مجـــــــــلات |
||
|
||
مجلة فصلية تصدرها الجمعية الكويتية لتقدم الطفولة العربية العدد
السادس عشر – سبتمبر 2003 Journal on Arab children (JAC)
|
|
|
|
||
q
فهرس الموضوعات
/
CONTENTS / SOMMAIRE |
||
§ افتتاحية العدد / هيئة التحرير § الأبحاث والدراسات - تأديب الأطفال في الوسط العائلي (واقع واتجاهات) / د. مصطفى عشوي - اهتمامات الجيل الثاني للهجرة من أبناء المغتربين التونسيين المقيمين بفرنسا باللغة والثقافة العربية / د. محمد بسباس § كتاب العدد- أدب الأطفال في لبنان / أعد المراجعة: د. تغريد القدسي - قراءة في وثيقة "اليونيسيف " وضع الأطفال في العالم 2003 / أعد المراجعة: د. فيصل محمود الغرابية § المقالات - الإنترنت التربوي / د. بدر عمر العمر - الأطفال المتأخرون عقليا ومشكل الإدماج المدرسي / د. الغالي أحرشاو - الثروة الكويرنيكية في التربية.. مقاربات بنيوية في مفاهيم التربية الحديثة / د. علي أسعد وطفة - التهديدات البيئية على صحة الأطفال- المواد الكيماوية / د. عماد عبد الرحمن الهيتي § أنشطة وأخبار الجمعية الكويتية لتقدم الطفولة العربية § أحدث إصدارات الكتب المتعلقة بالطفل § ببليوجرافيا الجمعية الكويتية لتقدم الطفولة العربية § ملخصات الأبحاث العربية باللغة الإنجليزية
|
||
q
افتتاحية
العدد |
||
مع الانطلاقة الجديدة للعدد السادس عشر من مجلة الطفولة، يسرنا أن نرحب بقرائنا الأعزاء، ونشكر جميع من ساهموا في إعداد مواد هذا العدد الجديد. يضم هذا العدد بين دفتيه ثلاثة أبحاث قيمة، أولها من إعداد مصطفى عشوي تحت عنوان: تأديب الأطفال في الوسط العائلي (واقع واتجاهات)، وثانيها دراسة حول اهتمامات الجيل الثاني للهجرة من أبناء المغتربين التونسيين المقيمين بفرنسا باللغة والثقافة العربية من تأليف محمد بسباس، وأما البحث الثالث فيدور موضوعه حول التنشئة الاجتماعية والجنسية للطفل المغربي: دراسة ميدانية للتربية الجنسية داخل الوسط المدرسي، من إعداد هدى إدريس العدوني. وسوف يلاحظ قارؤنا العزيز أن الأبحاث المذكورة تتسم بطبيعة بحثية تطبيقية تتناول واقعية للطفل العربي في أوساط اجتماعية مختلفة، فمن قضايا تأديب الأطفال في الوسط الأسري إلى قضايا تقويم التحصيل اللغوي ومدى فاعلية التكوين الأساسي الذي يتلقاه الطفل في التنمية المستدامة للكفايات في اللغة الأصلية، إلى رصد العلاقات والروابط القائمة بين التنشئة الجنسية للأطفال وبين الثقة المدرسية كمنظومة متكاملة من المعارف والقيم والأفكار والمهارات التي تقدم للأطفال. بالإضافة إلى ذلك فإن كتاب العدد يمثل في كليته مساهمة فاعلة في جمال أدب الأطفال كوسيلة تعليمية في المناهج المدرسية ويتطرق إلى حركة تطور التعليم الحديث ودورها في إبراز أدب الأطفال. كما أن مقالات العدد زاخرة ومتنوعة في مجال التربية والتنشئة الاجتماعية، والتأخر الدراسي ومشكلة الإدماج المدرسي، والثورة الكوبرنيكية في التربية، والتهديدات البيئية على صحة الأطفال. والله نسأل أن يكون عونا لنا في خدمة الطفولة العربية وقضاياها المعاصرة.
|
||
q
ملخصات
/
SUMMARY / RESUMES |
||
§ تأديب الأطفال في الوسط العائلي : الواقع والاتجاهات / د. مصطفى عشوى - جامعة الملك فهد للبترول والمعادن- الظهران مقدمة : يعتبر موضوع تأديب الأطفال في الوسط الأسري موضوعا مكملا لموضوع تربية الأطفال جسميا وروحيا وعقليا ووجدانيا وسلوكيا، كما يعتبر موضوعا مكملا لتأديب الأطفال في أوساط أخرى مثل الوسط المدرسي.والمقصود بتأديب الأطفال في هذه الدراسة كل أنواع العقاب المسلطة على الطفل في الوسط الأسري عند خروجه على قواعد الأدب أو السلوك المحددة من طرف الوالدين أو أفراد العائلة الذين يعيشون في بيت واحد كالأخوة وغيرهم من الأقارب (الأخ، الأخت، الجد، الجدة، العم، العمة، الخال، الخالة). وإذا كان تأديب الأطفال ضروريا ومحبذا ونبيلا، فإن أساليب التأديب وأدواته هي موضوع الدراسة والبحث والمناقشة والتقويم والنقد. وعليه، فقد انصب الاهتمام في هذه الدراسة أساسا على دراسة أساليب العقاب الجسدي الممارسة على الطفل في الوسط الأسري من خلال دراسة إجابات واتجاهات بعض الطالبات الجامعيات بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية باستعمال استبيانين مصممين لهذا الغرض. ومن أهم نتائج هذه الدراسة: انتشار العقاب الجسدي لتأديب الأطفال في السعودية، فئة العمر الممتدة بين 6-12 أكثر عرضة للعقاب الجسدي من باقي فئات العمر الأخرى وأن البنت يقل عقابها جسديا في الوسط الأسري كلما كبرت. وبينت دراسة اتجاهات الطالبات حول عقاب الطفل أن العقاب النفسي أكثر إيلاما وإيذاء للطفل من العقاب الجسدي. وبينت النتائج أيضا أن هناك انقساما في الرأي حول استعمال العقاب الجسدي كوسيلة لتأديب الأطفال.
