Arabpsynet

/   Revues      مجلات   /   Journals

شبكـة العلوم النفسية العربية

 

 

مجلـة الطـب النفسـي - أبـو ظبـي

Abu Dhabi Bulletin of Psychiatry

العــدد السابع، مارس 1999  

 

 

q         فهــرس الموضوعــات /  CONTENTS / SOMMAIRES 

 

§          كلمة العدد

§          أهداف المجلة / دكتور فيصل محمد خير الزراد

§          المسؤولية الجنائية في حالات اضطراب الذاكرة / د. عابد أبو مغيصب

§          دراسة ميدانية عن المرضى العقليين المزمنين في مستشفى الطب النفسي الجديد في أبو ظبي / د. طارق صادق خماس

§          القانون و الطب النفسي الشرعي (2) (المرض العقلي) / د. يوسف التيجاني

§          الجديد في الطب النفسي / د. مدحت الصباحي

§          اضطرابات اللغة و الكلام الناجمة عن العوامل النفسية و الانفعالية / الدكتور فيصل محمد خير الزراد

§          رعاية و إرشاد اليافعين نفسيا و تربويا : نواحي الإصغاء داخل المؤسسة التربوية (آراء و مقترحات) / د. أنور الجراية

§          طريقة فرنسيس شابيرو في العلاج النفسي السلوكي – المعرفي "1" / د. محمد حمدي الحجار

 

q         ملخصات /  SUMMARY / RESUMES 

 

§         كلمة العدد / رئيس التحرير

    تشرق في وزارة الصحة شمس عافية جديدة، وتتحرك في ردهاتها روح عصر جديد، وتتهيأ برداء جديد تلتقي فيه بالزائر الجديد، القرن الحادي والعشرين.

    وقد بدأت أنوار الزينة، ومظاهر كرنفال الفرح في عدة مظاهر استراتيجية السياسة الصحية لدخول القرن الحادي والعشرين، والمتتبع لأنشطة الوزارة. في الشهور الأخيرة، والقارئ لانعكاس فعاليات الإدارات المختلفة من خلال نافذة مجلة "الطب النفسي " يلاحظ النقاط المضيئة واللوحات الإلكترونية اللافتة في ورش العمل المتعددة في مجال "ضمان الجودة"، وورش العمل في "أخلاقيات المهن الطبية"، وهي خطوات في طريق الكمال والكمال لله وحده.

    لقد كانت هذه الشعارات بعيدة المنال، صعبة التطبيق، محفوفة بالشكوك في القدرة على ترجمتها على أرض الواقع.

    والآن تكونت اللجان على مستوى الإدارات المركزية والمحلية والمناطق الطبية ولا تخلو أي منطقة من فعاليات ضمان الجودة، وقد أقيمت ورشة عمل كبرى، ومعرض مشرف في قاعة هذه المستشفى، وقد أصدرت الوزارة كتيب (مبادئ أخلاقيات المهن الطبية) وهو وثيقة محترمة تنبع من مبادئ ومثل طبية عليا تتشبع بها المؤسسات الطبية لتكون نموذجا في الممارسة و الأداء.

    وقد نشرنا "قسم أبو قراط " و"ميثاق شرف العاملين " وإعلان مدريد لحقوق المريض النفسي والآن "إعلان جنيف "... في هذا العدد.

    وتتوالى فتوحات الكوى المضيئة الجديدة في دنيا الوزارة ونأمل أن تلاحظوا نوعية إخراج المجلة الوليدة والتي كسرت العزلة وخرجت إلى المحيط المحلي والإقليمي والدولي.

    ونأمل أن نبدأ ترجمة بعض المقالات إلى اللغة الإنجليزية لنرفع بمستوى المجلة... الهدف الأصلي الذي نشأت له وتعمل من أجله، وقد كانت الأعداد الأولى، هي الخطوة الأولى في مشوار الميل.

    الشعلة المضيئة للخروج من دهاليز الطب النفسي القديمة إلى رحابة مساحات طب المجتمع الجديدة.

وبالله التوفيق

الرجوع إلى الفهرس

 

§         أهداف المجلة / دكتور فيصل محمد خير الزراد - مدير تحرير المجلة

    كلنا يعلم بأن الحياة الإنسانية قد تعقدت في مجتمعنا الحديث، بحيث أصبح من الصعب على الإنسان تحقيق جميع مطالبه، واحتياجاته، وطموحاته..

    وأن يسلك في الحياة دون آلام، أو ضغوط أو توترات..

