Arabpsynet

أبحاث أصيلة / Original papers

شبكة العلوم النفسية العربية

 

 

نـمـط المراجعـات النفسيـة فـي القطـاع الخـاص فـي الأردن

د.جمال الخطيب

اختصاصي الطب النفسي  - رئيس قسم الصحة النفسية والرعاية الاجتماعية - مركز الحسين للسرطان

q       النص الكامل / Full text / Texte  entier 

 

   تشمل هذه الدراسة عينة عشوائية تتمثل في 500 مريض من مراجعي عيادتي الخاصة  حيث تمت دراسة وتقييم معظم المعطيات الواردة في ملف المريض .

    الهدف من الدراسة هو فهم طبيعة مراجعي العيادة النفسية في الأردن من حيث طبيعة الشكوى والمرض وعلاقته بمختلف ظروف الحياة وذلك لتحسين الخدمات المقدمة في هذا المجال .

 

النتائج :

1-     المرضى من حيث الجنس : - ذكور : 54 % -   نساء : 46%

    مع أن نسبة إصابة النساء بكثير من الاضطرابات النفسية تتجاوز نسبة الرجال وتحديدا فيما يتعلق بالقلق والكآبة حيث تصل إلى الضعف، فإن مراجعة الرجال تساوي أو تتجاوز نسبة النساء وهذا يعكس الطبيعة الذكورية للمجتمع .

    كما قد يفسر ذلك على انه بسبب الظلم اللاحق بالمرأة قي المجتمع، فالمرأة عرضة لضغوط الحياة مضاف إليها ضغوط الرجل  واللافت  في بلادنا أن مراجعات النساء المصابات للعيادات اقل من مراجعات الرجال ولعل هذا يعكس حالة الظلم الواقعة على المرأة فهي الأكثر إصابة والأقل رعاية  .

 

2-     الحالة الاجتماعية : أعزب : 48  %- متزوج : 47%  -  مطلق : 2 % - أرمل : 2%

    علاقة الأمراض النفسية بالحالة الاجتماعية وتحديدا الزواج والطلاق متشابكة  فقد يكون المرض سببا للطلاق وقد يكون نتيجة له.

    بعض الأمراض تصيب الناس في مقتبل العمر وربما يؤدي استفحالها إلى عزوف الشخص عن الزواج بينما تصيب أمراض أخرى الناس في منتصف العمر بعد أن يكونوا قد تزوجوا .

    وعموما وقي كثير من الأحيان يعتبر الزواج عنصرا إيجابيا ويسهم في تحسين مسار العديد من الأمراض فقد دللت  الدراسات مثلا على أن مصير مرض الفصام يكون افضل لدى المتزوجين كما دللت دراسات أخرى أن العزلة والوحدة تفاقم حالات الاكتئاب.

 

3-     العمر : من 0-10 : 5 % - من 10-20 : 11 % - من 20-40 : 60 % - من 40 –60 : 24 %

    يلاحظ هنا تماشي معدل الأعمار مع التشخيصات حيث أن الفترة العمرية من 20- 40 - 60 هي الأكثر شيوعا وفيها تزداد معدلات القلق والكآبة 38%+26% .

    كما أن معدلات إصابة الأطفال متمشية مع النسب العالمية.

    و يلاحظ أيضا تناسب الفئة العمرية الشبابية مع معدلات ونوعيات الإصابة في هذه المرحلة، فصام، إدمان.

    وبشكل عام تعكس النسب معدلات انتشار الأمراض اكثر مما تعكس الفئات العمرية في المجتمع، إذ نلاحظ انه رغم أن غالبية سكان الأردن هم من الفئة العمرية تحت العشرين، إلا أن الغالب في العينة هو سن ما فوق العشرين.

 

4-     العمل : 40 % يعمل – 40 % لا يعمل – 20 % طالب

    تتساوى هنا نسبة العاملين والعاطلين عن العمل مع أن المنطق أن نسبة الإصابة تكون اكثر في العاطلين واعتقد أن أغلبية العاطلين عن العمل يفضلون مراجعة العيادات الحكومية وليس القطاع الخاص وذلك لأسباب مادية.