خلاصة : أجابت هذه الدراسة عن الأسئلة المطروحة بخصوص أنماط العقاب الجسدي وغيرها من الأساليب البديلة الممارسة في الوسط الأسري السعودي، كما بينت اتجاهات الطالبات الجامعيات نحو استعمال العقاب الجسدي في عملية تأديب الأطفال. ومن أهم نتائج هذه ا لدراسة:1- تأكيد انتشار العقاب الجسدي لتأديب الأطفال في السعودية بل وفي كل المجتمعات بغض النظر عن الدين والثقافة والقيم السائدة كما بينته الدراسات السابقة ة ولكن نسب ممارسة هذا النوع من العقاب وشدته وتكراره تتباين بين الثقافات. 2- بينت الدراسة أن العقاب النفسي أكثر إيلاما وإيذاء للطفل من العقاب الجسدي وبالتالي فإن العقاب النفسي كحرمان الطفل من الحنان والحب ومن أشياء أساسية لحياته وتوازنه لا ينبغي أن يكون بديلا للعقاب الجسدي أو أن يمارس على نطاق واسع. 3- هناك انقسام في الرأي لدى أفراد العينة حول مدى ضرورة استعمال العقاب الجسدي كوسيلة لتأديب الأطفال مما يستدعي استعمال عينات أكبر من جهة ودراسة مدى دلالة الفروق بين الرأيين من الناحية الإحصائية. وهذا ما سيقوم به الباحث في دراسات لاحقة. ولكن هذه الدراسة تبين ويوضح معارضة أغلبية أفراد العينة لاستعمال الضرب لتأديب الأطفال رغم التباين الملاحظ في الآراء المتعلقة بهذا الموضوع علما بأن أفراد العينة طالبات جامعيات. وينبغي أن نميز بين معارضة استعمال الضرب أو العقاب الجسدي لتأديب الأطفال من جهة و بين ممارسته من جهة أخرى، إذ ليس كل من يعارض استعمال الضرب لتأديب الأطفال لا يقوم باستعماله بالضرورة! 4- اتفقت نتائج هذه الدراسة مع ما ورد في الدراسات السابقة مثل دراسة لومسدين ولومسدين التي أشارت إلى تلقى الطفل للتعزيز السلبي أكثر من التعزيز الإيجابي. وقد يدل هذا على اهتمام الوالدين بالسلوك السلبي أكثر من اهتمامهم بالسلوك الإيجابي وبضرورة تدعيم هذا الأخير بالتشجيع والمكافأة. ومن المعروف نفسيا، أن السلوك الإيجابي الذي لا يعزز (لا يكافأ) لا يلبث أن ينطفئ، وأن السلوك السلبي المعاقب لا ينطفئ بالضرورة على المدى البعيد، وأن أحسن أساليب ترقية السلوك وتطويره تلك الأساليب المعتمدة على التعزيز الإيجابي بدلا من التعزيز السلبي و العقاب. كما أن التعليم بالقدوة أو النموذج من أفضل أساليب التربية والتأديب. ولكن نسبة التعليم بالنموذج في الوسط الأسري عند أفراد عينة البحث منخفضة نسبيا كما هو مبين في الجدول رقم 6. 5- اتفقت نتائج هذه الدراسة أيضا مع دراسة سيف الدين التي لخصت الدراسات الميدانية بمصر والتي أوضحت أن الفئة العمرية الممتدة بين 6-12 أكثر عرضة للعقاب الجسدي من باقي الفئات العمرية. ودلت النتائج التي كانت حسب التوزيع شبه الجرسي (التوزيع الطبيعي) أن العلاقة بين السن والتعرض للعقاب الجسدي أقوى ما تكون في الفترة ما بين 6 و 2 (سنة وهذا ما تؤكده مختلف الدراسات التي أجريت في مختلف البلدان العربية والغربية. وتظهر عملية ممارسة العقاب الجسدي في هذه الفترة كشيء طبيعي في مختلف الثقافات لكون هذه السن هي سن دخول المدرسة وسن بدء التمييز بين الأمور وسن حرص الوالدين على تعليم الطفل الانضباط والتقيد بآداب وسلوكيات العائلة والتعامل مع الجيران والأقران في المدرسة وغيرها. والمؤسف أن العقاب قد يكون في مراحل مبكرة جدا من العمر ولكن دون أن يستطيع أفراد العينة تذكره، أي أن الاعتماد على الذاكرة فقط حول السن التي يبدأ فيه بالضرب في الوسط العائلي قد لا يؤدي إلى معرفة السن التي يبدأ فيها فعلا بممارسة العقاب الجسدي في الوسط الأسري. والملاحظ أن البنت يقل عقابها جسديا في الوسط الأسري كلما كبرت، وهذا شيء طبيعي بالنظر إلى نضج الفتاة عندما تكبر والتزامها بالآداب من جهة و بتقدير الوالدين للنمو والنضج الحاصلين عند الفتاة بعد الخامسة عشرة حيث تعتبر هذه السن سن زواج عند العائلات التقليدية. 6- لم تتفق نتائج هذه الدراسة مع ما توصلت إليه الشويعر (1999) في أن ترتيب العقاب النفسي يأتي قبل العقاب الجسدي عند ضرورة تطبيق العقاب على الأطفال إذ بينت دراسة اتجاهات الطالبات حول هذه النقطة أن العقاب النفسي أكثر إيلاما وإيذاء للطفل من العقاب الجسدي. وهذه يدل على وعي الطالبات بمدى إيذاء العقاب العاطفي الذي يلحق بالطفل بسبب تخويفه بالعقاب الجسدي الآني أو المستقبلي. 