الوظائف المعرفية، ويتعامل مع المعلومات
بطريقة مختلفة عن النصف الآخر. فالنصف الأيسر يتخصص في تشغيل المعلومات اللفظية
بالتحليل والترتيب والتجريد، كما أنه النصف المسؤول عن اتخاذ القرارات المعتمدة
على المنطق، بالإضافة إلى كونه النصف السائد والمسيطر على العمليات الحسابية
والقراءة والكتابة والكلام، فهو يميل إلى التعامل مع الرموز والكلمات والحروف
والعمليات الحسابية المعقدة، والمهارات الرقمية، بالإضافة إلى التعرف على
الألوان والأدوات، والمهارات العلمية، والتعرف على جانبي الجسم. ويفضل أصحاب هذا
النصف الأعمال اللفظية والحسابية، ويملكون القدرة على التعبير عن أنفسهم بطريقة
جيدة. ويقوم هذا النصف عادة بتحليل المعلومات بطريقة خطية Linear حيث يبدأ بالتعامل مع الأجزاء، ويجمعها بطريقة منطقية، ويعيد
ترتيبها حتى يصل إلى الخلاصة أو النتيجة. كما أنه يقوم بتشغيل المعلومات بطريقة
تدريجية أو تتابعية Sequential فيميل إلى عمل الخطط والجداول
اليومية، ويستمر في أداء مهامه الفرعية حتى ينتهي من المهمة الرئيسية. لذلك يسمى
بالنصف اللفظي التحليلي المنطقي والواقعي (سامي عبد القوي، 2001:
139(Spinelli
& Mecacci, 1990; Rodriguez
et al., 1994; Aaron, 1996; Kathleen
& Eliassen, 1998. أما النصف الأيمن فيسيطر على الوظائف
غير اللفظية، وينفرد بالوظائف المرتبطة بالحدس والانفعال والإبداع والخيال، وله
دور أكبر في تحليل وتحديد الأشكال ثلاثية الأبعاد وخاصة من خلال الإدراك اللمسي،
أو ما يسمى بالقدرات المكانية البصرية Visuospatial للعالم
المحيط، كما يقوم بتشغيل المعلومات والمواد المصورة والموسيقية، بالإضافة إلى
الاستجابة للمثيرات الوجدانية، ولذلك يطلق عليه النصف غير اللفظي، الحسي،
الحدسي، والانفعالي (Rodriguez et al., 1994; Annett, 1998c). وعادة ما يعمل هذا النصف بطريقة كلية Holistic في تشغيل المعلومات بادئاً من الكل إلى الأجزاء
(طبيعة جشطالتية)، كما أنه يقوم بالوظائف التي تتطلب تقييمات كلية للموضوعات
والسلوكيات. ويتم التعامل مع الأجزاء بطريقة عشوائية فينتقل من جزء إلى جزء دون
خطة واضحة. ويتعامل بصورة أفضل مع الأشياء العيانية الحسية، وليست الرمزية.
ويستطيع الفرد الذي يستخدم هذا النصف أن يصل إلى نتائج حدسية، ولكنه لا يستطيع
أن يقدم إجابات عن طريقة توصله إلى هذه النتائج. وعادة ما تعوزه القدرة على
التعبير عن نفسه بطريقة صحيحة، إذ أنه لا يجد الكلمات المناسبة (سامي عبد القوي 2001: 138 Annett, 2000,).
وعلى الرغم من أن اللاتناظر الوظيفي الذي شرحناه آنفاً يوضح مدى تخصص كل
نصف من نصفي المخ في وظائف بعينها، إلا أن هذا التخصص ليس مطلقاً. بمعنى أن بعض
الوظائف تعتمد بشكل أساسي على نصف دون الآخر، ويسمى هذا النصف بالنسبة لهذه
الوظيفة بالنصف السائد Dominant hemisphere ويصبح النصف الآخر غير سائد بالنسبة لنفس الوظيفة. والحقيقة أن هذه
التسمية فيها تبسيط كبير لأن العمليات الوظيفية في أغلبها عمليات تكاملية وتعتمد
على النصفين معاً. وبعض الوظائف كاللغة مثلاً لها ارتباط حصري في النصف الأيسر
لدى معظم الأفراد، إلا أن النصف الأيمن يستطيع في ذات الوقت أن يسهم بشكل ما في
هذه الوظائف. وقد أشارت معظم
الدراسات النيوروسيكولوجية إلى أن للنصف الأيمن دوراً لا يمكن إغفاله في وظائف
اللغة، وأن هناك تكاملاً بين النصفين في هذا الشأن على وجه الخصوص (Gabbard,1997; (Annett,1998a,b,c,1999; Kathleen & Eliassen, 1998;
Springer & Deutsch, 1998).
أما عن مفهوم أفضلية استخدام اليد فقبل أن نتعرض له نود أن نشير إلى
الجانب التاريخي المتعلق باستخدام اليد بشكل عام. فقد كان استخدام اليد اليمنى
يشير دائماً إلى المهارة، التي تشتق من كلمة Dexterous أي
ماهر، ومنها تأتي كلمة أيمن Dextral (يستخدم اليد اليمنى). وفي المقابل فإن كلمة (أعسر أو أيسر) Sinister (أي يستخدم
اليد اليسرى) كانت تستخدم عادة في اللغة الإنجليزية بمعنى شرير، وإن كان أصلها
في اللاتينية يعني (أعسر). ولذلك فقد كان يُنظر من الناحية التاريخية لاستخدام
اليد اليسرى على أنه شيء غريب أو غير عادي. كما كان هناك تعصب ضد من يستخدم اليد
اليسرى، فعادة ما كان يُنظر إلى هؤلاء الأفراد على أنهم في مرتبة أقل. بل إن
العديد من الثقافات القديمة والحديثة تنظر لاستخدام اليد اليسرى على أنه إشارة
إلى الشيطان. ويأتي وضع خاتم الزواج في اليد اليسرى تعبيراً عن رغبة الأزواج في
إبعاد روح الشيطان الذي يريد أن يهدم عش الزوجية. وفي اليابان يرى بعض الأزواج
أن استخدام المرأة ليدها اليسرى يعد سبباً كافياً لطلاقها. وفي بعض القبائل
الأفريقية يمنع الرجال المرأة من أن تعد الطعام بيدها اليسرى لأن ذلك قد يسبب
لهم التسمم (Kolb
& Whishaw, 1990; Springer & Deutsch, 1999).
ويرجع مفهوم تفضيل اليد Hand Preference أو اليدوية Handedness إلى بول بروكا P. Broca الذي اعتبر أن استخدام اليد وعلاقتها باللاتناظر
المخي يمكن أن يكون طريقة بسيطة وغير مكلفة تساعد الأطباء على تحديد سيطرة أي من
نصفي المخ على وظائف اللغة. ولا يوجد تعريف علمي محدد لكلمة استخدام اليد Handedness ، وفي اللغة العامة يعني المفهوم اليد التي
يستخدمها الفرد في الكتابة، وفي المجال العلمي يزداد الأمر غموضاً، فالبعض
يستخدمه للإشارة إلى اليد التي يستخدمها الفرد ويكون أداؤه بها سريعاً ودقيقاً
على الاختبارات اليدوية. والبعض الآخر يستخدمه للإشارة إلى اليد التي يفضل الفرد
استخدامها بغض النظر عن نوعية الأداء، والبعض الثالث يعني به اليد التي تستخدم
في معظم الأنشطة اليومية (Annett,1999,2000)، ومن ثم تتعدد تعريفات المصطلح وتتحدد بالأغراض المستخدم فيها.
وترى هولدر (Holder,1992) أن فرضية العلاقة
بين أفضلية استخدام اليد والتناظر المخي أو السيادة المخية مسألة تم تبسيطها على
نحو مبالغ فيه، ويبدو هذا واضحاً لدى بعض الأفراد العسر الذين يستخدمون اليد
اليمنى في العديد من الأنشطة التي لا يقوم بها مستخدمو اليد اليمنى. وترى هولدر
أن أحد الأسباب الرئيسية في هذا الخلط هو عدم وضوح التعريفات الخاصة بأفضلية
استخدام اليد، وقصور تعريفها على أن اليد المفضلة هي اليد التي يستخدمها الفرد
في الكتابة، وهو أمر يضيق من المفهوم، ومن ثم يزيد الغموض في فهم هذه العلاقة.
إن تفسير العلاقة بين استخدام اليد والسيطرة المخية لأحد نصفي المخ علاقة لا
يسهل تفسيرها في كثير من الأحيان ويصعب التعرف على أسبابها (Van Strien
& Bouma, 1996; Annett, 1999). ومن ثم فإن الارتباط بين أفضلية استخدام اليد وسيطرة نصف معين من المخ
ليس مسألة قاطعة كما يعتقد البعض لأول وهلة. ومن أهم الأسباب التي توضح هذا
الغموض أن حوالي ما بين 70-90% من الأفراد لديهم سيطرة للنصف الأيسر، ومعظم هؤلاء الأفراد
يستخدمون اليد اليمنى، ومع ذلك توجد بينهم نسبة تستخدم اليد اليسرى في العديد من
الأنشطة. وفي ضوء ذلك فإن مسألة السيطرة المخية لا تسير وفق قانون الكل أو
اللاشيء، كما أن بعض الأفراد يستخدمون اليدين Ambidextrous بنفس الكفاءة (Jonathan, 1998)، فهل يعني هذا أنه لا توجد لديهم سيطرة لأي من نصفي المخ
إذا ما اتبعنا نظرية أفضلية استخدام اليد؟.
النظريات
المفسرة لأفضلية استخدام اليد:
هناك مجموعة من النظريات التي تحاول أن تفسر تفضيل الأفراد لاستخدام يد
دون الأخرى في الكتابة، منها النظريات
الوراثية، النظريات البيئية، النظريات التشريحية، والنظريات الهرمونية
النمائية. وتشير النظريات الوراثية إلى وجود جين سائد Dominant
Gene
يحدد استخدام اليد اليمنى، وجين متنح Recessive يحدد استخدام اليد اليسرى، وإن
كان البعض يرى أنه يوجد جين لاستخدام اليد اليمنى ولا يوجد جين لاستخدام اليد
اليسرى. وفي حالة غياب الجين الخاص باستخدام اليد اليمنى فإن اختيار اليد
المفضلة يكون عشوائياً. وتشير الدراسات إلى أن نسبة الأطفال الذين يستخدمون اليد
اليسرى لآباء يستخدمون اليد اليمني تكون 2%، وترتفع هذه النسبة إلى 17% في حالة ما إذا كان أحد الوالدين يستخدم اليد اليسرى،
وإلى 46% إذا كان الوالدان
أعسرين (Kolb &
Whishaw, 1990). ومن النظريات البيئية التي تفسر أفضلية
استخدام اليد نظرية الضغوط الوالدية Parental Pressures Theory والتي ترى أن استخدام اليد
اليمنى يعود للضغوط التي يمارسها الآباء على الأطفال لاستخدام اليد اليمنى وليس
اليسرى، فهم يعلمون أبناءهم ذلك منذ الصغر، ويعاقبونهم إذا ما استخدموا اليد
اليسرى، مما يضطر الطفل إلى الإذعان واستخدام اليد اليمنى
(Kolb & Whishaw,
1990, Lewis (& Haris, 1990, Van Strien & Bouma, 1996 Springer & Deutsch, 1999).
