Arabpsynet |
|||
|
|||
الشخصيـة العربيــة فـي عالـم متغيــر E.mail : ceps50@hotmail.com |
|||
|
|||
q
النص الكامل /
Full text / Texte entier |
|||
قواتنـا محتشـــدة وغايتنــا واضحــة والعـدو يقــوى يومـا" بعــد يـــوم ونحـن فـــي ذروة بعدهــا الانحــدار هنـــالك مــد فــي أقــدار الرجـال بســبب الفيضان الـذي يقــود إلى الظفر وعــند التغاضي عنـه فان رحلــة الحياة ستسـقر في الميــاه الضحلة والتعاســة وفــــي خضـم البحــر نطفــو الآن فإما الاندفاع مع التيار المؤاتي وإما الخسران
بهذه الأبيات لـ"بروتس" يستشهد صمؤيل هنتنغنتون ( Samuel Huntington) صاحب مقالة "صدام الحضارات" ليخلص إلى القول بأن على الغرب أن يتعلم الإبحار في المياه الضحلة. وبأنه من العبث الاستمرار في محاولات احتواء انتقال النفوذ.
ولسنا بصدد مناقشة المنطلقات التي يستند إليها هذا الفكر، ولسنا نحن بصدد نقد طروحاته واستنتاجاته. فنحن نكتفي بالإشارة إلى أن هذه المقالة المنشورة في مجلة "شؤون خارجية" الأميركية لم تكن أكثر من إعلان عن التفكير أو الرؤية المستقبلية لتيار فكري – بحثي بدأت طلائعه في الحرب العالمية الثانية. حين توجهت بعض الأبحاث لدراسة الشخصيات الأممية لأصدقاء الولايات المتحدة ولأعدائها على حد سواء. ولقد استخدمت الأخيرة وتم توظيفها في الحرب النفسية ضد الأعداء. ولقد استمدت هذه الدراسات أهميتها من فعاليتها. بحيث شكلت هذه الدراسات نماذج صارمة لتعامل الولايات المتحدة مع هذه الأمم.
في المقابل، فان محاولات دراسة الشخصية العربية تلقى علامات استفهام متعددة الصعد. وتكاد تحمل في طياتها جملة من التهم! والسؤال الكبير الذي يطرح هنا هو : " ألا يحق لنا تطبيق مبدأ اعرف نفسك بنفسك ؟ " أم أن علينا الاستمرار في النظر إلى شخصيتنا القومية عبر منظار الآخرين ووفق معاييرهم؟ ولكن الموضوعية تفرض إكمال هذه الأسئلة بسؤال عريض هو " لماذا فشلت دراساتنا حول الشخصية العربية في إثبات فعاليتها ؟ " ونجيب – باختصار شديد – بأن دراساتنا تفتقر إلى روح الفريق، فدراسة الشخصية الأممية ليست مهمة أفراد، إذ هي تحتاج إلى تخصصات العلوم الإنسانية كافة من علوم نفسية وتربوية واجتماعية أثروبولوجية وتاريخية وجغرافية وخصوصا" فلسفية. ودراسة الشخصية الأممية لا تكتمل إلا بتعاون هذه الاختصاصات.
لكن عدم الاكتمال هذا يجب ألا يدفعنا إلى تجاهل أو إهمال جملة جهود فكرية عربية في هذا الاتجاه، حيث يهمنا التوقف عند أسماء، مثل : زكي نجيب محمود، ومحمد عابد الجابري، وقدري حنفي، وعبد الباسط عبد المعطي، وفرج عبد القادر طه وغيرهم كثيرون. ومن جهتنا، وجدنا أن غياب الفريق قد جعلنا عاجزين عن تقديم أية إضافة ذات قيمة في هذا الموضوع. لذلك، اتجهنا إلى تطويع وتعديل تطبيقات العلوم النفسية في مجتمعنا العربي، بدءا" بالمقاييس والاختبارات ( حيث نشرنا دليلا" للاختبارات المترجمة والمعربة والموضوعة والمعاد تقنينها حسب البيئة العربية) ومرورا" بتبيان أثر البيئة الحضارية على تظاهر الأعراض المرضية وصولا" إلى تبيان الحاجة الملحة لوضع دليل عربي لتشخيص الاضطرابات النفسية والعقلية. ولقد ضمنا مجمل هذه الآراء في كتابنا " نحو سيكولوجيا عربية" ( دار الطليعة – بيروت 1995) : الذي أصدرناه بعد عقدنا مؤتمرا" عربيا" شاملا" تحت هذا العنوان ونشر أعماله كاملة. وتجنبا" للجدل مع المتغربين والمستغربين، وتفاديا" لقهر إلصاق مصطلحات التعصب والفاشية بمصطلح " القومي" فإننا ننطلق من اعتراف المصادر الأجنبية بوجود الشخصية الأممية، وبأهمية دراسة خصوصياتها، وبالفائدة التي تعطيها هذه الدراسة في توضيح الفروقات بين الحضارات. الأمر الذي يزيد إمكانيات الاستفادة من العلوم النفسية خصوصا"، والإنسانية عموما".