7- يبدو أن هناك انقساما في الرأي حول استعمال العقاب الجسدي كوسيلة لتأديب الأطفال حيث إن هناك تقاربا بين النسبتين وان كان الاتجاه الرافض لاستعمال العقاب الجسدي أعلى من الاتجاه الذي قبله. ولكن مجرد قبول نسمة 47.62% من الطالبات على استعمال العقاب الجسدي في التأديب مؤشر على مدى انتشار استعماله ومدى قبوله كأسلوب للتأديب. رغم أهمية النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة إلا أن نتائجها ليست إلا نتائج أولية لا يمكن تعميمها على كل فئات المجتمع السعودي مما يستدعي استعمال عينات ممثلة للمجتمع الأصلي. وليست هذه الدراسة في الواقع إلا مقدمة لدراسات ميدانية لاحقة لأساليب التأديب الممارسة في الوسط الأسري في مختلف المجتمعات العربية ومقارنتها بأساليب التأديب الممارسة في المجتمعات الأخرى. وعليه، ينوي الباحث إجراء هذه الدراسة في مختلف المجتمعات العربية بهدف وصف الواقع وتشخيص المشكلات التربوية في الوسط الأسري، واقتراح أساليب تربوية بديلة للعقاب الجسدي تكون أكثر فعالية في تطوير السلوك الإيجابي وتغيير السلوك السلبي وترقيته، كما تمكن مثل هذه الدارسات من مقارنة أنماط التأديب الممارسة في البلدان العربية بالأنماط الممارسة في المجتمعات الأخرى.
§ اهتمامات الجيل الثاني للهجرة من أبناء المغتربين التونسيين المقيمين بفرنسا باللغة والتقافة العربية / د. محمد بسباس – مستشار في الإعلام والتوجيه المدرسي والجامعي بالإدارة الجهوية للتعليم- صفاقس- تونس - أستاذ عرضي- أنثروبولوجيا التربية- بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس ملخص : هذه دراسة طولية نتتبع فيها عينة من أبناء المهاجرين التونسيين الذين تابعوا دروسا في للغة والثقافة العربية لمدة ثلاث سنوات متتالية بالمدارس الابتدائية الفرنسية. وهي تهدف إلى تقويم التحصيل اللغوي ومدى فعالية التكوين الأساسي الذي تلقاه التلميذ في التنمية المستدامة للكفايات في اللغة الأصلية في فترة ما بعد الدراسة. كما تهدف إلى معرفة تباين لاهتمام باللغة العربية لدى مجموع أفراد العينة ثم لدى الذكور والإناث و أخيرا لدى ثلاث شرائح تختلف مشاريعها المستقبلية بخصوص العودة إلى الوطن. و للغرض طبقت طريقة الاختبار و إعادة الاختبار على عينة تجريبية قوامها 156 تلميذا بواقع 78 ذكورا و 78 إناثا. تقاس درجة الاهتمام بمدى نماء أو تدني مستوى التحصيل اللغوي لدى أفراد العينة بعد مرور عشرين سنة من الاختبار الأول. وقد استخدمت في البحث أدوات مختلفة- استبيان- اختبارات في اللغة- إحصاء وصفي تحليل مضمون- الملاحظة بالمشاركة. و أسفرت الدراسة عن عدة نتائج من أهمها: - أن المستوى في اللغة تدنى بعد مضي عشرين سنة. - أن هناك علاقة بين اهتمامات الجيل الثاني للهجرة باللغة العربية ومتغير الجنس. - أن الاهتمام يتأثر بالمشاريع المستقبلية التي تم تصنيفها كالآتي: - مشروع العودة إلى الوطن الأصل- مشروع الإقامة المزدوجة في البلدين- مشروع الإقامة بصفة نهائية بفرنسا. - أن الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية و التاريخية و المدرسية التي حفت بتدريس اللغة العربية بالمدارس الابتدائية الفرنسية لم تكن ملائمة لتطوير التجربة و حفز - التلاميذ على تنمية مهاراتهم اللغوية في كل مراحل التعليم.
§ التنشئة الاجتماعية والجنسية للطفل المغربي : دراسة ميدانية للتربية الجنسية داخل الوسط المدرسي / د. هدى العدوني - كلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز- فاس ملخص البحث : داخل فضاء المنظومة التعليمية يتم إنتاج و إعادة إنتاج الأطفال ليس فقط ككائنات بشرية عاقلة بل كذلك وبصفة خاصة ككيانات فردية (ذوات) محددة اجتماعيا وجنسيا. في إطار هذه المنظومة فإن البرامج والمعارف الجنسية مدعوة لتلبية وخدمة الغايات الاجتماعية والثقافية الكبرى خاصة بالطبيعة الجنسية وذلك حسب السياقات التاريخية والأوضاع الاجتماعية والعلاقات الجنسية (كبت، لذة، إنجاب، تسامي..). وينتدب لهذه الغاية مجموعة من الوكلاء والفاعلين الاجتماعيين المتموقعين في أماكن مختلفة من الفضاء الاجتماعي (مدرسين، أعضاء في الأسرة، رجال التربية..) ويقوم رجال التربية أو المدرسون بالدور الأساسي في نقل وتمرير أفكار التربية الجنسية الحديثة إلى الأطفال وفي نفس الوقت تطل نجاعة هذه العملية رهينة إلى حد كبير بطبيعة مواقف و تمثلات وقناعات المدرسين تجاه مضامين التربية الجنسية المدرسية. ورغم مظاهر التحول والتسامح تجاه بعض عناصر التربية الجنسية (تنظيم الأسرة) فإن الاتجاه العام ينتهي إلى الحفاظ وتدعيم ثوابت النموذج الجنسي البطريركي الذي يتميز بأولوية الذكر وتبعية الأنثى و بإحالة الللامساواة الجنسية إلى نظام رمزي- ديني تبريري.