    والحال كذلك بالنسبة لكل إنسان صغيرا أو كبيرا، ذكرا أو أنثى، فالمشكلات والصراعات الحياتية تواجه كل إنسان أينما كان. وهذه المجلة العلمية الطبية بالرغم من حداثتها وضعت من أجل مساعدة كل إنسان في مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة أو غيره من المجتمعات، ومن أجل زيادة وعيه وقدرته على مواجهة هذه الضغوط والآلام والتوترات التي تزداد يوما بعد يوم وتفرزها ظروف الحياة الصعبة، وتعوق قدرة الإنسان على العمل والعطاء وعلى الإحساس بالسعادة في الحياة، لقد بلغت مجلة الطب النفسي- عددها السابع- وهي خلال مسيرتها ازدادت تطورا وتقدما كما ونوعا، لقد ازدادت الموضوعات التي تتناولها المجلة وتنوعت لتلبي حاجة القارئ العادي والمتخصص، كما ازداد عدد الاختصاصيين في الطب والطب النفسي وعلم النفس وعلم الاجتماع وغيرهم الذين يساهمون بالكتابة في المجلة، بالإضافة إلى مساهمات شركات الأدوية، وكذلك تزويد المجلة بالعديد من الأشكال و الصور التوضيحية الملونة التي تحسن من مستوى إخراج المجلة، هذا بالإضافة إلى زيادة عدد العناوين والمؤسسات الصحية التي ترسل إليها المجلة، وذلك في كافة الأقطار العربية من محيطها إلى خليجها، وبحيث يمكننا القول بأن هذه المجلة حققت انتشارا واسعا وقبولا من القارئين والمتخصصين ما لم تصل إليه مجلة طبية متخصصة في الوطن العربي، هذا عدا كتب الشكر والتقدير والملاحظات القيمة التي وردت من المؤسسات الطبية والاختصاصيين في العالم العربي والتي عملت أيضا على إثراء هذه المجلة وجعلت المشرفين عليها يطمحون إلى تحقيق أهداف أكبر بعد أن تجاوزت المجلة هذه المرحلة من التنوير والتعريف حيث لم تعد تنحصر أهداف المجلة كما كانت عليها في السابق بل تعدت ذلك إلي تحقيق أهداف أخرى أكثر تطورا نذكر من بينها:

1-   الوصول لأفراد المجتمع لنشر الوعي الصحي والتثقيفي الطبي والنفسي، وتقديم المعلومات والخبرات الطبية النفسية الحديثة والمتطورة والتي تحقق احتياجات هؤلاء الأفراد، وتساهم في الإجابة عن استفساراتهم الطبية- النفسية وذلك من قبل متخصصين في هذا المجال، وتوطيد العلاقة بين الطبيب النفسي، وأفراد المجتمع، وكذلك بين مستشفى الطب النفسي وأفراد المجتمع من أجل تبني نظرة علمية سليمة عن مفهوم الطب النفسي والأمراض النفسية بعيدا عن الأفكار الخرافية وأساليب الشعوذة، وعن الوصمة الاجتماعية. وعن بعض التصورات غير علمية حول الطب النفسي والأمراض النفسية مما سيكون له أثر إيجابي على أفراد المجتمع وعلى مرضى الأمراض النفسية وأسرهم وذويهم.

2-   تسعى المجلة من خلال باب "مشكلتك إلى حل "، وهو باب مخصص للقراء من أفراد المجتمع، ويمثل دعوة إلى كل فرد، أو أسرة، أو مريض من أجل طرح المشكلات النفسية التي يعاني منها، دون خوف، أو حرج، أو خجل، مع الاحتفاظ التام بسرية المعلومات، والرد عليها من قبل اختصاصيين في الطب النفسي وعلم النفس والاجتماع.

3-   نشر نتائج الأنشطة العلمية والمؤتمرات والندوات وورش العمل والتدريبات التي تقام في إطار الطب النفسي في دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها.

4-      نشر نتائج الدراسات والبحوث العلمية في إطار الطب النفسي وفروعه داخل دولة الإمارات وخارجها.

5-      كما تطمح المجلة بتخصيص جزء للكتابة باللغة الإنكليزية وذلك لزيادة عدد المساهمين من المتخصصين غير الناطقين باللغة لعربية.

6-   تسعى المجلة إلى التعرف على آراء القراء والمتخصصين وملاحظاتهم حول موضوعات المجلة من أجل تطويرها نحو الأفضل وإثراء موضوعاتها العلمية بما يتناسب مع التطورات العلمية في العالم، وكذلك زيادة التواصل مع المؤسسات الصحية والطب نفسية في دولة الإمارات والعالم العربي لمزيد من المساهمات لعلمية. والله ولي التوفيق.

الرجوع إلى الفهرس

 

§         المسؤولية الجنائية في حالات اضطراب الذاكرة / د. عابد أبو مغيصب - استشاري الطب النفسي - مستشفى الطب النفسي الجديد

    اضطراب الذاكرة أو فسادها من الأعراض الرئيسية التي يدعيها كثير من المرضى المحولين إلى لجان الطب الشرعي النفسي من المحاكم والنيابة أو من جهات أخرى رسمية لإثبات الضرر والعلة أو لدحضها وتنفيذها ومن ثم تقييم المسؤولية عن الفعل والتصرف للمتهم. لذا فلابد من التألق في البت في هذه المسألة وإجراء الفحوصات الضرورية وفحص المريض أكثر من مرة مع الاستعانة بمن له صلة به لاستكمال التاريخ الشخصي والمرضي. والحصول على معلومات كافية عن التهمة الموجهة إليه أو التقارير الطبية السابقة في حالات الحوادث والإصابة أو التسمم.

