Arabpsynet

 أبحاث أصيلة / Original Articles

شبكة العلوم النفسية العربية

 

الدوافــع و الشخصيـــة

 أندرياس هوبر Pr. Andereas Huber

ترجمة: أ. د. سامر جميل رضوان

E.mail : srudwan@hotmail.com

 

q       النص الكامل   Full text / Texte  entier / 

 

     ما الذي يدفعنا؟ النجاح أم الشهرة أم الأسرة أم الحب؟  ما هو المهم بالنسبة لك؟ ما الذي يجعلك سعيداً؟

    أحد باحثي الدافعية استنتج أن هناك ستة عشر حاجة و قيمة تحدد حياتنا. ولكل فرد خصوصيته هنا: كما أن لكل فرد بصمته الخاصة يوجد لكل فرد كذلك "بروفيلاً خاصاً من الدافعية". ويعد إدراك هذا البروفيل شرطاً لأن يعيش الإنسان بسعادة مع ذاته ومع الآخرين.

 

    هل على الإنسان أن يساعد صديقاً خجولاً، كي يتصرف بشكل "طبيعي"؟ ما هو الحال مع التلاميذ غير المبالين "ضعفاء الدافعية"؟ أيحتاج مدمنو العمل مساعدة متخصصة من أجل التخلص من "إدمانهم"؟.

 

    على عكس ما هو شائع حول هذه الأنماط السلوكية والأنماط الأخرى لا يرى باحث الدوافع الأمريكي من جامعة أوهايو  Ohio ستيفن رايس Reiss أية مشكلة في هذه الأنماط. فهؤلاء الأشخاص سعداء في حياتهم أو غير سعداء مثلهم مثل غير هم من الأشخاص، وما يميزهم عن غيرهم نمط شخصيتهم و دافعيتهم فقط.

    لماذا يتصرف الناس على النحو الذي يتصرفون فيه؟ ما الذي يدفعهم بالفعل؟  ما الذي يجعلهم في حياتهم سعداء وراضون؟. فمن خلال أزمة حياتية خاصة مر بها رايس في أواسط تسعينيات القرن العشرين استنتج بصورة مثيرة للدهشة مدى قلة اهتمام علمه الخاص بمسألة "من أنا"؟ بالفعل. فما كان من رايس إلا وأن أولى كل اهتمامه بهذه المسألة. وفي الدراسات والأبحاث الكثيرة التي أجراها على 6000 رجل وامرأة في الولايات المتحدة وكندا و اليابان تبلور محور نظريته في الشخصية و الدافعية: فقد استنتج أن جميع الأنماط السلوكية الإنسانية تقوم على 16 دافع : السلطة و الاستقلالية و الفضول و الاعتراف و النظام و التوفير و الكرامة و المثالية و العلاقات و الأسرة و المكانة و الثأر و الرومانسية و التغذية و النشاطات الجسدية و الهدوء.  و هذه الدوافع والرغبات و القيم تحدد حياتنا. إنها المادة التي صُنعنا منها و تمنح وجودنا المعنى و الأهمية. ويرى رايس أن أربعة عشر من أصل ستة عشر حاجة محددة وراثياً، ذلك أنه يمكن عند الحيوان ملاحظة "محركات Motivators " شبيهة و تحتل أهمية تطورية evaluation. فجميع الدوافع وراثية باستثناء دافعي "المثالية" و "الاعتراف" ليس لهما جذور وراثية. إلا أنه علينا ألا نضخم من أهمية الوراثة. إذ أنه على الرغم من أن ذلك الذي نريده موجود معنا منذ الولادة، إلا أن كيفية إشباعنا لهذه الاهتمامات والقيم تمثل تاريخاً معقداً من الثقافات المتنوعة و التأثيرات الاجتماعية و الخبرات الفردية.

    و يلقي رايس أهمية كبيرة على الأسس الفردية. إذ لا يوجد نفس الدافع يخبره شخصان و يتبناه شخصان. وعلى عكس كثير من التصورات الدافعية الأخرى لا يهتم رايس فيما إذا كان الناس يتشاركون في "الأسس الحياتية" الستة عشر التي حددها، وإنما مدى اختلافهم عن بعضهم في هذه الدوافع. فنحن أكثر فردانية مما يعتقد علماء النفس حتى اليوم : "وما يجعل الناس مختلفون عن بعضهم" يؤكد رايس هو "التوليفة التي تتراكب فيها هذه الحاجات و ما تعنيه بالنسبة للفرد".