المقدمة : تركز هذه الدراسة على مستويين من التحليل: يهدف الأول إلى رصد العلاقات والروابط القائمة بين التنشئة الجنسية لفئة الأطفال، كفئة عمرية ذات خصوصية بسيكوسوسيولوجية متميزة لها محدداتها النوعية على المستوى النفسي والجسدي والاجتماعي و بين الثقافة المدرسية، كمنظومة متكاملة من المعارف والقيم والأفكار والمهارات التي تقدم للأطفال، وذلك من خلال استقراء مضامينهما وخاصة تلك المرتبطة بإنتاج المعارف والتصورات حول الخصائص الفيزيولوجية والجنسية والنفسية لمرحلتي الطفولة والمراهقة، أي مجموع المعارف والتقنيات والوسائل التي تقدمها المدرسة والوسط المحلي للتلميذ لوعي ذاته وفرادته الجنسية وإدراك هويته والتي عادة ما نسميها بالتنشئة الجنسية. تتمحور الأسئلة ضمن هذا المستوى حول طبيعة الثقافة الجنسية المدرسية و حول دورها في تشكيل تصورات ورؤى الأطفال عن ذواتهم وعن العلاقات بين الجنسين، وبالتالي هل المعرفة المدرسية تقدم العناصر الأساسية لفهم ميكانيزمات الجسد على الأصعدة الفيزيولوجية والجنسية والثقافية؟ وهل تستجيب للمعايير والقيم الجنسية الحديثة؟ أي هل تتناسب مع مفاهيم وبرامج التربية الجنسية و أخيرا هل النسق المدرسي كنسق فرعي يعيد إنتاج الأنماط الثقافية الجنسية والتربوية السائدة في الأسرة والمجتمع أم يقطع معها؟ أما المستوى الثاني فيهدف إلى رصد مكانة ودور بعض الفاعلين الاجتماعيين في نقل وتلقين جزء من عناصر التربية الجنسية إلى التلاميذ، حيث يتوخى البحث الميداني- مقابلة- كشف دور بعض الوسائط البشرية التي تنقل المعارف الجنسية إلى الأطفال والمراهقين في اكتساب الهوايات والأدوار الجنسية، نقصد بها فئة المدرسين التي سنعمل على قياس مواقفها وتمثلاتها بخصوص التربية الجنسية.
خاتمة : بعد استخلاص الدلالات الثقافية التي تقوم خلف عدم التبني الكلي لمضامين التربية الجنسية سواء بالنسبة للنظام التربوي أو للفاعلين الأساسيين فيه (مدرسين) وخلف الاحتماء بالمفهوم التقليدي للتنشئة الجنسية، يمكن أن نختم بمحاولة استشراف البديل: أن عدم استيعاب الهوية البطريركية لخدمات الصحة العمومية والإنجابية تلزمنا من الناحية الأخلاقية والعملية على العمل الفكري والسياسي الدؤوب من اجل الدفع بإحداث نقلات نوعية في أشكال ومضامين التنشئة التقليدية وفي الاستراتيجيات الثقافية السائدة بشكل يحرر الفرد والجماعة من كل أنواع الاستيلاب والهيمنة ليصبح كل منهم فاعلا واعيا بذاته، بحاجياته، بانتطاراته ومشاريعه، هذا الفعل لا يمكن أن ينجح ويستمر إلا "عبر حركة داخلية تمنعنا من أن نكون مسيرين بسهولة من الخارج بواسطة التغيرات التقنية أو بواسطة التحكم manipulation أو لعبة سلط الجماعة المهيمنة le jeu du pouvoir du groupe dominant. إن الإعداد الثقافي سينجز بواسطة الإرادة الفردية والجماعية، بواسطة تربية ذاتية auto-éducation، مختلفة عن التربية التقليدية التي تنقل الثقافة المكتسبة" (Combart de lauwe, 1975) (50). إن التربية الذاتية المأمولة هي إمكان يحررنا من سلطة الإكراهات والحتميات المختلفة التي تحجز كل الأشكال، التعبيرية و التحريرية الذاتية والجماعية الكامنة فينا.