وتشير النظريات التشريحية إلى أن استخدام اليد اليمنى يرجع إلى
النضج المبكر والسريع للنصف الكروي الأيسر، كما أن الدراسات التشريحية أثبتت
وجود المنطقة المعروفة باسم Plenum Temporal بشكل أكبر في النصف الأيسر عنها في النصف الأيمن، وأن هذا
الفرق لا يظهر عند الولادة فقط، وإنما يمكن رؤيته أثناء الحياة الجنينية (Kolb & Whishaw, 1990;
Witelson & Goldsmith, 1991; Annett, 1992). أما النظريات
الهرمونية فأشهرها شيوعاً نظرية جيشويند وجالابادورا (Geschwind & Galabadura, 1987) والتي ترى أن هرمون الذكورة
يلعب في المرحلة الجنينية دوراً أساسياً في تحديد وتعديل التناظر المخي، ويكمن
الهدف الرئيسي في هذه النظرية في شرح الارتباط القائم بين جنس الذكور واليدوية
اليسرى Left handedness باعتبار أن الذكور أكثر
استخداماً لليد اليسرى من الإناث، ومن ثم نجد أن الذكور أكثر تفوقاً في وظائف
النصف الأيمن بما في ذلك المهارات المكانية والبصرية المكانية، كما أنهم عادة ما
يشغلون الوظائف التي تحتاج إلى مهارات هذا النصف مثل الهندسة والمهن الموسيقية،
والوظائف الفنية الأخرى. بينما تتفوق الإناث أكثر في مهارات النصف الأيسر بما في
ذلك المهارة اللغوية والمهارات اليدوية. وتفترض النظرية أن هرمون الذكورة يؤخر
نضج بعض أجزاء النصف الأيسر، ونتيجة لذلك تنخفض المهارات اللغوية عند الأفراد
الذين يستخدمون اليد اليسرى، وهو ما يفسر انتشار صعوبات القراءة لدى هؤلاء
الأفراد. كما يسمح الهرمون بزيادة نمو النصف الأيمن مما يدعم من المهارات
الأساسية الموجودة في هذا النصف مثل المهارات البصرية المكانية Visuospatial
skills
والقدرة الحسابية. ويؤدي التفوق الناتج للنصف الأيمن إلى سيطرة هذا النصف
للوظيفة الحركية أيضاً، ومن ثم الميل لاستخدام اليد اليسرى في النشاط
الحركي. وتحاول النظرية أن تربط
بين التناظر المخي وعلاقته بالسلوك، وبين الاضطرابات النمائية التي تحدث عند
مستخدمي اليد اليسرى، فهم أكثر عرضة للعديد من الأمراض كالذاتوية Autism، وصعوبات القراءة، واللعثمة،
واضطرابات المناعة، والتخلف العقلي (Geschwind & Galabadura, 1989; Bryden et al., 1994;
Cornish, 1996; Springer & Deutsch, 1999).
والخلاصة التي يمكن أن نخرج بها من خلال عرض النظريات السابقة أننا لم
نعرف بعد أسباب أفضلية استخدام اليد اليمنى، بل إن هذه النظريات لم تحل لنا
اللغز، وإنما زادته تعقيداً، فالأسباب متنوعة، والمسألة متعددة الجوانب، والأمر
لا يمكن أن تحسمه نظرية واحدة من هذه النظريات. فاعتبار استخدام اليد اليمنى
أمراً محدَداً وراثياً يعد نوعاً من التحيز، لأنه في حالة إصابة وتوقف اليد
اليمنى عن الحركة لأي سبب من الأسباب، يمكن لليد اليسرى القيام بكل المهارات
التي كانت تقوم بها اليد اليمنى، ومن ثم فهي تملك نفس المهارات. ويبقى أن نشير
إلى أن كلاً من النظرية التشريحية والهرمونية قدمت لنا تفسيرات أقرب للصواب،
وأكثر ارتباطاً بالنتائج التي نتوصل إليها من خلال دراسة الجهاز العصبي في
علاقته بالوظائف المعرفية. ويرى الباحث أن الأمر يحتاج إلى مزيد من المعرفة
واكتشاف العلاقات المنظمة للمخ البشري المعقد، وكل هذه الأمور تمثل واحداً من
التحديات الأساسية لعلم النفس العصبي. ·
مشكلة البحث وأهميتها:
في ضوء الخلاصة السابقة يرى
الباحث أن موضوع أفضلية استخدام اليد في الكتابة فقط مسألة لا يمكن الاعتماد
عليها في تحديد السيادة المخية، ومن ثم السيطرة الوظيفية. ويحتاج الأمر بالتالي
إلى مزيد من البحث خاصة وأن معظم الدراسات التي أجريت حول العلاقة بين اليدوية والوظائف
المعرفية أوضحت نتائج متناقضة، فقد أشار بعضها إلى أن الأعسرين مظلومون إذا ما
قارناهم بمن يستخدمون اليد اليمنى فيا يتعلق بالوظائف أو القدرات غير اللفظية،
بينما أشارت دراسات أخرى إلى عكس ذلك. وقد يرجع هذا الأمر إلى عدم الانتباه
الكافي وعدم الدقة في تحديد وتصنيف أفضلية اليد، واستخدام محكات تختلف من دراسة
إلى أخرى، كما أن هناك عوامل لم توضع في الاعتبار كالجنس ووجود أو غياب تاريخ
أسري خاص باستخدام اليد اليسرى، ومستوى التفكير (Annett, 1992). وتحاول
الدراسة الحالية أن تتناول مفهوم تفضيل استخدام اليد بشيء من التفصيل، لأن
أفضلية استخدام اليد ليست مطلقة بمعنى أن يكون الفرد أيمن أو أعسر فقط، بل يمكن
اعتبارها متصلا، خاصة وأن توصيف اليدوية Handedness في معظم الدراسات يتم على أنها
متغير منفصل Discrete variable لليمين واليسار، على الرغم من
أن العديد من الباحثين اتفقوا على أنها متغير متصل اعتماداً على استبيان آنيت
الذي يقول بأن هناك درجات للأفضلية (Annett,2001). كما أن معظم الدراسات التي
تناولت موضوع اليدوية وعلاقته بالوظائف المعرفية اقتصر على صعوبات القراءة (John & Martin, 1997)، يضاف إلى ذلك أن مفهوم أفضلية استخدام اليد لا يعد مرادفاً لمفهوم السيادة المخية، إذ يشير الأول إلى
اليد الأكثر استخداماً في الأنشطة
اليومية، بينما يشير الثاني إلى مدى تخصص أي من نصفي المخ في السيطرة على وظائف
بعينها، كما أن استخدام اليد ليس بالضرورة يعكس هذا التخصص. كما تحاول الدراسة
الحالية التعرف على مدى تأثير تفضيل استخدام اليد على الوظائف المعرفية لدى طلبة
الجامعة.
ويمكن صياغة مشكلة البحث في التساؤلات التالية:
وتأتي أهمية
الدراسة الحالية من ثلاث نواح: الأولى أن النظم التعليمية المستخدمة لدينا
عادة ما تهتم بوظائف النصف الأيسر على حساب وظائف النصف الأيمن، إذ أنها تهمل
عادة الوظائف والمهارات التي يقوم بها هذا النصف، وكأن هناك نوعاً من التحيز
الإنساني للنصف الأيسر واستخدام اليد اليمنى، الأمر الذي يلقي بظلاله على ما
تقدمه جامعاتنا من مناهج دراسية، وما يتطلبه ذلك من تغيير في طبيعة هذا المناهج
بما يسمح بتنمية مهارات كل من نصفي المخ. والناحية الثانية أن هذه الدراسة يمكن
أن نعتبرها الدراسة العربية الأولى –على حد علم الباحث- التي تتناول موضوع
أفضلية استخدام اليد وعلاقته بالوظائف المعرفية، ليس من منطلق ثنائية أيمن
وأيسر، وإنما من اعتبار استخدام اليد يمثل متصلاً للأفضلية يقع على طرفيه أيمن
وأيسر، وبينهما طيف من التعددية في الاستخدام. كما أن معظم الدراسات العربية
تناولت أنماط السيطرة المخية -وليس أفضلية استخدام اليد- ولم تهتم بدراسة
الوظائف المعرفية النوعية. والبعد الثالث والأخير الذي تستمد الدراسة الحالية
أهميتها منه هو إعداد أداة عربية لقياس تفضيل استخدام اليد تتجاوز الأداة
الوحيدة الموجودة بالفعل على المستوى العربي. ·
الدراسات السابقة:
في عرضنا للدراسات السابقة سنعرض
لبعض الدراسات التي تناولت أنماط التعلم والتفكير Styles of
learning and thinking (والتي يقصد بها استخدام الفرد للنصف المخي الأيمن أو
الأيسر أو كلا النصفين في العمليات العقلية المعرفية) لدى طلبة الجامعة، على
الرغم من أنها قد لا تمت بشكل مباشر للدراسة الحالية ولكنها تلقي الضوء على
طبيعة الدراسات التي تناولت هذا المفهوم الذي يقترب بنا من مفهوم السيطرة المخية
من الناحية الوظيفية. كما لم يستطع الباحث الحصول على أي دراسة عربية في مجال علاقة
أفضلية اليد بالوظائف المعرفية.
ومن الدراسات العربية التي حاولت التعرف على أنماط التعلم والتفكير لدى
طلاب وطالبات الجامعة في الكليات المختلفة، والفروق بين التخصصات العلمية في هذه
الأنماط قدم سليمان (Soliman,1989) دراسة على 400 من طلبة جامعة الكويت (200 طالباً، 200 طالبة) بهدف معرفة الفروق بين الجنسين في أنماط التعلم والتفكير، وضمت
العينة طلبة من كليات علمية ونظرية. وتم تطبيق مقياس تورانس لأنماط التعلم
والتفكير، وأشارت النتائج إلى سيطرة النمط الأيسر والنمط المتكامل لدى كل من
الطلاب والطالبات، ووجود فروق دالة بين الجنسين على النمطين الأيمن والأيسر في
اتجاه الذكور، وعلى النمط المتكامل في اتجاه الإناث.
ولنفس الغرض تقريباً وباستخدام نفس الأداة قدم البيلي (Al-Biali, 1993) دراسة على 190 من طلبة جامعة الإمارات لبحث العلاقة بين النصف
المستخدم في التفكير والتعلم وبين كل من الجنس والتخصص الأكاديمي. وضمت العينة 86 طالباً، 104 طالبة ممن تتراوح أعمارهم بين 19-24 عاماً، بمتوسط عمر قدره 21.4 سنة. وتوزعت العينة على كلية العلوم بأقسام البيولوجي
والفيزياء والكيمياء (88 طالباً وطالبة)، وعلى كلية العلوم الإنسانية بأقسام التاريخ والاجتماع (102 طالباً وطالبة). واستخدم الباحث مقياس تورانس لأنماط
التعلم والتفكير. وأشارت النتائج إلى حصول كل من الذكور والإناث على درجات
مرتفعة على النمط المتكامل، ودرجات أقل على النمط الأيمن، بينما حصلت الإناث على
درجات أعلى في النمط المتكامل مقارنة بالذكور الذين حصلوا على درجات مرتفعة على
النمط الأيسر. كذلك حصل طلبة الكليات العملية والنظرية على درجات مرتفعة على
النمط المتكامل مقارنة بالنمط الأيمن. كما حصل طلبة الكليات النظرية على درجات
مرتفعة على النمط المتكامل والنمط الأيسر مقارنة بطلبة الكليات العملية. ولم
توجد أي فروق دالة بين الجنسين على النمط الأيسر، بينما كانت هناك فروق دالة بين
الجنسين في النمطين المتكامل والأيمن في اتجاه الذكور للنمط الأيمن، وفي اتجاه
الإناث على النمط المتكامل.
وفي نفس السياق ولنفس الهدف وبنفس الأداة أيضاً ولكن على بيئة مختلفة قدم
علي مهدي وعامر حسن (1999) دراسة على طلبة كلية التربية بجامعة قار يونس. وقد تكونت عينة الدراسة 75
طالباً وطالبة تخصص أدبي، و56 طالباً وطالبة تخصص علمي. وقد استخدمت الدراسة مقياس
تورانس لأنماط التعلم والتفكير، وأظهرت النتائج سيطرة دالة للنمط الأيسر على كل
من النمطين الأيمن والمتكامل، ولم توجد أي فروق دالة حسب متغيرات الجنس والتخصص
والسنة الدراسية.