    وفيما يتعلق بالطلاب فان نسبتهم تتماشى مع تكرار فئتهم العمرية.

 

5-     مصدر التحويل : 25 % طبيب – 54 % نفسة – 23 % الأهل

    على الأغلب فان المرضى المحولين من أطباء هم ذوو الأعراض المتشابكة والجسمية في ظاهرها مثل اضطرابات الفزع، الدوخة، الصداع، قلة النوم، الشهية، الضعف الجنسي وغالبا ما يكون الأطباء العامين وبقية التخصصات قد أدوا دورا ممتازا لجهة التوصل إلى تشخيص دقيق واستبعاد المرض العضوي ويلاحظ ذلك من المستوى الرفيع للتحويلات وجودة العمل المبذول قبل وصول المريض إلى الطبيب النفسي .

     إلا انه في كثير من الأحيان يتأخر وصول المريض بسبب الخوف من الوصمة أو الاعتقاد الخاطئ بان التحويل لطبيب نفسي يعني أن الأعراض التي يشكو منها المريض ليست حقيقية وأنها نتاج الوهم أو ربما التمثيل وهنا لا بد من التنويه أن كون الأعراض ذات منشأ نفسي لا يعني إنها وهمية فالمريض يشعر بها تماما كأي صداع أو دوخة أو ضيق نفس إنما يكون منشأها نفسيا لا عضويا.

    المرضى المحولون من قبل الأهل هم في الغالب المرضى فاقدي البصيرة أو الحالات المتقدمة حيث يشكل المريض مشكلة للآخرين اكثر من شعوره الذاتي بها أو وعيه لها  ومنهم مرضى الفصام والذهان واضطرابات الطعام وكذلك مرضى الخرف والهذيان.

    أما المرضى الذين يأتون من تلقاء أنفسهم فهم على الأغلب من أصحاب البصيرة الواضحة تجاه المرض، المقصود بالبصيرة هو معرفة الشخص أن ما يشعر به ناجم عن المرض وانه بحاجة للمساعدة ،كما أن أعراضهم يغلب عليها الطابع الشعوري أو الذهني أو السلوكي كما إنها تكون من الدرجة البسيطة إلى المعتدلة

 

6-     الجنسية : 79 % أردني – 21 % غير

    ربع المرضى هم من غير الأردنيين وهذه نسبة عالية و يعكس ذلك تحول الأردن إلى نقطة استقطاب علاجية لأهالي دول المنطقة العربية.

 

7-     التعليم : 17 % بلا – 5 % ابتدائي – 7 % إعدادي – 23 % ثانوي – 8 % كلية – 40 % جامعة

   لا تعكس هذه النسب  مستويات  انتشار التعليم الحقيقية  في المجتمع  كما أنها ليست مؤشرا على انتشار المرض في فئات معينة اكثر من غيرها، إنما قد تعكس هذه درجة الوعي الطبي والبصيرة  تجاه المرض النفسي عند مختلف الفئات

 

8-  الأمراض والشكوى : 38 % اضطرابات القلق – 26 % اضطراب الكآبة – 7 % الإدمان – 14 % الفصام – 4 % الذهان – 8 % اضطرابات الشخصية – 4 % الزهو – 20 % أخرى

    هنا يلاحظ أن مجموع النسب يتجاوز الـ 100%  ومرد ذلك إلى ترافق اكثر من مرض، فقد يترافق الاكتئاب مع القلق أو الفصام مع الإدمان وما إلى ذلك مما يجعل نسبة الأمراض إلى عدد الأشخاص  اكثر من 1:1.

-    اضطرابات القلق (38%) تشمل مجموعة من الأمراض  مثل القلق العام، نوبات الفزع، حالات الرهاب الاجتماعي، الوسواس القهري، عقبى الكرب وهي الأمراض الأكثر شيوعا على المستوى العالمي ويبدو أن الوضع في الأردن يتماثل مع ذلك.