    ويظهر مقياس الشخصية الذي طوره رايس أنه لكل شخص بروفيل من الدوافع. ومن الناحية الإحصائية البحتة يمكن أن ينتج عن بروفيل رايس بليوني أو 2000 مليارد بنية شخصية مختلفة.

 

    يختلف تصور الشخصية والدوافع الجديد عن علم نفس الدوافع القائم حتى الآن، من حيث أن لم يتم اختزال التصرفات الإنسانية إلى عدد من الدوافع أو الغرائز "المطلقة"- على نحو دافع البحث عن المتعة أو دوافع البقاء البيولوجية، التي تمثل الليبدو عند فرويد أو دافع السلطة عند آدلر أو دوافع "تحقيق الذات" عند ماسلو. وبشكل خاص فإن السعادة ليست دافعاً كما يعتقد كثير من علماء النفس. فالسعادة والرضى  عبارة عن نتاج جانبي، "يتجليان" عندما نحقق ما نريد تحقيقه بالفعل، إلا أنهما بحد ذاتهما ليسا هدفاً. ومن هنا يميز رايس بين "سعادة المتعة" الأقرب لأن يكون مصادفة للخبرات المفرحة أو الممتعة، على نحو عندما يستمتع إنسان ما بحفلة أو يقضي يوم عطلة جميل، وبين "سعادة القيم": فعلى العكس من "سعادة الصدفة" السطحية تمنح السعادة المنبثقة عن القيم الحياة معنى حقيقياً. و لا يخبر "السعادة المستمرة و العميقة و المشبعة" إلا أولئك الذين يعرفون دوافعهم الحقيقية و أسس حياتهم و يجعلونها تثمر خلال الحياة. ومن هنا فالسعادة الحقيقية في يد كل إنسان: وبشكل مستقل كلية عن الثروة،أو المكانة أو الجاذبية  فإن كل إنسان يمتلك الفرصة نفسها ليوجه حياته نحو القيم التي تجعل هذه الحياة ذات معنى.

    وحتى "دافع  الحياة" الداروني الذي غالباً ما اعتُقد بأنه دافع مطلق قادت إلى مأزق في علم نفس الدوافع. فدافع الحياة عبارة عن مجرد وسيلة لتحقيق هدف أسمى من سعادة القيم. ويؤكد رايس على أن "الرغبة بالبقاء هي خيار" وليس أساس بيولوجي تمليه علينا مورثاتنا.

    و الحياة ليست غاية وجودنا، وإنما هي تتيح لنا تحقيق ما هو ذي قيمة لنا، كما يخبرنا الناجون من معسكرات الاعتقال. فهم لم يجتازوا هذه المحنة لأنهم اتبعوا "غريزة بيولوجية" للبقاء و إنما لأنهم تمكنوا من الحفاظ على قيم جعلت من الحياة بالنسبة لهم ذات معنى على الرغم من كل الرعب الذي عانوه: على نحو هدف مساعدة الآخرين أو الأمل بلقاء الأولاد والأسرة ثانية أو الإحساس بجمال الطبيعة.

    تمتلك أبحاث رايس نتائج عملية كبيرة بالنسبة للتربية و الأسرة والشريك و حتى كذلك بالنسبة للنجاح المهني و سعادة الحياة ككل. وهو ينتقد نظام التعليم لأنه ينطلق من مقدماتPremise  تفترض أن كل لكل الأطفال "الفضول" نفسه، وأنهم يمتلكون بطبيعتهم إمكانات تعلم متشابهة. إلا أن نتائجه تظهر بوضوح بأن الأطفال والراشدين يختلفون عن بعضهم بكمية المتعة التي يشعرون بها بالأشياء الجديدة. "إنه من الطبيعي جداً ألا يكون الإنسان فضولياً. فقد يكون الطفل ذكياً جداً دون أن يكون بالضرورة مهتماً بالمدرسة". ولكن بما أن التصور المتمثل في أن الإنسان الذي لا يبدي اهتماماً بالتعليم  فإنه لن ينمو أبدا، تصور شائع فإن الوالدين والمعلمين يرتكبون خطأ فادحاً من خلال "برامج إعادة التأهيل". فطالما حقق الطفل معياراً محدداً و لم يفشل بالفعل، فعلى الوالدين أن يصححا توقعاتهما، و إلا لن يحصدوا إلا أمر واحد فقط، ألا وهو تحطيم علاقتهما بطفليهما على المدى البعيد. و الشيء نفسه ينطبق على الدوافع وأنماط السلوك كلها. وعليه فكثير من الناس قد لا يتصورون أن مدمني العمل على سبيل المثال يمكن أن يكونوا سعداء مع ما يفعلونه. فكثير من الأشخاص لا يعملون كثيراً لأنهم يشعرون بالفراغ ويريدون ملئ هذا الفراغ الداخلي أو لأنهم يريدون الهرب من مشكلات حياتية معينة وإنما لأنهم يتبعون اهتماماتهم الواضحة بالسلطة والإنجاز و المكانة. يقول بيكاسو على سبيل المثال "يرهقني عدم فعل شيء" "وعندما أعمل اشعر بالراحة".