    وسأستعرض هنا الحالات التي تكون ضعف الذاكرة أو فقدانها فيها عرض مهم أو علامة مميزة وكيف نميز بينها جميعا؟

أ‌-    فقدان الذاكرة نتيجة التسمم عما أو من غير قصد لمواد أو مخدرات معروفة بأنها تسبب هذه العلة مثل مركبات (الباربتيورات والبنزوديازبان فنسايكلدين وإل، إس، د) يتم التحقق من وجودها في جسمه بالتحاليل المخبرية وقت حدوث الفعل أو الجريمة أو الإصابة وفي العادة لا يعتبر فقدان الذاكرة في هذه الحالات عذرا مقبولا للتنصل من الفعل أو السلوك إذا تبين أن الشخص كان يدرك ويميز وأن قواه العقلية كانت سليمة قبل الشروع في تناول المادة أو المخدر.

ب‌-  إذا رأى الطبيب أو اللجنة المكلفة بفحص المريض أنه ربما يعاني من علة دماغية سواء أكانت التهابات، ورم دماغي أو سكتة دماغية خفيفة نتيجة أمراض الجهاز الدوري فيعمل له كافة الفحوصات الضرورية بما فيها صور مقطعية للرأس مع صور بالرنين المغناطيسي إذا دعت الضرورة لذلك، وفي الغالب يندر أن يقوم الشخص المصاب بهذه الأمراض والعلل بفعل جنائي أو جرم سلوكي ضد الغير ويجب أن نذكر انه وبرغم ذلك يجب أن يتم فحص الحالة النفسية جيدا للشخص والاطلاع على ظروف الحادثة حتى يتم أخذ القرار بالمسؤولية القانونية حسب الظروف الخاصة لكل حدث.

    وفي الحالات الدماغية والعصبية المشار إليها أيضا إصابات أو التهابات الفصوص الصدغية أو الجبهية للدماغ، نزيف دموي بالأخص في حسر الدماغ أو الجبهة.

-    تهتك أو إصابات تركت آثارا على قوى المعرفية من استيعاب المعلومات، التركيز التمييز، التخطيط أخذ القرارات خاصة تلك التي تحدث في الفصوص الجبهوية

ج- الصرع: يحدث أن الشخص المصاب بالصرع قد يقوم بعمل جنائي أثناء النوبة الصرعية ويجب في هذه الحالات تشخيص نوع الصرع والنوبة بالملاحظات السريرية وعمل تخطيط للدماغ وفحص الحالة النفسية والعقلية للمريض والمريض في هذه الحالات غير مسؤول عن أفعاله وأقواله فيما نسب إليه ولكن يوضع تحت الملاحظة الطبية المستمرة والمراقبة لمدة كافية قد تمتد إلى ثلاث سنوات إذا كانت الجريمة فادحة وذلك لتجنب تكرار الفعل الإجرامي.

د- اضطرابات النوم.. وبالأخص السير أثناء النوم هناك حالات نادرة لهؤلاء الأشخاص سجلت بالقيام بعمل إجرامي والمسؤولية القانونية هنا موضع جدال وعدم اتفاق نظرا لأن معظمهم في سن صغيرة والتشخيص لم يثبت بعد. أضف إلى ذلك أن العمل الجنائي فيما لو حدث يكون داخل الأسرة.

هـ- تعاطي الخمر (الكحول) يحدث فقدان في الذاكرة أثناء السكر أو بعد الامتناع والكف عن الشرب في حالات الإدمان المزمنة ويعتبر الشخص في هذه الحالات مسؤول عن جريمته عموما إلا في حالات معينة مثل الذهان الحاد أو مرض كورساكوف و هنا تكون الأفعال المخلة بالقانون بسيطة و غير مقصودة نظرا لأن المريض في الغالب يكون تحت الإشراف من قبل الأطباء أو المستشفيات أو في المنزل تحت رعاية الأهل.

و- في حالات الذهانات أو الأمراض العقلية الشديدة يحدث أحيانا فقدان في الذاكرة أثناء الهجمة الحادة للمرضى و المريض المصاب أو ضعف بالمرض العقلي (الذهان) سواء أكان يعاني من مشكلات في الذاكرة أم لا فهو  معفى من المسؤولية الجنائية.

ي- فقدان الذاكرة نتيجة ظروف نفسية و اجتماعية كما يحدث في حالات الكرب أو اضطراب الشخصية أو تعدد الشخصيات فإن الشخص الذي يعاني من هذه الحالات لا يعفى من المسؤولية القانونية عن أفعاله الجنائية إذا تأكد أن التشخيص الصحيح للحالات المشار إليها. و ختاما هناك مرض أو أشخاص يرفضون الكلام أو التعاون في الفحص أو يظهرون سلوكا تمارضيا، و فيه تمثيل و مراوغة، و هذه الحالات سهلة و يمكن تشخيصها بدقة و معرفة إذا كان الشخص يعاني من اضطراب في الذاكرة أولا و عموما فجميع الحالات التي تعرض على الأطباء لتقييم قواها العقلية يجب أن تؤخذ بخفة و سهولة دون عمل الفحوصات النفسية و المخبرية أو إشعاعية و تخطيط إذا دعت الضرورة و معاينة المريض عدة مرات حتى يكون القرار النهائي فيه نزاهة، و حيادية لمصلحة المريض و حمايته، و كذلك لمصلحة و حماية المجتمع بشكل عام.

