Arabpsynet

/   Revues      مجلات   /   Journals

شبكـة العلوم النفسية العربية

 

 

مجلـة الطـب النفسـي - أبـو ظبـي

Abu Dhabi Bulletin of Psychiatry

العدد الثالث و العشرون، تموز 2003  

 

 

 

q       فهــرس الموضوعــات /  CONTENTS / SOMMAIRES 

 

كلمة العدد : الدكتور محمد حسين علي - استشاري والمدير الفني لمستشفى الطب النفسي

المريض العنيف : الدكتورة مها حميد العامري نائبة المدير للشؤون الفنية في مستشفى الطب النفسي

مقابلة مع الدكتور دريك سميث : إعداد الدكتور يوسف التيجاني اختصاصي الطب النفسي

الانتحار في الأقليات العرقية في العالم : الدكتور طارق خماس - الدكتور عابد أبو مغيصيب

أخطار السمنة : الدكتور محمد أحمد النابلسي استشاري الطب النفسي في لبنان

الحرب النفسية وغسيل الدماغ : الدكتور فيصل محمد خير الزراد

كيف تسيطر على نوبات القلق : الدكتور حسان المالح استشاري الطب النفسي في المملكة العربية السعودية- جدة

 

 

q       ملخصات /  SUMMARY / RESUMES 

 

§         كلمة العدد : الدكتور محمد حسين علي - الاستشاري والمدير الفني في مستشفى الطب النفسي في أبو ظبي

بقدر ما أسعدني تشريف الزملاء وتهانيهم في أن أكون مديرا فنيا لمستشفى الطب النفسي بقدر ما أحسست بأن هذه الأمانة صعبة جدا وأن علينا مضاعفة العمل والجهد، وأن نستفيد من الخبرات المتوفرة ونبذل جهودا متواصلة، حتى نتمكن من تحقيق تطور حقيقي وملموس في إطار الطب النفسي في دولة الإمارات وذلك على غرار ما آلت إليه المجتمعات المتقدمة من تطور في مجالات الطب النفسي وعلم النفس، وغيرها من العلوم الإنسانية.

ومن كرم الله عز وجل أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعمل على توفير أفضل الخبرات العلمية والإمكانيات المادية من أجل تطوير مجال الطب بشكل عام والطب النفسي بوجه خاص، ولكن هذه الخبرات والإمكانيات تحتاج إلى تكامل، والى تكثيف الجهود، وتوفير مناخ من التعاون، والى استغلال هذه الإمكانيات والاستفادة منها إلى أقصى قدر ممكن وحتى يتم تحقيق الفائدة المرجوة وضمان جودة الأداء وتحقيق الأهداف التي تسعى دولة الإمارات إلى تحقيقها بعيدا عن المصالح الخاصة، وعن هدر الإمكانيات والخبرات العلمية المتوفرة. إنها أمانة علينا أن نتحملها جميعا، وثقتي بالزملاء في مستشفى الطب النفسي كبيرة جدا من أجل التطوير، والتحديث، وإقامة الدورات التدريبية، والمؤتمرات، وورش العمل، وتوفير خبرات أكبر وتحسين مستوى الأداء في مجال الطب النفسي لمساعدة المرضى وتقديم خدمات نفسيه ترقى إلى مصاف ما هو موجود في العالم المتقدم.

أخيرا أدعو الله عز وجل أن يحفظ هذا البلد الطيب (دولة الإمارات) ومسئوليه وشعبه حتى يبقى قادرا على العمل والعطاء ومحافظا على صحة أفراده النفسية والعقلية. وعلى أصالته وقيمه ودينه متمثلا بقائد مسيرته سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان- حفظه الله - وإخوانه حكام الإمارات ومعالي وزير الصحة، وسمو الشيخ حامد بن زايد- حفظه الله- رئيس الهيئة العامة للخدمات الصحية في أبو ظبي، والعاملون في هذه الهيئة ومدراء المشافي الأفاضل لعلنا بأعمالنا الخيرة، وتعاوننا نستطيع أن نرمز إلى أفضال هؤلاء ومواقفهم النبيلة.

                   وبالله التوفيق

الرجوع إلى الفهرس

 

§         أهداف المجلة / د. فيصل محمد خير الزراد

ملخص : الحياة الإنسانية في مجتمعاتنا المعاصرة تعقدت كثيرا، ولم تعد بهذه البساطة التي كانت عليها في السابق.