    ولعل موضوع الجنسية على سبيل المثال يوضح مدى فردانية بروفيل الدوافع. فغالبية الناس يؤكدون أن الجنس مهم بالنسبة لهم. ولكن عندما نطرح السؤال التالي في استبيان: "أمارس أي جنس أحصل عليه" فسرعان ما سيستنتج مدى اختلاف دافعية الأفراد في هذا الموضوع: "ففي حين يجيب بعض المسؤولين بوضع إشارة استفهام أمام هذا السؤال فإن إجابات الآخرين  قد تضمنت القليل من المضامين.

    كذلك تؤثر بروفيلات دوافعنا وقيمنا على علاقاتنا. وعلى النحو الذي نشعر فيه أننا منجذبون للناس الذين نمتلك معهم قيماً شبيهة فإننا كذلك لا نكون سعداء إلا في تلك الصداقات و الشراكات التي تتطابق فيها بالفعل الدوافع والأهداف الحياتية المهمة: بالمقابل يعني هذا نجعل من حياتنا حياة مقيتة إذا ما لم نفهم بعضنا البعض بسبب الدوافع الحياتية والاهتمامات المختلفة.

    وبشكل خاص فإن التمركز حول الذات التي يطلق عليها رايس تسمية Self-hugging  يسمم الحياة المشتركة. ففي الحياة اليومية غالباً ما لانفهم بأن للناس الآخرين دوافع واهتمامات ورغبات أخرى غير التي نمتلكها نحن.

    فعلى الرغم من أننا نعرف الناحية المنطقية أن الناس يسعون لقيم مختلفة إلا أننا في الواقع لا ندرك بالفعل كيف يمكن أن ألا يفكروا مثلنا بالضبط.

  فالفردانية تفصل الناس عن بعضهم كالجدار: فبمجرد أن يولي شخصان لقيمة ما أهمية مختلفة جداً فإنهما قلما سيدركان لماذا لا يفكر ويتصرف  الآخر مثل الأول. إلا أنه كلما انزلق المرء أكثر فأكثر في مثل هذا المنظور، ازداد خطر إسقاط الدوافع الخاصة –"ما هو جيد لي هو كذلك جيد بالنسبة للآخرين"- على الأسرة والأصدقاء. وهكذا ينشأ كثير م سوء الفهم و الصراعات. ويميز رايس بين ثلاثة مظاهر من التمركز حول الذات.

    سوء الفهم: ينشأ الإرباك لأن الشخص لا يستطيع الاقتناع أن الآخرين يتصرفون بطريقة مختلفة بالفعل، على نحو لماذا يعمل مدمن على العمل باستمرار أو لماذا لا يهتم المنطوي بالمناسبات الاجتماعية.

    وهم الذات: ينطلق المرء بشكل بديهي أنه هو نفسه يمتلك أفضل وأعقل و أنبل القيم و الدوافع وأن هذه أيضاً صالحة للآخرين.

   استبداد القيم  Value Tyranny : ويقصد رايس بذلك المحاولة (الدائمة) الخبيثة بإقناع الآخرين بإلحاح قليل أو شديد أو "تقويمهم"، والتخلي عن "منظور حياتهم" وسواء لا يتقبل الوالدان الاختيار المهني لأولادهما أو الشركاء هوايات شركائهم أو أعضاء المجموعة أسلوب عمل زميل لهم، فسوف يؤدي استبداد القيم، في هذه الحال أو حالات أخرى كثيرة،  عاجلاً أم آجلاً إلى تحطيم كل علاقة.