الرجوع إلى الفهرس

 

§    دراسة ميدانية عن المرضى العقليين المزمنين في مستشفى الطب النفسي الجديد في أبو ظبي / د. طارق صادق خماس – استشاري الطب النفسي الجديد أبو ظبي

    المقدمة : تتوجه معظم الدول في العالم لدراسة ظاهرة أزمان المرض العقلي و الحد في ظهور متلازمة الانعزال الاجتماعي (Social Breakdown Syndrome) التي تصيب المرضى العقليين و تأهيلهم و إرجاعهم إلى المجتمع تدريجيا ضمن برامج الرعاية الاجتماعية (Community care) و لكن هذا التطلع المستقبلي يجابه صعوبة بالغة نسبة إلى طبيعة المرض العقلي و درجة تقبل المجتمع و عائلته للمرضى.

    لقد بينت الدراسات العالمية و حملات إلغاء المستشفيات العقلية للمرضى طويلي الرقود (Long - stay patients) و إرجاعهم إلى المجتمع عدم نجاحها بالنظر لطبيعة المرض العقلي و قابليته للأزمان حيث تبين أن نسبة قد تصل إلى حوالي 25 % من مرضى الفصام العقلي و هي أكثر الأمراض العقلية انتشارا قابلين للأزمان بالرغم من العلاجات المستمرة و التأهيل المركز.

    عينة البحث : أجري البحث على 41 مريضا و مريضة (22 ذكورا و 19 إناثا) موجودين بصورة مستمرة في عنبر الرجال 27، و النساء 29، في مستشفى الطب النفسي الجديد في أبو ظبي للفترة من 5 – 13 كانون ثاني 1999.

 

أساليب البحث : (Methodology) اعتمد أسلوب البحث الميداني (Field survey)

أ‌-   دراسة المعلومات الحياتية و الإحصائية (Psychosocial datas) و التي شملت الاسم، العمر، الجنس، الجنسية، تاريخ الدخول الأخير، تشخيص و علاج المرض و درجة أزمان المرض بطريقة الاستقصاء الرجعي (Retrospective).

ب‌- دراسة واقع المريض في العنبر من ناحية مشاركته بالفعاليات الاجتماعية كالجلوس مع باقي المرضى و الحديث معهم. مشاهدة التلفزيون و درجة قيامه بالعناية بشؤونه الخاصة من نظافة و هندام و درجة اعتماده على نفسه و ترتيب فراشه و نظافة مكانه و درجة اشتراكه في العلاج بالعمل (Occupational therapy) كما تسجل معلومات عن الانتكاسات المرضية و تأثيرها على المريض و الغير و درجة استقراره في العنبر بطريقة الاستقصاء الميداني مع الكادر التمريضي في العنبر (Present state & prospective ).

ج- دراسة الواقع الاجتماعي للمريض من ناحية أقرب الأشخاص إليه عناوينهم، جدول زياراتهم للمريض و درجة تقبلهم للمريض في البيت و الرغبة في الاستمرار بعلاجه و إمكانية السيطرة عليه خارج المستشفى مع مساعدة الكادر الاجتماعي من خلال المعلومات التي وفرتها جهود الباحثات الاجتماعيات في العنابر.

د- مناقشة المعلومات التي توفرها الفقرات السابقة (أ و ب و ج) و مناقشة ذلك مع الكادر الطبي و التمريض و الاجتماعي للتوصل إلى إيجاد المكان المناسب للمريض في المصح أو المجتمع...

الرجوع إلى الفهرس

 

§         القانون و الطب النفسي الشرعي (2) (المرض العقلي) / إعداد: د. يوسف التيجاني - أخصائي الطب النفسي، مستشفى الطب النفسي الجديد

    الملخص : يجب على الطبيب النفسي عندما يقوم بعملية تقويم وتسمى أيضا تقييم المتهم المشكوك في قواه العقلية، أن يكون حريصا على اتباع الخطوات السليمة في تلك العملية واضعا كل جهده لخدمة الغرض من هذه العملية وهي الوصول إلى استنتاج دقيق لحالة المتهم العقلية وقت حدوث الجريمة. وهنا نستعرض بعض النقاط التي يجب أن يتبعها المقيم كي لا يفوته ما يجب ألا يسهى عنه:

1-   يراجع كل ملفات القضية، ومن ضمنها تقارير الشرطة وما قاله الشهود أثناء التحقيق، فإن لم يعثر على ما يريد، عليه أن يطالب القاضي به، ويتضمن ذلك تقرير الطبيب الشرعي في تشريح الجثة إن وجد.

2-       يراجع تاريخ المتهم المرضي، وكل ملفاته القديمة إن كان منوما، أو قد عولج من قبل في إحدى المستشفيات.

