|
||
لا
للاختــزال........لا للاحتــلال رََدّ وتعقيب على
مقال (على سالم) "الإرادة ودمار الزعيم الثوري" الحياة - لندن 26/4/2003 أ.د. خليل فاضل باحث في علم النفس السياسي |
||
"الأساطيل
والقمع شيء يكمل شيئاً" مظفر
النواب على الرغم من أن على سالم
ليس محللاً نفسياً ولكني أجدني متفقاً معه في (انطباعه) بأن صدام حسين شخصية سيكوباثية،
وعلى الرغم من أن هذا الاجتهاد ليس جديداً إلا أنني أضيف إليه من واقع تخصصي أن صدام
شخصية شديدة النرجسية (بينية) تتأرجح بين مساحتي العقل المتوتر جداً
والجنون الدموي (ليس بمفهوم المرض العقلي) لكن من باب (الهوس السلطوي). لكني لست متفقاً مع مؤلف
(عفاريت مصر الجديدة) الذي غفل ـ ربما ـ عن (عفاريت بغداد) في أن "جهاز
صدام النفسي ما زال جائعاً لعقاب السلطة الوالدية التي افتقدها كلياً وجزئياً).
ومع احترامي للبطل على سالم الذي قطع صحراء سيناء على ظهر عربية فولكس ليزور
الكيان الصهيوني وليدعم السلام الهش، فإنه ـ (وهذا اجتهاد من واقع كتاباته
ولقاءاته التليفزيونية الفجة وليس من واقع فحصه نفسياً يعاني من ـ انخلاع نفسي)،
وهي عملية تقترب ذهنياً من (الانعزال) و(العزل)، (عدم القدرة على الفعل)
(الإخصاء) (عدم ملامسة الواقع) (التناقض الوجداني الشديد) بمعني (ثنائية الحب
والكره)، فكيف له كل هذا العشق لأمريكا وكل هذا الكره للعرب؟!! كيف له كل تلك
الوطنية (سابقاً) وكل هذا الانهمام بالغرب وإسرائيل (حالياً وفي العقدين
الماضيين؟) . تذكرت على الفور لقاءه
أمام أحمد بهاء الدين في برنامج (مواجهات) على قناة أبو ظبي الفضائية قبيل الحرب
التي بررها سالم بقوله أن الحرب ستكون استئصالاً جراحياً بسيطاً لا يتسبب في
ضحايا ولأن (نظام السباكة العالمي) ـ على حَد تعبير على سالم شخصياً ـ مُخوَل
باحتلال الشقة التي يتسرب منها الماء حتى لا تنهار شقتنا؟ حقاً لست أدري من أين
أتى بكل هذا العلم النفسي؛ فها هو يكتب بخط عريض (هذا ليس حديثاً في السياسة، بل
في التحليل النفسي ـ) إن علم النفس السياسي ـ لا يتمكن منه الهواة، الدعاة،
والمروجين لسياسات بعينها. ببساطة لأنه علم مقنن يحتاج إلي دراسة عميقة، وليس
إلي مجرد دراسات سطحية هامشية لفرويد، ووجهات نظر تعود إلي دراسة لمادة علم
النفس في أولي ثانوي؟!! ببساطة يا أيها المسرحي الكبير أنت لست مؤهلاً لتقديم
تحليل نفسي سياسي لما حدث، ولا حتى لشخصية صدام حسين، أما اجتهادك في انه طفل
عاق يجوع إلي العقاب يغيب عنه هو أن الأبوية الأنجلو- أمريكية هي التي ربت صدام
على طريقة الكاوبوي وخلقت منه قبضاي يخيف أهل الحارة والحَي وهم الذين ربوه
والذين أقصوه بنفس درجة عنفه، إنها الولايات المتحدة التي زودته بكل شيء في حربه
ضد إيران بما في ذلك السلاح الكيماوي الذي حرق أكباد الأكراد فقتل الناس وشوه
البويضات في الأرحام. إنها ربته كما تربي الوحش واستخدمته بعد 1991
حسبما يروق لها. هذه هي (لماذا) الذي تزعجك لماذا فعل
التحالف ما فعل مع صدام قبل وبعد سقوط بغداد الدراماتيكي؟. إن استخدامك للمفردات