    و يعد سوء الفهم التواصلي الناجم عن التمركز حول الذات دائماً سوء فهم تبادلي. فعندما يلتقي على سبيل المثال الأشخاص الطموحون و الأقل طموحاً، أو الفضوليين مع الأقل فضولاً أو المحبين للمكانة مع الأشخاص الأقل بحثاً عن المكانة ، فسوف يعانون من صعوبات: ففي حين يعتبر أنفسهم ذوي التوجهات الطموحة بأنهم متمركزون حول النجاح أو "عودهم صلب"، يعتبرهم الآخرون مسيطرين أو مستبدين. وعلى العكس يعتبر الأشخاص غير الطموحين أنفسهم مقبولين اجتماعياً و تواصليين و يحملون اتجاهات نحو الشريك، في حين يعتبرهم الطموحون بأنهم كسولين  أو لا أهمية لهم. وبما أن هذه الأنماط من التفكير والسلوك واسعة الانتشار و لأنها تسبب عاجلاً أم آجلاً التعاسة للذات وللآخر، فعلى كل إنسان أن يختبر إلى أي مدى يتسامح مع دوافع وقيم الآخرين بالفعل. ويمكن للاختلافات في الدوافع وبروفيلاتها أن ترهق العلاقات الزوجية يشكل خاص. ففي حين يبدو كل طرف في البداية جذاباً للطرف الآخر-الأقطاب المتناقضة تجذب بعضها- مع الزمن يصبح التقارب أكثر أهمية، حيث المتشابهات تنجذب نحو بعضها. ويشير رايس إلى أن بروفيلات الدوافع تشبه بعضها في العلاقات الطويلة الأمد أكثر من العلاقات الزوجية التي تنتهي بالطلاق.

    ومن هنا يرى رايس أنه من المهم اعتبار الانسجام compatibility  و "التحمل المتبادل" دوافع وقيم مهمة من الناحية الوجودية. و على كل شريك على الأقل اختبار إلى أي مدى يستطيع أن يتحمل أو يتسامح مع البروفيلات الدافعية للآخر و إلى أي مدى سوف يفعل ذلك.

   وبروفيل الشخصية لكل إنسان ثابت. وعلى الرغم من أن خبرات الحياة الفاصلة أو عمليات النمو يمكن أن تقود لتغيرات جذرية إلا أن بروفيل الشخصية يميز عموماً شخصيتنا. وعليه سوف يستمر الأطفال الفضوليين في شبابهم فضوليين ومهتمين. واليافعون الذين يحبون التخطيط والتنظيم سوف يكونون كذلك في رشدهم. و الناس الذين لديهم رغبة واضحة بالطعام سوف يظلون طوال حياتهم يشكون من وزنهم.

  وعلى الرغم من كل الفردانية يظهر بروفيل رايس تشابهات مهنية و طبقية و جنسية. فالنساء يتصفن على سبيل المثال بوضوح بحاجات أكثر للهدوء وأكثر حساسية للقلق، في حين كان السلوك الذكوري  أكثر توجهاً نحو الانتقام والعدوانية. و من المفاجئ التشابه الواضح للدافع الأسري لدى كلا الجنسين.

    ويختلف المؤمنون والملحدون  بشكل خاص في طموحاتهم نحو الاستقلالية: "فعلى عكس الأشخاص الذين يريدون أن يكونوا أحراراً و مستقلين، يشعر المؤمنون بشكل أفضل إذا ما كانوا يعتمدون على مساعدة و دعم الآخرين –بما في ذلك "الله". بالإضافة إلى ذلك فإن دافع "الاستقامة" لدى المتدينين و الرغبة بالحياة الأسرية من الدوافع الأكثر وضوحاً في حين لم يلعب  "الانتقام" أو  "الشهوة" دوراً كبيراً.

    وقد تم تقويم نموذج الشخصية والدوافع الجديد من قبل علماء نفس أمريكيين مشهورين بأنه عبارة عن نموذج "طليعي". و يبقى أن يتم اختبار وتجريب التصور في جامعات أمريكية متعددة، وحتى في جامعة هافارد المشهورة تشكلت مجموعة لدراسة "بروفيل رايس".  و تظهر الدراسات الأولى يبدو أن البروفيل يفتح طرقاً جديدة بصورة خاصة في المجال العيادي-العلاجي و التنمية المهنية و التسويق. كما تحظى أبحاث رايس بالتقدير العالمي: فوفقاً لدليل الاقتباسات في العلوم الاجتماعية Social Science Citation Index  يعد من بين 3% من أساتذة علم النفس في العالم ككل الأكثر إشارة إليه و اقتباساً.