الآن، والقوات محتشدة والمد قدر والمياه الضحلة بانتظار الجميع، بحيث لا يمكن لليبرالية النظام العالمي الجديد أن تتقبلنا إلا كأعداء أممين لها. ماذا نفعل؟ هل نستمر بالربط الهذياني – الهلوسي بين التحديث وبين الغرب ؟ وهل يستمر تفكيرنا نمطيا" – تكراريا" (Stéréotype) للتفكير الغربي؟ أم نظل نرسخ مظاهرنا الفصامية بالانشطار بين الانبهار بليبرالية لا حصة لنا فيها ولا نصيب وبين أصولية تجمد سيلان الزمن فتمنعنا من اتخاذ القرار للاندفاع في التيار المؤاتي لأمتنا.
الشرق شرق والغرب غرب مقولة تدعمها حتمية صدام الحضارات. وبعدها نبقى على إصرارنا الوسواسي على التماهي (التوحد) بالمعتدى ؟ أقله أن نقبل هذه المقولات كاحتمالات، وأن ندخل بعض المبادئ الملزمة على ممارستنا اليومية، وأن نعمم هذه المبادئ من منطلق الإرشاد النفسي الجمعي والفردي. أبسط هذه المبادئ الاتفاق على تعريف علمي- موضوعي للصحة العقلية. وهذا التعريف بات حاجة لشخصيتنا العربية التي تتلقى علاجات وحشية. استنادا" إلى شخصيات تندرج في إطار الاتهامات، ومنها : الإرهاب والقسوة والاندفاع الانفعالي – الغريزي والخبث وغيرها من المصطلحات المنبثقة – أساسا" – عن حق بريطانيا في حرب الأفيون.
إن تعريف الاتزان العقلي الذي نقترحه للاعتماد كمؤشر للإرشاد الجمعي والفردي يتضمن العلائم التالية: 1- التأكد من الهوية الذاتية والجمعية، والاطمئنان للشعور بالانتماء والحفاظ على الكينونة (حقوق وواجبات) بما يستتبع التعاون الإيجابي مع المحيط. 2- التنمية المتوازية لقدرتنا على الحب وعلى النقد معا". 3- تخطي الميول النرجسية، وتقبل القواعد المؤلمة المرافقة للتجارب الإنسانية. 4- التعمق في استكشاف الذات وعدم الاكتفاء بما هو سطحي وظاهر منها. 5- البحث الدائب عن الانسجام والتناغم مع الواقع ومحاولة تعديله، مع استبعاد المشاعر والممارسات السلبية. 6- إن الحرية ليست مرادفة للفوضى بل هي تعني أن تكون الذات هي نفسها. فلا تتحول إلى المطالبة بجملة لا معقولات، وهي لا تتراخى في الدفاع عن ماهيتها. 7- إن تغيير شروط الراهن غير المحتملة لا يتم باللجوء إلى الخيال والى بارانويا الشعور بالتآمر. بل هو يتم من خلال الدراسة الموضوعية لإمكانيات تغيير هذه الشروط، والعمل الجاد على ذلك. 8- إن التفكير بالمستقبل ( أهداف، طموحات) هو علامة حياة. وكلما كان هذا التفكير أكثر موضوعية كان الواقع أكثر راحة وتأكيدا" لمشاعر الاطمئنان والتوازن. مع الإشارة إلى أن تضخم الطموحات يحول التفكير بالمستقبل إلى التسامي وهو علامة موت
|
|||
سعيا وراء ترجمة
جميع صفحات الشبكة إلى الإنجليزية و الفرنسية نأمل من الزملاء الناطقين
بالإنجليزية و الفرنسية المساهمة في ترجمة هذا البحث و إرساله إلى أحد إصدارات
الموقــع : الإصــدار الإنجليــزي
– الإصــدار الفرنســي |
|||
|
|||
Document Code VP.0028 |
ترميز المستند VP.0028 |
||
Copyright ©2003 WebPsySoft ArabCompany,
www.arabpsynet.com (All Rights Reserved) |