    لقد تفاقمت صعوبات الحياة، وتعددت مشاكل الإنسان، وزادت الأعباء، وأصبح من الصعب على الإنسان تحقيق معظم حاجاته، وطموحاته، أو أن يسلك في الحياة دون معاناة أو ألم، وهذه الظروف الحياتية الصعبة والمتلاحقة بما فيها الظروف المادية الصعبة، والتغيرات السريعة التي طرأت على مجتمعاتنا العربية، والتحديات التي تواجه هذه المجتمعات، والحروب المتلاحقة والعدوان والدمار وغير ذلك زادت من معاناة الإنسان وصراعاته الفكرية والنفسية، كما زادت من الضغوط النفسية، ومن حالات الإحباط، والقلق، والحرمان، والاكتئاب بحيث لم يعد الإنسان قادرا على تحمل ذلك، وجعله يفقد توازنه العقلي والنفسي ويعرضه إلى العديد من الاضطرابات النفسية والعقلية والسلوكية ويضعف قدرته على العمل والعطاء والإنجاز كما يؤثر سلبا على صحة الإنسان وبيئته ومجتمعه. وهذا الحال ينطبق على كل إنسان ذكرا أم أنثى صغيرا أو كبيرا، وهنا يكون للطب النفسي الدور الأكبر في مواجهة هذه القضايا النفسية تشخيصها وعلاجها والوقاية منها، ودولة الإمارات العربية المتحدة مشكورة (وزارة الصحة، والهيئة العامة للخدمات الصحية في أبو ظبي) عملت على توفير كافة الإمكانيات المادية والعلمية لمواجهة ذلك، وهذه المجلة العلمية الطبية والنفسية بالرغم من حداثتها وضعت لمساعدة كل فرد في مجتمع دولة الإمارات وخارجه ويمكن اعتبارها وسيلة إعلامية ناجحة لتحقيق العديد من الأهداف من بينها:

1-  نشر الوعي الصحي والتثقيفي لدى أفراد المجتمع، وتقديم المعلومات الإرشادية الطبية- النفسية، وفي ضوء التطورات العلمية العالمية في إطار الطب النفسي وعلم النفس وذلك للوقاية من الاضطرابات النفسية والعقلية والسلوكية، وفهم طبيعة هذه الأمراض النفسية دون خوف أو مبالغة، وأهمية اللجوء إلى الاختصاصيين في هذا المجال بعيدا عن أعمال السحرة والمشعوذين والمطوعين وما شابههم. وبعيدا عن أي تفكير خرافي غير علمي أو غير صحيح وهذا مما يضعف من مشاعر الخوف والخجل ومن أعراض الإحساس بالوصمة الاجتماعية للأمراض النفسية ويزيد أفراد المجتمع خبرة علمية، ووعيا أفضل في مجال الطب النفسي ومما يضعف من أثر الوصمة الاجتماعية للمرض النفسي ولمؤسسات الطب النفسي.

2-  تقديم الاستفسارات، والإرشادات اللازمة في مجال الطب النفسي لأفراد المجتمع في مجال الوقاية، والتشخيص، والعلاج، والتأهيل للحالات النفسية بما فيها حالات الانحراف، والإدمان، والانتحار أو إيذاء الذات، وحالات الأطفال، والمراهقين، والمسنين من مرضى النفس، والتواصل مع الاختصاصيين في مجال الطب النفسي وعلم النفس وعلم الاجتماع والتربية وغيرهم. وذلك بواسطة الخط الساخن لمستشفى الطب النفسي، أو الإنترنت، أو زيارة المستشفى.

3-  المساهمة بعمليات التعليم الطبي المستمر في مجال الطب النفسي، ونشر ملخصات عن البحوث العلمية في مجال الطب النفسي، وكذلك أحدث الأعمال العلمية، والمؤلفات، والمؤتمرات، والندوات والدورات التدريبية... وغير ذلك.

4-  توطيد العلاقة بين مستشفى الطب النفسي والمهام التي تقوم بها وبين مؤسسات الدولة التي تعني بالشؤون الإنسانية مثل وزارة العمل، المؤسسات العقابية (الإصلاحية)، وزارة الداخلية، ووزارة العدل، وزارة الإعلام، وزارة التربية، ودور الرعاية والتأهيل وغيرها.

5-  تهدف المجلة إلى استمرارية التواصل الثقافي بين مستشفى الطب النفسي و مشافي الطب النفسي والمؤسسات الصحية الأخرى في العالم العربي والأجنبي وخاصة المؤسسات الصحية التي تعنى بشؤون الطب النفسي.

6-     من أهداف المجلة إدلاء القارئ برأيه العلمي وملاحظاته حول موضوعات المجلة، مما يساهم في إثراء المجلة وتطويرها نحو الأفضل...

الرجوع إلى الفهرس

 

§         الانتحار في الأقليات العرقية في العالم - إعداد: الدكتور طارق صادق خماس والدكتور عابد أبو مغيصيب

    ملخص : الانتحار عملية سلوكية معقدة حيث نرى عدة عوامل تتفاعل منفردة أو مجتمعة في أسبابها ومنها شخصية الفرد، تكونيه العضوي، حضاراته وبيئته الاجتماعية، إضافة إلى العوامل الاقتصادية والسياسية ووجود مرض نفسي أو عصبي أو عضوي.