 

       دوافع الحياة الستة عشر

    في أواسط التسعينيات من القرن العشرين بدأ رايس عمله الإمبيريقي الواسع جداً حول الدوافع الإنسانية. وقد حدد بالتعاون مع عالمة النفس سوزان  هافركامب حوالي 400 هدف مختلف، أمكن تصنيفها في المرحلة الأولى من البحث حتى عام 1988 ضمن 15 دافع أساسي. وفي المرحلة الثانية تم اختبار الخمس عشرة دافعاً هذه على أكثر من 3500 شخص من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا و اليابان بهدف اختبار صلاحيتها و عموميتها بالنسبة للثقافات المختلفة. وهنا وجد رايس دافعاً إضافياً، ألا وهو التوفير.

    وتشمل الدوافع الحياتية الستة عشر في جوهرها على الدوافع السلوكية التالية:

- السلطة : الطموح نحو النجاح و الإنجاز و القيادة و التأثير.

- الاستقلالية : الطموح نحو الحرية، و الاكتفاء الذاتي و السيادة المطلقة autarky.

- الفضول : الطموح نحو المعرفة والحقيقة.

- الاعتراف : الطموح نحو التقبل الاجتماعي، والانتماء و التقدير الإيجابي للذات.

- النظام : الطموح نحو الثبات والوضوح و التنظيم الجيد.

- التوفير  : الطموح نحو تجميع الحاجات و الممتلكات المادية.

- الإخلاص : الطموح نحو الولاء و الاستقامة الأخلاقية و الطبائعية.

- المثالية : الطموح نحو العدالة الاجتماعية و القانونية.

- العلاقات  : الطموح نحو الصداقات و والسرور و البهجة.

- العائلة : الطموح نحو بناء عائلة و بصورة خاصة نحو تربية الأولاد.

- المكانة  : الطموح نحو الصيت الاجتماعي (أو المنزلة الاجتماعية)، ونحو الثروة، والألقاب و الانتباه العام (لفت النظر العام).

- الانتقام : الطموح نحو المنافسة و الصراع و العدوانية و الثأر.

- الرومانسية : الطموح نحو الحياة الممتعة erotically live  و الجنسية والجمال.

- التغذية : الطموح نحو الطعام والغذاء.

- النشاطات الجسدية  : الطموح نحو اللياقة والحركة.

- الهدوء  : الطموح نحو الاسترخاء الأمان الانفعالي.

    تحدد الدوافع سلوكنا بشكل ضمني، أي أن خبرتها أو تحقيقها هو غايتها. ويؤكد رايس بشدة على الفروق المهمة بين وسائل وغايات سلوكنا:  فعلى الرغم من أن كل دافع حياتي منفرد يمكن أن يكون وسيلة بحد ذاته من أجل تحقيق قيم واهتمامات أخرى-على نحو الجنسية في خدمة السلطة أو الولاء في خدمة المكانة ...الخ. إلا أنه يوجد إلى جانب هذه الدوافع الأساسية الستة عشر أية "وسيلة سلوكية" أخرى، يمكن أن تكون هدفاً بحد ذاتها و تستخدم من أجل ذاتها.

 

    بعض مقاييس حديثة للشخصية

    من أنا؟ وما هي الدوافع التي تحدد سلوكنا وشخصيتنا؟ أسئلة احتلت  بالنسبة لسيجموند فرويد أو ويليم جيمس أو كارل غوستاف يونغ أو إبراهام ماسلو و كثير من علماء النفس

    أهمية كبيرة. بالمقابل لم يهتم  علم نفس الدوافع "بالشخصية"، ذلك أنه كان الاهتمام يدور لعقود طويلة بدافع الإنجاز: ما الذي يدفع الناس بشكل خاص  من أجل أن يتصرفوا بشكل متوجه نحو النجاح و الإنتاج ؟ ولماذا يفشلون ؟ أم أنهم "ذوي توجهات فاشلة" (التوجه نحو الفشل).

