Arabpsynet |
||
|
||
نوبات الهلع : كيفية التغلب عليها و التعامل معها د. عبد العزيز الجميح المركز الوطني التربوي للعلاج النفسي الإرشادي Abdul Aziz Al-JumaiahEducational National Center for Psychological Therapy Counsellina e-mail: ENCAZIZ@HOTMAIL.COM KSA – Ryadh |
||
|
||
q كيفية التغلب على نوبات الهلع و كيفية علاجها |
||
إن نوبات الهلع هي نتيجة ردة فعل معقدة من الأفكار والمشاعر والتجاوب الجسدي وذلك من وجهة نظرنا ووجهة نظر العديد من الأطباء النفسيين والباحثين. أن مقارنة المثالين التالين سوف يساعدك على إدراك ما نعنيه.
المثال الأول : بدايةً تصور أنك جندي في منطقة حربية شديدة التوتر، سائقاً سيارة جيب تعبر حقلاً مفتوحاً (مليئاً بالألغام). وعضلاتك مشدودة نظراً لما يدور في ذهنك من احتمال وجود كمين "لغم". فجأة تسمع انفجار ناري، فيشتد خوفك. وقد بدأت هذه الفكرة تجول في خاطرك " ما ذا لو مت هنا بعيداً عن رفقائي؟". إن قلبك ازداد خفقانه، وبدأت تتصبب عرقاً وأصبحت الآن أكثر حذراً لأي صوت أو علامة تنذر بالخطر. صوت مدفعية يدوي في الجو مرة أخرى...... عقلك الآن سريعا يقوم بحساب كيفية الهروب من هذا الخطر....قدمك تزداد ضغطً على دواسة البنزين ...... تحمي رأسك. تشعر الآن بالأمان ولكنك مرتعش وتعب. Your body processes adjust to normal following the surge of fear.
المثال الثاني تصور أنك مدرس عائداً من عملك إلى المنزل. وتشعر أنك مضغوط ومتوتر بعض الشيء. فجأة بدأ قلبك بالخفقان الشديد وشعرت بقليل من الدوخة . سريعاً ما بدأت الأفكار تجول بخاطرك " ما ذا لو أصبت بالإغماء أو أصبت بنوبة قلبية " " من المحتمل أن أحتاج إلى طبيب " "أنا بعيداً عن المنزل وحركة المرور تقريباً متوقفة" " وجميع محاولات الإنقاذ تبدو مستحيلة"تلاحظ الآن أنك تتنفس بسرعة ولا تستطيع التركيز إلا على خفقان قلبك القوي. الخوف والهلع قد استحوذ على عقلك بشكل غير محتمل لمدة دقائق. " من الممكن أن أفقد السيطرة على نفسي قد أركض من السيارة وأبدأ بالصراخ" الحالة مرت سريعاً ولكنك تشعر بالتعب قلق بشأن الذي حدث لك، ومرتبك حول إمكانية حدوث هذه الأعراض لك ثانية بشكل مرعب.
بملاحظة التشابه بين الحالتين يتبين أن كلتا الحالتين عند شعورهم بالخطر يبدأ العقل والجسم بالتفاعل القوي.
مع ذلك فإن مرضى الهلع لاحظوا أن هناك اختلاف قوي بين الجندي والمدرسة. الجندي ما الخطر الذي دفع به إلي هذا التصرف وما الاستجابة المطلوبة لذلك. علاوة على ذلك إدراكه أن الخوف والاضطراب الجسدي الذي شعر به ما هو إلا ردة فعل متوقعة لخطر الحرب، وأن فهم ماهية هذا التصرفات من أي شخص آخر أمر طبيعي.
وقد أدرك مرضانا أن المدرسة لم تدرك ما الذي أثار هذا الأعراض، ولقد كان من الصعب أن تصدق أن أعراضه مجرد قلق عابر، كما أنها كانت غير مدركة لكيفية الاستجابة لهذا الأعراض. إن الفكرة التي جالت بخاطرها – بطلب المساعدة –هي بحد ذاتها تحذير، لكونها من الممكن أنها لن تستطيع الحصول على المساعدة السريعة. وفي النهاية شعرت بالخوف من أن يصدر عنها أي تصرف قد يؤدي إلى إزعاج الآخرين من حولها.
إن ملاحظات مرضانا صحيحة فالحالتان مختلفتان فالمدرسة والجندي يختلفون في طريقة تفسير رادات فعلهم الجسدية. فازدياد خفقان القلب بالنسبة للجندي والمشاعر الأخرى هي مجرد علامات لوجود الخطر وهم بحد ذاتهم لا يشكلوا خطراً عليه.