وعن العلاقة بين نصفي المخ وحل المشكلات قدم البيلي (Al-Biali, 1996) دراسة على طلبة جامعة
الإمارات بلغ قوام عينتها 78 فرداً (32 طالباً، 46 طالبة) ممن
تراوحت أعمارهم بين 18-29 عاماً،
بمتوسط عمر 22.6 سنة. وطبق الباحث
اختبار تورانس لأنماط التعلم والتفكير، والنسخة الكمبيوترية من اختبار برج هانوي
Tower of Hanoi Task لحل المشكلات، وقسم الباحث عينة الدراسة إلى ثلاث
مجموعات حسب النمط المخي السائد في التفكير والتعلم (نمط أيمن، نمط أيسر، نمط
متكامل). وأشارت نتائج الدراسة إلى وجود فروق دالة بين مجموعات الدراسة في حل
المشكلات في اتجاه أصحاب النمط الأيسر عند مقارنتهم بالمجموعتين الأخريين، وفي
اتجاه أصحاب النمط المتكامل عند مقارنتهم بأصحاب النمط الأيمن. وعن
طبيعة تفضيل استخدام نصفي المخ في سن ما قبل المراهقة، ونوعية العلاقة بين هذا
التفضيل والتآزر البصري الحركي الفردي والثنائي، قدم محمد الشيخ (1999) دراسة على تلاميذ الصف السادس الابتدائي بدولة
الإمارات ضمت في عينتها 102 تلميذاً، و103 تلميذة من
الصف السادس الابتدائي ممن يستخدمون اليد اليمنى في الكتابة، وتم تقسيم هذه
العينة إلى ثلاث مجموعات وفقاً لنمط التعلم والتفكير (نمط أيمن- ونمط أيسر- ونمط
متكامل) وطبق عليهم اختبار التآزر الحركي البصري. وأشارت نتائج الدراسة إلى وجود
فروق دالة بين استخدام النصف الأيسر أو النصف الأيمن أو النصفين معاً وذلك لصالح
استخدام النصفين معاً. كما تبين وجود علاقة ارتباطية دالة وسالبة وضعيفة بين
النصف الأيمن والتآزر البصري المنفرد. ولم توجد فروق بين المجموعات الثلاث في كل
من التآزر البصري الحركي المنفرد والثنائي. أما من حيث متغير الجنس فقد أوضحت النتائج
فروقاً دالة بين الذكور والإناث في السيطرة المخية في استخدام النصف الأيمن فقط
لصالح الذكور، وفروقاً دالة بينهما في التآزر البصري الحركي بنوعيه الفردي
والثنائي لصالح الإناث. وإذا
كانت الدراسات السابق ذكرها لم تتعرض لمفهوم أفضلية استخدام اليد تأتي دراسة علي
الديب (1994) باعتبارها أقرب
الدراسات لهذا المفهوم، إذ أنها تناولت أداء الأفراد الذين يستخدمون اليد اليسرى
ومدى اختلافهم عن الذين يستخدمون اليد اليمنى في أنماط التعلم والتفكير. وتكونت
عينة الدراسة من 33 طالباً ممن
يكتبون باليد اليسرى، و52 طالباً ممن يكتبون باليد اليمنى من طلاب كلية المعلمين بعمان تراوحت
أعمارهم بين 19-22 عاماً. واستخدمت
الدراسة مقياس تورانس لأنماط التعلم والتفكير. وأشارت نتائج الدراسة إلى وجود
ارتباط دال وموجب بين النمط الأيسر وكل من النمط الأيمن، والنمط المتكامل، وكذلك
بين النمط الأيمن والنمط المتكامل وذلك لدى كل من الطلاب الذين يكتبون باليد
اليمنى، والطلاب الذين يكتبون باليد اليسرى. كما تبين وجود فروق دالة بين
المجموعتين في نمط التعلم الأيسر ولصالح من يستخدمون اليد اليمنى، ولم توجد أي
فروق بين المجموعتين في كل من النمط الأيمن والنمط المتكامل. وبالنسبة لمجموعة
الذين يكتبون باليد اليسرى فقد تبين وجود فروق دالة فيما بينهم على النمط
الأيسر- والنمط الأيمن لصالح النمط الأيسر، وهي نتيجة غير متوقعة، كما تبين وجود
نفس الفروق بالنسبة للذين يكتبون باليد اليمنى. أما
الدراسات التي تناولت أفضلية استخدام اليد بشكل واضح فكانت دراسات أجنبية. وفي
محاولة لفهم العلاقة بين استخدام اليد وصعوبات القراءة، قدم كورنيش (Cornish, 1996)
دراسة على عينة بلغ قوامها 711 فرداً من طلبة الجامعة (393 ذكراً، 318 أنثى) بمتوسط
عمر 21.17 سنة، وانحراف
معياري قدره 4.68. وتوزعت العينة على
كليات عملية ونظرية مختلفة تعتمد الدراسة في كل منها على وظائف نصف معين من
المخ. وتم تقسيم العينة إلى مجموعتين: الأولى تمثل طلبة مهارات النصف الأيمن
كالرياضيات (من كلية العلوم)، والقدرات المكانية (كلية الهندسة)، بينما تمثل
المجموعة الثانية طلبة مهارات النصف الأيسر وهي الوظائف اللغوية (طلاب أقسام علم
النفس والاجتماع والقانون). واستخدمت الدراسة مقياس آنيت لأفضلية اليد Annett
Hand Preference Questionnaire ، وتم تقسيم الأفراد من حيث أفضليتهم لاستخدام
اليدين إلى 4 مجموعات: أيمن نقي Pure
Right،
وأيسر نقي Pure left، وأيمن مختلط Mixed
right،
وأيسر مختلط Mixed left. وتم توجيه سؤال واحد لكل
الطلبة هو (هل عانيت من اللعثمة من قبل؟) إشارة إلى صعوبات القراءة. وأشارت
النتائج إلى عدم وجود تفاعلات دالة بين أفضلية استخدام اليد والجنس واضطراب
اللغة، بينما كان هناك تفاعل دال بين اليدوية واضطراب اللغة وخاصة لدى العُسر
النقيين، حيث أشار معظم هؤلاء الأفراد إلى وجود صعوبات قراءة لديهم بنسبة بلغت
أربعة أضعاف ما أقرته كل من مجموعة (أيمن مختلط) و (أيسر مختلط). ولم توجد أي
علاقة دالة بين الجنس واليدوية وهي نتيجة تأتي عكس ما أظهرته الدراسات الأخرى من
وجود ارتباط بين جنس الذكور واستخدام اليد اليسرى، وقد أرجعت الدراسة ذلك إلى أن
عينة الدراسة تمثل عينة طلاب الجامعة ولا يمكن التعميم منها على مجموع السكان. وقدم
جونز ومارتن (Jones &
Martin, 1997) دراسة بهدف التعرف على مدى تأثير اليدوية على وظيفة الذاكرة
اليومية Everyday memory وذلك على عينة مكونة من 160 فرداً، مقسمة إلى مجموعتين متساويتين: الأولى من
الأفراد الذين يستخدمون اليد اليمنى والثانية ممن يستخدمون اليد اليسرى. وقد
اعتمد الباحثان في تحديد استخدام اليد على توجيه السؤال التالي إلى المفحوصين
(بأي يد تفضل الرسم؟). وتم قياس الذاكرة اليومية عن طريق طلب تم توجيهه إلى كل
مفحوص بأن يتذكر الاتجاه الذي تنظر إليه الملكة اليزابيث الثانية والمرسوم وجهها
على العملة الإنجليزية (والذي تنظر فيه إلى الجهة اليمنى)، وعلى طوابع البريد
(والذي تنظر فيه إلى الجهة اليسرى). وأشارت النتائج إلى أن 26.3% ممن يستخدمون اليد اليمنى أجابوا إجابة صحيحة في
مقابل 46.3% ممن يستخدمون اليد
اليسرى وذلك بالنسبة للعملة، بينما أجاب 73.8% ممن يستخدمون اليد اليمنى إجابة صحيحة مقارنة بنسبة 65% ممن يستخدمون اليد اليسرى وذلك بالنسبة لطوابع
البريد. وكانت الفروق دالة بين المجموعتين مما يشير إلى تأثير أفضلية استخدام
اليد (سيطرة نصف المخ) على الذاكرة اليومية، وأن من وظائف النصف المخي الأيمن
الذاكرة غير اللفظية (صورة الملكة). وأخيراً تأتي دراسة آنيت (Annett, 1992) والتي بحثت فيها العلاقة بين أفضلية استخدام اليد
والقدرة المكانية، من خلال دراستين فرعيتين: الأولى على عينة من 459 طفلاً من تلاميذ الصف الرابع (228
ذكراً، 231 أنثى) تم تقسيمهم إلى 7 مجموعات فرعية وفقاً لمقياسها لأفضلية اليد، واستخدمت مجموعة من
المهارات المكانية مثل مهمة ثقب الورق Hole punching task، واختبار القدرة المكانية لعمل
مطويات من الورق بأشكال معينة. وأشارت نتائج الدراسة إلى عدم وجود فروق دالة بين
مستخدمي اليد اليمنى واليد اليسرى في القدرة المكانية، ولكن تبين وجود فروق دالة
في هذه القدرة عند إجراء تحليل تباين لمجموعات الدراسة السبع، وتُعزى هذه الفروق
إلى أفضلية استخدام اليد، ولم يوجد أي أثر لتفاعل دال بين استخدام اليد والجنس. أما
الدراسة الفرعية الأخرى فكانت على 428 من طلبة الجامعة (96 طالباً، 322 طالبة)
بمتوسط عمر بلغ 20.6 سنة، من
تخصصات مختلفة. واستخدمت الدراسة نفس المقياس التي أعدته آنيت لأفضلية اليد
لتقسيم العينة الكلية إلى سبع مجموعات فرعية وفقاً لهذه الأفضلية، واختبار ري
لاستدعاء الأشكال المعقدة Rey Complex Figure Test. وأشارت نتائج الدراسة إلى عدم
وجود فروق دالة بين مستخدمي اليد اليمنى واليسرى في الذاكرة البصرية المكانية،
بينما ظهرت الفروق الدالة بين المجموعات الفرعية بسبب أفضلية اليد والجنس في
اتجاه الذكور، مع وجود تفاعل دال بين هذين المتغيرين. تعليق على الدراسات السابقة:
من خلال عرضنا للدراسات السابقة يمكننا أن نصل إلى مجموعة من الاستخلاصات
نوجزها فيما يلي:
·
فروض الدراسة:
1.
توجد فروق دالة إحصائياً بين
الذكور والإناث من طلبة الجامعة في الوظائف المعرفية؟. 2.
توجد فروق دالة إحصائياً بين
طلبة الجامعة ذوي التخصصات العملية والتخصصات النظرية في الوظائف المعرفية. 3.
توجد فروق دالة بين أصحاب أنماط
استخدام اليد في الوظائف المعرفية لدى طلاب الجامعة؟. 4.
يوجد تفاعل دال بين الجنس
والتخصص الدراسي وأفضلية استخدام اليد على الوظائف المعرفية؟. 5.
يوجد تفاعل دال بين الجنس
والتاريخ الأسري لاستخدام اليد اليسرى على الوظائف المعرفية؟. ·
مفاهيم الدراسة:
1.
أفضلية استخدام اليد: مفهوم يشير إلى مدى تفضيل الفرد لاستخدام أي اليدين
أو كلاهما في الأنشطة اليومية المعتادة وليست الكتابة فقط، وتتضمن هذه الأنشطة
الكتابة، والرسم، وقذف أو رمي الأشياء، استخدام المقص، استخدام فرشاة الأسنان،
استخدام السكين، استخدام الملعقة، إشعال عود ثقاب، فتح غطاء إناء مغلق... الخ.
وهي الأنشطة التي يقيسها اختبار أفضلية استخدام اليد من إعداد الباحث. 2. الوظائف
المعرفية: هي بعض الوظائف المعرفية التي يختص بها كل نصف من نصفي المخ،
ونقصد بها الذاكرة اللفظية والقدرة على التخطيط وحل المشكلات، وهي ما يقيسها
اختبارا إعادة الأرقام، وترتيب الصور. وكذلك وظائف الذاكرة البصرية، والسيطرة
على المهارات الحركية كما يقيسها اختبارا بنتون وتوصيل الحلقات. ·
إجراءات الدراسة:
1- العينة:
أجريت الدراسة في الفترة من أكتوبر 2000 إلى يناير 2002، على طلبة جامعة الإمارات، وضمت العينة 200 من طلبة الجامعة (100 طالباً، 100 طالبة) من كليات نظرية (أقسام علم النفس والاجتماع) وكليات عملية
(الهندسة والعلوم) ممن يستخدمون اليد اليمنى واليسرى، والذين تراوحت أعمارهم بين
18-25 عاماً، بمتوسط عمر قدره 20.43 سنة، وانحراف معياري 1.58. وبلغت قيمة (ت) لدلالة الفروق بين عمر الذكور
والإناث 1.12، وهي قيمة غير دالة
مما يشير إلى تماثل مجموعتي الدراسة في متغير السن. وقد تم اختيار أفراد العينة
على أساس تقرير الفرد عن استخدامه لأي من اليدين في الكتابة. ويشير جدول (1) إلى خصائص عينة الدراسة. جدول (1) خصائص عينة الدراسة
ويلاحظ
من هذا الجدول أن نسبة الطالبات اللائي يستخدمن اليد اليسرى (31%) أعلى
من نسبة الذكور (25%)، وهي نسبة تخالف
نسبة انتشار استخدام اليد اليسرى في المجتمع، ولا يجد الباحث تفسيراً لهذه
النسبة، وإن كان من المرجح أن تعود إلى أن العينة من طلبة الجامعة ولا يمكن
التعميم منها على مجموع السكان العام. 2-
أدوات
الدراسة: استخدم
الباحث مجموعة من الأدوات التي تتفق وأهداف وفروض الدراسة، وضمت هذه الأدوات
استمارة لجمع البيانات الأساسية لمبحوثي الدراسة مثل الجنس والسن والكلية
والتخصص الدراسي، واستخدام اليد، والتاريخ الأسري لاستخدام اليد اليسرى،
بالإضافة إلى أدوات الدراسة الأساسية والتي يمكن تقسيمها إلى: أداة لقياس أفضلية
استخدام اليد، ومجموعة اختبارات تقيس بعض الوظائف المعرفية التي يقوم بها كل نصف
من نصفي المخ. وفيما يلي وصف هذه الأدوات: 1. استبيان أفضلية اليد (من وضع الباحث): قام الباحث
بإعداد أداة تقيس أفضلية استخدام اليد معتمداً في ذلك على ثلاث أدوات معروفة هي:
مقياس أدنبره لاستخدام اليد Edinburgh Handedness Inventory الذي وضعه أولدفيلد Oldfield عام (1971) والذي يتكون من عشر فقرات خاصة بالعديد من مجالات
استخدام اليد، وهذه المجالات هي: الكتابة، والرسم، وقذف أو رمي الأشياء،
واستخدام المقص، واستعمال فرشاة الأسنان، واستخدام السكين، واستخدام الملعقة،
وإمساك المقشة، إشعال عود الثقاب، وفتح
غطاء صندوق. وفي الصور المعدلة للمقياس تم إضافة بعدين آخرين للأبعاد العشرة
السابقة وهما: استخدام (المنفضة) وإدخال الخيط في الإبرة. أما الأداة الثانية
فهي استبيان ووترلو لليدوية Waterlow Handedness Questionnaire والذي أعده للعربية طه أمير
(ب.ت، ب.ن) ويعتمد -كمقياس أدنبره- على تحديد اليد المفضلة لدى الفرد في القيام
بالعديد من الأنشطة، وإن كان يختلف عنه في عدد عباراته (60 عبارة)، وفي طبيعة الأنشطة التي يقيسها. والأداة
الثالثة هي استبيان آنيت لأفضلية اليد Annett Hand Preference
Questionnaire (Annett, 1985) والذي يتكون من 12 نشاطاً تتضمن 6 من الأنشطة الأساسية كالكتابة والرمي وفرشاة الأسنان
واستخدام المطرقة وإشعال الثقاب، و6 أنشطة غير أساسية كاستخدام المقص وإبرة الخياطة والجاروف ولعب الورق وفتح
إناء، وتتم الإجابة عليه بمتصل من سبع درجات (Annett, 2001). ويرجع عدم استخدام الباحث لأي من هذه الأدوات
إلى أن الأداة الأولى أداة غير مقننة من ناحية، ومختصرة للغاية من ناحية ثانية،
وتهمل العديد من الأنشطة اليومية المهمة كاستخدام التليفون، وحمل الحقيبة، وغير
ذلك من أنشطة من ناحية ثالثة. كذلك تتضمن تعليماتها عدم الإجابة على العبارة
التي تقيس نشاطاً لا يقوم الفرد به.