إحصائية وبائية دولية:

    في نشرة للصحة العالمية (2002)، تبين أنه في عام (2000) م حدثت 800.000 وفاة نتيجة الانتحار في العالم وقد قدرت منظمة الصحة العالمية أن عدد الأشخاص الذين يموتون بالانتحار حول العالم في السنة الواحدة أكثر من عدد الوفيات نتيجة الصراعات المسلحة وأن معدل الانتحار عموما في زيادة خلال خمسين سنة مضت وتبين النسب العمرية للمنتحرين تغيرت فوق 45 سنة 60% من العدد الكلي للمنتحرين في سنة 1950 ولكن هذه النسبة المئوية تدنت في عام 1998 م وعزى هذا التغير إلى تذبذب في نسمة الذكور المنتحرون.

ومن مجمل الدراسات عن الانتحار في العالم، ظهر أن معدل الانتحار في الدول يختلف ففي دول أمريكا الجنوبية والوسطى نرى أن المعدل السنوي منخفض تقريبا 3 في كل 100.000 فرد، وأن الاتحاد السوفيتي الأسبق ودول الكتلة الشرقية أعلى بنسبة وأن الرقم الحالي لروسيا الاتحادية وبلاروسيا 60 منتحرا لكل 100.000 من السكان وأن العوامل الاقتصادية والسياسية لها تأثيرا كبير على السلوك الانتحاري للفرد في هذا العدد و أهمية البيئة والثقافة المختلفة بين دولة وأخرى لها أيضا أهمية في تحديد العوامل التي تزيد أو تنقص من درجة الميل إلى الانتحار وفي هذه السياق الإحصائي تبين من الأرقام العالمية أن الولايات المتحدة وبريطانيا تحتلان نسبة وسطية عالميا في حدود 18 في الـ 100.000 للذكور و 4/ 100.000 للإناث وكذلك 12/ 100.000، 3/ 100.000 على التوالي والترتيب. (الأرقام مأخوذة من الصحة العالمية 2002).

معدل الانتحار في الأقليات العرقية داخل الدول:

     إذا نظرنا إلى الأرقام التي تمثل معدل الانتحار في دولة ما نعتقد أنها تمثل عموم المجتمع بشكل ثابت في عدة قطاعات من السكان والحقيقة عكس ذلك تماما فهذه الأرقام هي مجمعة وعامة غير دقيقة في تمثيلها للمجموعات العرقية في هذه الدولة أو تلك ولنأخذ على سبيل المثال الدول التالية:

    أستراليا ونيوزلندا أعلى نسبة من المنتحرين هي بين السكان الأصليين و الهنود المهاجرين من القارة الهندية ثم يأتي بعد ذلك المستعمرين البيض...

الرجوع إلى الفهرس

 

§         أخطار السمنة بقلم الدكتور محمد احمد النابلسى - استشاري الطب النفسي

ملخص : تمارس السمنة تأثيرات واسعة على الجسد. وقد لا تتبدى هذه الأخطار جميعها في ذات الوقت وقد ينجو بعض المرضى من هذه الأخطار لهذه الأسباب لا بد لنا من مناقشة كافة الآثار السلبية التي تتركها السمنة على الصعيدين النفسي والجسدي. وذلك بهدف لفت أنظار المرضى إلى هذه الآثار لكي يتّقوها أو يعالجوها في حال ظهورها. وإذا أردنا استعراض أخطار السمنة فإننا نبدأ بـ:

1-    اضطرابات الأيض :

وأول ما يطالعنا في هذه الاضطرابات هو اضطرا بات أيض السكريات وهو اضطراب يصادف لدى 55% من مرضى البدانة. وعندما تكون السمنة في مرحلتها الأولى فإننا نلاحظ تضخم حجم الخلايا الدهنية التي تصبح أقل حساسية للأنسولين مما يؤدي إلى زيادة الأنسولين في الدم مما يؤدي بالتالي إلى انخفاض إفراز الجسم لهذا الهرمون وذلك بسبب عدم استعمال الجسم للكميات المفرزة منه. وهذا الخفض في إفراز الأنسولين يؤدي في مرحلة لاحقة للإصابة بمرض السكري.

2-    اضطرابات القلب والشرايين

    يلاحظ الباحثون بأن البدانة تتسبب في ظهور وتعقيد حالات تصلب لشرايين. ويذهب بعض هؤلاء الباحثين إلى أن نسبة تتراوح بين 40% 50% من مرضى السمنة يصابون بمرض ارتفاع الضغط.

    و بدوره يعاني القلب الكثير بسبب البدانة التي تؤدي إلى إجباره على ضخ كميات أكبر من الدم إلى كافة أنحاء الجسد المترهل. وذلك بحيث تصبح كمية الدماء المغذية للقلب غير كافية. إذا ما أضفنا إلى هذا الإرهاق عامل ترسب الدهون في الشرايين التاجية نستنتج بأن البدانة قادرة على التسبب في إحداث كافة أنواع الأمراض القلبية. فالجهد المشار إليه أعلاه ممكن أن يؤدي إلى تضخم القلب أما الترسبات الدهنية في الشرايين التاجية فهي قد تؤدي إلى انسداد هذه الشرايين محدثة الذبحة أو الاحتشاء القلبيين أو حتى الموت المفاجئ.