وعلى العكس، فالمدرسة فسرت شعورها بخطر أكيد. ولم تدرك أن هذه ردة فهل طبيعية للخطر المحدق بها، بل صبت تركيزها على إمكانية حدوث نازلة صحية بها، أو ربما مأساة نفسية. وعندما وصلت بها أفكارها إلى هذا المنعطف الخطر شعرت بحاجة ماسة لمساعدة سريعة.
إن الاختلاف الجوهري يكمن في ردة الفعل المختلفة للأشخاص. Then stem from the teacher’s initial misunderstanding of the nature of her symptoms. هل أدركت من تجربتها السابقة أن ما أصابها من أعراض قلق وتوتر لم يكن ليشتد اكثر من ذلك. لو أنها أدركتا أنها لا تحتاج إلى أي مساعدة للتقليل من حدة الأعراض لديها – لأنها سوف ترجع ألي حالاتها بشكل تلقائي في وقت قصير – لاستطاعت وببساطة أن تنتظر حتى تعود إلى حالتها المستقرة. كالجندي الذي سمح لنفسه بالسيطرة على الخوف لديه . علاوة على ذلك لو أن المدرسة أدركت أن نوبات الهلع ليست بالأمر الخطير – تشير الدراسة أن 30% من سكان المدينة يعانون من نبوات الهلع" لربما انخفض الشعور بالخوف لديها لكون أعراضها من الطبيعي أن يصاب بها أي شخص آخر. وفي نفس الوقت إذا فهمت و بدقة ما هي ظروف حياتها ومدى الاستجابة لديها هذه الظروف واكتشفت ما هي الضغوط النفسية التي أدت بها إلى ردة الفعل هذه.لاستطاعت أن تتعلم كيفية التجاوب مع هذا الضغوط ومع أعراض القلق لديها بهدوء تام.
نوبة الهلع عند مريضتنا ازدادت بشكل مختلف، فالشعور بالغضب عند عامل –على سيبل المثال- من الممكن أن يؤدي إلى زيادة الخفقان في قلبه وعصبية والخوف من فقدان السيطرة على الذات " ماذا لو صدر مني تصرف عدواني، أو قمت بضرب أحدهم أو قتله"ومن الممكن أن تكون نوبة الهلع بدأت من ردة فعل استجابة نفسية طبيعية كالألم الصدري أو الشعور بالانتفاخ في البطن، و غصة في الحلق، وتشوش في الرؤية، والشعور بالضعف. وفي حال تعاملها مع شعورها بأنه خطر " من المؤكد أنه سوف أصاب بشيء خطير" لأنها سوف تتصبب عرقاً وتشعر بالصعوبة في التنفس كشعور الجندي.
إن هذه المدرسة كغيرها ممن يعانون من نوبات الهلع " الفزع". وهناك إمكانية للتقليل من الشعور بالذعر بتعلم بعض المهارات التي تساعد على إعادة الهدوء لديها أثناء نوبة الهلع، وتمنع أن تكون نوبة الهلع شديدة، وذلك بإراحة بدنها وشغل تفكيرها وتصحيح الأفكار المخيفة لديها للحد من تسرب الأفكار الخاطئة إلى العقل. المعلمة سوف تتعلم العديد من المهارات التكنيكية للتغلب على الهلع، والأهم من ذلك إدراكها أن النزلات التي تخاف ن\من حدوثها لن تحدث، ذلك لأن ما تشعر به من تغيرات نفسية ليست خطيرة في حد ذاتها.
وإن لدينا الخبرة الكافية بالأفكار والتصورات التي تحدث قبل وأثناء نوبة الهلع وذلك يرجع لخبرتنا أثناء معالجة الأشخاص الذين يعانون من تلك النوبات. إن تصورات المرضى تكون كالتالي:"أنا أموت" " لن أستطيع السيطرة على أعصابي " " هذه هي أكبر مشكلة قد تؤدي بي إلى نوبة قلبية" " ماذا لو فقدت السيطرة على نفسي وتسببت في جرح الأطفال" أو أنهم يتصوروا أنفسهم منهارين في الطريق والعمة متجاهلين هم من جراء هذه الأحاسيس.