§ أدب الأطفال في لبنان للدكتورة فاديا حطيط - بيروت : دار الفكر اللبناني، 2001 – أعد المرجعة : د. تغريد القدسي – كلية العلوم الاجتماعية - جامعة الكويت يجئ هذا الكتاب مساهمة فاعلة وقيمة في موضوع لم يجد في عالمنا العربي و للآن الجهد الذي يستحقه. كما تأتى قيمته من أنه ورغم دلالة عنوانه "أدب الأطفال في لبنان"، إلا أن القدرة على التعميم منه لبقية العالم العربي ممكنة حيث تمثل لبنان ومثلت تاريخيا مركزا هاما للنشر في العالم العربي إلى جانب مصر. يثبت هذا الكتاب- مما لا شك فيه- أن أدب الأطفال العربي بدأ كجزء من المناهج الدراسية. كما يثبت الكتاب أن حركة تطور التعليم الحديث هي التي أبرزت أدب الأطفال وأضافت له كينونة حتى أضحى فئة أدبية حديثة معترف بها. ويعرض الكتاب لدور الطباعة في البدايات المؤرخة لتاريخ هذا الأدب والتي تشير لأهمية الترجمة والنقل والنشر وذلك اعتمادا على النقل من الثقافات الأخرى لملء فراغ كان يجب أن يعبا بأي شيء. ويشير الكتاب لأهمية أدب الأطفال كوسيلة تعليمية ولأهمية الدمج ما بين المتعة والتجربة التعليمية فيه. ثم ينتقل نقلة منطقية لتهيئة أطفال القرن الجديد لتحديد إشكالية خلق الإنسان دائم التعلم. ويعد ذلك ينتقل إلى الخصوصية اللبنانية في قصص الأطفال وعملية اختيار العينة التي تؤكد مرة ثانية على أوضاع حركة النشر وصناعة الكتب في عالمنا العربي. فإذا نظرنا للعينة وجدنا أن صناعة الكتب العربية تتميز بأنها صناعة راكدة تعيد طباعة نفس العناوين غالبا. وهي كذلك وللأسف مجزأة ولا تستفيد من البناء على تجارب بعضها البعض فتبقى مجزأة وأسيرة الإختلافات الإجتماعية والسياسية والاقتصادية فيما بين مختلف أرجاء العالم العربي. يعاني الكتاب من نفس سمات النشر في العالم العربي وبالتحديد غياب دور التحرير والمراجعة والتدقيق في عملية النشر ويؤكد من جديد على الخلط ما بين النشر والطباعة وهي السمة التي تميز النشر العربي. فمراجعة سريعة تبرز أخطاء إملائية وبالأحرى هي طباعية تشكل بؤرة معاناة ذي مؤلف حيث تفتقر المطابع ودور النشر لوظيفة المحرر المدقق اللغوي والإملائي أو الطباعي. يتميز هذا الكتاب بأنه يجيء تجميعا لمجموعة دراسات للباحثة، وليس في ذلك من ضرر حيث أنه أغنى الدراسة ونوع مواضيعها، إلا أنه بنفس الوقت أثقل الكتاب بهذا التشعب الأفقي في الموضوعات. يغفل الكتاب للأسف دور الحرب في لبنان ويمر عليها باختصار رغم طولها وآثارها الهامة والتي يكن منها التعميم على شريحة لا بأس بها من الأطفال العرب الذين تشكل الحرب والصراع جزءا لا يستهان به من حياتهم. بشكل عام يجئ الكتاب إضافة لا يستهان بها لحقل يشكو الندرة والقلة في المتخصصين وبالتالي في الدراسات المتخصصة في أدب الأطفال العرب بشكل عام. والمطلوب لرأب هذا الصدع هو المزيد من الدراسات المشابهة لهذا الكتاب والتي تبني على بعضها البعض وتعمد إلى التقييم والنقد وذلك بهدف خلق ميكانيكية تحسين لما ينشر في هذا الحقل وبالتحديد لفئة الأطفال واليافعين منهم.
§ قراءة في وثيقة " اليونيسيف" وضع الأطفال في العالم 2003 / د. فيصل محمود الغرايبه - قسم العلوم الاجتماعية - كلية الآداب- جامعة البحرين ملخص : دعت الأمانة العامة للأمم المتحدة إلى اجتماع دولي موسع وعلى مستوى القمة لبحث قضايا الطفولة يقوم على أساس الاستماع الواعي والمسؤول إلى الأطفال واليافعين، وبحضور ممثلين عن الأطفال واليافعين من مختلف دول العالم، شماله وجنوبه، غنيه وفقيره، المتقدم منه والمتخلف، حكومات ومنظمات غير حكومية. كان ذلك في نيويورك في أيار 2002، عندما حضرت وفود رسمية من الدول الأعضاء بالمنظمة الدولية حضرها، مئات من الأطفال، يحدوهم الأمل في أن يسمعوا صوتهم إلى العالم، ويخرجوا من هذا المؤتمر الكبير بمواقف ثابتة ترافقها القناعة التامة والعزم الأكيد، على إعادة النظر في كل الأطر التربوية والتعليمية والتثقيفية والتنموية، التي تتعامل فيها مجتمعات العالم على اختلاف مشاربها الفكرية وتوجهاتها الإيديولوجية، مع الطفولة في سياق تربية الأطفال وتعليمهم وتوجيههم و إعدادهم للحياة. فقد جاء الأطفال إلى هناك بأفكارهم وآمالهم وأحلامهم، لكي يبعثوا الحياة كي القيم التي تضمنتها الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل المبنية على الإعلان العالمي لحقوقه، ولم ينته الملتقى حتى أعلنت الحكومات التزامها بالتغييرات اللازمة لبناء عالم جديد بالأطفال في القرن الحادي والعشرين. وهكذا