وهنا نجد من الضروري أن نعرض نتائج الدراسة التي أجراها البروفسور W.B. Kannel إذ يلاحظ هذا الباحث أن 67% من المصابين بأمراض السكتة الدماغية، وكذلك بقصور القلب هم ممن يعانون البدانة وتنخفض هذه النسبة قليلا لتبلغ الـ 50% في حالة أمراض الشرايين التاجية.

وتأتي هذه الدراسة لتؤكد عدد من الدراسات السابقة في هذه المجال. من ضمن هذه الملاحظات أن معظم مرضى السمنة هن من النساء. وأن للسمنة تأثيرات شديدة السوء على صعيد الجسم وخاصة بعد سن الأربعين. بحيث لا تقتصر هذه الآثار فقط على تعرض المريض للإصابة بأمراض القلب والشرايين، ولكنها تمتد لتزيد في تعقيد، أو ربما تتسبب ني ظهور، عدد من الأمراض كالسكري مثلا كما ذكرنا سابقا.

ويخلص Kannel إلى القول بأن بدانة النساء (وغالبيتها متركزة حول الوركين) تؤدي بهن إلى الإصابة بقصور القلب أو الانسداد الدماغي. في حين يكون الرجال أكثر عرضة لارتفاع نسب VLDL و L.D.L وبالتالي ارتفاع نسب كل من الكوليستيرول والدهون في الدم...

الرجوع إلى الفهرس

 

§         مفاهيم خاطئة عن الطب النفسي - الدكتور طارق بن علي الحبيب رئيس قسم الطب النفسي بكلية الطب جامعة الملك سعود

    ملخص :  "اعتقاد بعض الناس أن العلاج النفسي مجرد جلسات كلامية". ولذلك فهم يعتقدون بعدم الحاجة إلى العلاج النفسي، فبإمكانهم أن يتكلموا مع مريضهم ويطمئنونه. بل إن بعضهم يبالغ فيقول: إننا نخاف أن " يلخبط " المعالج النفسي أفكار مريضنا بفكره المشوش !!

    وأريد أن أوضح هنا أن العلاج النفسي ليس مجرد حوار بين المعالج والمريض، وإنما شيء أكثر من ذلك، وهو على عدة أنواع :

1-     الأدوية النفسية التي أثبتت التجارب العملية على مدى عدة عقود من الزمن فعاليتها بنسبة كبيرة في شفاء بعض الأمراض النفسية أو تهدئتها.

2-  الجلسات النفسية (العلاج النفسي غير الدوائي)، وهي ليست مجرد حوار مع المريض، و إنما هي حوار مقنن، ولا يقوم على الاجتهادات الشخصية والنصائح، وإنما تتبع منهجا وبرنامجا خاصا. ولذلك فإن من يقوم بها يجب أن يكون من المتخصصين، ويقوم بها عادة الاختصاصي النفسي، وتتطلب مشاركة فاعلة من المريض. وهذا العلاج على عدة أنواع منها:

أ‌)        العلاج المساند : وفيه يقوم المعالج بطمأنة المريض وتوجيهه، وإرشاده، وتوضيح مختلف الأمور له.

ب‌)    العلاج السلوكي : وفيه يقوم المعالج بتعديل بعض سلوكيات المريض المرضية، واستبدالها بسلوكيات مناسبة.

العلاج المعرفي : وفيه يقوم المعالج بتقويم وتصحيح أساليب التفكير الخاطئة لدى المريض التي ينظر بها إلى نفسه ومستقبله والناس من حوله، ومحاولة استبدالها بأساليب صحيحة.

3-  العلاج بالرجفة المحدثة كهربائيا : وهي إمرار تيار كهربي منخفض الشدة عبر رأس المريض يؤدي إلى حدوث رجفة بسيطة في مختلف أعضاء جسم المريض دون أن يشعر بذلك، لأنه يكون عادة تحت تأثير البنج. ولهذا النوع من العلاج فعالية كبيرة في علاج عدد من الأمراض النفسية، خصوصا حالات الاكتئاب الشديدة.

4-     الجراحة النفسية : ويقتصر استخدامها على بعض الحالات النفسية الشديدة التي استعصت على العلاج...

الرجوع إلى الفهرس

 

§         الحرب النفسية وغسيل الدماغ : (Brain Washing) / إعداد : الدكتور فيصل محمد خير الزواد - استشاري ورئيس قسم علم النفس السريري