مثل هذه الأفكار نطلق عليها أفكار تلقائية لأنها تأتى بسرعة وعفوية دون أي ترتيب وتحليل منطقي مسبق. هذه الأفكار والتصورات تبدو منطقية حال تدفقها ولكن تبدو اقل منطقية ومصداقية وقت استرجاع الأحداث . عن استرجاع الأحداث سوف يبدو واضحاً أن تلك الأفكار غير منطقية ومشوشة ويبدو فيها المبالغة بشكل واضح كما يبدو فيها الخطاء.
وعلى الرغم من العامة لديهم هذه الأفكار التقائية فلقد تبين لأن الأشخاص الذين يعانون من القلق والرعب تبدو هذه الأفكار لديهم موضوع خطر في حد ذاته. وأن هذا الموضوع هو الخطر المحدق بهم في الوقت الحالي.
دائرة الأفكار الخاطئة: إن الأفكار التلقائية في نوبات الهلع غالباً ما تكون جزء ثابت من أفكار وعواطف وأحاسيس بدنية خاطئة. إن هذه الأفكار غالبً تبدأ من الدائرة – على سبيل المثال – " ما ذا لو حدث لي نوبة الرعب أثناء قيادتي للسيارة" إن هذا التفكير مليء بالأفكار الخاطئة والمقلقة وعدد من الإنفاعلات العقلانية والبدنية ك دوخة، وخز في اليد "تنميل" صعوبة في التنفس أو شعور بأعراض غير صحيحة " أنظر جدول 1 ".
ثم تظهر أفكار مخيفة أخرى بعد ذلك " آه، أنني أشعر بالدوخة ثانية" " إن ممكن أن أقوم بقطع الإشارة الآن ولكن كيف سأقوم بقطع الإشارة الحمراء" في هذه الحالة القلق بدا بالازدياد مع تصاعد تلك الأفكار، ولآن هذه السائقة واقعة تحت استفزاز وتأثير جسدي ونفسي فهي لا تستطيع التفكير بشكل منطقي. إن خوفها يزداد عندما تركز في انفاعلاتها الداخلية و tunnel vision ولقد بدا ركوب السيارة غير مرضى لها أبداً ولربما تجنبته كلياً في المرة القادمة. إذا اضطرت الظروف هذا السائقة لركوب السيارة لشعرت بالفزع الشديد. سوف يكون تفكيرها " إنه من الخطأ ركوب السيارة مرة أخرى قد يحدث شيء خطير". دائرة الأفكار الخاطئة سوف تبدأ مرة أخرى، سوف ترى خطوط ملتوية وتشعر بألم في الصدر أو تشعر باضطراب وتشوش وكل انفعال غير مريح سوف تقوم بتفسيره بهذه الطريقة الخاطئة. عن هذه المدرسة لديها أفكار خاطئة " من المؤكد أنني مصابة بمرض " " احتاج للمساعدة". إن الخوف والقلق لديها يزدادان. وترتبط أساس الخوف لديها بأعراض القلق، كـ الصداع، غثيان وتوهج، ارتعاش، وضعف عام . بالإضافة إلى أفكارها عن الخوف بحد ذاته.
التصديق والافتراض: إن الأفكار التلقائية، الاضطرابات تختلف من شخص إلى آخر لكنها تحتوي في مضمونها العام على أن أعراض الرعب خطيرة في حد ذاتها. إن الشخص مع نوبة الهلع يتصور نفسه أنه قابل إن تحدث له أي نازلة. أحد من الأفراد الأسرة توفي في عمر مبكر، أو عانى من مشكلة عاطفية، أو ربما يكون الشخص نفسه قد عانى من فقدان عزيز أو أصابه مرض، أو حلت به مصائب، أو يكون قد عانى مسبقا من نوبات رعب حادة وشديدة. هذه الشخصية تؤمن أن المشكلة الصغيرة سوف تودي به إلى مشكله أكبر، وأن تلك الأعراض سوف تسوء إلى السوء. ولربما تؤمن بأنها لن تشفى أبداً. وأنها لن تكون غفير قادرة على مواجهة المشاكل أو المصائب بمفردها. نتيجة لهذا التفكير دائما سوف يكون مشغول في ما الذي يمكن أن يواجهه في المستقبل وكيفية تفادي المشكل أو حتى منعها من الظهور والازدياد. وهذه الشخصية تصدق بأنها يجب ان تكون يقظة دائماً لما يحدث بداخلها من انفعالات. مما سوف يساعدها على التصرف الصحيح في الظروف الصعبة. وهي بذلك غير مبالية أنها تعاني من ضعف التركيز والاستمتاع والهدوء.