أما استبيان ووترلو فهو أداة طويلة نسبياً، وبها بعض العبارات المكررة،
وتحتوي عباراته على ألفاظ تحتاج إلى إعادة تقنين لطبيعة العينة التي تدرسها
الدراسة الحالية إذ أنه مقنن على عينة كويتية، كما أنه يتضمن بعض الأنشطة
النادرة في نشاط الأفراد بصفة عامة، وطلبة الجامعة بصفة خاصة، من قبيل إمساك
الفأس، ورمي الرمح، واستخدام أدوات النجارة، ولعب البولنج....الخ. كما أنه يضم
بعض الأنشطة التي لا يصلح بعضها للتطبيق على الإناث (مثل فك مسمار مثلاً)، أو
للتطبيق على الذكور (استخدام الملقاط مثلاً). كما أن الاستبيان يترك للمفحوص
فرصة ليتخيل نفسه وهو يقوم بأي نشاط إذا كان من غير المعتاد أن يقوم به. وتأتي
الأداة الثالثة وهي مكونة من أنشطة أساسية وأنشطة غير أساسية، مما يعني أن بعض
هذه الأنشطة قد لا يمارسه المفحوص، بالإضافة إلى مدرج القياس الذي يتكون من سبع
نقاط توسع من مدى الأفضلية. ومن ثم رأى الباحث أن يقوم بإعداد أداة تتضمن صورة وسطية بين هذه الأدوات،
وتتضمن في نفس الوقت أكثر الأنشطة التي يستخدمها الفرد بشكل شبه يومي، وتصلح
للتطبيق على الجنسين، ولا تدع فرصة للمفحوص بأن يترك نشاطاً دون الإجابة عليه. وقد قام الباحث باختيار بعض الأنشطة من كل
اختبار، اعتبرها الأكثر أهمية
واستخداماً وصلاحية لقياس أفضلية استخدام اليد. حيث اختار من مقياس أدنبره
واستبيان آنيت 9 أنشطة هي:
الكتابة، والرسم، وقذف أو رمي الأشياء، استخدام المقص، استخدام فرشاة الأسنان،
استخدام السكين، استخدام الملعقة، إشعال عود ثقاب، فتح غطاء إناء مغلق. كما
اختار 11 نشاطاً من استبيان ووترلو
هي: طلب رقم تليفون، حمل حقيبة، فتح صنبور المياه، إمساك كوب للشرب والشرب منه،
استخدام الممحاة (الأستيكة)، السلام على الآخرين، ضبط ساعة المنبه، تجفيف الوجه
بالمنشفة، التقاط سماعة التليفون، استخدام المشط في تصفيف الشعر، إمساك المفتاح
وفتح الباب. وبهذا وصلت أنشطة الاستبيان إلى 20 نشاطاً من الأنشطة اليومية التي نمارسها جميعاً
ذكوراً وإناثاً. والاستبيان بهذا
الشكل يعطي تنوعاً في طبيعة الأنشطة التي تقيس أفضلية استخدام اليد، كما يعطي
الفرصة للمفحوص للإجابة على الأسئلة كلها، بدلاً من عدم الإجابة على الأنشطة التي
لم يمر بخبرة فيها كما ينص استبيان أدنبره، أو أن يتخيل المفحوص هذا النشاط كما
ينص اختبار ووترلو، بالإضافة إلى ميزة أخرى هي إمكانية تطبيق الاستبيان على
الجنسين، لتنوعه في الأنشطة التي يستخدمها الذكور والإناث على حد سواء. والاستبيان في صورته النهائية يتكون من ست أعمدة
يتضمن الأول طبيعة النشاط المطلوب تحديد اليد المستخدمة فيه، أما الأعمدة الخمس
الباقية فتتضمن بدائل الاختيارات وهي من اليمين إلى اليسار: دائماً اليد اليمنى،
عادة اليد اليمنى، اليدان معاً، عادة اليد اليسرى، دائماً اليد اليسرى. وتتم
الإجابة على الاستبيان باختيار بديل من هذه البدائل الخمسة. ويعطى البديل الذي
يتم اختياره درجة من خمس هي:5، 4، 3، 2، 1 على الترتيب. وبذلك تتراوح الدرجة الكلية للاختبار
بين 20-100 حيث تشير الدرجة (20-29) إلى استخدام مطلق ودائم لليد اليسرى، والدرجة (30-49) إلى استخدام اليد اليسرى عادة، والدرجة (50-69) إلى استخدام اليدين معاً، والدرجة (70-89) إلى استخدام اليد اليمنى عادة، والدرجة (90-100) إلى استخدام مطلق ودائم لليد اليمنى. وتنص تعليمات الاختبار على: أمامك جدول به 20
نشاطاً من الأنشطة التي نمارسها جميعاً في حياتنا اليومية، وأمام كل نشاط اختيار
من خمسة بدائل، والمطلوب منك أن تضع علامة (X) أمام كل نشاط في العمود الذي
يناسب استخدام اليد المفضلة لديك في هذا النشاط، فإذا كنت تستخدم اليد اليمنى
دائماً ضع العلامة في العمود الأول (دائماً اليد اليمنى)، وإذا كنت عادة
تستخدم اليد اليمنى ضع العلامة في العمود الثاني، وإذا كنت تستخدم اليدين
معاً في النشاط المذكور ضع العلامة في العمود الثالث، وإذا كنت تستخدم اليد
اليسرى عادة ضع العلامة في العمود الرابع، أما إذا كنت تستخدم اليد
اليسرى دائماً في هذا النشاط فضع العلامة في العمود الأخير. أجب على الأسئلة
كلها. ثبات وصدق الاستبيان: قام الباحث بحساب ثبات الاستبيان عن طريق
إعادة التطبيق على عينة مكونة من 45 طالباً وطالبة بعد مرور ثلاثة أسابيع من التطبيق الأول. وتم حساب معامل
الارتباط بين درجات التطبيقين والذي بلغ 0.88 وهي نسبة تشير إلى الثبات العالي للاستبيان. أما الصدق
فتم حسابه عن طريق الصدق الظاهري أو التكويني باعتبار أن الأنشطة التي يقيسها
الاستبيان تعبر عن مجموعة من الأنشطة اليومية التي يمارسها الذكور والإناث، كما
أنها مستمدة من مجموعة من الاستبيانات المعروفة في هذا المجال، وقد صيغت بلغة عربية
فصحى لا تعتمد على أي لهجة محلية، بالإضافة إلى أنها لم تكتب في شكل عبارات أو
أسئلة، وإنما مجرد ذكر النشاط (حمل حقيبة، استخدام سماعة الهاتف ...الخ). 2. اختبارات الوظائف المعرفية: أولاً اختبارات النصف الأيمن: وتتضمن اختبارات تقيس
الذاكرة البصرية، والسرعة الحركية والقدرة على التخطيط. أ-
اختبار بنتون
للاحتفاظ البصري: يعتبر اختبار بنتون للاحتفاظ البصري Benton
Visual Retention Test الذي وضعه آرثر بنتون عام 1974، أحد الاختبارات التي تقيس الإدراك البصري، والذاكرة
البصرية، والقدرة البصرية التركيبية والعلاقات المكانية، والسلوك الحركي. وقد
أعده للعربية طه أمير (1989). ويتكون الاختبار من ثلاث مجموعات بديلة (أ، ب،ج) تتكون كل مجموعة من
عشرة بطاقات، 8 منها تتكون من 3 أشكال (2 من الحجم الكبير والثالث صغير الحجم ويوجد في طرف البطاقة). وهناك أكثر
من طريقة (4 طرق) لتطبيق
الاختبار سواء كان المطلوب هو نسخ الأشكال في المرحلة الأولى، ثم استدعائها في
المرحلة الثانية، أو استدعائها منذ البداية. وعادة ما يستغرق تطبيق كل مجموعة
حوالي 10 دقائق. وقد استخدم
الباحث المجموعة (أ) من البطاقات، والطريقة (د) في التطبيق، والتي يتم فيها عرض
كل بطاقة على المفحوص لمدة عشر ثوان، بعدها يتم إبعاد البطاقة عنه، ويقوم بإعادة
نسخها من الذاكرة بعد مرور خمس عشرة ثانية، وبذلك تصبح هذه الطريقة أقرب الطرق
لقياس الاحتفاظ البصري والذاكرة البصرية قصيرة المدى، نظراً لأن الطرق الأخرى
يتم فيها الاستدعاء بعد 5 ثوان. واعتمد الباحث في تصحيح الاختبار على الطريقة الكمية، حيث يتم
حساب عدد الأشكال الصحيحة (يعطى كل رسم درجة واحدة) أو الخاطئة (يعطى صفراً)،
وبذلك تتراوح الدرجة على المجموعة بين (صفر –عشر درجات). (4
:3-7). ب-
اختبار التعقب أو
الملاحقة (Trail
Making Test): وهو اختبار وضعه رايتان Rietan, 1955ويقيس السرعة العامة للاستجابة، أي سرعة عمليات
المعالجة المركزية أكثر من كونه مقياساً للسرعة الحركية في حد ذاتها (مصري
حنورة، 1985: 317)، كما أنه يقيس التتابع الإدراكي والبصري الحركي.
ويتكون الاختبار من شكلين: (أ) يتكون من مجموعة من الدوائر يوجد بداخل كل منها
رقم، والجزء الثاني (ب) توجد به مجموعة من الأرقام، ومجموعة من الحروف كل منها
داخل دائرة، وعلى المفحوص أن يقوم في تطبيق الجزء الأول بالتوصيل المتسلسل بين
الأرقام، ويقوم في الجزء الثاني بالتوصيل بين الأرقام والحروف بنفس الترتيب، أي
يصل رقم (1) بحرف (A)، ثم
يصله برقم (2) ثم بحرف (B)، وهكذا. ويتم حساب الدرجة على كلا الجزأين بحساب
زمن الانتهاء من التوصيل بالثواني (عبد الستار إبراهيم، 1988:
123). ويُستخدم
الاختبار بشكل عام في تقييم بعض العمليات المعرفية النوعية كالسرعة الحركية،
والتعرف على الأرقام، وتسلسلها، بالإضافة إلى عمليات التنظيم المكاني، والتيقظ Vigilance. أما جزء (أ) فيصلح لتقييم
الذاكرة البعيدة، بينما يرتبط الجزء (ب) بعمليات التفرقة بين الحروف والأرقام،
وتكامل سلسلتين منفصلتين، والقدرة على تعلم مبادئ التنظيم والتخطيط، وحل
المشكلات اللفظية، والعمليات العقلية المعقدة والمرونة العقلية Mental
flexibility ويعد كذلك مؤشراً جيداً لقياس قصور الانتباه. ويتطلب جزء (أ) من الاختبار تفحصاً
بصرياً Visual scanning وتسلسلاً رقمياً، وسرعة في الأداء البصري الحركي. أما جزء
(ب) فيتطلب -بالإضافة إلى ما
يتطلبه الجزء (أ)- القدرة البصرية المكانية للقيام بعملية التوصيل بين الأرقام
والحروف. ويشير انخفاض الأداء على هذا الجزء إلى اضطراب القدرة على تنفيذ وتعديل
خطط العمل، وهي إحدى الوظائف التنفيذية التي يشترك الفص الجبهي في تحقيقها.