3-       مقابلة دقيقة للمريض وتقييم الحالة العقلية الراهنة.

4-       الاستعلام من المتهم عن قدرته على تمييز الخطأ من الأعمال أو تقديره.

5-       الاستعلام من المريض عن وضعه أثناء حدوث الجريمة، وهل كان باستطاعته التراجع ومسك النفس، أي تقييم قوة الدافع و إمكان مقاومته.

6-   تفصيل الحادث كما وقع من وجهة نظر المتهم. وهذا يشمل تفصيلا كاملا عن كل خطوة عملها المتهم ابتداء من يوم أو يومين قبل وقوع الجريمة. هذه التفاصيل تشرح ما كان يفكر به وما تناوله من طعام وشراب وكيف نام وكيف صحا وهل أخذ مسكرا أو مخدرا، حتى شرب القهوة يجب أن يستفسر عنه.

7-       قد تكون هناك حاجة إلى الاختبارات النفسية أو فحصا للجهاز العصبي.

 

الدلائل المعتمدة في تقييم المرض العقلي

نشير هنا إلى بعض العوامل التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار من قبل الطبيب النفسي عند تقييمه لحالة المتهم العقلية:

1-       أولا وقبل كل شيء يجب أن يكون هناك تشخيص لمرض عقلي. فبدون وجوده لا معنى لكل ما يقال بعد ذلك.

2-   التأكد من وجود المرض العقلي خلال وقوع الجريمة. والحصول على معلومات عن الضلالات والأوهام والهلاوس واضطرابات المزاج، أثناء الفحص النفسي وخلال وقوع الجريمة.

3-   وجود غاية أو دافع معقول للجريمة، مثل دافع مادي أو انتقام أو شهوة جنسية. وعدم وجود غاية أو دافع للجريمة يرجح كفة المرض العقلي كمحرك أساسي للجريمة.

4-   إن كان هناك تخطيط وإجراءات تحضير للجريمة قبل وقوعها، فإن ذلك قد يدل على عدم احتمال المرض العقلي كسبب للجريمة. ولكن يجب أن نكون على حذر من هذا الاستنتاج لأنه في كثير من الأحيان يكون باستطاعة المريض النفسي أن يخطط للجريمة، ويحضر لها مع عدم قدرته على معرفة أن ما يفعله خطأ. أي قد يكون في إمكان المريض أن يخطط لجريمة معقدة، وهو لا يزال تحت تأثير أوهام وهلاوس مرضية.

5-       التحري عن دلائل على اعتلالات مرضية نفسية قبل أيام من وقوع الحادث.

6-       تفهم مفصل عن كيفية تسلسل أفكار المتهم ونوعيتها وسلوكه قبل الجريمة وأثناءها وبعدها.

7-       دلائل على وجود أي نوع من أنواع السلوك المضطرب غير المألوف.

8-   هل كانت هناك محاولات للهرب أو إخفاء معالم الجريمة؟ القيام بمثل هذه الأعمال تدل على أن المتهم يعلم أن ما يفعله خطأ يعاقب عليه القانون.

9-       التحري عن السوابق الإجرامية للمتهم.

10-   التحري عن تاريخ المتهم الطبي النفسي ومراجعة ملفاته الطبية السابقة.

11-   إن وجد للمتهم تاريخ طبي، هل كانت الأوهام والهلاوس من نفس النوع والمحتوى كما هي موجودة عند المتهم حاليا أو أثناء حدوث الجريمة؟

12-   اختبار مقدرة المتهم على التراجع و مسك النفس ساعة وقوع الجريمة

13-   و أخيرا وهي أهم نقطة في موضوع بحثنا، هل كانت عدم مقدرة المتهم على تقدير عمله كصحيح أم خطأ؟ و هل كان عجزه عن التراجع بسبب مرضه العقلي؟...

الرجوع إلى الفهرس

 

§         الجديد في الطب النفسي / د. مدحت الصباحي - طبيب نفسي

    الملخص : كما تعودنا في الأعداد السابقة فسوف نقوم بعرض الجديد من الأبحاث المقدمة في المؤتمرات العلمية بأسلوب يسهل على القارئ غير المتخصص قبل المتخصص فهمه وسنتناول في هذا العدد بحثين في غاية الأهمية ادرجا في برنامج المؤتمر العربي الدولي الثامن للطب النفسي والذي عقد في دولة البحرين في الفترة من 9 إلى 11 فبراير 1999 وقد قدم البحث الأول الأستاذ الدكتور (جامشيد أحمدي)، أستاذ الطب النفسي المساعد، والمتخصص في مجال الإدمان، في جامعة شيراز للعلوم الطبية، تحت عنوان الاعتماد على الهيرويين والأفيون في إيران.