حل دائرة الأفكار الخاطئة: كيف يستطيع مرضى نوبات الهلع أن يساعدوا على علاج أنفسهم، إذا كانت الأفكار المخيفة تودي بهم إلى أفكار وأعراض أكثر رعباً لديهم؟ من وجهة نظرنا أن هذه الشخصية من الممكن أن تتحسن إذا دربت على إعادة التفكير في ما يحدث لها من إنفاعلات مخيفة، وبذلك سوف يقل شعور الخوف لديهم عندما يدركوا ماهية هذه الأعراض وان تطورها لنازلة قد تصيبهم غير منطقي. وبذلك تفقد أعراض القوة لدفعهم للتفكير الخاطئ والمخيف. إن إعادة تدريبهم تأخذ مراحل مختلفة: أولاً: ملاحظة المريض للانفعالات والأفكار والأحاسيس التي تصيبه أثناء نوبة الهلع ثم يبينوا ما هي النازلة المتوقعة عند حدوث هذه الأعراض؟ مع هذا التدريب المكثف وبمساعدة الأخصائي المعالج، فإن المريض يستطيع أن يدرك ماهية الأفكار لديه حول نوبات الهلع. ثم توضيح لهم طبيعة الأعراض لديهم، وهذا التعليم التكنيكي يساعدهم على التقليل من حدة هذه الأعراض إلى مستوى منظم. – ولعل أهم خطوة في العلاج- ما هي الفكرة التي جعلتهم يشعروا بهذه الأفكار المخيفة ويصدقوها وهم يبحثون عن التجارب التي تختبر صحة هذه الأفكار المخيفة لديهم.
الاختبار والعلاج التكنيكي: إن معظم تجاربنا تبين أن نوبات الهلع غير مسيطر عليها. إن المريض سوف يكتشف على أن الأعراض لديه تكون غير مريحة جداً له، لكنها في حد ذاتها غير خطرة وقوية. وبدلاً من أن يفسروا انفعالاتهم بالشكل الخاطئ سوف يدركوا أن الاستجابة للخوف طبيعي من نظام الطوارئ البدني لديهم. إن المعلومات حول العوامل التي تؤدي إلى ازدياد أو نقصان نوبات الهلع عند الإنسان تساعد على التعريف بكينونة العلاج المناسب للمريض. لو أن أحد أعراض المريض صعوبة في التنفس، فإنه يعالج عن طريق تدريبهم على كيفية التنفس الصحيح. للتقليل من حدة التنفس المفرط. لو أن الأعراض تكمن في الشد العضلي فإن تدريبه على الاسترخاء عامل مساعد على علاجه. إن الأفكار الخاطئة عندما تبدأ في شد الانتباه، فإن محاولة صرف ذهن المريض عن هذه الأفكار بأصوات ومشاهدات ورائح حوله تساعد على الحد من ازدياد حدة الخوف والأعراض المصاحبة له عند المريض.
كل تغلب تكنيكي يرجع إلى تجربه في حد ذاتها: " من المؤكد إنني سوف أصاب بالألم والخوف عندما أجرب هذا العلاج ثانية" إن مراجعة النتائج مع المعالج تبني قاعدة ثابتة مع المرضى ومقدرتهم على التغلب على نوبات الهلع لديهم. وبالتالي سوف يتقبلونها ويدعونها تحدث إليهم ببساطة. إن كثير من المرضى بالتعود على هذه العلاج قد تعلموا كيفية السيطرة على نوبات الهلع دون الحد من نشاطاته أو الاعتماد على العلاج.