العامية بشأن سياسي ضخم مثل أن صدام حسين أراد أن "يروح في داهية"
" وباينه عايز يروح في داهية" فيه تسطيح شديد لأمر جلل، واختزال منفر
للوعي. إنك في مجمل أحاديثك التليفزيونية الفَجة ومقالاتك المبتورة لا تقدم
شيئاً جديداً (مثل اعتذارك الأشهر للأمريكان عما حدث في 11 سبتمبر لأن أحد منفذيه كان مصريا ـ على الرغم من أن
نتائج التحقيقات لم ولن تنشر)، إنك لا تفعل إلا تبرير الاحتلال الأمريكي
الصهيوني للرض العربية. مرة أخري أؤكد أنني من أكثر الناس إرتياحاً لزوال الحكم
الديكتاتوري الفاشي والدموي في العراق، لكنني وبكل قوة ضد احتلال أمريكا
وبريطانيا لأرض وثروات العراق تحت أي مسمي. عزيزي على سالم هل تسمح لي
بان أذكرك، أنت ورفاقك في الفكر والاتجاه، بثورة 1920 العراقية إن كنت أنت أو بوش وتابعه بلير تقرأ التاريخ
جيداً تلك الثورة المجيدة ضد الاحتلال البريطاني، والتي كانت حلقة في "عدوي
الاضطرابات التي ابتليت بها الإمبراطورية البريطانية من مصر إلي الهند"،
كانت ضربة قاصمة للإنجليز، ولتذكر معي كلمة ولسن الغاضب " إن رفس الرجل بعد
سقوطه على الأرض هو من عادات تمضية الفراغ الشائعة جداً في الشرق، لقد عزا
البريطانيون ثورة العراق آنذاك إلي " المتطرفين الغلاة" الذين كانوا
يرغبون في "إزالة السيطرة الأوربية بكل أنواعها من أرجاء المشرق
بأسره" ـ واتفق تشرشل مع هذا، فدعا الثورة بأنها "ليست إلا جزءاً من
شغب عام ضد الإمبراطورية البريطانية وكل ما تمثله" ولسوف تقرأ معي ـ إن شاء
الله- تاريخاً معاداً ومشابهاً لذلك إن لم يخرج الأمريكان والإنجليز. لكن يا
أيها المبدع لماذا لم تتطرق إلي مقاومة أم القصر والبصرة على سبيل المثال لا
الحصر، كما تطرقت إلي بغداد وما حدث فيها من خيانة وتقول فيما تقول (يشعر صدام
بالارتياح بعد أن نجح أخيراً في تحقيق هدفه وهو الإحساس بالشبع الناتج من عقاب
الأب الذي حَلت محله القوات الأنجلو- أمريكية)، إذاً فهي صورة الأب أو عَله الأب
الراعي والمربي وليس فقط المعاقب! أم أنك تفضل التجزئة في أمور لا تقبلها يمكننا
بسهولة أيضاً تطبيق منطقك وإجاباتك (التي يطمئن إليها عقلك). على جورج بوش الابن
فيما يخص شخصيته وعلاقاته بالخمر والرب والحرب، نمط تفكيره وأبعاد نفسه، شكل
تجربته السابقة وشكل حاضره، وما كان عليه ماضيه، تعالي معي لنقرأ (العظة
اليومية) لجورج دبليو بوش من كتاب MY UTMOST رسالة شعيا التي يذكر فيها أن الرب صانع الحياة والتاريخ،
وتفسير تشيمبرز "حين تواجه الصعاب، لا حول ولا قوة لك. وجَل ما تستطيعه هو
تحمل المشقة في الظلام، ما لم تخرج من نفسك وتسلم عمداً مخيلتك للرب". ألست
معي أن هذا ما يؤمن به بوش وما فعله صدام حسين؟ وهما أيضاً يشتركان في صانع
أحذيتهما ذلك الرجل الإيطالي. رجل عميق الخبرة بالزعيمين صدام وبوش وبالأحذية. ألا تدرك أن الرئيس بوش
توجه إلي رجال الأعمال الدينيين قائلاً (إن الإرهابيين يكرهون حقيقة ......أن
نعبد الرب العظيم بالطريقة التي نراها مناسبة" نعم، هذا هو بيت القصيد.