وتشير الدرجة المرتفعة إلى الأداء المنخفض، بينما تشير الدرجة المنخفضة إلى
الأداء الأفضل (Alsworth,
2000, Marnate, 2000, p. 237) ثانياً اختبارات النصف الأيسر: وتتضمن اختبارات تقيس وظائف الذاكرة اللفظية، وتخطيط
وحل المشكلات. أ- اختبار إعادة الأرقام: ويقيس
كل من الانتباه، والسرعة العامة للاستجابة، والذاكرة الفورية، والضبط العقلي،
والتتابع السمعي، والتعامل النشط مع الأرقام في الذاكرة العاملة. وقد تم استخدام
الاختبار بشقيه (إعادة للأمام، وللخلف). والدرجة على الاختبار تساوي عدد الأرقام
التي استطاع المفحوص إعادتها بشكل صحيح في أي من المحاولتين، ومن ثم تشير الدرجة
المرتفعة على حسن الأداء (لويس مليكه، 1986، Marnat, 2000, p.162). د- اختبار ترتيب الصور: ويقيس وظائف التنظيم البصري من حيث قدرة الفرد على
فهم وتقدير الموقف الكلي وعلى التخطيط وتقدير العواقب، كما أنه يقيس الذاكرة
البعيدة، وفهم المواقف غير اللفظية، وتقييم المهديات البصرية، وسرعة تشغيل
المعلومات. وتشير الدرجة المرتفعة إلى حسن أداء الفرد (لويس مليكه، 1986: 107-113Marnat,
2000, p. 175,). ·
المعالجات
الإحصائية: تمت الاستعانة بالمعاملات الإحصائية التالية:- 1. التكرارات والنسب المئوية، والمتوسطات الحسابية،
والانحرافات المعيارية. 2. اختبار (ت) لدلالة الفروق بين المتوسطات. 3. اختبار تحليل التباين الأحادي، وحساب قيمة (ف) لدلالة
الفروق بين مجموعات الدراسة وفقاً لأفضلية اليد. 4. اختبار توكي، لمعرفة اتجاه الفروق بين المجموعات. 5. تحليل التباين ذي الاتجاهين لمعرفة أثر تفاعل كل من
الجنس والتاريخ الأسري على الوظائف المعرفية. 6. تحليل التباين ثلاثي الاتجاه لمعرفة أثر تفاعل كل من
الجنس والتخصص الدراسي وأفضلية اليد على الوظائف المعرفية. ·
نتائج الدراسة:
1-
نتائج فرض الدراسة
الأول: يشير جدول (2) إلى نتائج هذا الفرض والخاص بالفروق بين الجنسين من طلبة الجامعة في
الوظائف المعرفية. جدول (2) الفروق بين الطلاب والطالبات في الوظائف المعرفية
ويتبين من الجدول السابق وجود فروق دالة
إحصائياً بين الطلبة والطالبات في كل الوظائف المعرفية ماعدا اختبار توصيل
الحلقات (الجزء أ)، وبلغ مستوى دلالة الفروق 0.001 باستثناء بعد واحد (إعادة الأرقام للخلف) كان عند
مستوى 0.05. وكانت الفروق كلها
في اتجاه الطلبة، مما يشير إلى تفوق الذكور عن الإناث في هذه الوظائف. 2-
نتائج فرض الدراسة
الثاني: يشير جدول (3) إلى نتائج هذا الفرض والخاص بالفروق بين طلبة الكليات النظرية والعملية
في الوظائف المعرفية. جدول (3) الفروق بين
الكليات النظرية والعملية على أدوات الدراسة
ويتبين من هذا الجدول وجود فروق دالة إحصائياً
بين طلبة الكليات النظرية والعملية في كل الوظائف المعرفية ماعدا اختبار ترتيب
الصور، وبلغ مستوى دلالة الفروق (0.05) للذاكرة البصرية، و(0.01) لاختبار توصيل الحلقات بجزأيه، و (0.001) لإعادة الأرقام سواء للأمام أو للخلف، أو الدرجة
الكلية. وكانت الفروق كلها في اتجاه طلبة الكليات العملية، مما يشير إلى تفوقهم
عن طلبة الكليات النظرية. 3-
نتائج فرض الدراسة
الثالث: للتحقق من صحة فرض الدراسة الثالث والمتعلق بالفروق
بين أنماط استخدام اليد في الوظائف المعرفية، قام الباحث بتقسيم العينة الكلية
إلى خمس مجموعات فرعية وفقاً لأفضلية استخدام اليد (اليمنى دائماً، اليمنى عادة،
اليدان معاً، اليسرى عادة، اليسرى دائماً) وذلك من خلال درجاتهم على الاستبيان
الخاص بهذا المتغير. وقد بلغ عدد أفراد كل مجموعة فرعية 40،
101، 16، 28، 15 فرداً على التوالي. واستخدم
لدراسة الفروق بين هذه المجموعات تحليل التباين الأحادي ANOVA One way، ويشير جدول (4) إلى نتائج هذا التحليل. جدول رقم (4) تحليل التباين بين المجموعات الخمس وفقاً لأفضلية استخدام اليد على
الوظائف المعرفية
ويتبين من خلال قيمة (ف) المحسوبة بتحليل التباين وجود فروق دالة بين مجموعات
الدراسة الخمس على كل الوظائف المعرفية باستثناء اختبار ترتيب الصور، وبلغ مستوى
دلالة الفروق (0.001). ولمعرفة اتجاه الفروق بين هذه المجموعات استخدمت طريقة
المقارنات البعدية المتعددة (Post HOC) عن طريق اختبار توكي Tukey وتبين ما يلي:- 1. بالنسبة لاختبار بنتون تبين وجود فروق دالة بين
مجموعتي (اليد اليسرى دائماً، واليد اليسرى عادة)، وكل من مجموعتي (اليدان معاً،
واليد اليمنى عادة) ذلك في اتجاه
مجموعة اليد اليسرى (دائماً وعادة). بينما توجد فروق دالة في اتجاه
مجموعة اليد اليمنى دائماً عند مقارنتها بمجموعة (اليمنى عادة). 2. أما فيما يتعلق بإعادة الأرقام فقد اتضح أن التباين
يرجع إلى فروق دالة في اتجاه مجموعتي (اليمنى دائماً واليمنى عادة) عند
مقارنتهما بمجموعات (اليسرى دائماً واليسرى عادة، واليدان معاًً)، وذلك على كل من
إعادة الأرقام للأمام، وللخلف والدرجة الكلية.
3.
لا توجد فروق دالة بين المجموعات
في ترتيب الصور. 4. يرجع التباين في توصيل الحلقات وجود فروق دالة في
اتجاه مجموعتي (اليمنى دائماً، واليمنى عادة) عند مقارنتهما بالمجموعات الأخرى
(اليسرى دائماً، واليسرى عادة، واليدان معاً)، وذلك في الاختبار بجزأيه (أ، ب). 5. كانت
الفروق بشكل عام دالة في اتجاه مجموعتي (اليسرى دائماً واليسرى عادة) على وظيفة
واحدة هي الذاكرة البصرية، بينما كانت الفروق في اتجاه مجموعتي (اليمنى دائماً،
واليمنى عادة) في باقي الوظائف (لغوية لفظية، وسرعة حركية، وسيطرة حركية). 4-
نتائج الفرض الرابع: للتأكد من صدق فرض الدراسة الرابع المتعلق بمدى تأثر
الوظائف المعرفية بالتفاعل بين الجنس وأفضلية اليد والتخصص الدراسي، أجرى الباحث
تحليل التباين الثلاثي Three way
ANOVA
لدرجات أفراد العينة على أدوات الدراسة المختلفة، باعتبار أن الجنس والتخصص
الدراسي وأفضلية استخدام اليد تمثل المتغيرات المستقلة، بينما تمثل الوظائف
المعرفية المتغيرات التابعة . ويشير جدول (5) إلى نتائج هذا التحليل. جدول (5) نتائج تحليل التباين الثلاثي لأثر الجنس
والتخصص الدراسي وأفضلية استخدام اليد
وتشير النتائج الواردة في جدول (5) إلى مجموعة من
الملاحظات نوردها فيما يلي:-
5- نتائج فرض الدراسة الخامس: يشير جدول (6) إلى نتائج هذا الفرض والمتعلق بمعرفة
مدى تأثير التفاعل بين استخدام اليد كما أقر أفراد العينة (يد يمنى أو يسرى فقط)
في البيانات الأساسية، ووجود تاريخ أسري لاستخدام اليد اليسرى. وقد أجرى الباحث
تحليل التباين المزدوج أو ذي الاتجاهين Two
way ANOVA
لدرجات أفراد العينة على أدوات الدراسة المختلفة، باعتبار أن استخدام اليد
والتاريخ الأسري تمثل المتغيرات المستقلة، بينما تمثل الوظائف المعرفية
المتغيرات التابعة. وتشير
النتائج الواردة في جدول (6) إلى مجموعة من الملاحظات نوردها فيما يلي:- 1.
بالنسبة للذاكرة البصرية توجد
فروق دالة عند مستوى (0.001) تعزي لأفضلية اليد (يمنى أو يسرى)، بينما لم تظهر
فروق دالة يمكن عزوها للتاريخ الأسري، كما تبين وجود تفاعل دال بين استخدام اليد
والتاريخ الأسري عند مستوى (0.01). 2.
بالنسبة لإعادة الأرقام للأمام وللخلف
والدرجة الكلية، تبين وجود فروق دالة عند مستوى (0.001) تعزى إلى أفضلية استخدام
اليد، بينما لم توجد أي فروق دالة يمكن عزوها للتاريخ الأسري. كما لم يظهر أي
تفاعل دال بين المتغيرين المستقلين. 3.
بالنسبة لترتيب الصور تبين وجود
فروق دالة تعزى إلى التاريخ الأسري فقط عند مستوى (0.05)، ولم يوجد أي تفاعل دال
بين أفضلية اليد والتاريخ الأسري. 4.
بالنسبة لتوصيل الحلقات تبين
وجود فروق دالة في جزأيه تعزى لاستخدام اليد فقط، ولم يوجد أي تفاعل بين استخدام
اليد والتاريخ الأسري. جدول (6) نتائج تحليل التباين الثنائي لأثر استخدام
اليد والتاريخ الأسري
* مناقشة النتائج:
1- مناقشة نتائج الفرض
الأول: يشير مجمل نتائج هذا الفرض إلى تفوق الطلاب عن الطالبات في
معظم الوظائف المعرفية كالذاكرة البصرية قصيرة المدى (اختبار بنتون)، والانتباه
والذاكرة الرقمية الفورية (إعادة الأرقام)، ووظائف التنظيم البصري والقدرة على
التخطيط وتقدير العواقب، وسرعة تشغيل المعلومات، وفهم المواقف غير اللفظية،
ومفهوم الوقت والتتابع الزمني (ترتيب الصور)، وسرعة الوظائف البصرية-الحركية،
والتنظيم البصري المكاني (توصيل الحلقات). وبالنظر إلى طبيعة التناظر المخي لهذه
الوظائف يتبين لنا أن الطلاب كان أداؤهم أفضل من الإناث في استخدام نصفي المخ إذ
أن بعض هذه الوظائف يتمركز في النصف الأيمن (التنظيم البصري الحركي، والذاكرة
البصرية)، والبعض الآخر يتمركز في النصف الأيسر (الذاكرة اللفظية، والقدرة على
التخطيط وتقدير العواقب).