مخاوف الشخص: في عياداتنا تواجد مريض مصاب بالخوف لوجوده لتلقي العلاج، عندما غادرت زوجته المبنى ذاهبةً إلى عملها. خطرت بباله هذه الأفكار 1. من الممكن أن أصاب بنوبة هلع الآن. 2. ماذا لو احتجت إلى زوجتي لمساعدتي. 3. ربما لن أستطيع إدراك تصرفاتي 4. سوف أصبح مشوش الفكر. 5. I can ‘t leave – what will my therapist think. المريض تصور نفسه الآن أصيب بنازلة أو أنه فقد السيطرة على أعصابه، متصوراً أن ينتهي به الحال في المستشفى. وتصور نفسه بعيداً عن أسرته. لقد بين المريض للأخصائي مدى شعوره بالخوف والألم أثناء تلك الجلسة فقد وضح أفكاره وإنفعلاته ووافق على البقاء لإكمال الجلسة حتى يترك لنفسه الفرصة لاستخدام المنطق لاختبار أفكاره. وفي نهاية الجلسة، كان قد خرج من هذه التجربة عن ماهية المعلومات والأفكار المنطقية المتوقعة. وذلك على الرغم من حدوث نوبة الهلع لديه في المكتب، لكنه لم يكن مضطرا للمغادرة. ولم يصاب بأي نازلة كان يتوقعها. وبذلك تبلور لديه شعور بالقوة والرضى، والحماس لمحاولة مواجهة تلك التجربة بروح جديدة. إن هذا المريض كان يعتقد " لو أن تجربتي كانت غير دقيقة، فإن تصرفي قد يبدو مضطرباً وغير لائق. With the therapist he had begun to consider to be confused or irrational was so. الآن هو يتحدث عن نوبة هلع قد حدثت له بهدوء ووضوح على الرغم من أن أفكاره أصابته بالدوخة في ذلك المكان. وذلك عندما شب حريق في بيت جاره. إن تلك الأفكار الماضية المرعبة خطرت بباله أثناء قيامه بإبعاد أطفاله عن باب المنزل المحترق، ولقد أدرك ماهية الأعراض لديه وأنها استجابة طبيعية لجهاز الطوارئ عنده … مما جعله يشعر بقليل من عدم الراحة لكنه استطاع أن يتصرف بالشكل المطلوب في هذا الظرف. بعد تجربته تلك في المكتب، أصبح متأكداً أن الأفكار المخيفة لديه حول الهلع غير صحيحة. وقد كان قادراً على التحدث عن تلك الأفكار التي أصابته أثناء الهلع. وبالتدريج رجع إلى الأنشطة التي كان يزاولها من عدة سنوات.
الضغوط المسبقة وإدراك" التجاوب" لعلاج: عند علاج الأشخاص المصابون بنوبات الهلع غالباً ما يكون لديهم مشكلة نفسية معينة أو عدد من الضغوط النفسية التي أدت إلى بدأ نوبات الهلع لديهم. الأشخاص الذين يعانون من الهلع دائماً في حالة غضب وحزن وقلق حول المشكل التي يواجهونها في منازلهم أو في العمل. وعادةً يجدون صعوبة في التأقلم مع الآخرين مما يزيد من حدة استمرار المشاكل لديهم وبذلك يبدأ القلق والضغوط بالازدياد.
العلاج يساعد على حل هذه المشاكل، ونوبات الهلع. إن دراستنا للعلاج علمتنا أن ننظر لهذه المشاكل بشكل يؤثر سلباً على الأفكار التلقائية في كل موقف تكون فيع الإنفاعلات غير مرضية. نحن نقدر أيضاً الأفكار لمعرفة درجة تتضمنها للتحريف والمبالغة. وبالتالي نقوم بتعليم مرضى نوبات الهلع بالتفكير بشكل منطقي في مواجهة تلك المواقف والبحث عن الحل المناسب لحل تلك المشكل. إن التقليل من حدة الضغوط لا يساعد فقط في مشاكل نوبات الهلع، ولكنه بالإضافة إلي ذلك فإنه يساعد على الفهم الصحيح لذاتهم والمحيطون حولهم والمشاكل المحيطة بهم وبذلك يحصلوا على المزيد من السعادة والرضى في المنزل والعمل. هناك أمل في الشفاء من نوبات الهلع. ببذل جهد مضاعف من الممكن أن نتخلص من الآثار الغير المرغوب فيها التي يسببها الهلع. من الممكن أن يحل محل القلق والارتباك والخوف الشعور بالرضى عن الذات عند النجاح بالتغلب على مشاكل الهلع.
|
||
q كيفية التعامل مع نوبات الهلع والقلق |
||
ما هي الإشارات التي تدل على حالة القلق
هذه بعض الأمثلة و الأفكار و المشاعر التي يمر بها المصابون بحالة نوبات الهلع و القلق، وبما أن الهلع و القلق هما من نفس قالب الخوف فإنهما بشيران بشكل مروع إلى الخطر. هذه الأحاسيس بالتهديد عادة ما يصحبها انفعالات جسدية تكون مؤلمة بحد ذاتها مثل :ضيق التنفس، زيادة خفقان القلب الشعور بدوخة و غثيان، التعرق جفاف الفم، وخز في الحنجرة، آلام في العضلات......الخ وعندما تكون هذه الحالة مستمرة وممتدة ومزمنة وغير مسيطر عليها عندها تأخذ شكل ما يسمى بالحالة المرضية أو العجز.