    ملخص : في مقال سابق تحدثنا عن الحرب النفسية، أهميتها وتقنياتها وأهدافها، ومن بين الأساليب المتبعة في مجال الحرب النفسية هي عميلة غسيل الدماغ لأسرى الحروب والسجناء من أجل تغيير معتقداتهم وأفكارهم حتى إذا ما عاد الأسرى إلى بلادهم فإنهم يعملون على نشر الروح الانهزامية التي وصلت إليها حالتهم من جراء ما تعرضوا له أثناء الأسر أو الحجز من تعذيب، أو أنهم يتم تحويلهم إلى جواسيس على أوطانهم، ويجب أن نميز بين أسلوب غسيل الدماغ وباقي أساليب الحرب النفسية مثل الدعاية والإشاعات ومحاولات الإقناع... مما يؤدي إلى تعديل أو تغيير أفكار الفرد أو معتقداته أو سلوكياته... حيث أن أسلوب غسيل المخ هو أسلوب فردي توجه فيه الجهود إلى فرد واحد محدد، بينما الأساليب الأخرى في الحرب النفسية غالبا ما توجه إلى الجماعة، ويعتبر غسيل المخ من العمليات القسرية أو الإجبارية لإكراه الأفراد من أجل تعديل أفكارهم أو معتقداتهم والتحول عنها. وتهدف عميلة غسيل المخ إلى تحويل الفرد الأسير عن أفكاره واتجاهاته وقيمه وأنماط سلوكياته أو معتقداته وضد هذه الأفكار والمعتقدات أو الاتجاهات التي كان يتبناها مع الإيمان أو الاعتقاد بهذا الضد والإيمان بالنقيض وغير ذلك وعميلة غسيل المخ تنفذ على مراحل:

1)      مرحلة الاعتراف والإعلان عن الأخطاء التي ارتكبت في الماضي.

2)      إعادة تعليم الفرد الأسير المعتقدات والأفكار التي يراد أن يكون عليها وتعتمد هذه العملية على بعض الأسس النفسية الهامة وهي:

1-   العمل على إنهاك الفرد الأسير فكريا ونفسيا، وجسديا لدرجة التعب والإعياء وضعف القدرات الفكرية، والقدرة على الانتباه والتركيز، والمحاكة،... الخ.

2-   عدم القدرة على التكيف أو إعادة التوازن العقلي والنفسي بسبب المعاناة وعميلة العزل الطويلة، والتعذيب أحيانا مما يجعل الفرد يائسا، مستسلما يسهل تطويعه والسيطرة عليه...

3-   الإيحاء النفسي والتأثير بالجوانب النفسية والعقلية والسلوكية لدى الفرد وتشكيل سلوكه بالشكل المطلوب، وفي عميلة غسيل الدماغ تتحرك الإيحاءات في اتجاه واحد مركز حيث يتعرض الفرد أو الأسير لضغط جسدي ونفسي كبيرين، مع الإيحاء للأسير على تكوين اعترافاته وخاصة بعد أن يضعف لديه القدرة على التمييز العقلي بين أفعاله وأفكاره، وبين ما يوحي إليه عن طريق مستجوبيه.

4-   تنمية الإحساس بالذنب لدى الأسير (أو السجين) بحيث يطلب من الأسير مراجعة تاريخ حياته السابقة وتبرير أفعاله السياسية والشخصية والأخطاء التي قام بها مما يثير لديه الإحساس بالذنب والخطأ وبالتالي كراهية الذات، والإحساس بالدونية و الضعف، وعدم الثقة بالنفس ... مما يجعله يتقبل آراء الآخرين وأفكارهم ويخدم مصالحهم (في مجال الجاسوسية مثلا).

5-   تدمير الذات: إن عملية الإذلال، والتحقير، والتعذيب ... تؤدي بالفرد إلى احتقار ذاته، والتقليل من نظرته لذاته (Self Esteem) وهذه لعملية تكون مؤثرة كلما كان الفرد ذو أهمية وسلطة ونفوذ ... وهو يقارن بين ضعفه وعجزه وبين قوة أو سيطرة مستجوبيه، وهذه كلها تضعف من قدرة الفرد العقلية و النفسية على مقاومة عملية غسيل الدماغ ...

الرجوع إلى الفهرس

 

§    كيف تسيطر على نوبات القلب / الدكتور حسان المالح - استشاري الطب النفسي- زمالة وخبرة في جامعات فينا وبريطانيا- عضو جمعية البريطانية للعلاج النفسي السلوكي- عضو الجمعية الدولية للطب النفسي

    ملخص : إن نوبات القلق تستمر عادة لأن توقع حدوث النوبة هو نفسه يمكن أن يسبب نوبة أخرى.

    إذا كنت دائما تترقب وتبحث عن الأعراض الأولى لنوبة القلق والهلع فهذا يعني أن احتمال حدوثها يصبح أكثر.

    أيضا تشتد نوبة القلق أكثر وتهتم بمشاعر القلق.

    يجب أن تتذكر أن الأعراض والأحاسيس التي تشعر بها خلال نوبة القلق ليس مؤذية أو خطيرة بحد ذاتها. وأسوأ ما يمكن أن يحدث أنه يمكن أن تدوخ. ويجب أن تعرف أن ذلك ليس هو الاحتضار وأنك لن تموت.

كيفية السيطرة على نوبات القلق :

ابدأ أولا بأن تغير نظرتك حول أحاسيس القلق والهلع. لا تحاول الهرب من هذه الأحاسيس بأي شكل. تقبل هذه الأحاسيس في حال حدوثها.. وتعامل مع هذه الأحاسيس بقدر ما تستطيع وانتظرها حتى تذهب.