شكل اللقاء نقطة البداية لما يسعى إليه أطفال اليوم شباب القرن الجديد، هذا المستقبل لأبناء معمورتهم، هذا الإنجاز تجسد في وثيقة هامة أصدرتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" صدرت في بداية العام 2003، تحت عنوان ((وضع الأطفال في العالم 2003))، وتقع في 124 صفحة من الحجم الكبير. قسمت إلى تسعة أجزاء رئيسية هي: يجب الاستماع إلى الأطفال، لم المشاركة ولم الآن، الانخراط في الحياة، التعلم النشط، الحد القاطع، الإنصات إلى الأطفال، مساحات للمشاركة، في دورة الأمم المتحدة الخاصة حول الأطفال، وأخيرا التحرك إلى الأمام. فتحت عنوان (يجب الاستماع إلى الأطفال) يبدأ الجزء الأول بمطالبة الأطفال بأنه إذا لم تتح للأطفال الفرصة للمشاركة فإنهم لن يكتسبوا المهارات اللازمة، ويقولون نحن لا نطلب الكثير إننا نريد أكثر من مجرد تصفيقكم وتعليقاتكم، نحن نريد عملا.. وتستشهد الوثيقة هنا بتجارب للمشاركة، مثل تجربة منظمة "مايراوا" الهندية، التي شكلت جماعات من الأطفال، للتصدي لإجبار الأطفال للعمل والمعاناة وسط ظروف ضارة، بغية تسديد ديون آبائهم، وللتصدي لإرغام الفتيات الصغيرات (دون سن 11 سنة على الزواج). وكذلك في مراقبة حالات التغيب والتسرب من المدارس. وتخلص الوثيقة إلى حقيقة أن الكفاءات اللازمة للحياة تحتاج في مجملها مسؤولية الكبار عن استطلاع وجهات نطر الأطفال وآرائهم من أجل أن يشاركوا. وتقصد منظمة اليونيسيف من نشر هذه الوثيقة، لفت الانتباه إلى أهمية المشاركة وتشجيع الدول والمنظمات على تعزيزها، إضافة إلى إعطاء أمثلة عن كيفية إحداث التغيير والأعمال اللازمة للوفاء بما اتفق عليه من إجراءات لقيام عالم جدير بالأطفال وبالأهداف التنموية للألفية الثالثة. فالمشاركة في صنع القرارات المؤثرة في حياة الفرد والمجتمع وسيلة لبناء الديمقراطية ومعيار لقياس النظم السياسية المعنية بالديمقراطية، هذه المشاركة التي تتضمن السعي للحصول على المعلومات، والتعبير عن الرغبة في التعلم، وتكوين الآراء والتعبير عن الأفكار، والاشتراك في الأنشطة والعمليات، وسعة الإطلاع وتحليل المواقف، وتحديد الخيارات، واحترام الآخرين، وكذلك الإنصات إلى الأطفال، ووضع وجهات نظرهم بالاعتبار عند اتخاذ القرارات المتعلقة بالأطفال، واشتراك الأطفال بالحوار وتبادل الآراء، مما يتيح لهم تعلم الأساليب المؤثرة في المجتمع، مما يشجعهم على الاضطلاع بمسؤوليات أخرى كمواطنين.
§ الإنترنت التربوي / د. بدر عمر العمر (1) تقويم المنافع والتكاليف لتنمية الطفولة المبكرة http://www.worldbank.org/children/arabic ملخص : هي التكاليف المحتملة للإجراءات التدخلية في مجال تنمية الطفولة المبكرة وما هي المصادر الممكنة لتمويل هذه الإجراءات؟ وما هي منافعها؟ يصبح استهداف الموارد المحدودة أكثر فعالية عندما يتم ذلك بالاستناد إلى دراسات تقييمية. ويقدم هذا الموقع في شبكة الإنترنت أداة للتقييم التفاعلي من أجل تقدير المنافع والتكاليف للإجراءات التدخلية في مجال تنمية الطفولة المبكرة. ونجعل أداة التقييم من الممكن استكشاف الإجراءات التدخلية المحتملة لتنمية الطفولة المبكرة في بلد معين من خلال إدخال بيانات أساسية عن رفاهة الأطفال. برنامج معالجة البيانات- أداة للتقويم التفاعلي يتيح لنا هذا البرنامج حساب صافي القيمة الحالية لبرنامج تنمية الطفولة المبكرة الناتجة عن زيادة معدلات الالتحاق بالمدارس، وتحسن مستوى التحصيل العلمي لدفعة مكونة من 1000 مولود جديد، وهي "الفئة المستهدفة". من المفترض أن يحسن برنامج تنمية الطفولة المبكرة فوص بقاء الفئة المستهدفة على قيد الحياة، "ووضعها الغذائي، و/ أو تنمية مداركها. ويفترض أن ينتج عن ذلك تحسين نتائج التعليم التي تترجم إلى زيادة في الإنتاجية على مدى الحياة. ويوفر البرنامج طريقة لحساب القيمة الحالية لهذه الزيادة في الإنتاجية على مدى الحياة، صافية من التكاليف الإضافية للالتحاق بالمدارس. وتكون النتيجة النهائية، أي 'صافي القيمة الحالية' هي المبلغ الأقصى الذي يمكن استثماره في برنامج لتنمية الطفولة المبكرة يشمل 1000 طفل، ومع ذلك يحقق نقطة التعادل (من غير تحقيق أرباح أو خسائر). وتوفر هذه الأداة إطارا يتيح لنا التفكير في اقتصاديات تنمية الطفولة المبكرة- أي التفكير في برامج تنمية الطفولة المبكرة على أنها بمثابة استثمار. كما تساعدنا في جمع المعلومات الكثيرة عن فعالية تنمية الطفولة المبكرة، ووضع سياسات متماسكة بشأنها.