ما هي طبيعة نوبات الهلع: - الأشخاص المصابون بنوبات الهلع يتصرفون أو يتجهون بشعورهم نحو أوضاع من الممكن تفاديها أصلا، طالما هنالك حدوث للخوف فليس هنالك روابط للسيطرة على المشاعر. وباستطاعتهم تحرير أنفسهم من هذه المخاوف بواسطة اللجوء إلى البدائل أو الوسائل الأخرى، فمثلا الأشخاص الذين يخافون ركوب الطائرة يلجئون إلى وسائل المواصلات الأرضية، مثل الحافلات والقطارات. - المصابون بنوبات الهلع غالبا لا يستطيعون تحديد مصدر قلقهم وحتى لو استطاع المصابون تحديد المشكلة فلا يستطيعون مواجهتها، فالسبب يكون أما أن متطلبات الحياة المعيشية تجبرهم على مواجهة مخاوفهم أو أن تكون المخاوف لديهم قد دمجت في النفس بحيث يكون مصدرها من المصابون أنفسهم - في بعض الأحيان من الضروري أن يختبر الناس الخوف حتى يتسنى لهم الاعتراف أو الإقرار بتهديد الخطر الحقيقي و إعداد أنفسهم لمواجهته. - إن الخطر الناتج الذي لا ريب فيه عن القلق هو الانفعالات المرافقة له مثل الخوف، لكن الأشخاص المصابون بنوبات الهلع الشديدة أو حالات الخوف ( الفوبيا- (phobicفإن ردود أفعالهم لا تعبر أو لا تتجاوب مع حالتهم فإنهم يتوقعون أن التهديد لحالتهم الجيدة ( التي يعتبرونها جيدة ) تكون نسبتها ضئيلة الحدوث. - عندما يواجه المصابون بنوبة الهلع تحديات من نوع ما مثل الاختبارات أو مقابلة عمل، فإنهم يلجئون إلى تضخيم الصعوبات ويركزون على المخاوف التي تكون نتائجها سلبية، وفي نفس الوقت يلجئون إلى الإستخفاف و الإغفال والإهمال من قدرتهم علي التعامل مع ما يخيفهم ، وفي عبارة أخرى يسيئون الفهم و يشوهون الحقائق حتى يشعرون أنفسهم بالقلق نحو الخطر الذي أما هو غير موجود أصلا أو موجود لكن لا يستطيعون التعامل معه بردود أفعال ناجحة. ومما يجعل الأمور أسوء عندما يكون المصاب غير مسرور من مخاوفه وردود أفعاله و يبدءون بالرهبة و البغض و الخوف من أعراضهم أكثر من خوفهم من الأعراض التي تستهدفهم و كلما كانوا منزعجين أكثر تزيد حالة الهلع عندهم و يصبحون مرتبطين بهواجس لا متناهية على نحو متزايد من المعاناة.
ماذا تقول الأبحاثكشفت دراسات الأبحاث على أن الأفكار المحددة و الصور الخيالية تلازم مباشرة تجربة القلق أو الهلع وهذه الأفكار عادة تركز على المستقبل مثل (سوف أكون قلقا – سوف أجعل من نفسي أضحوكة و أفشل – ماذا لو حصل مكروه) وقد بينت الأبحاث انه من الممكن تعليم الناس كيفية التعرف على أنواع الأفكار المحبطة و تقدير مدى صحتها، وعندما يغيرون اتجاه تفكيرهم نحو طريقة واقعية ينخفض مستوى قلقهم ويدعى هذا النوع من العلاج الذي يعلم الناس التخفيض من طريقة التفكير إلا واقعية بالعلاج المعرفي.
كيف يعمل العلاج المعرفييعمل العلاج المعرفي عن طريق تعليمك انه من الخطاء ترك الأفكار تتجه نحو ما تشاء عما سوف يحدث، فعن طريق العلاج سوف تتعلم كيف تستخدم مهاراتك التحليلية و قوة المراقبة للأفكار التي تسبب لك القلق و تجعلها اكثر واقعية إلى أن تتغلب عليها و تتعامل معها بنجاح .