الطريقة التي يراها الأنجلو- أمريكان مناسبة. ذبح الأطفال والنساء والشيوخ في
الأسواق وفي بيوتهم على أسرتهم وعلى موائد طعامهم، بدك المدن ونهب الآثار وسرقة
المتاحف. (ألم تقرأ معي تيسير الجنود الأمريكان لنهب الآثار وعن الصحفيين
الأمريكان الذين ضبطوا في مطارات أمريكا العظمي ومعهم تحف ولوحات مسروقة من
العراق المحتل). عزيزي على سالم من المسموح
للعامة أن يتناولوا أمور السياسة لأنها هَم عام ولكن أن يتناولوا مختزلي الوعي
عمق النفس فهذا هو الخراب بعينه. القاهرة في 28/4/2003 |
||
المتنبــي........
الغريــب فـي بغـداد!! |
||
كتب د. مصطفي عبد الغني تحت عنوان (المتنبي.....
الغريب في بغداد!! (2) ـ الأهرام 14 أبريل 2003 ) ، عن تصوره لتوحد المثقف
العربي (الآن) مع المتنبي، وحدد تصوره عن بغداد التي ترزح تحت الغرب (الآن) وعن
اغتراب المثقف العربي وتعريفه له من أبي حيان التوحيدي إلى كافة تعريفات الفلسفة
وعلمي النفس والاجتماع.
الغربة أو الاغتراب أو الشعور بالوحدة وسط الآخرين أمر نفسي اجتماعي جلل
قد تقود قسوته إلي الانتحار، وربما هذا ما جدا بخليل حاوي ومعين بسيسو وصلاح
جاهين إلي ذلك ( على سبيل المثال لا الحصر)، وأود ألا أفرق بين المثقف كحالة
والإنسان العربي العادي بكل همومه وأشجانه، سأحاول هنا أن أدلف إلي العالم
الداخلي للإنسان العربي ـ تحديداً ـ عندما يحس بوحشة الغربة وألم الاغتراب وقسوة
النبذ من أهله وعشيرته ـ هذا العالم له ـ ربما ـ ألف وجه، أهمها من وجهة نظري
هذا النمط من العلاقات مع الآخرين تلك التي من سماتها التقلب بين طرفي نقيض: بين
(التقدير) و (التحقير) الآن ينتظر من الآخرين حوله، أو ها هو (العربي) ينتظر من
الآخرين أن يزودوه بما قد ينقصه: (الاعتبار الذاتي) (الرعاية) وإحساس (الهوية)
المفتقد، وكأنه يبحث عن راع يمنحه حباً لا محدوداً وعاطفة تملأ خواء نفسه وتزيل
اليأس الذي يعتصر قلبه. العربي يحتاج العربي ـ بحق
ـ واحتياجه الصريح قاس، لأنه يبحث عمن يتفاعل معه في مجتمعات فقدت قشورها
ولحائها . إن فقدان الجار والبلد، العاصمة والعزيز كفقدان القلب والروح، إن تفسخ
اللحمة بين الأوطان العربية يتركنا نهباً لليقظة المتوترة والإجهاد العصبي
الفظيع. إن (خوفنا الحميم) من
الآخر يوترنا ويوتر علاقاتنا ويفقدنا الثقة والمسئولية، يعزز مخاوفنا، نجد
أنفسنا في خضم سلسلة من الانفجارات الانفعالية أشد وطأة من انفجارات قنابل
الأمريكان ذات الصفات التدميرية الفائقة الوصف ـ وهنا قد يكون الخطر في التحوصل والدخول إلي شرنقة إكتئابية
يدفئها الاغتراب والغربة التي تبدو في ظاهرها أمنة ولكنها في واقع الأمر تحمل
بذور فتنة العبث والموت دون طلقات رصاص لكن تحت أحذية جنود زرق العيون لا نعرفهم
إطلاقا، أو في غرفنا المغلقة المسدلة الستائر ونحن نجتر الحزن المركب والمتراكم
علينا عنوة وقسراًً.
|
||
Document Code VP.0003 |
ترميز المستند VP.0003 |
Copyright ©2003 WebPsySoft ArabCompany,
www.arabpsynet.com (All Rights Reserved) |