Arabpsynet | |||
بسيكوسوماتيـك الهيستيريـا و الوسـاوس
المرضيـة
أ. د. محمد أحمد النابلسي
دار النهضة العربية 1990 |
|
||
q
فهرس
الموضوعات /
CONTENTS / SOMMAIRE |
|||
§
المقدمة
§
الفصل
الأول : دورا كما رآها فرويد
1)
التحليل
والهستيريا قبل دورا
2)
حالة
دورا
3)
التحليل
و الهستيريا بعد دورا
§
الفصل
الثاني : الوساوس المرضية
1)
لمحة
تاريخية
2)
الطب
وهجاس المرض
3)
فرويد
والعصاب الهجاسي
4)
التحليل
النفسي لهجاس المرض
5)
الأعصبة
اللاغطية
§
الفصل
الثالث : حالة دورا على أضواء البسيكوسوماتيك
1)
دورا والتشخيص البسيكوسوماتي
2)
حالة دورا- مدخل إلى البسيكوسوماتيك
3)
موقف البسيكوسوماتيك من دورا § الخلاصة
|
|||
q
تقديم
الكتاب / PREFACE |
|||
منذ وقت طويل وحالة دورا، أو مقطع من تحليل
الهيستيريا، تستخدم في نطاق تدريب وتثقيف الراغبين في خوض المجال التحليلي. إلا
أن حصر استخدام هذه الحالة في النطاق التعليمي لم يدم إلى أكثر من العام 1960
حيث بدأ المحللون المحدثون عملية إعادة استقراء وتقييم لهذه الحالة. فالتقدم الطبي
الهائل، مند كتب فرويد حول دورا و لغاية اليوم، أدى فيما أدى إليه إلى تطوير
العمليات التحليلية مما دفع بالمحللين المحدثين للعمل على تطوير المبادئ
التحليلية في محاولات دائبة لاستغلال المعطيات العلمية الحديثة في الميدان
التحليلي. ومن منا كانت ضرورة إعادة قراءة المؤلفات الفرويدية على ضوء المعطيات
الحديثة- فكانت كتابات Didier Anzieu ومن
أهمها في هذا المجال: فرويد وتحليله لذاته وكان كتاب E. From مهمة فرويد وغيرها من الكتب التي تعيد استقراء النظرية
التحليلية. والواقع أن حالة دورا الهيستيرية هي أخصب مجالات إعادة
الاستقراء هذه. فالهيستيريا هي ميدان توجه فرويد الرئيسي. ولهذا السبب نجد أنفسنا
عاجزون عن حصر الدراسات التي هدفت لإعادة تقييم هذه الحالة الهيستيرية وإجمالا
المواقف التحليلية أمام المظاهر الهيستيرية عامة. وبالرغم من تعدد هذه الدراسات
فإن التحليل الحديث لم يزل بعيدا عن استنفاذ دلالات ومعطيات هذه الحالة التي
دخلت في تاريخ علم النفس. و إذا كان فرويد
قد تناول هذه الحالة من منطلق: ماذا كانت (دورا) تريد من فرويد؟ فإن عددا من
المحللين الإنكليز تناولوا الحالة من
منطلق: ماذا أراد فرويد من دورا؟. وفي مقدمة هؤلاء C. Kahane و. C. Berbheimer
الذين نشرا في العام 1985 بحثا بعنوان in Dora's case. ماذا أراد
فرويد من دورا؟ وهذا السؤال يتعدى إرادة فرويد المحلل الساعي لشفاء مريضته إلى
البحث عن علائم النقلة المضادة contre transfert التي يمكن استشفائها (ولو بصعوبة) من خلال عرض فرويد لهذه
الحالة في مقالته. Fragment d'une analyse d'hystérie. ولا نغفل
تعلق بعض الباحثين بالأهمية التحليلية- الأدبية لحالة دورا. فالباحث Steven Marcus الذي تناول كلمة مقطع أو فتات (Fragment) وحللها من منطلق التضاد بين الكمالية (تكامل النظرية بحيث يمكن
تعميمها) و بين عدم الكمالية. أماNeil herty فإنه حاول استخلاص صفات
وعلائم نفسية مشتركة بين فرويد ربين مريضته دورا. وهكذا فقد
ركن هؤلاء المحللون على تبين وتوضيح علائم النقلة المضادة لفرويد أمام دورا. رقد
عرضوا في سبيل ذلك مجموعة واسعة من تماهيات فرويد. والحقيقة أن هذه التماهيات
كانت مضخمة ومجسمة بشكل كاريكاتوري. ولنعد إلى المحلل الشهير جاك لاكان Jacques Lacan الذي كان يرى جذور النقلة المضادة في الأفكار المسبقة التي