ماذا سوف أتعلم من العلاج المعرفي1. سوف تتعلم اكتشاف الأفكار التي تدفعك إلى الشعور بالقلق و غالبا ما تظهر هذه الأفكار فجأة عند حدوث المسبب لها مثل دخول الاختبار أو مقابلة عمل أو يكون لها مسبب مستقبلي كالزواج أو الطلاق أو الخوف من حدوث مكروه أو الخوف من الفشل - عندما تلاحظ انك قلق أو بدأت حالتك بالقلق إسئل نفسك (ما الذي كان يدور في ذهني) ابحث في مخيلتك عن الأفكار و الصور و ذكر نفسك: رغم أن أفكاري و مخيلاتي تبدو ممكنة و منطقية فقد لا تبدو كذلك لأني أميل إلى القلق، و قد أكون متقبلا للأفكار الغير منطقية بسهولة الأفكار المنطقية مثل ( اسمع جرس الهاتف يرن – يجب أن أجيب عليه) 2. وسوف تتعلم معرفة الأفكار السلبية و تقييم طريقة تفكيرك لتجعلها واضحة بطريقة واقعية بالإضافة إلى انك سوف تتعلم الآتي: - البحث عن تفسير بديل - الحكم على نتائج الأفكار - التفكير القلق له آثاره الجانبية - الابتعاد عن الأفكار القلقة المفاجئة عن طريق إرشاد غيرك بالابتعاد عنها - التخطيط عما سوف تفعله بعد ذلك
3. و سوف تتعلم أيضا قياس قوة قلقك و مدى بقائه و عندما تدرك أن لكل نوبة هلع (وقت محدد ) بإمكانك التغلب عليه بمساعدة مهاراتك التي اكتسبتها و سوف تصبح أقل قلقا و أكثر ثقة بالنفس. 4. و سوف تركز على بعض المشاكل المعينة في حياتك الخاصة و تكتسب تدريجيا مهارات أكثر لحلها، و العمل نحو تحقيق أهدافك و التعامل مع أوضاع مشاكلك الداخلية.
ما هي نماذج الأفكار الخاطئةعندما تتتبع و تلاحظ خطوات الأفكار التي تصيبك بالقلق قد تجد الأخطاء في طريقة تفكيرك تصب في هذه المواضيع الأساسية: 1- المبالغة أو تضخيم الأمور للناس عموما حاسة قوية تجاه الخطر حتى في شكل الدلائل الموضوعية للفعل المعاكس، فمثلا للمرأة خوف دائم من أن زوجها سوف يتركها لأنها أصبحت كبيرة في السن لتكون جذابة له، فإن قلقها قد جعلها تلاحظ علائم تقدم السن و التجاعيد في وجهها و الشعر الأبيض في رأسها، وصارت تقارن نفسها لا شعوريا مع كل إمراة اصغر سنا منها، ولم تعد تعطي لنفسها آية محاسن موجودة فيها و تصبح مستاءة و الأكثر من هذا صارت تسيء تقدير حب زوجها وولائه لها وقد غاب عن ذهنها أن زوجها أيضا قد تقدم به السن و بدت علائم الكبر تظهر عليه .
2- رد فعل الكارثة عندما يتوقع المصابون بنوبات الهلع خطر ما أو صعوبة ما فإنهم أحيانا يتوقعون كارثة ما ستحدث في النهاية فمثلا الخوف من الدخول إلى العملية الجراحية سوف يؤدي إلى الموت أو العجز .
3- المبالغة في التعميمهنالك مثال لتجربة سلبية قد تحدث، فمثلا كون شخص ما لم ينل الترقية أو رسب في اختبار – فقد يترجمها المصاب- إلى قانون يحكم وجودة أو مصيره بقولة: قد لا انجح في أي مكان في حياتي، ماذا لو لم أنجح في تخطي هذه المرحلة.
4- تجاهل السلبياتالمصابون بنوبات الهلع يغفلون عن تبين حقيقة قدرتهم على التعاون بنجاح مع مشاكلهم بتناسي تجاربهم السلبية والناجحة التي كانت في الماضي لديهم و يتوقعون فقط مشاكل لا تقهر و معاناة غير محتملة في المستقبل . كما إن الطالب المصاب بنوبات القلق ينسى علاماته المرتفعة في الاختبارات السابقة و يتجاهل أيضا حقيقة أنه اختبار واحد من عدة اختبارات سابقة و لن يدمر مستقبله فيما إذا رسب فيه.
كيف تستخدم الواجب المنزليإن الواجب المنزلي هو جزء هام من العلاج حيث سوف تتعلم منهج التعاون الملائم لطريقة حياتك، إن الواجب المنزلي لا يقوي فقط قدراتك على التغلب على المشاكل التي تواجهها بل انه يعطيك قدرات لتختبر أفكارك في الحياة الواقعية، بالإضافة إلى تسجيل أوتوماتيكي للأفكار التي تسبب القلق و إدارتها بطريقة مسيطر عليها من منشأها.