§ الأطفال المتأخرون عقليا ومشكل الإدماج المدرسي / أ. د. الغالي أحرشاو قسم علم النفس - كلية الآداب- ظهر المهراز- فاس مقدمة : لم يخل أي مجتمع في الماضي ولا يخلو أي مجتمع في الوقت الحاضر من أفراد يتصفون بنقص هام في قدراتهم العقلية، وان كانوا يشكلون نسبة ضئيلة من سكانه. واللغة العادية غنية بالألفاظ التي تدل على الفرد الذي يعاني من هذا النقص. فالمعتوه والأبله والواهن والغبي، كلها تسميات ونعوت نصدرها في حق كل واحد نحكم على ذكائه بالضعف والقصور. وقد تبنى علم النفس مفهوم التأخر العقلي للتعبير عن هذه الظاهرة، باعتبار أن ضعف الذكاء هو بالقياس مرتبة متأخرة جدا بالنسبة لمستوى المجموع العام للأفراد وتأخر في النمو بالنسبة للمستوى الذي يجب أن يكون عليه الفرد في سن معين. فالانجلوسكسونيون يستعملون Mental Retardation والفرنسيون يستعملون Arriération mentale كإطار تندرج ضمنه كل القصورات والنواقص التي تطبع القدرات العقلية ونموها، لكن مع التمييز بين ثلاث درجات للتأخر العقلي هي: العميق والمتوسط والخفيف. و إن أهمية هذا التمييز لا تكمن فقط في التحديد الدقيق للتأخر العقلي بل أيضا في أبعاده التطبيقية المتمثلة في التربية والعلاج. ويعتبر التمدرس من العوامل الأساسية التي أدت إلى إبراز هذه الظاهرة وتعريفها. فرغم أن التأخر العقلي يشكل ظاهرة مرضية من اختصاص الطب العقلي، فإن المدرسة كمرجع تربوي وثقافي هي التي تعطيه دلالته الحقيقية. فالمتأخر العقلي يظهر أولا وأخيرا كفرد غير قابل للتربية والإدماج الاجتماعي. إن الهدف الرئيسي من مقاربة هذه الظاهرة كمفهوم على المستوى النظري وكمشكل سوسيوتربوي على المستوى الميداني، يتجلى من جهة في رفع كل الملابسات والصعوبات التي تحيط بهذه الظاهرة وتعوق التعرف والتعريف بحجمها وأبعادها. ويتمثل من جهة أخرى في الخروج باستنتاجات وخلاصات هامة حول واقع الأطفال الذين يعانون من هذا المشكل بالمدار الحضري لفاس. ولبلوغ هذا الهدف سنركز في هذا البحث على نقطتين أساسيتين : الأولى تخص الملابسات العامة لهذه الظاهرة، إن على مستوى التحديد والتشخيص أو على مستوى المعطيات والمشاكل. والثانية تهم مشكل التأخر العقلي والإدماج المدرسي، إن على مستوى التمدرس أو على مستوى العلاج التربوي.
§ الثورة الكوبرنيكية في التربية : مقاربات بنيوية في مفاهيم التربية الحديثة / علي أسعد وطفة – جامعة الكويت – كلية التربية ملخص : شهدت الساحة الفكرية على مدى القرن العشرين ولادة منظومات فكرية مشحونة بطاقة نقدية موجهة إلى التفكير التربوي والممارسات التربوية التقليدية السائدة. وغالبا ما تتجاوز هذه المنظومات الجديدة حدود ما هو كائن إلى ما يجب أن يكون، وتنأى عن الماضي والحاضر في سعيها نحو المستقبل، وهي لا تسعى إلى شرح وتفسير الحقائق القائمة بل تعمل على بناء هذه الحقائق وتكوينها وإبداعها، إنها لا تبحث في ما هو موجود أو في أسباب وجوده بل تسعى إلى بناء تصورات جديدة عن كيفيات الوجود. وباختصار إنها تؤسس في المستوى التربوي لما يجب أن يكون من منطلق ما هو كائن باحثة في شروط الكينونة وأسباب التكوين. ومهما يكن أمر النزعات التربوية الأكثر حداثة فإنه لا يمكن لنا أن نفهم طبيعة هذه الممارسات النقدية إلا من خلال وعي نقدي متقدم بطبيعة التربية الحديثة وطبيعة الثورات التربوية التي ولدتها في سياق نمائها وتطورها وتتابع تموجاتها. لقد ارتبط اسم التربية الحديثة بأسماء مفكرين عمالقة تفتقت عقولهم بأبدع عطاءات الفكر التربوي عبقرية وإدهاشا، ومن منا لا يقف اليوم إكبارا وإعجابا بالفكر التربوي الإنساني الذي فاض عن عبقرية جان جاك روسو ورابليه ومونتين وبستالتوزي الذين يشهد لهم بأنهم كانوا يمتلكون عقولا ثورية عارمة في عطائها النقدي ضد الممارسات التقليدية لمعاصريهم. لقد أحدثت التربية الحديثة عبر اندفاعات العقل التربوي منذ عصر النهضة حتى اليوم ثورات متلاحقة في المفاهيم والتصورات والفلسفات وأساليب العمل والممارسات. ويمكن القول أن هذه الثورة التربوية تجد ثوابتها في ثلاثة أقانيم مركزية: أولا: يتمثل الأقنوم الأول في الأهمية المتعاظمة للعلوم التربوية الوليدة والعلوم النفسية الناهضة حيث أعطت هذه العلوم للمفكرين والكتاب والمنظرين دفعة علمية بعيدة المدى مكنتهم من تجاوز التقاليد التربوية بسماتها الباردة والجامدة ومن ثم العمل على تأسيس تربية جديدة على أسس علمية وعملية في الآن الواحد. وقد قدّر لعلم النفس بإرهاصاته القديمة والحديثة أن يلعب دورا كبيرا في إطلاق القدرات وفي تفجير الإمكانيات العبقرية للمفكرين والمنظرين حيث قدم لهم أساسا سيكولوجيا علميا مكنهم من الانطلاق إلى آفاق أرحب مكن التربية أن تتحول إلى علم تطبيقي بالدرجة الأولى. ثانيا : وتجلى الركيزة الثانية في التجليات السياسية للتربية حيث بدأت السياسة تفعل التربية في مشاريع إصلاحية مجتمعية بعيدة المدى ومتوسطة البعاد وقصيرة الأجل. ويأخذ هذا الاتجاه السياسي مداه في الموجة الثانية للاتجاهات التربوية الجديدة ولاسيما بعد الحرب العالمية الثانية. فعلى أثر الحرب العالمية المدمرة التي ألمت بالإنسانية، ظهرت إرادة إصلاح شاملة تعتمد تربية السلام من أجل أمن الإنسانية حيث تتجه هذه التربية إلى البحث عن نموذج لإنسان جديد أكثر قدرة على تجاوز أمراض التعصب والكراهية والعدوان. وتتجلى هذه التربية في العمل المنظم من أجل إزالة كل أشكال التعصب والعنصرية والعدوانية وكل الأسباب التي تؤدي إلى الحرب والدمار. ويمثل أصحاب هذا التيار الاتجاه الطبيعي في التربية حيث يستمدون عناصر تفكيرهم من جان جاك روسو، ومن سار على نهجه من المربين والمفكرين. ثالثا: ويأخذ الأساس الثالث للتربية الحديثة طابعا دينيا وروحيا يجسد مختلف الطموحات الإنسانية التي يسمو بها إيمان الناس وإحساسهم الإنساني. تقول ماريا مونتسوري في هذا الخصوص "في الوقت الذي تم فيه اكتشاف قوانين نمو الطفل وتطوره تم اكتشاف الروح وحكمة الله التي يودعها في الطفل ". وكتبت أيضا في هذا السياق "يجب على التربية أن تعمل على اكتشاف الحلول للمشكلات التي نواجهها في أصل القوانين الكونية للوجود. وفي هذا السياق يرى "أدولف فيريير" Adolphe Ferrière إن مهمة التربية يجب أن تكون في تحقيق سمو الروح و صفاء النفس الإنسانية. لقد بدأ المفكرون التربويون في موجة ما بعد الحداثة يؤكدون أهمية النزعة الدينية والروحية في التربية جنبا إلى جنب مع أهمية الجوانب العلمية و السياسية. فالجانب الإيماني في الناس يشكل منطلق الفعل الأخلاقي كما يشكل صمام الأمان في حركة الإنسانية نحو السمو الأخلاقي و الروحي.