والحقيقة أن بعض هذه الفروق جاء كما هو متوقع من خلال ما هو متاح في
التراث العلمي، والبعض الآخر جاء مختلفاً مع ما هو معروف في هذا المجال. ويمكننا
تفسير الفروق بين الجنسين في هذه الدراسة في ضوء العوامل الاجتماعية والثقافية
للمجتمع العربي بشكل عام والمجتمع الإماراتي بشكل خاص، إذ تلعب عملية التنشئة
الاجتماعية دوراً كبيراً في تشكيل اهتمامات وأنشطة كل من الجنسين. وعلى سبيل
المثال فإن ارتفاع القدرة البصرية المكانية لدى الذكور يمكن أن نرجعه إلى الدور
المتوقع من الذكور في زيادة استقلاليتهم التي تدفع بهم إلى القيام بالعديد من
الأنشطة التي تساعدهم على اكتشاف البيئة والتعامل معها مما يزيد من القدرة
المكانية لديهم، بالإضافة إلى زيادة قدرتهم على اتخاذ القرار وتحمل المسؤولية،
مما يزيد من قدراتهم اللغوية أيضاً، ومن ثم جاء تفوق الذكور عن الإناث في مهارات
نصفي المخ (المكانية واللغوية). ويتفق هذا مع ما أشار إليه كينسبورن (Kinsburne,
1982)
من أن الطريقة التي يتعلم بها الفرد ويتعود عليها في خبراته الحياتية التي مر
بها وعاشها على مدى سنوات يمكن أن تنمي مهارات نصف المخ المسؤول عن هذه الأساليب
(Kolb
& Whishaw, 1990, p. 371). والحقيقة أن المجتمع ينمي عادة الأنشطة الحركية
والبصرية المكانية لدى الذكور، بينما يركز المجتمع على دور المرأة في المجالات
غير العملية. ويرى الباحث أن هذه النتيجة يمكن تفسيرها أيضاً بزيادة عدد الطلاب
في الكليات العملية التي تتطلب موادها القدرات الحسابية والاستدلال والتجريب. وقد
ترجع الفروق بين الجنسين في الوظائف اللغوية إلى ما يراه البعض من أن وظائف
اللغة عند الإناث أقل تناظراً Less
lateralized عنها لدى الذكور، ومن ثم لا توجد في نصف بعينه، ومن هنا جاءت
الفروق بين الجنسين في وظائف اللغة (Hough et al., 1994; Knecht et al., 2000). وإذا
ما نظرنا إلى نتائج الدراسات السابقة ومدى اتفاقها أو اختلافها مع نتائج الدراسة
الحالية يمكنا أن نلاحظ تبايناً كبيراً بينها. فبعض الدراسات أشار إلى وجود فروق
بين الجنسين في الوظائف المعرفية بشكل عام (Bishop, 1990; Bouma, 1995)، وبعضها أشار إلى تفوق الذكور
عن الإناث في مهارات النصف الأيمن والنصفين معاً (صلاح مراد، 1982، مصطفى كامل،
1993، Soliman, 1989 Al-Biali, 1993)، وهو ما يتفق ونتائج الدراسة
الحالية بشكل عام. أما من حيث طبيعة الوظائف المعرفية فإن تفوق الذكور في القدرة
البصرية المكانية واستدعاء الأشكال الهندسية، والقدرات الحسابية يتفق مع ما توصلت
إليه دراسات (Kolb & (Whishaw, 1990, p.391; Garcia, 1994; Van Garcia,
1994; Van Strien & Bouma,1996). ومع ذلك لا تتفق هذه النتيجة
مع ما أشارت إليه دراسات أخرى من تفوق الإناث –وليس الذكور كما جاء في الدراسة
الحالية- في مهارات التآزر البصري الحركي والرسم (Kimura, 1991; Hall &
Kimura, 1995). أما ما
يتعلق بتفوق الذكور على الإناث في وظائف النصف الأيسر فإن هذه النتيجة تأتي
مناقضة لما هو معروف من ميل الإناث للاعتماد على وظائف النصف الأيسر، كما أشارت
آنيت (Annett, 1985) ودراسة كوران (Coran, 1993) فالإناث يتفوقن في القدرة
اللفظية عن الذكور، وخاصة اللغة الاستقبالية أو التعبيرية، وكذلك الطلاقة
اللفظية. ويبقى
أن نشير في النهاية إلى أن هذا التباين الكبير في النتائج يجعلنا لا ننظر إلى
متغير الجنس باعتباره عاملاً حاسماً في الفروق بين الذكور والإناث في الوظائف
المعرفية، وإنما نضع في اعتبارنا مجموعة أخرى من العوامل الثقافية والوراثية
والتعليمية والأسرية يمكنها أن توضح لنا طبيعة هذه الفروق، وهو ما سنحاول التوصل
إليه عند مناقشة نتائج باقي فروض الدراسة. 2- مناقشة نتائج
الفرض الثاني:- أشارت نتائج هذا الفرض إلى تفوق طلبة الكليات العملية في
معظم الوظائف المعرفية، كالذاكرة البصرية والتتابع السمعي، والضبط العقلي،
والسرعة العامة للاستجابة، بالإضافة إلى التتابع البصري الحركي. ولم تظهر أي
فروق دالة متعلقة بالتنظيم البصري وفهم المواقف غير اللفظية، وتقييم المهديات
البصرية وهي الوظائف التي يقيسها اختبار ترتيب الصور. وتعني هذه الفروق تفوق
طلبة الكليات العملية في مهارات كل من النصف الأيمن (الذاكرة البصرية، والقدرة
على التركيب البصري المكاني)، والنصف الأيسر والتي تشمل الوظائف اللغوية
والتتابع السمعي، والذاكرة العاملة الرقمية، والقدرة على تحويل أنماط التفكير Shift thought pattern كما يسميها مارنيت (Marnat,
2000,p. 162) والتي يقيسها
اختبار إعادة الأرقام. ويمكن تفسير هذه النتائج بشكل عام في ضوء طبيعة المواد
الدراسية التي يدرسها طلبة الكليات العملية، تلك المواد التي تعتمد على القدرات
الرياضية والتجارب العملية والمهارات العلمية والتفكير المنطقي والقدرة على
الاستنتاج، وهي مهارات تتمركز في النصف الأيسر، بالإضافة إلى مهارات النصف
الأيمن كالقدرات البصرية المكانية. ويعني ذلك أن هذه المواد التي يقوم الطلبة
بدراستها في الكليات العملية تنمي لديهم مهارات نصفي المخ. وكما يقول كنيكت
وزملاؤه (Knecht et al., 2000)، فإن الأفراد يستخدمون كلاً من
نصفي المخ بطريقة متكاملة للتعامل مع أنواع مختلفة من المعلومات، ولكن معظم
الأفراد يميلون لاستخدام استراتيجيات تعلم مرتبطة بنصف أو بآخر أو بالنصفين،
ولذلك بعضهم يكون أيسر السيطرة المخية Left
brain dominant، أو أيمن السيطرة، أو ثنائي السيطرة Bilateral brain dominant. ويبدو أن طلبة الكليات العملية وما تمليه عليهم
طبيعة المواد الدراسية يميلون لاستخدام نصفي المخ بصورة أكبر من طلبة الكليات
النظرية. فهم بحاجة إلى مهام النصف الأيسر الذي يعمل على تشغيل المعلومات
اللفظية، ويتعامل مع الرموز بشكل جيد، ويقوم بعمليات التجريد، والتعرف على
الفروق، والقدرات المنطقية. وهو النصف الذي يعمل بطريقة خطية تبدأ من الجزء
وتربطه بالكل بطريقة منطقية وصولاً للاستخلاصات والاستنتاجات وحل المشكلات. كما
أنهم في حاجة أيضاً إلى مهام النصف الأيمن الذي يقوم بتشغيل المعلومات غير اللفظية العيانية والمكانية،
ويهتم بأوجه الشبه بين الأشياء، ويعمل بطريقة كلية جشطالتية، بالإضافة إلى
القدرة على استرجاع المعلومات المكانية. ومن هنا جاء تفوق طلبة الكليات العملية
على طلبة الكليات النظرية في مهارات نصفي المخ وليس نصفاً واحداً كما كان يتوقع.
وتتفق نتائج الدراسة الحالية مع ما توصلت إليه الدراسات
السابقة التي أشارت إلى تفوق طلبة الكليات العملية في مهارات نصفي المخ، أو
النصف الأيمن (Al-Biali, 1993 ، على الديب، 1993)، بينما
تختلف مع ما أشارت إليه بعض الدراسات من تفوق طلبة الشعب الأدبية أو الكليات
النظرية في مهارات النصف الأيسر (صلاح مراد، 1982، (Soliman, 1989; Al-Biali, 1993 باعتبار أن الكليات النظرية
تنمي مساقاتها أو موادها التدريسية عمل النصف الأيسر لأنها تعتمد على القدرات
اللفظية والتذكر بينما تنمي مواد الكليات العملية عمل النصف الأيمن لأنها تعتمد
في طبيعتها على القدرات الرياضية والمكانية والحركية والعملية (التجريب). وقد ترجع الفروق إلى أن نظم التعليم في مجتمعاتنا تعمل
على تنمية التعلم اليدوي متمثلاً في الموسيقى والأنشطة الرياضية وأعمال الفك
والتركيب وهي من وظائف النصف الأيمن بينما تغفل بشكل أو بآخر تنمية المهارات
اللغوية التي يقوم بها النصف الأيسر. وتعني هذه النتيجة أن طلبة الكليات النظرية
في الدراسة الحالية قد يفتقدون إلى المهارات التعليمية التي يُفترض أنها تنمي وظائف
النصف الأيسر باعتباره النصف اللغوي، وهو ما يعتمدون عليه في دراستهم. أو قد
تكون الأدوات المستخدمة في الدراسة أغفلت قياس وظائف اللغة بشكل جيد، واكتفت
بدراسة الذاكرة الرقمية، ومن ثم لا يمكن التعميم من هذه النتائج خاصة فيما يتعلق
بالوظائف اللغوية. 1.
مناقشة نتائج الفرض
الثالث: أشارت
نتائج هذا الفرض إلى جود فروق في الوظائف المعرفية باختلاف أفضلية استخدام اليد،
وكانت الفروق في صالح مستخدمي اليد اليسرى بشكل عام (اليسرى دائماً واليسرى
عادة) في الذاكرة البصرية قصيرة المدى، والقدرة على التركيب البصري كما يقيسها
اختبار بنتون، بينما كانت الفروق في صالح مستخدمي اليد اليمنى بشكل عام (اليمنى
دائماً، واليمنى عادة) في كل من الذاكرة اللفظية الفورية، والضبط العقلي كما
يقيسها اختبار إعادة الأرقام، وحل المشكلات اللفظية، والقدرة على التخطيط
والتنظيم، والسرعة والتتابع البصري الحركي، والسيطرة الحركية، والتنظيم المكاني
كما يقيسها اختبار التعقب. وإذا نظرنا إلى طبيعة هذه الوظائف نجد بعضها يتعلق
بوظائف النصف الأيمن، وهي تلك التي تفوق فيها مستخدمو اليد اليسرى، والبعض الآخر
يتعلق بوظائف النصف الأيسر، وهي تلك التي تفوق فيها مستخدمو اليد اليمنى. وتأتي
هذه النتيجة منطقية ومتسقة مع كل ما ذكر في التراث من تخصص نصفي المخ في وظائف
بعينها، وما يرتبط به هذا التخصص مع أفضلية استخدام اليد. فالقدرات المكانية
وتشغيل المعلومات والعلاقات البصرية وخاصة التوجه المكاني تتمركز في النصف
الأيمن (Reuter et al., 1990; Bryden et al., 1994; Springer &
Deutsch, (1999; Rotenberg & Weinberg, 1999; Marnat, 2000,p. 402; McManus,
2002,p. 178). وتأتي
النتيجة المتعلقة بالذاكرة اللفظية الفورية بالإضافة إلى الذاكرة البصرية
الفورية متسقة مع مهام الذاكرة العاملة التي تعمل على حفظ المعلومات في المخ
لفترات زمنية قصيرة (30 ثانية فأقل) واستخدام هذه المعلومات في التفكير وحل
المشكلات. وتشتمل هذه الذاكرة على آليات تخزين تحافظ على محتواها في حالة نشطة،
وهي تتكون من نظامين فرعيين أحدهما لفظي، والآخر مكاني، ومن ثم فهي تتمركز في نصفي
المخ. وتؤكد هذه الحقيقة أن إصابات النصف الأيمن عادة ما تؤدي إلى اضطراب
الذاكرة العاملة المكانية، بينما تؤدي إصابات النصف الأيسر إلى اضطراب الذاكرة
العاملة اللفظية (Jonides et al., 1993; Reuter et al., (2000).