    إذا حاولت الهرب من الموقف الذي بدأت فيه نوبة القلق فإن ذلك سيجعل النوبة أسوأ عادة. إذا كنت خارج المنزل وفجأة بدأت نوبة القلق.. حاول أن تبقى في نفس الموقف أو بقربه. وقد تجد مكانا قريبا تجلس فيه بدلا عن الوقوف أو تبتعد إلى الوراء قليلا. إذا كنت في محل تجاري يمكن لك أن تخرج قليلا. إن هذه الأحاسيس مزعجة طبعا ولكنها لا تعني أنك مصاب بمرض جسمي أو أن أحد أجهزة الجسم مضطربة. كما أنها لا يمكن أن يؤذيك بأي شكل. توقف عن القلق وعما سيحدث لك بعد ذلك. جمع تركيزك حول الاسترخاء والتعامل مع مشاعر وأحاسيس القلق. أترك نفسك وحدها وأحاسيس القلق تسير سيرها وستجد أنها تنتهي وتزول ...

الرجوع إلى الفهرس

  

§    أربعة عشر طريقة لبناء الثقة واحترام الذات لدى الأطفال 14 Ways to build self esteem in kids قسم التعليم المستمر/ تمريض مستشفى الطب النفسي الجديد- أبو ظبي.

1-     استدعي الطفل وأعمل على مناداته باسمه شخصيا.

2-     أعطي الطفل الوقت الكافي للتحدث عن اهتماماته.

3-     استخدام التوجيه والنصائح الإيجابية كلما سنحت لك الفرصة مع تعزيز السلوك المناسب.

4-     حافظ على تناغم توقعاتك بالطفل مع درجة قدرته وعمره (كن واقعيا).

5-     أعطي الطفل الفرصة لصنع القرارات وتحمل المسؤولية التي تتناسب مع مرحلة تطوره.

6-     أمنح الطفل الوقت الكافي والمناسب عند احتياجاته إليه وهو أهم من كمية الوقت الذي يمكن أن تعطي له عند عدم احتياجه له.

7-     زود الطفل بفرص النجاح وعمله كيفية الاستفادة من الفرص الجيدة المتاحة له.

8-     قارن مهارات الطفل مع إنجازاته السابقة وتجنب مقارنته بالأطفال الآخرين لاسيما إخوانه وأخواته.

9-     لا تقوم بإحراج الطفل أو نعته أو معايرته بأمر مخجل.

10- كن قدوة حسنة لأطفالك فهم يتعلمون من خلال مراقبتهم ومشاهدتهم للبالغين.

11- تفاعل مع سلوك الطفل وليس مع شخصيته على سبيل المثال ((أنا لا أريد ألعابك على الأرض فهذه فوضى)) بدلا من ((أنك ولد مهمل وسيئ، فوضوي، غير مرتب)).

12- شجع الطفل عند قيامه بإنجازات معينة وهنئه على عمله.

13- تقبل مشاعر الطفل سواء الإيجابية أو السلبية على حد سواء وذلك بدون الحكم عليها.

14- احتضن الطفل وضمه وعانقه كثيرا.

الرجوع إلى الفهرس

 

§         أسرار الغيرة Jealousy Secrets / إعداد: الاختصاصي الاجتماعي أيمن عبد الله

    ملخص : في مختار الصحاح بكر الرازي "الغيرة"بالفتح مصدر قولك "غار" الرجل على أهله يغار"غيرا وغيرة" و"غارا"، ورجل "غيور" و"غيران "وامرأة "غيور" وغيري.

    أما الحسد فهو أن تتمنى زوال نعمة المحسود إليك. وقال "الأخفش" يقولون: "يحسده حسدا وحسده على الشيء أو حسده الشيء بمعنى حساده... أي.. الحسد".

     ويقول عالم النفس الأمريكي ت. م. انكلز في دراسة الفارق بين الغيرة والحسد... "إن الغيرة نوع خاص من أشكال القلق الذي ينطوي على عدم الشعور بالأمن والخوف من فقدان العاطفة لمنافس... والغيرة لها صفات دافعية إيجابية بينما للحسد قوة خطر سلبية، فالرجل الذي يغار على زوجته يعتقد أن آخر يسرق عاطفتها، وحتى في غياب ذلك المنافس الوهمي يبقى الخوف على زوجته من ظهور هذا الشبح مجرد مصدر أرق يدفع الغيور لإهمال حدوث الفقد وتحمل آلام نفسية قاسية في حماية لشيء الذي يخشى فقدانه...

    إن المشاعر البشرية المتشابكة كالغيرة والحسد يمكن التمييز بينهما بوضوح معقول بالنظر في الدافعية الإيجابية لا الآثار السلبية المترتبة عليها، فتحليل دوافع الغيرة يساعد على التمييز بين وجهي الظاهرة الصحي والمرضي، والتمييز بين الغيرة كخوف من منافس أو الحسد كأمنية امتلاك شيء يمتلكه آخر ومحاولة وضع حد بين نهاية الغيرة وبداية الحسد.