    وكان هدف الدراسة هو بحث خصائص ومواصفات المدمنين على الهيرويين والأفيون في إيران، وأجريت الدراسة على خمسمائة وواحد وستين من مدمني الأفيون والهيرويين، والمحولين إلى مركز علاج الإدمان بمدينة شيراز. وتراوحت أعمار المرضى بين 15 إلى70  عاما، وكان أكثر من 85،7 % من المرضى في سن الخمسة وأربعين أو أقل، وشملت العينة 98،6 % من الذكور و 1،4 % من الإناث، ووجد أن هناك 30،3 % من المشاركين لا يعملون، و 24،2 % عمال غير مهرة، و 9،3 % من باعة التجزئة. واتضح من الدراسة أن 26،7 % فقط من المدمنين يعيشون في منازلهم. كما أقر حوالي 70 % من المشاركين بأن الأفيون التي استخدموها لأول مرة...

الرجوع إلى الفهرس

 

§    اضطرابات اللغة و الكلام الناجمة عن العوامل النفسية و الانفعالية / الدكتور فيصل محمد خير الزراد - استشاري ورئيس قسم علم النفس السريري - مستشفى الطب النفسي

    الملخص : كنا قد أشرنا في المسابق إلى دور العوامل النفسية الانفعالية الشعورية واللا شعورية، وكذلك دور الحرمان العاطفي من الأم وفقدان السند منذ الطفولة في اضطراب نمو اللغة، وفي اضطراب عملية النطق والكلام لدى الأفراد البالغين، والواقع أن هناك تاريخ بعيد للدراسات النفسية التي تناولت حالات الامتناع عن الكلام بسبب نفسي (وظيفي) وليس بسبب إصابة أو تلف عصبي أو عضوي، ويدخل في السبب النفسي الحالات التي ترجع إلى اضطرابات عصابية، أو الحالات التي ترجع إلى اضطرابات ذهانية... ويمكن القول بأن تاريخ هذه الدراسات الجاد بدأ عام (1921) من جانب العالم (Gordon) الذي أجرى دراسة على (13) حالة ذهانية، وفي فرنسا بدأت الدراسات في هذا الصدد عام (1927) وتركزت حول فقدان القدرة على الكلام الجزئي بسبب الحالات الانفعالية وكعرض هستيري، وقد أطلق البعض على حالة فقدان الكلام الجزئي الذي يرجع إلى أسباب نفسية بالامتناع عن الكلام المتعمد أو الاختياري (كستلر-Kistler ) 1927، (Rothe) 1928، و (هاينز- Heinze) 1922، وجميع هؤلاء من العلماء الألمان الذين اهتموا بدراسة مثل هذه الحالات، وفي عام (1937) ظهر في كتاب (الطب النفسي للطفل) لمؤلفه (ترامر-Tramer ) إشارات إلى فقدان القدرة على الكلام الاختيار في الذي يرجع إلى عوامل الخجل الشديد، أو الكف العقلي، أو الهمستيريا، ومثل هذه الحالات تستمر إلى أشهر أو سنوات، واعتبرها البعض اضطرابات سيكوسوماتية.

    وفى عام (1933) ظهرت بعض النشرات من قبل (Vedda) حول بعض الحالات الهستيرية- والعصابية، والذهانية التي تعانى من اضطرابات الكلام النفسية المنشأ، وفي عام (1950) قام (Weber) بدراسة بعض الحالات الحادة لاضطرابات الكلام، وأكد على أهمية المزاج الاكتئابي والنكوصي للشخصية وفي عام (1952) قام (ميسش- Misch) ببعض الدراسات حول حالات لاضطرابات الكلام التي ترجع إلى صراع عاطفي حالي وعدم نضج انفعالي، وفي عام (1954) تطورت الدراسات في هذا الاتجاه مع التأكيد على الحالات العصابية والذهانية، كما أنه وجدت حالات من الامتناع عن الكلام لدى أفراد ذوي ذكاء عادي ونمو نفسي حركي عادي ولكن فجأة أصيبت هذه الحالات بعدم القدرة على النطق والكلام، وتبين بأن الاضطراب الأسري، وحالات الانفصال، وعلاقة الطفل بأمه، ونمط شخصية هذه الأم من العوامل الهامة في هذه الاضطرابات، وفي عام (1965) أجرى (إلسون-Elson ) دراسة على أربع حالات كانت أمهاتها تتصف بشخصية سيكوباتية أو مهملة ورافضة لأطفالها، وانتهى على أن هناك حالات من عدم القدرة على الكلام (جزئي أو كلي) ترجع إلى عوامل مكتسبة ودون حدوث إصابة مخية، (على العكس من الأفازيا التي تعتبر اختفاء الكلام بسبب إصابة عصبية مخية)، وهذه الحالات تشبه الاضطراب العقلي أو النفسي العصابي. وفي هذا الصدد عادة ما يميز العلماء بين:

1)   حالات امتناع عن النطق والكلام يرجع إلى حالة عدم اتزان انفعالي وهي حالات عصابية، مع عدم وجود أو غياب أي إصابة مرضية ظاهرة، والفرد غالبا ما يحتفظ بسلوكه الطبيعي، ومثل هذه الحالات تحدث كردود فعل تهيجية وعدوانية أحيانا.

2)   حالات امتناع عن النطق والكلام ترجع إلى اضطراب عقلي أو ذهاني شديد، وفي مثل هذه الحالات تكون نتيجة لاضطراب ذهاني، والفرد يكون مضطرب شخصيا وذو سلوك ذهاني.