وعلى الرغم من أن التراث العلمي يشير إلى اختلاف تناظر القدرة المكانية
باختلاف أفضلية اليد (Annett, 1992; Jones & Martin, 1997;
Sinclair, 2001) وهو ما أكدته أيضاً نتائج الدراسة الحالية إلا أن هناك العديد
من الدراسات لم يربط بين استخدام اليد اليسرى وتفوق المهارات المكانية (Cornish,
1996; Annett, (1992)، ولم تتوصل نتائج دراسة آنيت إلى فروق دالة بين
مستخدمي اليد اليمنى ومستخدمي اليد اليسرى في القدرة المكانية وهي نتيجة غريبة
وغير متوقعة بالنسبة لها، بينما ظهرت الفروق بين مجموعات أفضلية اليد. وقد فسرت
آنيت ذلك باعتبار أن التخصص المخي للوظائف البصرية المكانية معقد بدرجة أكبر مما
هو معتقد، وكما يشير آرون (Aaron, 1996) فمن المحتمل أن يكون هناك
تمثيلات معرفية Cognitive presentations ثنائية للمكان. وترى آنيت أن
الأمر لا يتعلق فقط بالاستخدام الأيمن أو الأيسر، وإنما بدرجة الاستخدام ودرجة
الأفضلية، كما أن القدرة المكانية البصرية لا تختلف بسبب أفضلية اليد فحسب،
وإنما بسبب وجود أو غياب جين يساعد النصف الأيسر في التعامل مع اللغة، ويسبب
تفوق النصف الأيمن في المهارات المكانية(Annett, 1992). كما أن مهارات القدرة المكانية
التي تسكن في النصف الأيمن إنما هي في الحقيقة مهارات يلعب نصفا المخ فيها
دوراً، ومن ثم فهي تتطلب مساهمة دالة من النصف الأيسر (Mehta & Newcomb, 1991;
(McKlevie & Aikins, 1993; Richardson, 1993; Cornish, 1996). وإذا
كان أداء مستخدمي اليد اليمنى على الذاكرة اللفظية الفورية أفضل من أداء مستخدمي
اليد اليسرى، مما يشير إلى أن النصف الأيسر هو المسيطر على هذه الوظائف، فإن هذا
لا يعني تعطل النصف الأيمن في اللغة إذ أنها وظيفة تكاملية يشترك النصفان في
أدائها، ويظل للنصف الأيسر أثر كاف ومانع ومسيطر على النصف الأيسر فيما يتعلق
بهذه الوظائف، وهو ما يحتاج إلى مزيد من الدراسة.
وتأتي الفروق بين المجموعات في توصيل الحلقات في صالح مستخدمي اليد
اليمنى مما يشير إلى سيطرة النصف الأيسر بشكل عام على الوظائف الحركية، وهو ما
يؤكده آرون (Aaron, 1996)من ارتباط المهارات الحركية أكثر باليد اليمنى. ويأتي
عدم وجود فروق في ترتيب الصور بين مستخدمي اليد اليمنى واليد اليسرى متعارضاً مع
ما أشارت إليه نتائج دراسة ليفي (Levy,1985) من عدم وجود فروق دالة في
الاختبارات اللفظية، بينما كانت الفروق دالة في الاختبارات العملية لمقياس
وكسلر، وهو ما لم يتحقق في الدراسة الحالية. والخلاصة
فيما يتعلق بهذا الفرض أن النتائج مازالت متناقضة مع ما هو متوفر في التراث
العلمي في هذا المجال، فبعضها يؤكد هذه الفروق والبعض الآخر يعتبرها فروقاً
ضئيلة، والبعض الثالث ينفي وجودها أصلاً. 2.
مناقشة نتائج الفرض
الرابع: إذا كانت الفروق التي أوضحتها نتائج
فروض الدراسة الثلاثة السابقة لم تحل المشكلة فيما يتعلق بمتغيرات الجنس والتخصص
الدراسي وأفضلية استخدام اليد من حيث اتساقها أو تناقضها مع ما هو موجود في
التراث، فقد جاءت نتائج فرض الدراسة الرابع لتشير إلى وجود أثر لتفاعل دال بين
كل من التخصص الدراسي وأفضلية استخدام اليد في وظائف السرعة العامة للاستجابة،
والذاكرة الفورية والضبط العقلي كما يقيسها اختبار إعادة الأرقام، كما تبين وجود
أثر لتفاعل دال بين الجنس وأفضلية استخدام اليد في وظائف التنظيم البصري الحركي
والتخطيط وتقدير العواقب وتقييم المهديات البصرية كما يقيسها اختبار ترتيب
الصور. وإذا نظرنا إلى الجزئية الأولى من هذه
النتيجة في ضوء الفروق بين طلبة
الكليات العملية والنظرية، وفي ضوء الفروق بين مستخدمي اليد تبين لنا أن هذين
المتغيرين (طبيعة التخصص الدراسي وما تنميه من مهارات النصف الأيسر، وأثر أفضلية
استخدام اليد اليمنى في سيطرة وظائف النصف الأيسر على هذه الوظائف) يؤثران بشكل
جوهري على وظائف النصف الأيسر الخاصة بسرعة الاستجابة والذاكرة اللفظية الفورية.
ومن ثم فإن ما طرحناه في نهاية مناقشتنا لفرض الدراسة الأول من أن متغير الجنس
فقط ليس كافياً لتفسير الفروق بين الذكور والإناث، وأن هناك عوامل أخرى تزيد من
أثر التفاعل في تحديد التناظر المخي، قد تأكد في هذا الفرض. وتتضح الصورة أكثر
إذا نظرنا إلى النتائج الخاصة بترتيب الصور في هذا الفرض، فقد تبين لنا في نتائج
الفروض السابقة عدم وجود فروق دالة في الوظائف التي يقيسها هذا الاختبار يمكن
عزوها إلى طبيعة أفضلية استخدام اليد، ولكن ظهر في نتائج هذا الفرض أن هناك
تفاعلاً دالاً بين الجنس واليدوية، مما يشير إلى أن متغيراً واحداً لا يكفي
لتفسير ما نراه من فروق أو ما نراه من تعارض في نتائج الدراسات. 3.
مناقشة نتائج الفرض
الخامس: أشارت
نتائج فرض الدراسة الخامس إلى وجود فروق دالة في الذاكرة البصرية المكانية فقط،
يمكن عزوها إلى استخدام اليد، وهو ما سبق وأن أشارت إليه نتائج الفرض الثالث،
بينما لم تكن هناك فروق دالة يمكن عزوها إلى متغير التاريخ الأسري لاستخدام اليد
اليسرى. ومع ذلك فقد أظهرت النتائج وجود تفاعل بين هذين المتغيرين (استخدام اليد
والتاريخ الأسري). وتعني هذه النتيجة أن مستخدمي اليد اليسرى تتمركز الوظائف
المكانية لديهم في النصف الأيمن وهو نفس النصف الذي تتمركز فيه نفس الوظائف لدى
مستخدمي اليد اليمنى، مما يشير إلى احتمالية وجود انقلاب في التناظر المخي Reversed laterality، وأن هذا الانقلاب يرجع إلى
عامل وراثي ظهر نتيجة تفاعل التاريخ الأسري لاستخدام اليد اليسرى Familial Sinistrality. وقد أشار البعض إلى أن مستخدمي اليد اليسرى يوجد لديهم تمثيل
ثنائي للوظائف المعرفية في نصفي المخ
بصورة أكبر من الذين يستخدمون اليد اليمنى، والذي يرجع إلى حجم الجسم
الجاسيء والذي قد يكون له دور أيضاً في انعكاس التناظر (Witelson & Goldsmith,1991;
Cornish, 1996; Kathleen & (Eliassen,1998). وتؤكد
آنيت (Annett, 1992) على دور التاريخ الأسري لاستخدام اليد اليسرى مع
درجات أفضلية اليد في الوظائف المكانية، وخاصة الذاكرة البصرية المكانية، وهو ما
تشير به إلى وجود جين يتسبب في هذه اليدوية في نظريتها المسماة بنظرية التحول
الأيمن Right shift theory. ويرى ماكمناص (McManus,
2002)
أن مسألة ارتباط اليدوية بسيادة اللغة والوظائف المعرفية الأخرى مسألة مشكوك
فيها إذ أن مراكز اللغة توجد في النصف الأيسر لدى مستخدمي اليد اليمنى، بينما
توجد نفس المراكز في نفس النصف لدى 70 % من مستخدمي اليد اليسرى، وأن 30 % فقط
منهم توجد المراكز لديهم في النصف الأيمن. وعلى ذلك فإن معظم مستخدمي اليد
اليسرى يتشابهون مع مستخدمي اليد اليمنى في تناظر الوظائف المعرفية (47 :197). - الخلاصة والتوصيات:- تأتي
نتائج الدراسة الحالية لتتفق وتختلف مع نتائج العديد من الدراسات التي أجريت في
مجال الوظائف المعرفية وعلاقتها بكل من سيطرة المخ أو أفضلية استخدام اليد، ومن
ثم لم تحل المعضلة التي يتبناها باحثو العلوم العصبية منذ فترة طويلة، والمتعلقة
بمدى تأثير اليدوية على هذه الوظائف. كما أن أفضلية استخدام اليد يبدو أنها
تتأثر بالعوامل الأسرية والثقافية والتعليمية والبيئية والوراثية وإصابات المخ
في الطفولة المبكرة (Aaron, 1996)، وأنه من الصعب أن نحدد أياً من
هذه العوامل هو العامل الحاسم. والوظائف المعرفية -على الرغم من التقدم العلمي
الذي أحرزته العلوم العصبية في هذا المجال- مازالت في حاجة إلى المزيد من
الدراسات لعدم اتساق النتائج وتباينها بشكل كبير. ويبدو أن مفهوم التناظر
الوظيفي مفهوم غير كاف لتفسير الاختلافات الإدراكية والمعرفية والحركية، ومن ثم
يمكن اعتبار العمليات الوظيفية في أغلبها عمليات تكاملية تعتمد على نصفي المخ.
فالدراسات النيوروسيكولوجية وتصوير المخ تشير إلى أن العمليات المعرفية الكلية
إنما تتكون من مكونات عدة، وهذه المكونات موزعة على نصفي المخ، ولكنها تبدو
موحدة لأن هناك تكاملاً بين النصفين عن طريق الجسم الجاسيء (Kathleen
& Eliassen, 1998) فالنصف الأيمن يمكنه المشاركة في وظائف النصف
الأيسر وخاصة في مجال اللغة التي تعتبر وظيفة حصرية للنصف الأيسر كما هو معروف،
كما أن مهارات القدرة المكانية التي يُفترض أنها تسكن في النصف الأيمن إنما هي
في الحقيقة مهارات يلعب نصفا المخ فيها دوراً، ومن ثم فهي تتطلب مساهمة دالة من
النصف الأيسر (Mehta & Newcomb, 1991, (McKlevie & Aikins, 1993;
Richardson, 1993; Cornish, 1996) فما بالنا بالوظائف الأخرى؟. ومن السهل كما يقول
ماكمناص (McManus, 2002) أن نتحدث عن نصفي المخ باعتبارهما عضوين مختلفين
لكل منهما شخصيته المستقلة، ولكن الحال ليس كذلك، فكل منهما يعمل مع الآخر
ويتعاونان معاً لتكوين شخصية فريدة ومتميزة للفرد (47 : 180).
والخلاصة أن النتائج التي توصلت إليها الدراسة الحالية – على الرغم من
أهميتها- تعد نتائج مبدئية لا يمكن تعميمها لعدة أسباب: أولها أن الفئة التي
تناولتها الدراسة تضم طلبة الجامعة، وهي فئة لا يمكن التعميم منها على المجموع
العام للسكان. وثانيها أن عينة الدراسة ضمت عدداً من الإناث ممن يستخدمن اليد
اليسرى أكبر من عدد الذكور، وهي نسبة تأتي عكس ما هو معروف من نسبة انتشار السمة
بين الذكور والإناث (الذكور أكثر). وثالث الأسباب أن عدد الأفراد مستخدمي اليد
اليسرى بشكل عام كان عدداً قليلاً، ومن ثم فإن تدرج أفضلية اليد في هذه الفئة قد
لا يكون ممثلاً بشكل كاف. وفي
ضوء ما سبق يضع الباحث مجموعة من التوصيات يمكن إجمالها فيما يلي:- 1.
إجراء المزيد من الدراسات
باستخدام عينات أكبر لمزيد من تمثيل الأفراد وخاصة مستخدمي اليد اليسرى، ولتجنب
انخفاض المجموعات الفرعية، كما حدث في الدراسة الحالية. كما يجب أن يكون أساس
اختيار أفراد العينة مقياس أفضلية اليد وليس إقرار المفحوص بأنه يفضل يد عن
أخرى. 2.