    فالإنسان قد يغار من الآخر على سيارته دون أي شعور عدواني تجاهه، ولكن في الحسد يكون الشعور تجاه الآخر عدائيا، بينما نجد في الغيرة المرضية في وجود منافس حقيقي قد يتسم رد فعل الشخص الغيور بالصورة العدوانية مما يدلل على صعوبة التمييز بين المشاعر الإنسانية كدوافع إيجابية أو حالات عاطفية سلبية.

    إن سيكولوجية الغيرة تؤكد أنها ظاهرة صحية تدفع إلى التنافس الشريف بين الأفراد والجماعات ولكن عندما تزيد عن الحد المعقول تصبح ظاهرة مرضية ومصدر شقاء للإنسان...

    فالغيرة ظاهرة نفسية إنسانية عالمية في كل الأجناس والأديان والأعراق والسلالات في أرقى مستوياتها وغريزة بدائية حياتية موروثة ومكتسبة في كل مملكة الإنسان والحيوان تخدم غريزة البقاء وتقف وراء الدوافع والحاجات الأولية الشعورية واللاشعورية وتشكل سلوك الإنسان في درجاته المتقارنة في تكوين المفاهيم والمعارف والاتجاهات.. وتكتسب أهميتها كمخزون وقود للعلاقات الإنسانية ومصدر توليد طاقة نفسية دافعة لحركة الفرد داخل الأسرة والمجتمع داخل الدولة و الشعب بين الأمة والأمة في محيط العالم...

الرجوع إلى الفهرس

 

§         ما هو التوحد بقلم منى عبد الله - قسم التمريض

    التوحد: هو إعاقة متعلقة بالنمو عادة ما تظهر خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل. وهي تنتج عن اضطراب في الجهاز العصبي مما يؤثر على وظائف المخ، ويقدر انتشار هذا الاضطراب مع الأعراض السلوكية المصاحبة له بنسبة 1 من بين 500 شخص. وتزداد نسبة الإصابة بين الأولاد عن البنات بنسبة 4:1 ، ولا يرتبط هذا الاضطراب بأية عوامل عرقية، أو اجتماعية، حيث لم يثبت أن لعرق الشخص أو للطبقة الاجتماعية أو الحالة التعليمية أو المالية للعائلة أية علاقة بالإصابة بالتوحد.

    ويؤثر التوحد على النمو الطبيعي للمخ في مجال الحياة الاجتماعية ومهارات التواصل. Skills communication حيث عادة ما يواجه الأطفال والأشخاص المصابون بالتوحد صعوبات في مجال التواصل غير اللفظي، والتفاعل الاجتماعي وكذلك صعوبات في الأنشطة الترفيهية. حيث تؤدي الإصابة بالتوحد إلى صعوبة في التواصل مع الآخرين وفي الارتباط بالعالم الخارجي. حيث يمكن أن يظهر المصابون بهذا الاضطراب سلوكا متكررا بصورة غير طبيعية كأن يرفرفوا بأيديهم بشكل متكرر، أو أن يهزوا جسمهم بشكل متكرر، كما يمكن أن يظهروا ردودا غير معتادة عند تعاملهم مع الناس، أو أن يرتبطوا ببعض الأشياء بصورة غير طبيعية كأن يلعب الطفل بسيارة معينة بشكل متكرر وبصورة غير طبيعية، دون محاولة التغيير إلى سيارة أو لعبة أخرى مثلا، مع وجود مقاومة لمحاولة التغيير. وفي بعض الحالات، قد يظهر الطفل سلوكا عدوانيا تجاه الغير، أو تجاه الذات.

 

أسباب التوحد

    لم تتوصل البحوث العلمية التي أجريت حول التوحد إلى نتيجة قطعية حول السبب المباشر للتوحد، رغم أن أكثر البحوث تشير إلى وجود عامل جيني ذي تأثير مباشر في الإصابة بهذا الاضطراب، حيث تزد نسبة الإصابة بين التوائم المطابقين (من بيضة واحدة) أكثر من التوائم الآخرين (من بيضتين مختلفتين)، ومن المعروف أن التوأمين المتطابقين يشتركان في نفس التركيبة الجينية. كما أظهرت بعض صور الأشعة الحديثة مثل تصوير التردد المغناطيسي MRI  و PET وجود بعض العلامات غير الطبيعية في تركيبة المخ، مع وجود اختلافات واضحة في المخيخ، بما في ذلك في حجم المخ وفي نوع معين من الخلايا المسمى "خلايا بيركنجي Purkinje. ونظرا لأن العامل الجيني هو المرشح الرئيس لأن يكون السبب المباشر للتوحد، فإنه تجرى في الولايات المتحدة بحوثا عدة للتوصل إلى الجين المسبب لهذا الاضطراب.