-    اضطراب الكآبة (26%) وهي ثاني الاضطرابات شيوعا قد تكون الثالثة انتشارا على الصعيد العالمي بعد القلق والإدمان إلا أنها هنا الثانية أي أنها تسبق الإدمان في حجم المراجعات. وفيما يتعلق بحالات الزهو فإنها في الأغلب مستقبلا ستضاف إلى نسب الاكتئاب حيث أن الزهو في الغالب هو جزء من الاضطراب ثنائي القطب زهو-اكتئاب حيث يصاب الشخص بدورات متتالية من الهوس والكآبة.

-    الفصام يحتل المركز الثالث بنسبة 7% وهنا يلاحظ أن نسبة تمثيل مرضى الفصام في مراجعي العيادات عالية وذلك نظرا لصعوبة أعراض الفصام وخطورتها "هلاوس أوهام شكوك،..." مما يدفع الأهل للمراجعة الفورية وعدم الانتظار. الذهان بأشكاله المختلفة وتحديدا الزوري.. أي الشك المرضي ممثل أيضا. وهنا لابد من التأكيد أن هذه النسبة تعكس حجم مرضى الفصام  إلى مراجعي العيادات وليس نسبة مرض الفصام في المجتمع وهي حوالي 1 %.

-    الإدمان 7% واضطرابات الشخصية 8% على الأغلب هذان التشخيصان مترافقان وبالذات لجهة اضطراب الشخصية الحدودية  والضد اجتماعية حيث يكون إساءة استعمال المواد سلوكا نمطيا وملازما .

تدني مرتبة الإدمان وقلة تمثيله في المرضى يعود لسببين رئيسيين أولهما قلة هذه المشكلة نسبيا في الأردن وثانيهما قلة التبليغ عن هذه المشكلة بدافع الخجل والخوف من الوصمة.

-          أخرى 20% هذه النسبة تشمل :

·    حالات الأطفال حوالي 10% والغالب عليها حالات فرط الحركة ونقص الانتباه، اضطراب السلوك، ضعف قدرات التعلم، التوحد، سلس التبول .

·         كبار السن وتشمل حالات الخرف سواء الزهيمر أو غيرها .

·         حالات خاصة مثل الاضطرابات المتعلقة بالدورة الشهرية والحمل والولادة" اكتئاب وذهان النفاس" وكذلك حالات مرتبطة بالإياس.

·         هناك أيضا، اضطرابات الأكل مثل السمنة والريجيم المرضي، وكذلك بعض حالات الاضطراب الجنسي.

    كما انه هناك نسبة لا بأس بها ممن يعانون من مشاكل زوجية وعائلية ويأتون للاستشارة.

    ما يجب التنبه إليه دوما عند تفسير هذه الأرقام هو أنها تعكس نمط مراجعي العيادة الخاصة وليست قياسا إحصائيا لمعدل انتشار الأمراض في المجتمع.

 

1994-2003

    سبق هذه الدراسة دراسة قام بها الدكتور وليد سرحان والدكتور بهجت عبد الرحيم أستاذا الطب النفسي وقد شملت دراستهما التي قدمت لمؤتمر الطب النفسي العربي الحادي عشر 1994 ألف مريض .

    عند مراجعتي لدراسة الأساتذة سرحان وعبد الرحيم  لاحظت أن نتيجة دراستي قريبة جدا من نتيجة دراستهما أو حتى مطابقة وهذا التكرار يكسب الدراستين درجة من المصداقية  .

    أما الفروق ذات المغزى فقد كانت في موضوعين :

الأول : زيادة في حجم المرضى المحولين من أطباء : من 12%  إلى 25% وهذا يعكس تزايد الوعي تجاه الاختصاص الطبي.

الثاني : زيادة في نسبة المرضى غير الأردنيين : من 12 % إلى 21% وهو مؤشر على المكانة المتزايدة التي يحتلها الطب في الأردن على مستوى المنطقة.

 

Document Code OP.0089

Khatib-JordCons

ترميز المستند  OP.0089

 

Copyright ©2004  WebPsySoft ArabCompany، www.arabpsynet.com  (All Rights Reserved)