§ التهديدات البيئية على صحة الأطفال - المواد الكيميائية / الدكتور عماد عبد الرحمن محمد الهيتي - قسم علوم الأرض و البيئة - جامعة المرقب- ليبيا ملخص : على النطاق العالمي، يحدث ثلثا حالات اعتلال الصحة التي يمكن منعها- والتي ترجع إلى الظروف البيئية- بين الأطفال. وينتمي أكثر الأطفال تضررا إلى السكان الفقراء الذين يعيشون في المناطق الريفية وشبه الحضرية في البلدان النامية. وفي الوقت الحالي، يتعرض كثير من هؤلاء الأطفال لمخاطر المواد الكيماوية السامة وغيرها من الملوثات التي تنتج عن التنمية التي لا كابح لها. وتشمل هذه الملوثات المواد الكيماوية الزراعية، والمواد الكيماوية الصناعية مثل المركبات ثنائية الفنيل متعددة الكلور والفلزات الثقيلة مثل الرصاص والزرنيخ. ومصادر ومسالك تعرض الأطفال للمواد السامة متعددة ويعضها يرتبط بالمهنة، عندما يشتغل الأطفال في حقول مرشوشة بمبيدات الآفات مثلا، أو عندما يحمل الأبوين إلى مسكنهما بقايا مواد كيماوية على ملابسهما، أو عندما تنتقل الكيماويات التي تتعرض لها الأم أثناء العمل عن طريق لبن الرضاعة إلى الطفل. إن تعرض الأطفال للرصاص والملوثات العضوية الثابتة هو مصدر من مصادر القلق على صحة الأطفال. وعلى الرغم من تزايد الأدلة التي تبين أن الكثير من البلدان المتقدمة النمو قللت من تعرض البشر للمخاطر الصحية الناجمة عن الكيماويات السامة مثل الرصاص والزئبق والكادميوم والدي دي تي والمركبات ثنائية الفنيل متعددة الكلور فما زالت هناك حاجة للتصدي لهذه المشاكل في أنحاء أخرى من العالم.
§ أحدث إصدارات الكتب المتعلقة بالطفل - كما تفكر تكون تأليف : أحمد عمران الناشر : الدار العربية للعلوم تاريخ النشر : 05/05/2003
- التربية و التنمية و النهضة تأليف : عبد العزيز محمد الحر الناشر : شركة المطبوعات للتوزيع والنشر تاريخ النشر : 01/04/2003
- مناهل الإبداع تأليف كارل هـ. بفنغر، فاليري ر. شوبيك ترجمة، تحقيق : مها حسن بحبوح الناشر : مكتبة العبيكان تاريخ النشر: 01/05/2003
- التربية و ثقافة التكنولوجيا تأليف : علي أحمد مدكور الناشر : دار الفكر العربي تاريخ النشر : 01/07/2003 السلسلة : المراجع في التربية و علم النفس
- الكبار و الصغار يتعلمون، النهج الشمولي التكاملي في رعاية و تنمية الطفولة المبكرة تأليف : جاكلين صفير، جوليا جيلكس الناشر : ورشة الموارد العربية تاريخ النشر : 01/05/2003
- إعداد الطفل للتفوق منظور معلوماتي لتنمية القدرات الإبتكارية للطفل العربي في مرحلة الطفولة المبكرة تأليف : إبراهيم عبد الكريم الحسين الناشر : دار الرضا للنشر تاريخ النشر : 01/01/2002
- 2003 Children's writer's & illustrator's market By Alice Pope (editor), Mona Michael (editor) Publisher : Writers Digest Books (Nov.2002) ISBN : 158297148X
- Boarding Time : A Psychiatry Candidate's Guide to Part II of The Abpn Examination By James R. Morrison, Rodrigo A. Munoz Publisher : Amer Psychiatric Pr. 2nd edition (Aug.2002) ISBN : 0880487224 all Editions
- Great Books for Babies and Toddlers : More than 500 Recommended Books for Your Child's First Three Years. By Kathlee, Odean Publisher : Ballantine Books (Apr.1, 2003) ISBN : 0345452542
- Staying Connected to your Teenager : How to keep them talking to you and how to hear what they're really saying. By Michael Riera, 2003
|
||
Document Code PJ.0110 |
ترميز المستند PJ.0110 |