    ولكن من المؤكد أن هناك الكثير من النظريات التي أثبتت البحوث العلمية أنها ليست هي سبب التوحد، كقول بعض علماء التحليل النفسي وخاصة في الستينيات أن التوحد سببه سوء معاملة الوالدين للطفل، وخاصة الأم، حيث إن ذلك عار عن الصحة تماما و ليست له علاقة بالتوحد. كما أن التوحد ليس مرضا عقليا، وليست هناك عوامل مادية في البيئة المحيطة بالطفل يمكن أن تكون هي التي تؤدي إلى إصابته بالتوحد...

الرجوع إلى الفهرس

 

§         صاحب الحاجة أرعن / د. غالب خلايلي: اختصاصي طب الأطفال عضو اتحاد الكتاب العربي

ملخص : بادئ ذي بدء لا بد أن أنوه إلى أن ما نلته ككاتب وطبيب تم تقريبا بفضل الله ثم الجهد البيتي والشخصي في مراحل الدراسة، ثم النصيحة المخلصة لبعض المقربين لاحقا، لكن كل ما عدا ذلك تم تقريبا أيضا بدون أي التماس أو واسطة.. بل على العكس، كثيرا ما أرى أنني أحصل على حقوقي إنما بعد جهد جهيد و صراع رهيب، لا يحتاج إليه في العادة من يطلب ذات الطلب... و هكذا فإن لقمتي مغمسة دائما بالعرق والتعب والسهر والجهد المتواصل، والمنافسة التي لا تعرف هوادة في مجتمع يعبد اللغو والواسطة..

ولى في نجاحي فخر.

    وفي مهنة الطب التي مارستها على مدى العشرين سنة الماضية، رأيت (كما رأى غيري) الكثير مما يستحق الذكر ومما لا يستحق بعض المواقف ترسخ في الذاكرة إلى الأبد، وبعض المواقف تنتهي ذاكرتها بعد لحظات، ثم هناك مواقف لا تتمنى أن تتذكرها إطلاقا. أما ككاتب فيمكن أن يصح عن كتابتي ما يصح عن الطب، اللهم إلا الدخل، حيث أن دخل الكاتب عموما مزر، وهذا مؤلم جدا، لأن تدني مستوى الدخل في بعض المهن الفكرية يعني الشيء الكثير في حق المجتمع العربي. وبما أنني "واحد من هذا المجتمع فأنا متألم كثيرا سواء أعلى المستوى العام أم الخاص، إذ لا يريحني أن أرى مهنة التدريس تتقهقر، ولا أن أرى أديبا معوزا اسودت الدنيا في عينية وهولا يستطيع تحصيل قوت عياله. المضحك المبكي أن أناسا كبارا في عالم الطب والكتابة معا ممن لهم أسمائهم وشهرتهم يشعرون في مرحلة معينة من المراحل الوظيفية أن مكانتهم مهددة، وأن الصروح التي بنوها بكدهم ومعرفتهم مهددة مثلهم، لتراهم يتصرفون تصرفات لو كانوا في تمام عافيتهم وشبابهم لما قاموا بمثلها، يتملقون من لا يستأهل حتى السلام علية، ويمدحون من هو جدير بالفناء، لكن يبدو أن المثل (صاحب الحاجة أرعن) ينطبق على كل صاحب حاجة يهددونه بها... بغض النظر عن العمر والقدر.. فكثيرا ما يقفا واحد منا كأنة الصنم أمام موظف غرّ شاب يمكن أن يعقد لك الدنيا بجهلة، أو أمام موظفة لئيمة في إحدى شركات الطيران التي تتلاعب بالمواعيد والحجز، أو أمام شرطي مرتش لا يعرف الطيخ من البطيخ، ويمكن أن يخرب حياتك بتصرف غير مسؤول منه، لا بل والأدهى أن تكون موظفا ويكون رئيسك المباشر والأعلى منه من الأغرار الذين لا يعرفون شيئا عن الوظيفة، وهم يتحكمون بمصيرك حيث يمكن بجرة قلم أن ينزع أحدهم بسمتك من وجهك وأن يدمر استقرارك العائلي، هكذا بلا أي ذنب من قبلك أوفهم من قبلة. عندها لا بد أن ترى الحكيم الحليم حذرا خائفا أمام شخص جاهل من هذا النوع، وماذا تفيد الشطارة وقتها .. فكم من مبدع كان ذا فضل على مئات الدارسين أو آلاف المرضى، ثم- بجرة قلم- انتهى أمره. أعتقد أن ما قلته لن يفاجئ أحد، وهذا بالطبع يدعو إلى الأسف، إذ يعني أنه شائع، وأن كرامة الإنسان مهدورة في بلادنا بعد طول خدمة وعطاء، وأن شيخوخته في مهب الريح ما لم يكن محتاطا لذلك...

الرجوع إلى الفهرس

 

Document Code PJ.0132

AbuDhabiBull.Psy23 

ترميز المستند PJ.0132

 

Copyright ©2004  WebPsySoft ArabCompany, www.arabpsynet.com  (All Rights Reserved)