إجراء بحوث تتضمن في أساسها
بالإضافة إلى أفضلية اليد أفضلية القدم Footedness وأفضلية العين Eyeness، وأفضلية الأذن Earness، باعتبار أن هذه الأفضليات تعبر بشكل أكبر عن السيادة المخية في
وظائف الحركة والسمع والإبصار، ومن ثم دراسة المزيد من الوظائف المعرفية
والحركية التي تعكس طبيعة التناظر الوظيفي. 3.
إجراء مزيد من الدراسات على فئات
عمرية مختلفة، وخاصة الأطفال للتعرف على طبيعة أفضلية استخدام اليد والوظائف
المعرفية بشكل مبكر. 4.
إجراء دراسة على متصل أفضلية
اليد لدى كل جنس على حدة، بدلاً من الاكتفاء بعينات تضم الذكور والإناث، من
منطلق أن طبيعة انتشار استخدام اليد اليسرى أكثر لدى الذكور، وللتعرف على طبيعة
الفروق في الوظائف المعرفية في علاقتها بأفضلية استخدام اليد لدى كل نوع. 5.
إجراء دراسة حول تأثير أفضلية
استخدام اليد لدى مستخدمي اليد اليمنى، ومستخدمي اليد اليسرى كل على حدة، للتعرف
على أثر ذلك على الوظائف المعرفية. المراجع
1.
سامي عبد القوي(1995). : علم
النفس الفسيولوجي. الطبعة الثانية، القاهرة، مكتبة النهضة المصرية. 2.
سامي عبد القوي (2001): علم
النفس العصبي: الأسس وطرق التقييم. جامعة الإمارات، رقم 62 مطبوعات جامعة
الإمارات. 3.
صلاح مراد، محمد عبد القادر
(1982): أنماط التعلم والتفكير لطلاب الجامعة وعلاقتها بالتخصص الدراسي. مجلة
كلية التربية، جامعة المنصورة، 5 (1): 113-141. 4.
طه أمير (1989): اختبار الحفاظ
البصري. الكويت، دار القلم. 5.
طه أمير(ب.ت): استبيان ووترلو
لليدوية: النسخة العربية. (ب.ن). 6.
عبد الستار إبراهيم (1988): علم
النفس الإكلينيكي: مناهج التشخيص والعلاج النفسي. الرياض، دار المريخ للنشر. 7.
علي محمد الديب (1994): أداء
الذين يستخدمون اليد اليسرى في الكتابة وأنماط التعلم والتفكير. مجلة علم النفس،
العدد 30: 104-121. 8.
علي مهدي كاظم، عامر حسن (1999):
أنماط السيطرة المخية لدى طلبة كلية التربية في جامعة قار يونس. مجلة علم النفس،
العدد 49: 6-17. 9.
لويس كامل مليكه (1997): التقييم
النيوروسيكولوجي، القاهرة، مطبعة فيكتور كيرلس. 10.
محمد محمود الشيخ (1999):
العلاقة بين أسلوب التعلم والتفكير المعتمد على أفضلية استخدام نصفي الدماغ
والتآزر الحركي-البصري المنفرد والثنائي لدى عينة من أطفال الصف السادس الابتدائي.
مجلة علم النفس، العدد 52: 64-85. 11.
مصطفى كامل (1993): أساليب
التعلم والتفكير لدى طلاب الجامعة: دراسة مقارنة عبر ثقافية في ست دول عربية.
مجلة كلية التربية، جامعة المنصورة، 12: 1-26. 12.
Aaron, L. (1996): Cerebral laterality
and atypical dominance: A critical review of a case study. [On line]
available: http://www.yetiarts.com/aaron/science/neuropsych.html 13.
Al-Biali, M. (1993): Inferred
Hemispheric Thinking Style, Gender and Academic Major among United Arab
Emirates College Students. Perceptual and Motor Skills, 76: 971-977. 14.
Al-Biali, M. (1996): Inferred
Hemispheric Style and Problem-Solving Performance. Perceptual and Motor
Skills, 83: 427-434. 15.
Alsworth, M (2000): The Trail Making
Test. [On line] available http://neuropsych.memphis.edu/neuropsych/nb-test1.htm 16.
Annett, M. (1985): Left, right hand
and brain: The Right Shift Theory. London, Garlbaum. 17.
Annett, M. (1992): Spatial ability in
subgroups of left and right handers. British J. Psychology, 83, 4: 493-515. 18.
Annett, M. (1998a): Handedness and
cerebral dominance: The right shift theory. J. Neuropsychiatry, 10: 459-469. 19.
Annett, M. (1998b): Stories about
hands, brains and minds. Brain and Language, 65: 356-358. 20.
Annett, M. (1998c): Language, speech
and cerebral dominance. Current Psychology of Cognition, 17:1118-1125. 21.
Annett, M. (1999): Handedness and
lexical skills in undergraduate. Cortex, 35: 357-372. 22.
Annett, M. (2000): Predicting
combination of left and right asymmetries. Cortex, 36: 485-505. 23.
Annett, M. (2001): Subgroups
handedness and the probability of nonright preference for foot or eye and
nonright-handed parent, Perceptual and Motor Skills, 93,3: 911-914. 24.
Beaumont, J., Young, A., McManus, I.
(1984): Hemisphericity: A critical review, Cognitive Neuropsychology,1:
191-212. 25.
Bishop, P.(1990): Handedness,
Clumsiness and Developmental Language Disorders. Neuropsychologia,28:682 26.
Bouma, A. (1995): Sex and Familial
Sinistrality Difference in Cognitive Abilities. Brain and Cognition, 27,
2:143-144. 27.
Bryden, M., McManus, I.,
Bulman-Fleming, M. (1994): Evaluating the empirical support for the
Geschwind-Galabadura model of cerebral Lateralization. Brain and Cognition,
12: 240-266. 28.
.Cornish, L. (1996): The Geschwind
& Galabadura Theory of Cerebral Lateralization: An Empirical Evaluation.
Current Psychology, 15, 1: 68-77. 29.
Gabbard, C. (1997): Coming to terms
with laterality. J. Psychology, 131, 5: 561-565. 30.
Garcia, C. (1994): Gender differences
in young children’s interaction. Research Quarterly for Exercise and Sports,
65,3: 213-225. 31.
Geschwind, N. ,Galabadura, M.
(1987):Cerebral Lateralization: Biological mechanisms, associations and
pathology: II.A hypothesis and a program of research. Archives of Neurology,
42,(6),:523. 32.
Hall ,J., Kimura ,D. (1995): Sexual
orientation performance on sexually dimorphic motor tasks. Archives of Sexual
Behavior, 24: 395-407. 33.
Hough, M., Daniel, H., Snow, M.,
O’Brien, K.(1994): Gender differences in laterality patterns for speaking and
singing. Neuropsychologia, 32: 1067-1078. 34.
Hylton, J., Hartman, S. (1997):
Hemispheric dominance and cognitive style. J. College Reading and Learning,
27, 3: 96-108. 35.
Jonathan ,B. (1998): Lateralization of
functions in cerebral hemispheres. Available [on-line] http://serendin.brvnmawr.edu/bb/neuro98-paper1/Ball.html. 36.
Jones, G., Martin, M.(1997):
Handedness Dependency in Recall from Everyday Memory. British, J. Psychology,
88,4: 609-620. 37.
Jonides, J., Koeppe, R., Mintum, M. (1993): Spatial working
memory in humans as revealed by PET. Nature, 363: 623-625. 38.
Holder, M.(1992): Hand Preference
Questionnaires: One gets what one asks for. Available [on-line] http://www.indiana.edu/~primate/92mphil.html 39.
Kathleen, B., Eliassen, J. (1998):
Modular organization of cognitive systems masked by interhemispheric
integration. Science, 280, 5365: 902-906. 40.
Knecht, S., Deppe, S., Drager, B.,
Bobe, L., Lohmann, H. (2000): Language Lateralization in healthy right
handers. Brain, 123: 74-81. 41.
Kolb, B., Whishaw, I. (1990):
Fundamentals of Human Neuropsychology ,3rd. ed., New York, Freeman &
Company. 42.
Levy, I. (1985): Right brain, left
brain: Facts and fiction, Psychology Today, 19: 38-44. 43.
Lewis, R., Harris, L. (1990): A model
for genetics of handedness. Genetics, 72:117-128. 44.
Marnat, G. (2000): Neuropsychological
Assessment in Clinical Practice: A guide to test interpretation and
integration. John Wiley & Sons Inc. 45.
McCallum, S. (1981): Cognitive styles
as a function of ability, Perceptual and Motor Skills, 52:955-958. 46.
McKlevie, S., Aikins, S. (1993): Why
is coin head orientation misremembered? Tests of schema interference and
handedness hypothesis, British J. Psychology, 84: 355-363. 47.
McManus, C. (2002): Right hand, Left
hand: The origin of asymmetry in Brain, Bodies, Atoms and Culture, Weidenfeld
& Nicolson, London. 48.
McManus, C., Bryden, M (1991):
Geschwind’s Theory of Cerebral Lateralization: Developing a Formal, Causal
Model. Psychological Bulletin, 110, (2):242. 49.
Mehta, Z., Newcomb, F. (1991): A role
for the left hemisphere in spatial processing. Cortex, 27: 153-167. 50.
Oldfield, (1979): The assessment and
analysis of handedness : The Edinburgh Inventory. Neuropsychologia, 9,1:
97-113. 51.
Reuter, P., Kinsburne, M., Moscovitch,
M. (1990): Hemispheric control of spatial attention. Brain and Cognition, 12:
240-266. 52.
Reuter, P., Jonides, J., Smith, E.
(2000): Age differences in the frontal Lateralization of verbal and spatial
working memory revealed by PET. J. Cognitive Neuroscience, 12,1: 174-188. 53.
Richardson, J. (1993): The curious
case of coins: Remembering the appearance of familiar objects. The
Psychologist, 6: 360-366. 54.
Rodriguez, I., Rafael, N., Rodriguez,
L. (1994): Hemisphere’s Mode of Cognitive Functions in a Finnish School:
Grades and Behavior. Educational Psychology, 14,2: 207-217. 55.
Rotenberg, V., Weinberg, I. (1999):
Human memory, cerebral hemispheres and limbic system: A new approach.
Genetic, Social & General Psychology Monographs, 125, 1:45-59. 56.
Schold, C. (1998): Handedness and
Cerebral Dominance. Available [on-line]
http://neurology.swmed.edu/pearls/pearl3/pearl3.htm 57.
Sinclair, M. (2001): Brain
organization as seen in Unilateral Spatial Neglect. Available [on-line] http://www.serendip.brynmawr.edu/bb/neuro/neuro01/web2/sinclair.html 58.
Spinelli, D., Cecacci, L. (1990):
Handedness and hemispheric asymmetry of patterns reversal visual-evoked
potentials, Brain and Cognition, 13: 193-210. 59.
Soliman, A.,M. (1989): Sex differences
in the Styles of Thinking of College Students in Kuwait. J. Creative
Behavior, 22, 1: 38-45. 60.
Springer S., Deutsch, G. (1999): Left
brain, Right brain: Perspectives from cognitive neurosciences. 5th. ed., New
York, Freeman & Company. 61.
Van Strien, J., Bouma, A. (1996): Sex
and familial Sinistrality difference in cognitive abilities. Brain and
Cognition, 27,2:137. 62.
Witelson, S. (1985): The brain
connection: The corpus Callosum is larger in left handers. Science, 229:
665-668. 63.
Witelson, S., Goldsmith, C. (1991):
The relationship of hand preference to anatomy of corpus Callosum in men.
Brain Research, 245: 175-182. Cognitive Functions and Hand Preference
among University Students (Neuropsychological Comparative Study) Dr. Sami Abdul-Kawi, Ain Shams & UAE
Univ. Abstract
The study was carried out
to investigate the differences in cognitive functions among college students
as regard the sex, academic major, and hand preference. The sample is
composed of 200 college students divided into 2 equal groups as regard sex,
with age average 20.43 year. 144 individual of the sample (72%) were
right-handers, while the rest 56 individual (28%) were left-handers. The
tools include Benton Visual Retention Test (BVRT), digit span, picture
arrangement -subscales of Wechseler Intelligence Scale- and Trail Making
Test, in addition to Hand Preference Questionnaire designed by the
researcher. Results indicated significant differences between both sex,
between theoretical and practical specialties, and between hand preference
subgroups in most cognitive functions. There were significant interactions
for most of cognitive functions between
academic major and hand preference, and also significant interaction
between hand preference and history of familial Sinistrality for Visuospatial memory. |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Document Code
OP.0091 |
ترميز
المستند OP.0091 |
Copyright ©2004
WebPsySoft ArabCompany، www.arabpsynet.com (All Rights Reserved) |
* الجسم
الجاسيء هو مجموعة الألياف العصبية التي تربط بين نصفي المخ، ويتم من خلالها تبادل
المعلومات بين النصفين.