يكونها المحلل عن مريضه. فما هي الأفكار المسبقة لفرويد فيما يتعلق بدورا؟. بعد الدراسات
المشار لها أعلاه أصبح من السهل علينا استقراء الأفكار المسبقة لفرويد في حالة
دورا مما يتيح لنا إعادة قراءة الحالة من منطلقات وروائيات جديدة. حتى أن هذه
القراءة تدفع بالبعض لاستنتاج نقلة مضادة تعكس نكوص فرويد إلى المرحلة ما قبل
الأوديبية. ولكن المحللين- النقاد مؤلفي هذه النصوص يرفضون فكرة النكوص الفرويدي
إلى ما قبل الأوديبية. والحقيقة أن هذه النقاشات والحوارات تؤدي لطرح مشكلة
أساسية في التحليل وهي: ما هو موقع المرأة؟ و بمعنى آخر هل الأنوثة هي روح وعادة
أم أنها وظيفة جسدية؟. أمام هذه
الأسئلة نجذ أنفسنا منساقين للخروج عن موضوع دورا لنلقي أنفسنا بين مؤيد لموقف
فرويد من الهيستيريا ومن الجنسية وبين معارضات (على الأغلب) لهذا الموقف. ولكن
ما يهمنا في هذا الكتاب هو تحديدا الهيستيريا كحالة معالجة بالطريقة التحليلية.
وعليه فإننا نتجنب الخوض في موضوع العدائية الموجهة للمرأة أو في موضوع خواف
المرأة. ونكتفي في هذا المجال بالقول بأن فترة علاج دورا وظهور مقالة فرويد
حولها كانتا في حوالي عام 1900 ولذلك الوقت لم يكن فرويد قد أتم تصوره للعقدة
الأوديبية. وقد أدخل العديد من التعديلات على مفهومه لهذه العقدة بعد العام
1900. مما تقدم
نلاحظ الضرورة الملحة لإعادة استقراء حالة دورا وتطوير النص الفرويدي اعتمادا
على التعديلات التي أدخلها فرويد نفسه، بعد العام 1900، على مبادئ التحليل
النفسي للهيستيريا، وكذلك اعتمادا على تحليل فرويد نفسه وأخيرا فإننا نعرض في
هذا الكتاب قراءة تحليلية لحالة دورا على ضوء واحد من أكثر فروع التحليل النفسي
تطورا، وأوسعها أفقا، عنينا به البسيكوسوماتيك. و الحقيقة أن
مثل هذه الدراسات توضع وللمرة الأولى في اللغة العربية. فلقد اقتصرت مكتبتنا
العربية لغاية الآن على ترجمة المؤلفات الأساسية للتحليل النفسي عن إعمال فرويد
وغيره. ولكن دون التعمق في هذه الدراسات عرض إمكانيات تحديثها ومحاولات تطويرها. وفي هذا
الكتاب سنعمد لعرض حالة دورا من منطلقات جديدة ومن خلال مقالات ونظريات تلقي على
هذه الحالة أضواء الحداثة والتطوير، من هذا المنطلق رأينا أن نعرض لهذه الحالة
انطلاقا من الفصول التالية:
1)
تلخيص
لمقالة فرويد حول حالة دورا.
2)
التحليل
النفسي للوساوس المرضية.
3)
حالة
دورا على ضوء البسيكوسوماتيك. وأملنا أن
يكون هذا الكتاب حافزا لإعادة استقراء ولمحاولة تطوير العديد من النظريات
والعلوم التي لا زال مثقفينا يقبلون عليها ويقبلونها كما كانت عليه منذ عشرات
السنين. خاصة وأن في هذا الكتاب ما يذكر بأن حياة فرويد لم تكن كافية كي يستوعب
مجمل الحقائق عن النفس البشرية. وإنما هو قصر في هذا الاستيعاب في أكثر من
ناحية. خاصة وأنه لم يكن مطلعا على التطورات العلمية الحديثة والمتوافرة بين
أيدي المحللين المعاصرين. وهذا لا يعني مطلقا انتقاصا من قدر المؤلفات
الكلاسيكية وإنما هي مجرد دعوة لتحديثها وتطويرها. وحول هذه الفكرة تمحورت أفكار
المؤتمر الثامن والعشرون للمحللين النفسانيين والذي نعرضه في هذا الكتاب. |
|||
Document Code PB.0068 |
ترميز المستند PB.0068 |
||
Copyright ©2003 WebPsySoft ArabCompany, www.arabpsynet.com (All Rights Reserved) |