    كما يميز العلماء بين حالات فقدان الكلام الجزئية التي تظهر في مواقف معينة والفرد لا يكون أبكما إلا في بعض الظروف، أمام الآخرين مثلا، وبين حالات فقدان الكلام الكلية حيث يختفي الكلام كلية بشكل تدريجي ومفاجئ...

الرجوع إلى الفهرس

 

§    رعاية و إرشاد اليافعين نفسيا و تربويا : نواحي الإصغاء داخل المؤسسة التربوية (آراء و مقترحات) / بقلم الأستاذ الدكتور أنور الجراية - مدير مستشفى الهادي شاكر في تونس. والدكتور نور الدين العيادي

الموضوعات : المراهقة- الوقاية- الصحة النفسية- الإصغاء- الإرشاد النفسي- الانصهار مجتمعيا- الرعاية النفسية والتربوية

   الملخص : من خلال هذه الدراسة، يبرز الباحثان أهمية الإصغاء إلى اليافعين، في إطار نوادي الإصغاء بالمؤسسات التربوية، ودوره في رعايتهم و إرشادهم، وكذلك في بلورة التشخيص الطبي، مستعرضين مميزات وخصوصيات التخاطب مع اليافع، في هذه الفترة المصيرية من العمر، المتميزة بالصراعات وبالصعوبات المختلفة والمتعددة وخصيصا في علاقتهم بالأولياء والمربين.

1-    توطئة :

   تكتسي عملية توفر الاستماع ثم الإصغاء أهمية قصوى وذلك ضمن كل العلاقات البشرية عموما. إلا أن الحوار بهدف تربوي أو تعليمي أو علاجي قد يزيد من أهمية الإصغاء هذا. علما بأن الهدف العلاجي لا يغدو أن يكون أحد الجوانب التربوية من منظورنا. وتزداد أهمية هذا الإصغاء كلما تعاملنا مع التلميذ المراهق بالمؤسسة التربوية وذلك لأن شخصية هذا اليافع لا تزال هشة وباحثة عن نضجها واكتمالها. وكذلك لأن هويته وذاتيته لا تزالان في مرحلة التكوين إذ هما تبحثان عن مسارهما النشأوي، نحو اكتمال البنية والهيكلة فالإثبات والإقرار بهما عائليا ومجتمعيا مع كسب الإعلان عن هذا الإقرار. فالمراهق يمتاز إذن بفرط حساسيته النفسية، إن لم نقل بهشاشة بنيته أولا، وبتبعيته تجاه محيطه البشري ببيئاته الثلاثة أي (الأسرة والمؤسسة التربوية والمجتمع)، ثانيا: ولابد من الإشارة هنا إلى أهمية الدور الذي تلعبه مجموعة أترابه ورفاقه في الدرب (وفي السن، أي في الجيل أو مجموعة أنداده من نفس الجنس) وذلك أثناء بداية المراهقة أو المراهقة الأولى كما يقال (من 12 إلى 15 سنة تقريبا) (1- 2) فكلنا يعرف مدى تعددية وتطورية الأعراض والاضطرابات الواردة في هذه المرحلة من السن، على الصعيدين النفسي والعلائقي.

    ولا شك أننا سوف نستجلي أهمية وجدوى المسار الوقائي (بما فيه الوقاية الثنائية)، وجدارة كل أوجهه بالنسبة لهذه المرحلة الحاسمة في حياة كل كائن بشري، وسوف نستجلي كل هذا، على أساس معرفتنا الأولية لمراحل المراهقة (راجع محاضراتنا "سلوكيات المراهق " (5) و"المراهق والجسد" (2)).

    فالمراهق يمر بفترات من التذبذب والخوف، أما التطورات الجسدية والنفسية التي برزت لديه، منذ البلوغ. علما بأن المسار التربوي قد يكون لم يهيئه بما فيه الكفاية لتقبل هذا التطور الطبيعي. فهو يشعر بالخوف وبالذنب وبالنقمة تجاه الولي، وتجاه الكهل بصفة أشمل، ومن هنا تتأتى بعض الصعوبات والمشكليات العلائقية. وقد تتصاعد الصعوبات ويتأزم الحوار داخل الأسرة أو داخل المؤسسة. ويستحسن اللجوء إلى طرف ثالث تحسبا من حصول القطيعة.

    ذلك أن الإصغاء إلى متطلبات المراهق، أولا، ثم متطلبات أبويه ولتساؤلات أو استفسارات الأسرة التربوية ثانيا، سوف يمكننا من استجلاء المشكليات التي يمر بها، إذا ما مارسنا هذا الإصغاء على وجهيه المتكاملين: الإصغاء الفردي أولا لليافع ثم لأحد أساتذته أو أبويه عند الاقتضاء والاستعداد منهما. والاستماع الجماعي أو المؤسساتي : إما لمجموعة من الأبوين أو لمجموعة من الأساتذة أو لمجموعة أخرى من التلاميذ، وذلك على الوجه الجماعي...