    وفي الوقت الراهن يتم في الميدان العملي استخدام مقاييس الشخصية التالية للراشدين المبحوثة بصورة جيدة و التي أثبتت صلاحيتها في الميدان العملي:

 

          مقياس العوامل الستة عشر 16-Personality factors-Test  الذي يرمز له اختصاراً 16-PF:

    تم تطوير هذا المقياس من قبل ريموند كاتل Raymond B. Cattel في خمسينيات القرن العشرين ويتم استخدامه حالياً في صيغته المعدلة 16-PF-R في ميادين علم نفس العمل و الإدارة وعلم النفس المهني و في المجال العيادي. ويشمل مقياس العوامل الستة عشر المعدل إلى جانب العوامل الأساسية للشخصية خمسة مما يسمى بالعوامل العامة. العوامل الأساسية هي: اليقظة، البروز، الخصوصية، الاهتمام، الانفتاح على التغيير، الاكتفاء الذاتي، الكمال، الجهد، الكفاءة الاجتماعية، الاستنتاج المنطقي، الاستقرار الانفعالي، السيطرة، الحيوية، الوعي بالقواعد، الدفء، رهافة الشعور. و من العوامل العامة: الانبساطية والاستقلالية و القلقية و ضبط الذات و العناد (التشدد).

         كواشف الأنماط  لماير بريغ Myer-Briggs-Types Indicators الذي يرمز له اختصاراً MBTI:

    يقوم المقياس على نظرية الشخصية لكارل غوستاف يونغ. ووفقاً لذلك تتيح مقاييس التوجه نحو الداخل/الخارج، الحكم/الإدراك، حسي/حدسي، تحليلي/انفعالي التصنيف في واحد من الأنماط الستة عشر للشخصية. وتشير دراسات أمريكية أن بعض هذه الأنماط تلاحظ في بعض المجموعات المهنية بصورة ملفتة للنظر (دالة).

         قائمة فرايبورغ للشخصية، اختصاراً FPI:

     تقيس القائمة الانبساطية و الانفعالية إلى جانب عوامل الرضى الحياتي و التوجه الاجتماعي، والكف، والاستثارة، والعدوانية، المطالبة، والشكاوى الجسدية، والقلق على الصحة، و الانفتاح (الوضوح).

 

       قائمة العوامل الخمسة الكبرى (اختصار Neo-FFI):

    استناداً إلى النظرية التي انتشرت مؤخراً حول نظرية الشخصية الخمسة الكبرى Big Five Personality Theory تقيس القائمة السمات المختلفة الوضوح في أبعاد العصابية و الانبساطية و الانفتاح على الخبرة و الدماثة و الدقة.

 

       قائمة مينسوتا المتعدة المراحل الثانية Minnesota Multiphasic Personality Inventory 2 التي يرمز لها اختصاراً MMPI-2:

   تقيس هذه القائمة الجديدة المعدلة عن مقياس مينسوتا المتعدد الأوجه للشخصية MMPI الذي تم تطويره بالأصل في ميدان الطب النفسي إلى جانب السلوك النفسي المرضي و النفسي الجسدي و النفسي الاجتماعي، سمات على نحو سوء استخدام الأدوية و الميول الانتحارية  و النمط –أ- من السلوك، و التلاؤم الأسري وسلوك العمل و الانفتاح على العلاج النفسي.

    وكما هو الحال في مجال قياس الذكاء، حيث لا يوجد مقياس يقيس الذكاء بالفعل أو يمكن أن يعبر عنه بصورة صحيحة، كذلك لا يوجد في مقياس للشخصية يستطيع قياس جوهر الشخصية الإنسانية بدقة مطلقة. فكل المقاييس تمتلك نقاط ضعف أكثر من نقاط قوة، وذلك بسبب النظريات التي تقوم عليها و التطور الطرائقي. وينبغي عدم تطبيق مقاييس الشخصية إلا من خلال متخصصين نفسيين خبراء في هذا المجال و يجب اعتبارها "معلومات إضافية" نسبية.

 

   q       "لقاء مع رايس" : الناس أكثر فردانية مما يعتقد علماء النفس حتى اليوم

 

    علم النفس اليوم : ما هو الفرق بين بروفيلك في الدافعية والشخصية عن النماذج الشائعة حتى اليوم.