وإليك بعض الأفكار لتساعدك على هذه التقنية الجديدة : 1- قبل مواجهة مسببات القلق ضع في الحسبان ما يقال عنه (التحليل المنقذ ) - ما الذي كان يحصل لك – إن الطالب القلق حتى يتغلب على قلقه يتذكر علاماته الجيدة و تحضيره المتواصل. 2- الوقاية من التفكير المفجع، فمثلا عندما يرسب الطالب في الاختبار يعتقد أن مستقبلة قد انتهى، وفي الحقيقة يكون لديه خيارات عديدة ليثبت نفسه في المستقبل. 3- إذا كانت لديك اعتقادات جذرية تسبب لك القلق اجعل من الحقائق اختبارا لها لمعرفة مسببات الخوف، فمثلا إذا كان لديك خوف من ركوب المصعد احرص على جمع المعلومات المتعلقة بسلامة المصاعد مثل كيفية التصرف عند تعطل المصعد و أجهزة الإنذار ومعدلات الحوادث في المصاعد الخ..... وإذا كنت خائفا من اثر نوبات القلق على صحتك اجري لنفسك فحوصات فيزيائية واتبع التوصيات التي تعطى لك.
4- إذا شعرت بشعور مربك يعيق تخفيض شعور القلق لديك حاول التخلص منه بالتدريج، فمثلا إذا كان لديك خوف من ركوب المصاعد يمكن التغلب عليه تدريجيا بركوب المصعد لبضعة طوابق قليلة بوجود صديق لك أو بمساعدة طبيبك النفسي. 5- عندما تكون في غمرة موقف ما و تحاول فيه السيطرة على مخاوفك و قد بدا الشعور بالقلق ينتابك بقوة تدرب على تقنية (الهاء الخاطر) بالتركيز على أي فكرة ليست لها علاقة بالقلق النفسي مثال أن تحكي قصة طريفة حصلت لك لإنسان غير موجود بالغرفة . إن طبيبك النفسي سوف يساعدك على التدرب على هذه التقنيات و تجربة أنواع جديدة منها لتتغلب على نوبات الهلع.
إذا كنت قد بدأت لتوك بالعلاج إليك بعض الأفكار: 1- إن البداية هي أهم خطوة في العلاج فعندما تبدأ بالعلاج تكون قد أخذت قرارا نحو الخطوة الأولى في الشفاء بإذن الله، وسوف تكتسب قوى جديدة و مهارات جديدة لتحكم بها نفسك . 2- إن تحديد أهدافك من البداية يعطيك دافعا قويا للتغير فعندما يكون لديك صورة واضحة عن حياتك بدون القلق عندها تكون على الطريق الصحيح . وشارك أفكارك مع طبيبك فإنه سيساعدك على تحقيق أهدافك. 3- و تذكر انك تستطيع فقط إخراج ما أدخلته بنفسك من أفكار، فإن الجهد والسعي مطلوب إذا أردت التغير . وكن على علم بأن حالة القلق تنتابك منذ مدة طويلة، فإنها تحتاج إلى وقت و محاولة لإزالة الأفكار القديمة وإبتكار طرق للإحلال دون حدوثها مرة أخرى. 4- تذكر أن هنالك مساعدين للتغلب على نوبات الهلع لديك و هم : العائلة، الأقارب، الأصدقاء، زملاء العمل الأخصائيين، الخ......... وسيكونون مسرورين لمساعدتك. 5- كن حريصا في استخدام التقنيات التي تعلمتها من العلاج لأن العلاج محدود الوقت . إن الطرق التي تتعلمها هي مأخوذة و مطبقة من الحياة، ولا يوجد أحد خالي من المشاكل الحسية أو العاطفية لكنك ستجد أن القلق ليس له ضرورة في التحكم بوجودك . 6- وفي النهاية أعطي لنفسك فرصة لتتلمس و تشعر بالمتعة لمواجهتك بعض من تحديات الحياة . ويجب أن تعلم أنه بمجرد اتخاذك لقرار العلاج فإنك قد أقدمت على الخطوة الأولى من الشفاء. وفيما العلاج ينجح و القلق يتراجع فإن ومضة الأمل سوف تكون الحافز الأكبر لحياتك، فكن مستعدا للعمل من أجلها
|
||
Document Code OP.0042 |
ترميز المستند OP.0042 |
Copyright
©2003 WebPsySoft ArabCompany, www.arabpsynet.com
(All Rights Reserved) |