الرجوع إلى الفهرس

 

§         طريقة فرنسيس شابيرو في العلاج النفسي السلوكي – المعرفي "1" / د. محمد حمدي الحجار – البورد الأمريكي في الطب النفسي السلوكي

   الملخص : منذ عام 1987 وحتى اليوم الذي ألف هذا الكتاب، أي عام 1996، والمؤسسات العلمية المعنية بالأبحاث النفسية السريرية (الإكلينيكية)، والعياديون والممارسون للعلاج النفسي في الولايات المتحدة الأمريكية يجربون، ويكتبون، وينخرطون في جدال تارة متناغمين في نتائج تجاربهم السريرية، وتارة أخرى مختلفين في مدى فعالية العلاج النفسي الذي ابتدعته الدكتورة فرانسيس شابيرو والذي سمته: "إعادة تركيب البنية المعرفية وإزالة الحساسية بواسطة تحريك العينين". (Processing Therapy and Desensitization Re Eye Movement)

    لقد سمّاه بعض الرواد في العلاج النفسي: "العلاج السحري "، بفعل سرعة الشفاء ونسبة النجاح العلاجي العالية، بالموازنة مع الطرق العلاجية النفسية الممارسة في الميدان النفسي العلاجي المهني اليوم. ويمكن القول، أن ما من علاج نفسي أحدث ضجة إعلامية في جميع وسائط الإعلام المرئية، والصوتية، والمكتوبة مثل ما أحدثه هذا العلاج. فكتبت عنه بإسهاب كل من مجلة "نيوزويك"، و "نت ووركر- Net Worker"، وصحيفة "واشنطن بوست"، وغيرهما من الصحف، وانكب الباحثون في الميدان المهني العلاجي أمثال الطبيب النفسي العالمي الشهرة جوزيف ولبي، وهاورد ليبك، وروجر جربيتمان وغيرهم، يجربون هذا العلاج بحماس منقطع النظير لأنه يتحدى كافة الطرق العلاجية النفسية الحديثة بما فيها العلاج السلوكي- المعرفي، والديناميكي الفرويدي وغيرها.

كما تهافت العاملون المتخصصون في لجال الصحة النفسية إلى التدرب على فن تطبيق هذا العلاج من كافة المذاهب العلاجية حيث بلغ عدد العياديين والمعالجين النفسيين الأمريكيين الذين دربوا عليه حوالي 20 ألف حتى نهاية عام 1995 وذلك في جميع المؤسسات النفسية والبحثية والأكاديمية المنتشرة في كافة الولايات الأمريكية. وتضمن برنامج عام 1996 التدريبي الذي وزعته مؤسسة العلاج النفسي بواسطة تحريك العينين (EMDR) التي مركزها كاليفورنيا تغطية الدورات التدريبية بواسطة الدكتورة شابيرو نفسها وجماعتها في كافة الولايات تقريبا بدءا من كانون الثاني يناير حتى حزيران (يونيو) من العام نفسه 1996، بمعدل يومين تدريبيين للمتخصصين في العلاج النفسي و للعياديين، ونظرة سريعة إلى أسماء المدربين الذين تتلمذوا على يد الدكتورة شابيرو وأنيطت بهم المهمات التدريبية في هذا البرنامج السريع المختصر في مدة التدريب. نقول نظرة سريعة إلى أسماء المدربين تعطي الانطباع إلى الاهتمام البالغ الذي يوليه الشاغلون في ميدان الصحة النفسية لهذا الأسلوب الحديث العلاجي أمثال ستيفر سيلفر (فلوريدا) أندرو ليدز (أورليانز)، وروجر سولومون (بوسطن)، وليام إنجويل (فرجينيا) و غيرهم.

    كما تضمن الأنشطة التدريبية لتشمل خارج القارة الأمريكية حيث نظم برنامج للبلاد: هنغاريا، بلغاريا، بلجيكا، بريطانيا، استراليا وفرنسا لعام 1996.

ولعل الاهتمام العالمي بهذا الكشف العلاجي المبهر ظهر من خلال الفعالية العلاجية ونسبة النجاح العالية لأهم استطباب يعتمد على الطرق العلاجية النفسية الأخرى، وهو ما يسمى باضطراب الشدة الذي يعقب المرض النفسي (Stress Disorder Post Traumatic (PTSD)) . فهذا الاضطراب نراه في كافة حوادث المرض النفسي الحياتية مثل الاغتصاب الجنسي، وضحايا الكوارث الطبيعية من زلا زل، وطوفان وغيرها، وضحايا رضوض النفسية في الحروب النظامية، والأهلية (يوغسلافيا سابقا) والعسكريين الذين حاربوا في فيتنام، والسجناء والمعتقلين الذين تعرضوا للتعذيب والتخويف والتهديد بالموت والمخاوف الرضية وغيرها من الحوادث الحياتية الراضة...

الرجوع إلى الفهرس

 

Document Code PJ.0131

AbuDhabiBull.Psy7 

ترميز المستند PJ.0131

 

Copyright ©2004  WebPsySoft ArabCompany, www.arabpsynet.com  (All Rights Reserved)