    رايس: كان ويليم جيمس و ويليم ماكدوغال و بشكل خاص إبراهام ماسلو على الطريق الصحيح، و أعتبر عملي ضمن إطار تقاليد تصورات إبراهام ماسلو حول السلوك الإنساني. إلا أني أعرف الدوافع بطريقة أخرى. فالطموح نحو النظام عند ماسلو على سبيل المثال يحتل القيمة نفسها التي يحتلها الطموح نحو الأمن أو التوفير. إلا أن معطياتنا تظهر صورة أخرى. الفرق الأهم يكمن في أن ماسلو في الواقع لم يبحث إمبيريقياً و إنما انطلق من خبراته الشخصية و السير الذاتية لشخصيات مهمة. وبما أنه بالمقابل يمكننا الاعتماد  على أساس إمبيريقي فريد من نوعه حتى الآن ، فقد برهن تعريفنا للدوافع صلاحيته في الميدان التطبيقي. فقد أظهرت النتائج بشكل خاص أن هرمية الدوافع التي افترضها ماسلو التي اعتبر فيها بعض القيم مقابل القيم الأخرى أهم أو اعتبرها من مرتبة أعلى، ليست صحيحة بهذا الشكل. إذ لا يوجد هرمية دافعية عالمية ملزمة تنطبق على كل البشر –بل على العكس من ذلك يفضل كل شخص قيم ودوافع حياته بطريقة فريدة كلية . ومن هنا نعتبر الناس وسلوكهم أكثر فردانية مما اعتقده ماسلو و علماء النفس الآخرين.

    علم النفس اليوم: كيف كانت ردود الفعل الأولى على أبحاثك؟ ما هي الانتقادات التي وجهت لها؟.

    رايس: من المؤكد أنه ما زال من السابق لأوانه إجراء تقويم شامل لردود الأفعال العامة، إلا أن الصدى الحاصل حتى الآن كان جيداًُ جداً. وأغلب الانتقادات توجهت نحو بعض التعريفات النوعية الدوافع. إذ أن بعضهم لا يعتقد  بأن الجنسية والجمال يرتبطان ببعضهما أو أن السلوك التنافسي يرتبط مع الانتقام و العدوانية، وإنما يرتبط مع مستوى المكانة. إلا أنه غالباً ما يتم تجاهل بأن دوافعنا ليست وسيلة نحو الهدف وإنما هي عبارة عن أهداف كافية بحد ذاتها. من الطبيعي أنه قد تكون المنافسة وسيلة للشخص لتحسين مكانته-إلا أن هذا غير مهم بالنسبة لتعريف دافع المكانة بحد ذاته. إن السؤال الفاصل المتمثل  فيما إذا كانت المتعة في المنافسة ترتبط دائماً مع المتعة الداخلية في المكانة، فهذا ما يجب نفيه.

    علم النفس اليوم: ما هو الأمر مع التدين أو الروحانيات كدافع؟ لماذا يبدو أن الاعتقاد لا يلعب أي دور في بروفيل رايس، مع العلم أن كثير من الناس يجدون معنى حياتهم في التدين وغالباً ما يوجهون سلوكهم على أسس دينية.

    رايس: بالطبع، فالدين و الروحانيات هما "دافعاً" جباراً، إلا أنه علينا أن نعالج المسائل الدينية بصورة مستقلة. فنظريتي لا تقوم على أساس تصرفات ملموسة، وإنما أردت البحث في الدوافع الأساسية التي تفسر السلوك الإنساني. و لعل نجاحنا في ذلك يرجع إلى أن الست عشرة دافعاً كلها عملياً تغطي حاجات دينية. فالديانات المختلفة تشبع غالبية الحاجات الإنسانية الأساسية الستة عشر للإنسان.

    علم النفس اليوم هل أنت مقتنع أن الدوافع الستة عشر التي حددتها شاملة؟

    رايس: طبعاً لا يمكن استبعاد وجود سبعة عشر أو ثمانية عشر دافعاً حياتياً. إلا أنني لا أعتبر أن البحث عن ذلك سيعد بالنجاح.

 

سعيا وراء ترجمة جميع صفحات الشبكة إلى الإنجليزية و الفرنسية نأمل من الزملاء الناطقين بالإنجليزية و الفرنسية المساهمة في ترجمة هذا البحث و إرساله إلى أحد إصدارات الموقــع : الإصــدار الإنجليــزيالإصــدار الفرنســي

 

Document Code OP.0029

ترميز المستند OP.0029

Copyright ©2003  WebPsySoft ArabCompany, www.arabpsynet.com  (All Rights Reserved)

 

 

تـقـيـيــمــك لهــذه المقالــة

****

  ***

**

*